ربى بلال
الحوار المتمدن-العدد: 1054 - 2004 / 12 / 21 - 09:11
المحور:
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
الكبت الجنسي في مجتمعنا و التخلف و مشكلة الشرف الأزلية أدت إلى خوف الشباب من الزواج و باتت مشكلة أساسية يشكو منها مجتمعنا الشرقي.
فترى الكثير من الفتيات ينتظرن المخلص لهن من حياة العزوبية ليرحمهن من استعباد الأب أو الأخ و حتى الأم أحيانا
مع أن جميع الفتيات تعرفن أن ما ينتظرهن في بيت الزوجية ليس ما يحلمن به أبدا" لكن أن يتحكم بهن شخص واحد أفضل من سيطرة العائلة كلها، فيصبح لها بيتها و مملكتها الخاصة و تستطيع التحكم نوعا" ما بحياتها مع زوجها دون قلق و يصبح لها مكانة مهمة في المجتمع و وجود خاص بها لا تحصل عليه في حياة العزوبية مهما علا شأنها أو علمها
فيسمح للمتزوجة بالقيام بالكثير من الأشياء التي لم تكن تجرأ على القيام بها في بيت عائلتها ،كتغيير لباسها، وحديثها و حتى تصرفاتها فتصبح أكثر جرأة و شجاعة حتى في مناقشة أمور الحياة لأن عائلتها لن تتدخل بها بعد الزواج إذ أنهم قد سلموا هم شرفها إلى الرجل الذي ستحمل أسمه بعد الزواج فيصبح مسؤولا" عنها بقية عمرها.
فالزواج بالنسبة للفتاة هو إحدى الوسائل المساعدة لحصولها على جزء من حريتها بطريقة أو بأخرى و لتشعر بوجودها في مجتمعها و بين عائلتها و الأهم لتتخلص من العبء الذي أثقل ظهرها منذ ولادتها و هو غشاء بكارتها و يشاركها بهذا العبء عائلتها التي ستتنفس الصعداء يوم زواجها و خلاصهم من هذا الهم العظيم!!!!!
و لكن أين هذا المخلص؟ و متى سيأتي و هل سيلبي مطالبها و مطالب عائلتها؟؟ أسئلة تبقى بلا إجابات و الفتاة تنتظره بفارغ الصبر حتى أصبح حلما" بل هاجسا" فتحاول أن تجذب أي شاب يمللك بعض مؤهلات الزواج و تكون مستعدة للتنازل عن الكثير من مطالبها من أجل تحقيق هذا الحلم.
أما الرجال فهم في موقع قوة كما هو الحال في جميع أمور حياتنا فهم ليسوا بحاجة لمخلصة بل لامرأة تلبي حاجاتهم الشخصية البحتة و تساعدهم على استمرار نسلهم العظيم!! فتراه يبحث عن امرأة تصلح أن تكون خادمة و ليس شريكة لحياته لأن الشريك يحق له مثل ما يحق للآخر و هذا صعب على الرجل الشرقي.
فاغلب الرجال يريدون زوجة بلا ماض عاطفي، صغيرة بالعمر، ضعيفة الشخصية حتى يسيطروا عليها و لتكون برأيهم الزوجة الوفية و الأم الفاضلة لأبنائهم. و أخيرا جميلة الجميلات كاملة الأوصاف دون التفكير بمدى وسامتهم و كمال أصافهم أو حتى رجولتهم.
و هنا تكمن المشكلة التي يجب توضيحها فجميع صديقاته الفتيات لا تنطبق عليهن هذه المواصفات فهو يمضي أجمل أوقات عمره معهن و لكنه لن يفكر بالزواج من إحداهن، فالصديقة لن تكون إلا واحدة من وسائل تسليته و إثبات فحولته في مجتمعنا الذكوري، و مهما كانت هذه الصديقة جميلة، مثقفة و وفية فمواصفات الزوجة الصالحة برأيه لن تنطبق عليها لأنها قد أحبت أو مارست الجنس قبل الزواج .بل الأسوأ من هذا أنها برأيه مستعدة دائما و أبدا للخيانة حتى لو كان ماضيها مع شخص أحبته فعلا".
كل ما كتبت في سطوري أعلاه بات معروفا" من قبل جميع النساء فأصبحن متمرسات بالتلاعب على الرجل و إقناعه بما يريدون و ماهرات في إخفاء ماضيهن. فاعلموا أيها الرجال أن أي فتاة في زمننا الحاضر تستطيع ممارسة الجنس بجميع أشكاله و تعود إليك يوم زفافك العظم عذراء و كأن لم يمسسها رجل قبلك فتصبح بنظرك الملاك المنتظر الذي سيرعى بيتك و يصون كرامتك فتذكر بأن عمليات إعادة العذرية باتت سهلة المنال و بأبخس الأسعار .
كما أنها يمكن أن تتحجب لإقناعك بأنها متدينة و بعيدة عن عالم الرجال و تؤكد اهتمامها بالعودة إلى البيت باكرا" قبل حلول الليل و كأن الجنس لا يمارس إلا ليلا"!!!!!!!
لا أقصد إهانة المرأة في مقالي أبدا" بل أريد أن أشرح أن دهاء النساء قد فاق قوة الرجال باضعاف المرات و أصبحت المرأة تتلاعب بهم لتحصل على حقوقها ( و لو بطريقة خاطئة) و هم يتباهون بفحولتهم أمام الجميع .
فمجتمعنا مليء بقصص عن فتيات كانوا باعتقاد عائلاتهن مثال العفة و الشرف و الصدق دون أن يتخيلوا ما كان يحدث داخل بيوتهم.
فاعلم أيها الرجل بأنك لم و لن تستطيع حجزنا و كبت غرائزنا مهما كنت قويا" و ذكيا" فدائما" سنجد الحل لخداعك ، فنصيحتي لكم يا رجال الشرق أن تمدوا يد الصلح لنا و تستسلموا بإعطائنا الحرية التي تملكون و التي هي حق لنا و ترموا رواسب التخلف وراء ظهوركم لتنعموا بحياة أفضل و أعقل فلا الحجاب يزيدنا أخلاقنا ولا عذريتنا تعني عفتنا.
فكونوا صادقين معنا و مع أنفسكم لنكون لكم خير زوجة وأم وأخت وأبنه دون خداع أو كذب.
ربى بلال
[email protected]
#ربى_بلال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟