أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كمال يلدو - - الضحية - بين مخالب مخابرات العراق الجديد!














المزيد.....


- الضحية - بين مخالب مخابرات العراق الجديد!


كمال يلدو

الحوار المتمدن-العدد: 3555 - 2011 / 11 / 23 - 09:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


طاف في فضاء الأنترنيت قبل ايام فديو حمل عنوان ( سيد معمم ينتهك شرف فتاة من الكوت) ، يظهر فيه فتاة عراقية -الأستدلال من لهجتها - قيل انها كانت على علاقة مع شخص ( سيد ) ، ويبدو انه نكل بوعوده لها بالزواج بعدما مارس معها الجنس، فقامت بقتله . ظهرت الفتاة معصوبة العينين، وتجلس على كرسي ، وقد تحلق حولها مجموعة من ( الذكور) وبالزي المدني ، أسمعوها شـتى انواع الأهانات ، وانهال بعضهم ضربا على رأسـها ، فيما كان يمارس احدهم دور المحقق ، بســؤالها حول الحادثة ، ثم اردف بســادية مريضـة ، مصحوبة بلهجة الأستهزاء والتشـفي عن الأوضاع الجنسية التي مارسها ( المجني عليه) ، ثم ينهي كلامه لها بالقول : ماذا تتمنين الآن ؟ فتقول : الموت!، وبهستيرية المعاقين يقول لها : خذي هذا المسدس وأقتلي نفسك! ، فترد عليه مذعورة : اني خائفة ، فيمطرها بمزيد من الكلمات النابية .....هنا ينتهي الفديو.

لا أظن ان انسانا ســويا، سيكون على وضعه الطبيعي بعد ان يشاهد هذا الفديو القصير، والذي يختصر وبلحظات معدودات ما يجري خلف الجدران الموصدة ، وكيف تطبق القوانين، وما هو مصير حقوق الأنسان في عراق اليوم. وربما تدفعه الريبة للشك من ان هذا الفديو هو من زمن العهد البائد وزنازين اقبية الأمن والمخابرات سـيئة الصيت حينما كانت تنفرد بضحيتها وتشعبها اغتصابا وضربا وتعذيبا كان يمتد حـد الموت . أم نحن في ظل نظام جديد ، اريد لـه ان يكون مثالا للعراقيين اولا وللمنطقة ثانيا ، حينما تتمكن المظلومية من كرســـي الحكم بعد تغييب امتد لعقود من الزمن توارثت الحكم عليه انظمة حرمت الفقير والمحروم من فرصة المشاركة في صنع القرار!

اســئلة كثيرة يطرحها هذا الفديو ، ربما نبدأ بالأساسيات منها :
هـل قتلته بمفردها ، ام بمساعدة شخص آخر ، ومن يكون ، وأين هـو الآن ؟
مــاذا عن عائلتها وأهلها ، اين هم ، وماهو موقفهم وأبنتهم في حضرة هؤلاء المحققين ؟
اليس في عرف القضاء ، ونحن نتحدث عن بناء دولة القانون ، ان يكون بصحبتها محاميا ، وأن تكون هناك جلسة رســمية لتســجيل اقوالها؟
وأليس في عرف القانون ايضا ،مبدأ " ان المتهم بريء حتى تثبت ادانته"
و أليس من عرف القانون مبداء عدم ضرب المتهم أو اهانته مهما كانت الجريمة وتحت اي ظروف كانت ؟
وهل في عرف القضاء العراقي ، لو اعتبرنا ان ما كان يجري مع هذه ( المتهمة) هو تحقيق ، هل يجوز عصب العينين ، وأستجواب ( المتهم) بهذا الأسلوب الســوقي الذي اورده الفديو ؟
يقينا ، ان ما حمله هذا الفديو القصير بوقته والكبير بمحتواه ، يمثل شـــريحة الدجالين واللصوص والمجرمين الذين تربوا في صفوف حزب البعث وتشربوا من مفاهيمه وأفكاره الجهنمية حينما كانوا يتعاملون مع المعتقلين من المعارضة ، لكنهم وجدوا اليوم، وفي العراق الجديد ، فرصتهم في تصريف تعقيداتهم وســاديتهم ونرجسيتهم الجنسية المريضة ، بتبديل بزة الزيتوني ، ببزة الولاء لأحزاب الأسلام السياسي ( بسنته وشيعته ) ، وركوب الموجة ، ليصل بهم المقام الى ذات الموقع الذي كانوا يحتلوه في زمن ( الانتصارات) ، وزمن حكم ( المظلومية) .

اتوجه بســـؤالي الى القضاء العراقي ( النزيه) وأنا في حيرة من امري ان كان ســـينتخي لهذه المرأة ( المتهمة) ، ويعالج القضية وفق الأعراف القضائية ، التي تحفظ كرامته وتجعله مفخرة للمواطن؟
وهل ســـيقوم القضاء ، او اية جهة رسمية اخرى ، بالكشـــف عن الأشــخاص الذين قاموا بأستجواب ( المتهمة) ، وضربها وأشباعها كل انواع الشتائم ؟
وهل ننتظر محاكمة عادلة لهذه المرأة ( المتهمة) ، يفسح فيها القضاء المجال واسعا لتدلي بشهادتها ، والدفاع ، وأن يعرف العراقيين خلفيات الحدث وتبعاته – ان كانت ما زالت على قيد الحياة ؟

اما الســؤال الأهم فهم : هل هذه هـي الأساليب العصرية والحديثة في التعامل مع المتهمين والذين هم على ذمة التحقيق ، خاصة في ظل المادة الثانية من الدستور ، وحكم الأسلام السياسي – السمح والمتسامح - في العراق الجديد ، العراق الفيدرالي الديمقراطي الموحد؟
ام اننا مطالبون بأستنســأخ تجربة الذين ســـبقوا الطبقة السياسية الحاكمة الآن ، والتي يمكن الأستدلال عنها من سؤال السجناء السياسين الذين نجوا من مقصلة الأعدام او آلة القتل البعثية ، رجالا او نساءا ، وبالأخص ، الضحايا من الأحزاب الأسلامية الحاكمة ؟

وأخيرا ، لابد لي من توجيه الشكر للشخص الذي قدم هذا التسجيل الفريد ، لأنه وثق هذه الحادثة ( ليس لندرتها أو اهميتها الأستثنائية فقط ) ، بل ليكشف لنا عن حقيقة ما يجري ، ونحن مازلنا نتسائل ان كانت هذه المجموعة تنتمي للداخلية ، أو الدفاع ، أو الأمن الوطني ، او أمن الأحزاب الحاكمة ، او أمن المحافظة المعنية ؟
ملاحظة أخيرة : كنت اتمنى لو وضعت لكم رابط هذا الفديو ، لكني اعتذر لسبيبن، أولها، هو احترامي لهذه الأنسانة وخوفي عليها من بطش الذكور في عائلتها او محيطها ، والثاني ، هو احترامي لمسامعكم ، بسبب الكلمات النابية والصور المخلة بالشرف الذي احتوته هذه القصة .

الحل ...ما هو الحل ؟ اتطلع لليوم الذي يعامل به الأنسان العراقي ، مثلما تعامل بقية الدول المتحضرة شعوبها ،
والحل ...ما هو الحل ؟ فأني اتطلع لليوم الذي تتمكن فيه الضحية العراقية ( ذكرا كان ام انثى) من الدفاع عن نفسها دون خوف او اهانة او ضرب ، وأن ينال الجناة عقابهم العادل في ظل " العراق الجديد" ، تحت ســماء القانون ، وليس تحت عبائة " دولة القانون" المليئة بالشقوق والثقوب .
** دعوة لذوي الأختصاص الى ترجمة الفديو الى لغات العالم المتحضر ، حتى يرى ويتعلم وربما يستنســـخ تجربة العراق الفريدة من نوعها.

تشرين ثان 2011



#كمال_يلدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا ما يؤسس دكتاتورية جديدة
- اسبوع على غياب - هادي المهدي-
- ماذا لو صح الخبر !
- البحث عن الاصالة في الغناء السرياني الحديث
- يكفينا مزايدات ياسيادة الوزير!
- حاضرنا حينما يتعثر بالماضي، علي الأديب نموذجا!
- الشاعر عبد الكريم كاصد، بعيدا عن الوطن ، قريبا من الناس
- دفاعا عن الحرية تحت - نصب الحرية-
- بلطجية بطعم -العراق الجديد- !
- عدوى - الصحّاف- تجتاح الانظمة العربية المتهرئة
- رحمة بنا وبآثارنا يا سيادة الوزير!
- موضوع للمناقشة:من يوقظ عصر السبعينات الذهبي من سباته؟
- بين 8 آب 1988 و 2010
- زيارة -للزعيم- في عيد الثورة
- ظلال الزعيم -عبد الكريم- في المشهد العراقي
- هل الآرشيف العبري العراقي ....عراقي؟
- قرأة في تفجيرات الموصل الأخيرة:لا بديل عن الحماية والمحكمة ا ...
- حول انتخابات 2010:قبلنا التحدي ، وفخورين به!
- حول انتخابات الخارج،احتفظوا - بعراقيتكم- للذكرى فقط!
- قناديل من كلية العلوم/جامعة بغداد


المزيد.....




- الولايات المتحدة.. النساء نصف المجتمع -سكانيا فقط-
- دعوة للكتابة في العدد الثالث والعشرين من مجلة طيبة حول النسا ...
- ” راتب من الدار ” منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائر 2025 ...
- مقررة أممية: اعتداءات إسرائيل على النساء الفلسطينيات جزء من ...
- بين القابلة والطبيبة النسائية.. قيود اجتماعية تعيق وصول النس ...
- مقتل سيدة على يد شريكها.. إسبانيا تسجل أول ضحية للعنف ضد الن ...
- من تعدد الزوجات الى التطاول الجنسي على الأطفال
- “رابط متاح” التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بال ...
- بالصور| وقفة احتجاجية في ساحة الفردوس ضد تعديل قانون الاحوال ...
- رابط مُفعل للتسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بالج ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كمال يلدو - - الضحية - بين مخالب مخابرات العراق الجديد!