أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نزار جاف - لادين للنساء














المزيد.....


لادين للنساء


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1054 - 2004 / 12 / 21 - 09:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


وأنا أقرأ مقالة الفاضلة "فاتن نور" حول " منطق التسبيح و الدعاء للمرأة فقط " ، أعجبني فيها صراحتها التي وصلت بها الى حد الجرأة الغير العادية، ذلک أن تناول إشکالية الدين و المرأة هي من المواضيع التي ليست بالهينة للکثيرين خوض غمارها و إماطة اللثام عن مکنوناتها. لکن طرح هذه الاشکالية تدعو المرأ الى سبر غور الموضوع و البحث عن مکمن الداء و تحديده بدقة بعيدا عن کل أنواع المجاملات و اللف و الدوران و القفز على الحقيقة. وواقع الامر أن مسألة موقف الدين من المرأة بشکل عام سلبي على طول الخط، فهي " بحسب مفهوم الدين " رمز الخطيئة و سببه الاساسي في الوجود. وقد کان لمبدأ " سيادة الرجل " الذي ساد کوکبنا الارضي العامل الاهم في ذلک الموقف السلبي الذي تطور شيئا فشيئا حتى إکتسب بعدا مقدسا، وخصوصا حين طرح مفهوم سيادة الرجل في الکتب المقدسة و بصيغة لاغبار عليها، ففي التوراة هناک نص صريح يقول :" الى زوجک يکون إشتياقک وهو الذي يسود عليک" وأعتقد أن " هو الذي يسود عليک " واضح جدا و لايحتاج الى أي إسهاب. وهذا الامر ذاته يتکرر في الدين الاسلامي کما جاء في القران الکريم : " الرجال قوامون على النساء " ، وبموجب ذلک صارت المرأة مجرد تابع و ظل للرجل لا دور لها سوى الانجاب و تربية الاطفال وکما ينسب للخليفة المأمون قوله : إنما أمهات النساء أوعية ! وعودة الى التأريخ تبين مدى الظلم الفاحش الذي وقع على النساء، ففي أوروبا وکما يذکر " ويل ديورانت " في موسوعته " قصة الحضارة " موضوع " حزام العفة " الذي کان الرجل حين يغيب لأي أمر کان عن داره، يجبر المرأة على لبسه حتى يضمن إنها سوف لاتخونه! أو الديانة الهندوسية التي کانت الى عهد قريب تقوم بحرق المرأة " الحية " مع جثة زوجها ! ولعل من المناسب جدا أن أضيف هنا الموقف "الرجولي" للجنوب العراقي بوجه خاص وکما يورده الدکتور علي الوردي في " لمحات إجتماعية من تأريخ العراق الحديث " حيث أن مجرد ذکر المرأة سواء کانت أما أو أختا أو زوجة أو بنتا...الخ، فقد کانت کلمة " تکرم " تورد قبلها، و کلمة " تکرم " هذه کانت تورد حين يتم ذکر مفردات من قبيل أسماء الحيوانات و الغائط و البول و الحذاء، وقد وضعت المرأة في مصاف تلک المفردات !! أن موقف و رؤية الرجل في مجتمعاتنا الشرقية بشکل عام محکومة بذلک الارث الفکري ـ الاجتماعي ـ القبلي، وهو وإن إدعى التحرر و العقلانية في موقفه بصدد المرأة إلا إنه ليس من الهين عليه أن ينضو عن ذاته کل ذلک الارث بين عشية و ضحاها. المسألة أبعد و أعمق من ذلک ، إنه يحتاج الى المزيد من التحرر من الاطر المحشورة سلفا في الوجدان و العقل الباطن لکل رجل. إنه يحتاج الى إعادة صياغة الکثير من مفاهيمه بخصوص المرأة و قضايا اخرى ذات صلة قوية بالموضوع " مثل موضوع الحريات بمختلف أشکالها"ولعل من أهم و أخطرها هو تجاوزه للبعد المقدس لها ، فهل يستطيع ؟!
کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا
[email protected]



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغشى وجدها الارق من النسمة فکان مخاض الشعر! فينوس فايق..کورد ...


المزيد.....




- جنوب إفريقيا... مصرع امرأة جراء فيضانات ضخمة (فيديو)
- الجنسية السويسرية عبر الزواج: شروط صارمة وكلفة باهظة لمن يقي ...
- السعودية.. توفير خدمة هي الأولى من نوعها للنساء في الحرم الم ...
- وزيرة شئون المرأة الفلسطينية لـ«الشروق»: نواجه واقعا مأساويا ...
- من بطلة إلى ملهمة: كيف غيرت إيمان خليف وجه الملاكمة النسائية ...
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 878 ضحية في الساحل السوري
- في لبنان: جريمة قتل امرأة سبعينية في الشوف
- شهادات مؤلمة: العنف الجنسي ضد الفلسطينيين في تقرير أممي
- توغو: قوانين الإجهاض الصارمة تدفع النساء إلى المخاطر وتفاقم ...
- كيف يمكن للمرأة العربية الاستثمار في الذات لتحقيق النجاح؟


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نزار جاف - لادين للنساء