أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وليد يوسف عطو - اعترافات حمار ناطق ج1














المزيد.....

اعترافات حمار ناطق ج1


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3557 - 2011 / 11 / 25 - 10:05
المحور: كتابات ساخرة
    


هذه أحداث افتراضية بين حمار له شكل الحمار و يمشي على أربع قوائم و لكن له لسان إنسان و عقله قريب إلى عقل الإنسان . صاحبه و مالكه يوقظه فجرا ليعطيه قدرا قليلا من طعام الإفطار ليقوم باستغلاله طول النهار . يسحب عربة تحتوي على بضائع و مواد تموينية و مواد عتيقة ( خردة ) و أحيانا اسطوانات غاز للاستعمال المنزلي . يقوم المالك بغلق فم الحمار بشريط لاصق و ينزعه عنه عند إطعامه و شربه الماء و بعد انتهاء عناء يوم العمل الشاق .
المال : انهض يا حمار للإفطار .
الحمار : على الأقل قل : صباحك خير يا صاحبي فأنت لست بأفضل مني في كل الأحوال .
المالك : صباحك زفت . علي ان أسدد ديوني بعملك و كدك .
الحمار : صدق المثل اللي قال : اللي اختشوا ماتوا . يا صاحبي البشري ان طعامك كالعلقم فأنت تعطيني فضلات من الخبز اليابس المليئة برائحة البشر الكريهة و بدهونكم النتنة . و أنا بطبعي أتناول الطعام النباتي النظيف الطبيعي . حتى البرسيم و مختلف أنواع الأطعمة النباتية التي تقدمها لي ملوثة ببقايا الحروب و المواد الكيمياوية . منذ زمن طويل لم أذق طعاما نظيفا . فالفلاح اخذ يسقي النبات بماء ملوث و أنا الحمار أحب الطبيعة كما هي عند الخليقة و ليبس كما دمرها الإنسان الذي تنتمي انت إليه .
المالك : انت تتكلم كثيرا .
الحمار : لم يبقى لدى البشر رحمة و مع ذلك تقولون عن أنفسكم انتم عقلاء بينما انتم تقتلون بعضكم بعضا . ان الحمير لا تقتل الحيوانات و لا تأكل لحومها . أما انتم البشر فلم نسلم نحن الحمير من غدركم . فبعد ان نخدمكم طول العمر تقومون ببيعنا إلى أصحاب المطاعم غير المجازة ليعملوا من لحومنا كباب مشوي أو شاورمة ( كص ) . و البقية من الحمير المرضى و العجزة يتم بيعهم إلى حديقة الحيوانات ليتم اطعامنا إلى إخوتنا من الكواسر مثل الأسود و النمور و الفهود .
المالك : ان تباع و تقتل أفضل لك ألف مرة من ان توضع في أحواض من الاسيد ( الحامض ) في دوائر المخابرات و الأمن .
الحمار : كل هذه الوحشية و مع ذلك تقولون ان إلهكم خلقكم على مثاله و خلقكم في أحسن تقويم . فأي اله هذا ؟ إما انه لم يخلقكم أو انه اله مسخ .
المالك : و انت يا شاطر يا حمار ما هو إلهك ؟
الحمار : لا يوجد عندنا آلهة , فالأرض و الطبيعة هي أمنا و هي الرحم الذي نعيش فيه و منه . إننا متوحدين في الطبيعة و مع الطبيعة . لكي تعيش عليك ان تنسجم مع الطبيعة و ان لا تتجاوز قوانينها لكي لا تهلك . فنحن و الطبيعة نمثل روح كلية نؤثر و نتأثر ببعضنا . إذا أردت ان تعرف نفسك أيها الإنسان عليك ان تعرف الطبيعة أولا و لكي تتحول من بشر إلى إنسان عليك ان تكون حمارا أولا . فالحمارية الدرجة الأولى في رقي و تطور الإنسان . ان تعود بريئا إلى جذورك الحيوانية الأولى لتتطهر من اروان الخطيئة و الذنوب و المعاصي التي يرتكبها البشر بحق بعضهم بعضا و بحقنا مجتمع الحيوانات و بحق الطبيعة . و الآن يا صاحبي أرجو ان ارتاح قليلا من العمل حتى أستطيع الاستمرار فيه يوم غد .
المالك : انت حالك مثل حالي , إذا أنا جلست يوما دون عمل فلن أستطيع إطعام عائلتي . إنني لست بأفضل منك . الشاعر احمد فؤاد نجم له قصيدة يصف فيها الإنسان الكادح الشغيل و معاناته و كدحه مثل كدحكم أيها الحمير سواء بسواء :
الاسم صابر ع البلا أيوب حمار
شيل الحمول من قسمتي و الانتظار
اغرق في انهار العرق طول النهار
و الم همي في المسا و ارقد عليه
عرفت ليه ؟
و رغم إني من البشر إلا ان كثيرا من الكلاب مدللة و حالها لا يقاس بحالي و هي تملك الحصانة الديبلوماسية .
يا صاحبي و صديقي أيها الحمار ... في يوم من الأيام مر شخص بجوار منزل ( كوكب الشرق ) , ( الست أم كلثوم ) و قام كلب الست بعضه و بعدها أقام هذا الرجل دعوى قضائية ضد الست و كلبها . فتم استنفار أجهزة الدولة و اجبر على التنازل عن الدعوى . كتب عن الحادثة شاعر الشعب والثورة احمد فؤاد نجم يقول :
انت فين و الكلب فين
طب ده كلب ( الست ) يا ابني
و انت تطلع ابن مين ؟؟ !!!
الحمار : يا صاحبي نحتاج نحن الحمير إلى جمعية أو اتحاد لضمان حقوقنا و ضمان تقاعد عادل و مأوى لائق و مأمون و طعام يليق بنا بما قدمناه لكم انتم البشر من كدح طول العمر . و لهذا سنعقد مؤتمر ( كونفرنس ) سنسميه مؤتمر الحمير الخضر يتضمن السلام الاجتماعي مع الإنسان و البيئة النظيفة و الحفاظ عليها و فقرات أخرى كثيرة .
في الجزء القادم : مقررات مؤتمر الحمير الخضر .
تحت شعار :
( أيها البشر , لكي تكون إنسانا عليك ان تكون حمارا أولا . من اجل بيئة نظيفة خالية من تدخل الإنسان ) .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديانات الشمولية
- هل انكر بطرس يسوع ؟
- انجيل هيجل
- خارطة طريق نحو كركوك آمنة
- اشكالية وجود الله ومعرفته والاحساس به
- فرض الحجاب على الطالبات في مدارس العراق
- المسلمون اخوة يسوع
- سورية ... كيف الحل ؟
- اول مخالفة قانونية للمجلس الانتقالي الليبي
- تزييف التاريخ و المسكوت عنه في فتح الاندلس
- كركوك ... القنبلة الموقوتة
- ضوء على الاحداث في مصر
- الفرق بين تدين الانسان وانسانيته
- بسبس 000 ميو
- قانون الايمان المسيحي وثقافة الكراهية والاقصاء
- هل الله واحد ام ثلاثة في الاسلام و في المسيحية ؟
- بين السيجارة وقنينة العرق
- الى اخي عبد الرضا حمد جاسم ...
- ترييف بغداد و تصحرها
- ثقافة التصحر ام تصحر الثقافة ؟


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وليد يوسف عطو - اعترافات حمار ناطق ج1