أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - اضحكوا بقدر المستطاع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟














المزيد.....


اضحكوا بقدر المستطاع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3559 - 2011 / 11 / 27 - 18:11
المحور: كتابات ساخرة
    




جلست بين أعشاب البحر النائمة .كان النهار هادئا كأنّ العاصفة قد انتهت .أو منحت البحر هُدنة مؤقتة..لا أحد يدري متى ستعود لكنّ الجميع يعلم أنّ حياة الموج فارغة بلا عواصف .كان اليوم يوم سبت حيث ارتاح الله من خلق العالم .غير أنّ الآلهة لا تهتمّ أبدا ان كان ما خلقت جديرا بالحياة و الخلق أم غبيّا و عديم الجدوى . و فجأة تعالت الضحكات من الأعماق.خطر لها أن ترسم بدلا عن الآلهة لوحة ضاحكة بالمشهد البحري. فقد سئمت الصدفات كآبة السلاحف و مكر الأخطبوط و لُعابه الأسود .لماذا لا نكتب تاريخ العاصفة من الجهة الضاحكة ؟ لقد آن الأوان أن نضحك ملء المعاني العميقة التي تُخبئها عنا ضحكاتنا ..لا أحد يعلم مستطاع الضحك ..لأننا لا نضحك فقط كلما أضحكتنا تفاصيلنا اليومية ..بل يحدث أن نبكي أيضا و أن نسخر و أن نشمت و أن نثأر و أن نثور و أن نغضب و أن نعبث و أن نُصرّف كل الطيش و النزق و الحريات التي سُلبناها ..كل ذلك يختفي في الضحك .. اضحكوا قدر المستطاع قد يكون ذلك هو آخر ما تبقى من ممكن الحرية و سياسات المدينة ..و من امكانيات الفرح بأننا مازلنا هنا و بأنّا سنفنى هنا على حدّ الجرح و الحرف .. سبع ضحكات هي حصيلة يوم بحري . انّ البحر يزحف و هو بصدد ابتلاع البر ..لن تبقى غير العواصف و بعض الصدفات ..و الكثير من المضحكات المبكيات ..
ضحكت الصدفة للمرّة الأولى من عبثية مشهد احتراق شابّ من عمق الريف ..صفعه الاستبداد على خدّه الأيمن فأحرق نفسه بوسوسة من خدّه الأيسر فحُكم عليه بالحرق مرّتين : حين صفعته بوليسة فغفر لها الحاكم الوقتي ذلك .و حين سيحرقه الله في جهنم لأن حرق النفس البشرية أمر حرام . لكن المضحك هو أنّ هذا الفتى الملتهب بنيران الدكتاتور لم يكن بشريا تماما . ربما كان أكثر من بشر أو أقل من بشر .و ذاك هو مالا تغفره الديانات و لا الدول .
و ثانية ضحكت الصدفة حينما اعتلى عرش العاصفة التي أججّتها الحيتان الحرّة سلاحف هرمة ترهلت من كثرة الزحف تحت أقدام الدكتاتور و لم تعد تتذكر من الأجناس الحية غير "القرود" و "الشرذمة الضالة " و " الجرذان "..أمّا بقية البشر فلا يعرف عنها السلاحف شيئا تحت مفعول حبيبات النوم و ضيق القلب و ضغط الدم و هبوط السكّر و أمراض أخرى..
و ثالثة ضحكت الصدفة من ثورة البوليس على البوليس. فمن سيحفظ أمن من ؟ و من سينصف الحاكم من الحاكم غير الشعب ؟
و ضحكة رابعة من مشهد الأحزاب التي خرجت عن طور العقل و العدّ في حين يجنّ الفقر و البؤس و لا أحد من الطرفين يعلم الى أين سيصل الحزب و لا أين يتوقف البؤس و الذعر ..
و الضحكة الخامسة أشبه بالبكاء ازاء أطفال باتوا يبحثون عن غذائهم في مصبّات القُمامة ..هؤلاء أيضا يلزمهم "حزب القُمامة " و ربما ينتخبه الكثير بدلا عن أحزاب الحداثة و الحرية و الديمقراطية و العدالة و الانسانية..
و الضحكة السادسة اضحكوها ملء أفواهكم و الى من استطاع الى ذلك سبيلا ..كل يوم يُحاكم الدكتاتور و عائلته في نشرات الأخبار ..و كل يوم يُطلق سراحهم لعدم سماع الدعوى و لعدم ثبات الحجة و لعدم كفاية حجم الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب ..ثبّتوا اذن ضحكاتكم جيّدا ..
و في المرّة السابعة تشرق الصدفةُ من فرط مُلوحة الضحكة..فيُغمى عليها .و في أثناء ذلك ترى في الحلم الدكتاتور محميّا جيدا في مدينة اللّه ، ذاك الله نفسه ،الذي سيحرق البوعزيزي .. و ترى أيضا نساءه جميعا و غلمانه حواليه يرفلون في حرير مكّة ، أدام الله نور طغاتها و ظلامهم علينا ..لكنّ ما أضحكها بشكل مريع الأمر التالي : لقد شاهدت في حلمها سيدة تونس الأولى و الأخيرة ،( انتهى عصر السيدات الحلاّقات الصبّاغات )، و هي تُلوّن شعر الدكتاتور باللون الأزرق البحري ..استشاطت الصدفة غضبا من فرط غيرتها على لون البحر ..و طفقت تُؤجّجُ الأمواج و تُؤلّبها ثانية ..علّ العاصفة تمنح للأعماق لونا جديدا ...



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نفّذتم القرار بالهدم ؟
- ماذا فعلت بنا السبّابة اليُسرى ؟
- هنا تُباع الشعوب خِلسة
- سيكبر فينا الياسمين يوما ..
- من يحمل الغابة في عينيه ؟
- لماذا جرحتم هذي السماء ؟
- لم يأكلوا النخالة بعدُ
- أنشودة الشمس
- شهرزاد لا تنام
- لا خير في نهار بلا رقص
- من يشتري الصحراء غيرك ؟
- هل تركتم للعصافير قليلا من سماء ؟
- الخوف من الديمقراطية
- نهاية الطاغية
- من أساء الى الذات الإلهية أم من أساء الى الثورة ؟
- شعر الثورة
- الشيوعية ليست إلحادا..
- بحث في التفكيكية
- قراءة جمالية في الشهادة
- مقالة في الجماليات


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - اضحكوا بقدر المستطاع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟