أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جمشيد ابراهيم - في الهشاشة بركة














المزيد.....


في الهشاشة بركة


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3559 - 2011 / 11 / 27 - 12:47
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لانتعرض الى اي موضوع بدافع الحب او الكراهية او المصلحة لان الابحاث العلمية لا تستطيع الا ان تكون موضوعية حيادية و الا لانهارت قاعدتها و لكن الابحاث العلمية بطبيعتها هشة ليست مبنية على قاعدة صلبة لا تسمح بالدحض و الطعن. فكل نص او علم لا يعرف الهشاشة والمرونة نافذ المفعول في كل زمان و مكان كنصوص الاديان يعتبر جامد ميت ليس له وجود في كون مرن لا يسمح بالازلية قطعا.

استطاعت العربية:
اولا ان تتطور من لغة قبائل بدائية بسيطة بعد الاسلام و بفضل القرآن بفترة قصيرة نسبيا الى لغة عالمية و ان تصبح احدى اللغات الرسمية في الامم المتحدة لها ثقلها و دورها المهم.

ثانيا ان تتحول من لغة فقيرة لا تملك مفردات معقدة ماعدا تلك التي تتعلق بالحياة بالبدائية مثل الجمل و التمر.. الى لغة غنية جدا بعد صهر المفردات و الافكار الدخيلة من الحضارات المتقدمة اهمها اليونانية و الفارسية و الارامية سابقا و الانجليزية حاليا عن طريق الاحتكاك و الترجمات. فمثلا ليست فقط لغة الصحافة و العلم و التقنية باكملها مبنية على ترجمات لمفاهيم انجليزية بل حتى طريقة سرد الاخبار و نبرات الصوت و حركات العين و اليد و تقاطيع الوجه و طريقة اللبس و غيرها ليست الا تقليد لمقدمي برامج هيئة BBC و غيرها من دور نشر الاخبار الصوتية و المرئية الغربية.

ثالثا السيطرة بعد تهميش اخواتها من اللغات السامية و غرق اللغات المجاورة الاخرى بمفرداتها و ايصالها الى ابعد نقطة على المعمورة.
رابعا ان تتحول الى لغة العلم و الادب و التجارة في الشرق الاوسط لتتحول الى lingua franca دون منازع في الشرق بصورة عامة مما ادى الى استحداث اقسام في الجامعات العالمية تهتم بها على نطاق واسع في محاضرات و كتب و مقالات المستشرقين.

خامسا تمديد سيطرتها على مساحات شاسعة في الشرق الاوسط و شمال افريقيا و تخضع كثير من اللغات الاخرى لسيطرتها.
سادسا التوصل الى الوحدة اللغوية الرسمية لجميع الدول العربية بلغة عربية رسمية واحدة تربط جميع هذه الدول و تتعدى محيطها في العالم العربي لتخترق العالم الاسلامي في كل مكان اضافة الى العالم غير الاسلامي.

سابعا بفضل الموارد النفطية ان ترفع جزء من عالمها الى دول غنية مستهلكة.

و لكن لم تستطع العربية لحد الان:
اولا تحقيق الوحدة الجغرافية والثقافية والسياسية لاجزاءها و ليس هناك امل بانها ستكون قادرة على ذلك يوما ما.
ثانيا القضاء على لغات الشعوب التي اغتصبت منها اراضيها و هويتها جزئيا رغم ان هناك محاولات للافلات من سيطرتها كما حدث في السودان و يحدث في العراق و مصر و دول المغرب.

ثالثا بعد تولي الانجليزية عرش ملكة لغات العالم و ظهور العولمة و الانترنيت و تحولها الى لغة جميع الاختصاصات العلمية و الادبية و التقنية و التجارة و تهميش دور الدين في الحياة اليومية تدريجيا تتراجع دائرة سيطرة العربية و تتعرض مثل جميع لغات البشر الاخرى الى خطر تهميشها الى لغة الحياة اليومية وتترك جميع الاختصاصات للانجليزية بدون منازع لعدم قابليتها على ترجمة واستحداث مفردات علمية دقيقة في متناول يد دارسي الطب و الهندسة و التقنية و الادب و الفلسفة..

رابعا ان تثبت مركزها عالميا لان الدول العربية رغم موارد النفط الهائلة و ثرواتها البشرية لا تزال دول مستهلكة مقلدة للغرب تتفشى فيها الفساد و ثقافة ابن العم و ليس هناك لحد الان رغم نهضة شباب فيسبوك و القضاء على بعض الدكتاتوريات فيما يسمى بالربيع العربي امل التطور لعدم وجود بدائل يمكن الاعتماد عليها بين الحكام الجدد طالما ليس هناك ربيع عربي في العقلية العربية الدكتاتورية لمقاومة الفساد و احترام الانسان و البيئة و الحيوان.

خامسا لم تتحرر العربية من دكتاتورية الاسلام حجر طريق تطورها فهي لا تزال اسيرة صاحب الفضل عليها رغم ان الاسلام اليوم عائق في طريقها بشكل خطير لربما لانها لا تريد ان تظهر بمظهر الناكر للجميل و تربط مصيرها بمصير الاسلام حتى الموت. يجب ان يفهم العرب اليوم ان في الهشاشة بركة و في اللاصرار و العناد و الصلابة نقمة.
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانسان كسلان
- قصة الامية و الجاهلية العربية 2
- قصة الامية و الجاهلية العربية
- الاصل الاغريقي لكلمة (الاغنية) العربية
- بين الثنائية و الثلاثية
- الشيئية العربية بلاش
- بين طريقة الدفع و السحب pull/push system
- اقوال الملائكة و افعال الشياطين
- الولادة و الرياضيات 2
- الولادة و الرياضيات (1 + 1 = 1)
- الافكار حرة و لكن..
- احتياطات الكاتب الجامعي Hedging
- من اين اتت النساء؟ 4
- من اين اتت النساء؟ 3
- من اين اتت النساء؟ 2
- من اين اتت النساء؟
- تقدير قاعدة الانسانية
- عودة الجاهلية
- شرائح تركيز النفس البشري
- اللغة جزء من الترجمة


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جمشيد ابراهيم - في الهشاشة بركة