سر فحولة المخزن !!

محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3558 - 2011 / 11 / 26 - 15:25
المحور: كتابات ساخرة
    

بطل الحكاية ثور..و البطلة من جهة ثانية امرأة تراقب الثور و تقارن فحولته القوية مع عجز زوجها..ترقب الثور بهدوء بعيدا عن أعين الرجال المحيطين به و الذين يحفزونه على فعل سيذر عليهم اموالا من عجول مرتقبة بعد زمن.. !
أما الملاحظة التي اثارت انتباهها فهي تلك القدرة الهائلة للثور على مباشرة عدد كبير من البقر في زمن متتابع !! وتقارن المسكينة بعلها مع بعل التعدد ذاك الذي ما إن ينتهي حتى يؤتى إليه بسطل من الحليب الطري يعبه عبا ..ثم يعاود ما يمتعه و يفرح اصحابه ! و يقلق المرأة المسكينة !
و البطل عندنا هو مثل ذاك..له قدرة هائلة على تطويع وجوه جديدة تأتيه بها صناديق اقتراع لأقلية متكلمة.. فالمخزن عندنا قادر على استيعاب كل من ياتيه بعد زمن غياب او تغييب ،يتأبطه بسرعة و سهولة ،إلى أن يختلط علينا الأمر فلا ندري إن كان ما صوتنا عليه هو فعلا ذاك الذي تمخزن !!
إن المخزن عندنا أذكى مخلوق على وجه الأرض ،و أكثرها قدرة على التطويع إن بواسطة سطل حليب طري أو بدونه ! كذا فعل مع كل الوجوه التي حكمت باسمه في العقود السابقة ،و كذا سيفعل مع من أتت به صناديق اقتراع فارغ أكثر من نصفها !
تعود المرأة المسكينة مسرعة للمنزل لكي تنادي زوجها الذي يخذلها كل ليلة ،فتوبخ قلة قدرته كما يفعل الثور ! و تطالبه الأتيان كل يوم بسطل حليب كي يعبه هو كذلك ! و لأن الرجل المسكين استصعب شرب سطل حليب و ما يأتي بعده ،فقد رافقها ليشاهد الأمر بأم عينيه ! حينها اكتشف ما لم تكتشفه زوجته...فالأمر في نظره ليس فحولة ناتجة عن سطل الحليب و إنما يعود لتغيير في البقر !!!
أما نحن..فإن البقر تشابه علينا !!

#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات