أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - عمار الحكيم..والتشخيص الخاطئ لتراجع المجلس !














المزيد.....


عمار الحكيم..والتشخيص الخاطئ لتراجع المجلس !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3554 - 2011 / 11 / 22 - 14:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تعنيني كثيرا متابعة الخطابات السياسية التي يلقيها الساسة في المناسبات التي تقتضي منهم ذلك مهما حاولوا تزويق مفرداتهم وتنميق عباراتهم وترقيعها بالبلاغة وتأطيرها بمصطلحات يحاول من خلالها لفت الانتباه والتغاضي عن حقيقة الواقع السيء الذي يعيشه المواطن الذي يستمع، او يظن السياسي، انه يستمع له .
فالحقيقة تبقى وراء نصوص الخطابات وخلف العبارات وتتعدى المفاهيم وتقفز على مساحاتهم المكشوفة، وتضل سابحة ، سواء علموا بذلك ام جهلوا، في الالاعيب اللغوية على حد تعبير فتجشتاين، فتبقى هنالك فراغات في هذه الخطابات تكشف مدى بُعد هذا السياسي وتياره وحزبه عن مايجري في الواقع. وفي هذا الاتجاه لانجد انه حينما تفشل الافكار فان الانسان يخترع اللغة كما يقول مارتن فيشر بل حينما يفشل الاداء الواقعي فان الانسان يعوضه باللغة والبلاغة.
هذا السمة التي تنسحب على مجمل الخطاب السياسي العربي تأتي في مقابل غياب واضح للتطبيق الحي العملي للمبادئ التي تتخلل هذه الخطابات التي تتعكز على المركب اللغوي لا المنجز الواقعي والبناء الوجودي البراغماتي، بلغة وليم جيمس ، الذي لايشك المواطن في اثره وامتداد الافقي والعمودي في الحياة المعاشة.
ويأتي خطاب السيد عمار الحكيم الاخير، او بمعنى ادق المقطع الذي انتقده فيه، والذي القاه الجمعة الماضية في احتفالية الذكرى التاسعة والعشرين لتأسيس المجلس الاعلى كنموذج للخطابات السياسية التي تتعكز على المفردات والعالم اللغوي اكثر من اعتمادها على فضاء الواقع الحي وبالتالي لانخرج من هكذا خطاب بنتائج واقعية ملموسة تُعلل ماحدث بدقة وتفسر ماجرى بواقعية.
مضامين عديدة وكثيرة جاءت في خطاب الحكيم، وقد يُتاح لي العودة لها بشيء من التحليل لاحقا، ولكن اكثر ما اثار انتباهي فعلا في خطاب الحكيم عبارة مهمة تتعلق باسباب تراجع المجلس الأعلى سياسيا وتضاءل شعبيته وعدم حصوله على مقاعد برلمانية في انتخابات 2010 تتناسب مع حجمه وتاريخه ووضعه السياسي والإمكانيات المادية والإعلامية والتنظيمية المتوفر لديه.
وهو الامر الذي ادى الى فقدانه سمة كونه لاعبا محوريا في الساحة السياسية كما عهدناه في زمن الراحل السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله، حينما كان المجلس رقما صعبا في البرلمان العراقي والحكومة ولا يمكن ان يُسن قانون او يمر تشريع من غير ان يكون ممهوراً بموافقة او أمضاء المجلس.
لابأس طبعا، وقبل التعرض لتعليل الحكيم لأسباب تراجع المجلس، ان يعترف الحكيم بان المجلس قد تراجع وان قياداته " انصتت باهتمام الى نصائح وملاحظات طيف من الاصدقاء والحلفاء في اعادة تقييم لادائه خلال السنوات الماضية" كما يقول احد قياديي المجلس، وقد اكد ذلك الحكيم ايضا، ولو على نحو لايخلو من الحبكة في الصياغة، بان" المجلس الاعلى تعلم ان ينحني معتذرا عن اخطائه لانه يرى ان الانحناء والاعتذار عن الأخطاء هو قمة الكبرياء".
ولان الحكيم لم يستمع لكيمبرلي جونسون حينما قال " لاتدمر اعتذارك بعذر غير مقبول "فانه قد فعل ذلك حينما قام بتعليل اسباب تراجع المجلس على نحو غير صحيح البته ، وقد تجسد ذلك بقوله " أن المجلس الاعلى قد دفع ضريبة كبيرة حينما لم يجعل المواقع والمناصب اولوية اساسية من اولوياته وانما ركز على رؤيته الإستراتيجية في بناء دولة المؤسسات والمواطن والقانون على خلاف العديد من الإطراف ممن جعل المواقع هدفا أساسياً في حركته السياسية".
الخطا الواضح في تعليل الحكيم والخطأ الجلي في تشخيصه لحالة التراجع يعود الى شيئين مهمين:
الاول: عدم واقعية المقدمة التي وضعها الحكيم في تحليله وهي ان المناصب لم تكن اولوية اساسية من اولويات المجلس فقد كان اغلب المحافظين في جنوب العراق تابعين له وقد تسلم اغلب قياداته مناصب بعد سقوط نظام صدام ناهيك عن حقيقة ان لايوجد حزب او تيار عراقي لايسعى الى المناصب او ان المناصب ليست من اولوياته.
الثاني: فصل الحكيم بين المنصب او الموقع من جهة وعملية بناء الدولة من جهة اخرى، فالمجلس، كما يبرر الحكيم بصورة خاطئة، سعى وركز على " رؤيته الاستراتيجية في بناء الدولة" ولم يركز على المناصب والمواقع، في حين ان الحكيم يعلم بصورة اكيدة ان الرؤية الاستراتيجية وعملية بناء الدولة لاتتم الا بواسطة مسؤول له موقع او منصب يستطيع من خلاله نقل رؤيته وافكارة الى حيز التطبيق والا مافائدة ان يمتلك حزب ما او تيار سياسي رؤية سياسية ولا يمتلك منصب يمكن له تنفيذها !
انني لا اشك ابدا ان هنالك رغبة وارادة لدى الحكيم وقيادات المجلس لتلافي ماحدث من تراجع للمجلس على ارض الواقع، فنقد الذات واعادة قراءة مجريات ماحدث والكشف عن اسباب الخلل وتشخيصها بصراحة يمكن ان يؤدي ذلك الى نتائج ايجابية قد تظهر ثمارها في الانتخابات القادمة او في انتخابات مجالس المحافظات خصوصا مع حالة الشلل السياسي التي تضرب العملية السياسية في وقتها الحالي.



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورتك في الفيسبوك ..ماذا تعني !
- هل العراق بحاجة الى - قانون كلير- البريطاني؟
- صدق النجيفي ..فلاتلوموا الصادقين !
- أيهما حجر العثرة ؟.. المالكي أم علاوي ؟
- احترام صور الضحايا بين براثا وديلي ميل
- الضحايا الصامتون لأحداث 11 سبتمبر !
- الدكتور مايكل أوستن وادعاء - نهاية الأديان - !
- فيصل القاسم ..لماذا لم تذكر صدام حسين ؟
- المقاومة الشيعية..الحركة المفترى عليها !
- قراءة غربية لصراع المالكي-الصدر !
- ترشيح البولاني ...تخبط جديد للقائمة العراقية !
- دروس من هجوم اوسلو الارهابي !
- فلسفة العقاب ...اعدام سلطان هاشم !
- ماوراء البرقع والبكيني !
- التحرش الجنسي بالموظفات...محاولة للفهم !
- إغتصاب امراة سنية !
- الإمام الحسين ينتصر لرجب طيب اردوغان !
- العراقيون...والهروب من الحرية !
- مناقشة هادئة لمشكلة السيد خضير الخزاعي
- هكذا وصف فردريك نيتشه نفسه !


المزيد.....




- مسؤول مصري لـCNN: وفد حماس بالقاهرة الأسبوع المقبل لبحث المر ...
- العراق.. تراجع عن مطلب خروج الأمريكيين
- ضربة جديدة لحكومة ميلوني: إعادة 43 مهاجرا من ألبانيا إلى إيط ...
- متظاهرون يتصدون لمحاولة طرد أحد المستأجرين من حيّ تاريخي في ...
- 51 مليون يورو .. بيع سيارة مرسيدس للسباقات تعود إلى الخمسينا ...
- رئيس جمهورية بريدنيستروفيه: احتياطيات الفحم لتوليد الكهرباء ...
- لافتات في غزة دعما لموقف السيسي ورفضا للتهجير على أنقاض الحر ...
- الخارجية الروسية تؤكد أهمية عرض الممارسات الدموية للقوات الأ ...
- -أمريكيون موتى-.. خبير يذكر ماسك بـ-الأهوال- التي رأتها القو ...
- أسير محرر يعود إلى غزة ليكتشف مصرع زوجته وطفلته خلال الحرب ( ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - عمار الحكيم..والتشخيص الخاطئ لتراجع المجلس !