أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - انتصار العدالة والتنمية واستراتيجية السلطة المخزنية














المزيد.....

انتصار العدالة والتنمية واستراتيجية السلطة المخزنية


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3559 - 2011 / 11 / 27 - 03:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


عندما بدأ التيار الأصولي في الانتشار بين شباب المغرب في السبعينيات، كانت تدعمه فكرة ميثولوجية تعد بظهور المنقد والمخلص الآتي من الشرق، لذلك اعتبرت فترة "الصحوة الإسلامية" مرحلة استعداد لاستقباله. بالطبع لم تكن هذه الفكرة إلا خدعة دعائية لترويج الفكر الأصولي في المجتمع كدرع واق من المد اليساري، الذي كان منتشرا في الوسط المدرسي والجامعي والمهني والنقابي..إلخ. ولدعم هذا الفكر الميثولوجي، الموروث عن الديانة اليهودية (المنقذ والمخلص، الذي تنتظره اليهودية إلى يومنا هذا)، أنشأت السلطة المخزنية شعبة "الدراسات الإسلامية" التي أصبحت فيما بعد معقل تيار الإسلام السياسي كما برمج لها النظام. وكان النظام يراهن على الحركات الأصولية للحد من المد اليساري بالمغرب لاعتقاده أن لقب "أمير المؤمنين" سيشفع له لدى أتباع الإسلام السياسي، على عكس أنصار اليسار، الذين ينادون بالاشتراكية ويعادون الرأسمالية ولا يؤثر فيهم اللقب الديني.
لم تكن محاربة التيار اليساري بالمغرب هي الخدمة الوحيدة التي قدمها الإسلام السياسي للنظام، بل ساعده في الحفاظ على الدعم الإمبريالي له، شأنه في ذلك شأن كل الأنظمة العربية، إذ هدد به كجنّي مارد داخل القارورة، قد ينفلت من داخلها إن فقد النظام المخزني سلطته. وهي خطة سياسية للحفاظ على السلطة لا زالت تعطي ثمارها لحد الساعة، حيث يستغل النظام المخزني سياسيا حزب العدالة والتنمية لمواجهة معارضيه والتلويح به في وجه الغرب، مما يعني أن النظام المخزني لا يرغب في التغيّير وتحقيق مطالب الشارع المغربي بملكية برلمانية، بل يبدل جهده للالتفاف والتحايل على هذه المطالب المشروعة وتزويرإرادة الجماهير الشعبية المحتجة بكل ما لديه من قوة ودهاء سياسي.
إذا حللنا الانتخابات التشريعية المغربية في ظل أوضاع شمال إفريقيا الراهنة ، فإنه لن يكون مفاجئا حصول حزب العدالة والتنمية على أغلبية نوعية بالانتخابات التشريعية (بغض النظر عن الخروقات التي طالت الانتخابات). فخوف النظام من تخلي الغرب عنه دفعه لإنجاح هذا الحزب في محاولة لتوجيه رسالة سياسية، لأقوياء هذا العالم، مفادها أنه في حالة تحقيق الملكية البرلمانية، على الشاكلة الأوروبية، فإن جارهم الجنوبي سيصبح قلعة من قلاع الأصولية والإسلام المتطرف. ولقد أعطت هذه الخطة ثمارها للنظام المخزني، حيث نرى أن المراقبين الأوروبيين نوّهوا بظروف الانتخابات رغم الخروقات التي طالتها باعتراف قيادي في العدالة والتنمية بمدينة وجدة، حيث قال: أن هذه الانتخابات، مهما كانت نتائجها، لا يمكن الاعتراف بها لأنها أثبتت أطروحة حركة 20 فبراير. وغدا سيكون يوم الصرخة القوية، أما اليوم فمجرد تسخين". فإذا كان عضو قيادي في الحزب المنتصر يشكك بنزاهة الانتخابات ويدعو لعدم الاعتراف بنتائجها أي كانت، فكيف يمكن لنا تصديق المراقبين الأوروبيين؟
إن خطة إخراج التيار الأصولي من الكواليس إلى خشبة السياسة الوطنية لبلاد الربيع هو محاولة لإفشال الانتفاضات الشعبية ضد الأنظمة الفاسدة والمفلسة. حيث تحافظ هذه الأنظمة على نهج استغلال الإنسان للإنسان والشكل الطبقي للمجتمع، ما دام الإسلام السياسي يؤيد الطبقية والرأسمالية وكل ما يدعو له هو فكرة تآخي الطبقات، وهي فكرة طوباوية سبق ونادى بها الاشتراكيون الإصلاحيون. كما أن قيادات تيار الإسلام السياسي لها ارتباط، بشكل أو بآخر، مع الأنظمة، نظرا لتلاقيهما عند نقطة معاداة الفكر الاشتراكي المناهض للإقطاعية والرأسمالية والمنادي بدولة سيادة الشعب لا الرأسمال. وبالنسبة لحزب العدالة والتنمية فإننا نجد أنفسنا وجها لوجه مع تنظيم سياسي ملكيّ أكثر من الملك نفسه وأكبر عدوّ للإصلاحات بالمغرب، حيث كان أكبر معارض لدسترة الأمازيغية، وعارض مطلب إقامة ملكية برلمانية بالمغرب ودافع عن سلطات الملك، وأول من وقف في وجه حركة 20 فبراير ومنع أعضاء حزبه الشباب من الخروج معها في الاحتجاجات، وعمل على ترويع وتخويف المواطنين من الربيع العربي مستغلا أحداث ليبيا.
إذا انتصار العدالة والتنمية لم يكن من باب الصدفة ولا نتيجة لشعبية، مشكوك فيها أصلا، بل جاء بوحي مخزني وإرادة وزارة الداخلية المغربية التي لعبت الدور المحوري والرئيسي في هذا النجاح. ولن يفاجئني قرار عاهل المغرب إن عيّن شخصية أخرى من الحزب الفائز، غير كاتبه العام، في منصب رئيس الوزراء. وذلك لتعزيز مكانة بنكيران على الساحة الوطنية، حيث سيدفع مثل هذا القرار تعاطف الكثير معه باعتباره شخصية شريفة النوايا وقوية لا تخاف في الله أحدا، ولذلك أقصيت من رئاسة الحكومة الجديدة. مما سيجعل منه بطل الساعة وربما يستطيع خطف الأنوار من حركة 20 فبراير لفترة ليست بطويلة.
لكن في القابل فقد تلقى النظام المخزني رسالتين، الأولى من نساء المغرب اللاتي خرجن في احتجاجات، تحت راية جمعية "النساء قادمات"، مطالبة بتفعيل دور المرأة والتعامل معها من حيث تشكل نصف المجتمع، وحذرت من محاولة إقصائها من المشاركة في بناء المجتمع المغربي. وهي رسالة واضحة المعالم للنظام المخزني وحزبه "العدالة والتنمية". أما الرسالة الثانية فكانت من ألمانيا، تحديدا على موجات إذاعتها، عندما طلبت من عاهل المغرب التحلي بالمزيد من الشجاعة للتقدم بالمسار الديمقراطي نحو الأمام، كما أشارت الرسالة إلى ضعف المشاركة في الانتخابات، وأرجعت هذا الضعف لتجاوب الناس، عن قناعة أو عفويا، مع دعوات المقاطعة لعدم إيمانهم من أن تحقق الانتخابات تغييرات ذات اهتمام.
إذا للنتظر الأيام القادمة، ولن ننتظر طويلا.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية في خدمة الإمبريالية لنكن حذرين
- المهاجر
- ليبيا ودلالات شذوذ التوجه
- الربيع العربي والآفاق الغامضة
- الربيع العربي في معادلة الشواذ
- الشعب يطالب بالكرامة لا بصدقة
- انتصار الشعب الليبي سيعطي انطلاقة جديدة للربيع العربي
- حرب إعلامية فاشلة
- شعب أمس غير شعب اليوم
- Madamme Font Du Picard
- من ذكرياتي مع الاتحاد السوفياتي
- الفيزازي من السلفية إلى الاشتراكية أو ما دمت في المغرب فلا ت ...
- الدولة ليست فكرة مجردة ولا جهازا فوق المجتمع
- رسالة عاشق
- رسالة الشعب للقصر في يوم احتفاله
- الفيزازي والاحتيال السياسي
- البيعة في المغرب المعاصر تزوير لإرادة الشعب
- ليس العيب في أن نخطأ بل العيب في أن نتمادى في خطئنا
- إنما المنتصر من يفوز بالحرب لا من يربح معركة
- النادل


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - انتصار العدالة والتنمية واستراتيجية السلطة المخزنية