|
قبل الفزع الأكبر ( 1 )
سيد القمنى
الحوار المتمدن-العدد: 3552 - 2011 / 11 / 20 - 19:03
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كل الاسلاميين قبل ثورة الغضب المصرى وبعدها وحتى اليوم ،على إصرارهم أنه لو اقترب أحد من المادة (2) بالدستور الموضوع 1971 من القرن الماضى ، فإنهم سيحيلون شوارع مصرإلى أنهار من الدماء ، وهو ما يعنى أبدية هذة المادة الباقية فى أى دستور مقبل.
هكذا قول وهكذا إعلان تهديدى للدولة وللحكومة وللشعب ، لو كنا شبة محترمين نعيش فى دولة لها كرامة وسيادة ،لكان هذا القول كفيلاَ بإدخال أصحابة إلى السجون تهذيباً لأرواحهم ، وتأديباً لفكرهم الإجرامى ، وإبعاداً لشرهم عن المجتمع.
سبق وقلت ولا زلت عند موقفى ، إنى أرفض بالمطلق المشاركة فى هزل يلعب بمصير الوطن كله ، لأنه المكان الذى سأترك فية عيالى ، أرفض كمواطن تمثيلية الانتخابات النيابية قبل الدستور ، كما أرفض أى وثائق دستورية قبل المجالس النيابية أو بعدها ، دون تمثيل كل طوائف وألوان الطيف المجتمعى فى وضع هذة الوثائق ، أرفض أى تعديل لأى دستور سابق ، المطلوب دستور جديد بالكامل ، يراعى متغيرات هائلة أصبح معها دستور 1971 بردية حفرية. لقد شاركت فى الأستفتاء على تعديل 1971 رغم رفضى (وهو ما لا يتسق معا بعضه ) ، شاركنا على أمل الفوز الليبرالى الباهت فى لحظة النشوة الثورية والامتلاء بالذات وبالوطن ، التى تسمح لكل الأحلام بالظهور لتحلق فى أمانيها وخيالها الذي يغذي الأماني ويعظمها ، وجاءت نتيجة الاستفتاء معبرة عن مدى وعى شعبنا ، وهزيمة مروعة ومفزعة للأمل الليبرالى ، وأعادت المعاييرالحقيقية الجميع إلى أرض واقعنا المر.
كانت المشاركة للمشاركة لذاتها ، مع اللون البنفسجى على الإصبع السبابة ، كانت فرحا لا يشعر به إلا من كابد الغربة فى مجتمع وسلطان بلد مثل مصرمبارك ، من عاش العمر كله حزناَ و نكدا وكمدا ، وبعد الثورة التى هى الفخروالعز والكبرياء كله.. التي كانت فرحاً وطنياً (شرخته لافتات الإسلاميين خارج اللجان ما بين إيمان وكفر) . كانت فرحة ذات طعم غير متكرر ونشوة وطنية بلغت أوجها وتلفحت بهالة القداسة ، كانت فرحة لعودة المصرى يحمل علم بلادة بعد أن كان يعتبره من الأوثان ،) ورغم تعمق الشرخ برفع المواطن المصرى لعلم السعودية )، فإن هذا لم يوقف الفرح يوم الاستفتاء لاننا كنا نشارك جميعا ولأول مرة فى حياتنا البائسة المزرية فى صياغة مستقبل بلادنا ، وفرحة بمن صنعوا لنا هذا المجد والفخر من أولادنا ، الذين كنا قد فقدنا كل أمل فى حضورهم الوطنى ، وكنا نراهم مستقطبين بين متنافرين : قطب الجماعات الإسلامية حيث يتم تدمير العقل والوعى الفردى ، وقطب ثراء الضياع والانكباب على حياة مادية صرف بلا علم ولا روح ، وهو ما يتم فية بدورة تدمير العقل بتعطيلة عن العمل.
وكنت مفاجاتنا أن شبابنا هم الفرح الأسطوري والمهرجاني الذي كان كامنا ، هم الفرح نفسه والأفراح من قبله ومن بعده فروع له لا تناظره فجاء بلا نظير ولا شبيه فليس كمثله شئ ، كان يوم الاستفتاء عيدنا السعيد بجدارة نستحقها ، بينما الإسلاميون بإعلامهم الهائل وأموالهم التى تؤلف قلوب الناس ، كانوا يحولون الاستفتاء إلى امتحان فى الإيمان ، حولوه إلى ابتلاء واختبار لمدى إسلام المسلم ، ليختار المسلم بين إيمان الجماعات وبين كفر العلمانيين.
الآن بعدما شاركنا أهلنا فرحنا ، وذهبت السكرة وجاءت الفكرة ، وأصبح الاستفتاء درساَ واضحاَ لكل الفرقاء ، ورغم أن الدرس كان قاسياً فإن السياسيين غير الإسلاميين سواء شيوعيين أو ليبراليين أو قوميين أو أحزاب أو مرشحى رئاسة ، كلها لا تجد الشجاعة لقول (لا) للمادة الثانية بالدستور، بدلا من أن تتسق مع مبادئها وقيمها وأسسها وتخلص لها ، وتعلن بوضوح أن وجود هذة المادة يدمر مفهوم الدستور والمواطنة معاَ ويزرع الفرقة المجتمعية برعاية الدولة والقانون.
مصيبتى أن أرى أهلى وناسى وأحباء عمرى الذين فيهم أساتذتى و زملائى و أبنائى فى العلم والمعرفة ، يعلنون أنهم يقبلون بهذة المادة الحمقاء والمدمرة والفاسدة مبنى ومعنى (وهو ما سنقيم علية الدليل مع سيرنا فى هذا البحث) حدث هذا دون أن يتم توجيه دعوة لهم بإعلان هذا الأعتراف ، ولم يسبق لأحدهم أن رفض هذة المادة من قبل ومن قبل القبل ، سوى العبد الفقير الذى اعتبر هذة المادة معركتة الدائمة التى لن يخرج من ميدانها إلا إذا خرجت معه ، كان المطوب بدلا عن إعلانهم البيعة للمادة (2) ، أن يعلنوا جديدهم للناس وتبصيرهم بمصالحهم وصالح وطنهم ، لا أن يصدروا بيانات توضيحية تعلن إيمانها بالانحناء للمادة الثانية الكريهة.
مصيبتى تتضاعف مع الكنيسة بعد طول عراك بينى وبين الإسلاميين على وجود هذة المادة ، بعدها بزمن طويل بدأت الكنيسة فصرح بعض رجالها في آخر سنوات حكم مبارك على إستيحاء بضرورة إعادة النظر فى هذة المادة ، مستنداً إلى ما قدمة شخصى المتواضع بهذا الشأن ( دون ذكري بالطبع فهم يصفقون لي عن بعد لكنهم لايتحملون تبعات الاقتراب مني ولو كمرجع للفكرة والمعلومة لأني منطقة حرام ؟ ). وتقلبت الأيام وجاءت بما لم يكن بالحسبان ، فجأة جاء الغضب وثورته المجيدة ، ويالانكسار الروح عندما انتهز الإسلاميون الفرصة ليسرقوا ثوار الغضب مجدهم ومستقبلهم ، فما كان من كنيستنا الغراء إلا الإعلان عن مبايعتها وتأييدها لبقاء الماده المصيبة كعربون لحلف مع النظام الإسلامي القادم .
ويا لهول السقوط والتردي أمام أى بوادر تستدعي الرعب التاريخي الكامن ، الذى يحيل الثورة إلى انكسار وتراجع ذليل ، مع إعلان الكنيسه إن هذة المادة ستضمن تطبيق الشريعه الإسلامية للمسلمين ، وفى ذلك صالح الاقباط ، لأنهم بدورهم ستكون مرجعيتهم التشريعية هى الكنيسة بين بعضهم البعض ، يعنى كل واحد يبقى مع نفسه وكل وحده ومصيبته على قده ، وهو ما استقبله الإسلاميون أحسن استقبال فهشوا له وبشوا و أعطوا الموافقة على تسيلم المسيحيين للكنيسة مقابل أستلامهم للمسلمين.
ولا يطيب لى أبداً ، ولا يسعدنى ، بل يشعرنى بالقرف ، أن يعيش سيد القمنى عمره كله كعلمانى صادق مع مبادئة ، يحارب من أجل حقوق المواطنة الكاملة من حرية ومساواة وحقوق مدنية وسياسية للأقباط ، فيكون رد كنيستنا الوطنية للجميل أن تطلب له و لزملائة ولأهلة المسلمين العبودية والذل الكاملين. مع التضحية تماما بمصر وبالوطن وبأى أمل فى تقدم وتحضر كان مأمولاَ. رضى لنا أهلنا الأقباط الهوان وطلبوه لنا مكافأة على عمر طويل من العطاء غير المسبوق وغير المنكور ، لنعيش تحت قهر فقهاء الشريعة مقابل حصول الأقباط على العيش تحت قهر الكنيسة ويفوز كل بغنيمتة ، ويظل شعبنا فريسة الكاهن والشيخ بأسوأ مما كان قبل يناير الغضب. إن بنيامين قد عاد متحالفاً مع عمرو الفاتح ليفوز كل بنصيبه من العبيد ، فيفوز ابن العاص بكرسى الحكم ويفوز ابن بنيامين بكرسى الكرازة. كلكم سادتى المعمين المقفطنين الملحتين الملتحفين السواد أو البياض كهنة أو مشايخ مسلمين ، كلكم أزهراً أو كنيسة وإرهاباً ، كاكم داخل نفس الجبه الطائفية القاسية ، الناس فى قواميسكم هم عبيد يؤدون لله حقوقه (يعنى إليكم) ، أما هم فغير موجودين في البال ولا في الخاطر ، وليس لهم أى حقوق. كنيستنا العزيزة الغالية غلاوة الوطن ، أصمتى عن الشأن السياسى ولا تكررى بيع عيال الله خشية أن يشارك الكنيسة فى ولائهم أى ولاء آخر ، حتى لو كان الوطن ، لا تفسدى علينا يا كنيستنا المكرمة ما بذرناه عبر عمر من العذاب ، أو كان العذاب قطعة منه ، نحرث ونبذر ونروى ونكنس ونمسح وننظف ونطهر جروح متقيحة فى العقل والروح والبدن ، سكبنا فيها رحيق العمر وعصارة الأيام وخبرتها ، فى زمن كنت فية يا كنيسة كامدة من طول الصمت حتى البكم ، وكنا نحن من يقول بعلو الصوت الجهير ، وكنا نحن دونكم من يتلقى الصعقات واسوأ النتائج والعقوبات المجتمعية ، بل ومن زملاء لى ليبراليين يتاجرون أحياناَ. تحملت وحدى ساعات رهيبة مفزعة إن تأخرت طفلتى فى العودة من مدرستها ، أو يكون ابنى فى سيارتى التى أغرقوها فى النيل أمام بيتى ، ولكن هناك فرق بين من يدير خدة للطم ، وبين من يرفض أى جرح لكرامتة الإنسانية ولو بالقول. وهو القول الطويل العريض الذى لم يترك فى قائمة اتهاماتة وتشهيرة بالكذب الشيطانى شيئاً بشعاً لم ينسبه إلى شخصى الضعيف فى تدمير منظم وحرق للكاتب وتخوينة وإقصاءه من مجتمعة ، فى عمليات تشهير وتجريس لم تحدث لكاتب غيرى ، فهى غير مسبوقة وربما غير ملحوقة. كفوا عنا أذاكم سادتى كهنة الكنيسة وأنشغلوا بالعبادة وتطهير النفوس ، وأتركوا لنا شئون لا تفهمونها ، لقد سبق لنا ولا زلنا وسنظل ما دام العمر ، فى عراكنا من أجل حصول كل المصريين من أى دين أو عنصر على كامل حقوقهم فى المواطنة والمساواة أمام قانون واحد. عراك بدأناه فى زمن كنتم فية جثة بكماء مصابة بالشلل الرباعى ، ولا تستطيع أن تكسر صمتها بصرخة. إن المسيحى يستحق حظوظاًمثل حظوظ المسيحيين فى بلاد الحريات ، لأنه ليس أقل من الذين حصلوا على عتقهم من الكنيسة ، وعادت العلاقة بينهم علاقة صداقة ومحبة وأختيار حر بلا قهر بحرفية النص ، وهى لاشك الخطوة الأرقى من علاقة السيد والعبد ، هى الأنتقال من سلطان الشريعة والحرف النصى إلى علاقة المحبة التى تتساوى فيها كل الرؤوس ولا تنحنى فية رأس الأنسان لأى من كان ، المسيح قد أكد أن الحرف يقتل وليس أنا من قال. أن ما حدث فى 25 يناير لمدة خمسة عشر يومياً مجيدة ، أصبح علامة تاريخية فى جسم وروح كل مصرى ، هم كل العزة والجلال المهيب ، ورغم القسوة المرعبة التى مارسها نظام مبارك ، فإن كل ما حدث وبعد الصمود الرائع أمام القذائف الحارقة والقتل العشوائى ، كان كله بروفة ثورة ، للثورة التى لم تبدأ بعد ، بروفة ثورة ثقيلة التكاليف , ويا لوعة كبدى على شبابك يا ميدان ، شباب كالورود تمزقوا أو خسروا أعضاء من أجسادهم ليصنعوا لمصر فخرها ، ومات من مات بعد أن قلدنا أكاليل الغار ، فلتتقطعى يا نياط قلبى ولتنفطر يا كبدى ولتتفجرى يا مصر غضباَ حتى لا تذهب غرغرات موت شبابنا هباء وعبثا ، وحتى نستحق ما قدموه بأجسادهم وحياتهم التى لم يعيشوها ، وقوداً وقربانا على مذبح الطريق نحو النور ، حيث يعيش البشر سعداء منتجين مبهجين أحراراً كراماً فى أوطان عزيزة الجانب. قبل يناير الغضب ، كان الطافى على سطح الفعل السياسى الإسلامى هو الإخوان المسلمون ، ومع متغيرات العالم بعد معجزة بن لادن فى سبتمبر 2001 ، والرد الأمريكى بإسقاط طالبان وصدام وحضور القوة العالمية فى المنطقة ، إضطر الإخوان أمام الدعوات وأحياناً الأوامر الدولية بالأصلاح الداخلى ، إلى تسجيل تراجعات انتهت بقبولهم بمبدأ مدنية الدولة الديمقراطيه ، لكن على أن تكون ذات مرجعية إسلامية. وبهذا السبيل طارحناهم النقاش أخذاً ورداً ونقداًوتحليلاً ، حول توجههم الديمقراطي وكيف جازلهم أن يجمعوا بين المرجعية الدينية الربانية وبين المرجعية البشرية الشعبية الديمقراطية. وكان واضحاً كما شرحت في سلسلة طويله من الدراسات إن هذا الموقف المنفتح على الديمقراطية ، هو إعلان تقية والتفاف على زيادة انتشار الثقافة العلمانية والمبادئ الحقوقية ، باستخدام الآلية الديمقراطية وليس الديمقراطية ، باستخدام صندوق الاقتراع كآلية ديمقراطية ، لأنهم العارفون بحال شعبنا الذي يستمتع بأنيابهم مغروسة فى دماغه ، وأنهم بهذا الشعب سيصلون إلى الحكم دون قتال واغتيالات ، مؤجليين القتل والسحل إلى ما بعد التمكين الذى هل هلاله وظهرت بشائره ، وأكدته على الأرض مليونية قندهار الشهيرة وبعدها بالأمس مليونية تورا بورا التي رفعت صور بن لادن قائدا للثورة ، وبعد التمكين باستخدام الصندوق الديمقراطى كألية سلميه للوصول إلي السلطة ، يطبقون المرجعية الإسلاميه ، التى ستلغى بالشرع أى مرجعية أخرى أمامها ، فماذا ستقول المعارضة له ؟ صبحى صالح صوت الأخوان العالى يقول "لن نرضى بغير الشريعة الأسلامية ، ولن يرقد لنا جفن ولن تغمض لنا عين ، حتى نرى الشريع الإسلامية مطبقة كاملة غير منقوصة" أول ما يتبادر إلى الذهن عندما نرى الإخوان ، بل للنكاية والدهشة عندما نرى السلفيين الذين كانوا يكفرون الخروج على الحاكم ، بل وزيادة فى السواد الكوميدى عندما نرى الإرهابيين الذين لوثت أيديهم بالدم البرئ ، يعلنون جميعاَ دخول اللعبة السياسية والقبول بالديموقراطية كوسيلة سلمية للوصول إلى السلطة . أول ما يتبادر إلى الذهن هو السؤال : هل يعنى إنخراط هؤلاء فى العمل السياسى الديموقراطى ، أنهم قد تمردوا على نظم الحكم التى أقرها الخلفاء الراشدون وعملوا بها ؟ وبالطبع لا يمكن لأحد ان يزايد الهداة المهديين ، ويدعى أنه قد وصل إلى نظام أفضل من نظامهم ، هو الديمقراطية كطريقة أفضل من طرق الراشدين ، بحسبانها الحل العالمى الذى أثبت نجاحة أينما طبق ؟ لكن الإسلاميين كانوا يطلقون على القانون والدستور عند بلاد الحريات اسم الطاغوت ، واليوم يتمسحون باذيال هذا الطاغوت ، وينسون أن كل البشرية التى طبقت الديموقراطية ليست أفضل من خير البشرية فى قرن الراشدين ، وبالتاكيد ليست أفضل من خير القرون زمن النبى (ص). فأى إيمان لديكم وما هى معايره ؟ وهل السياسة والدنيا التى تصبغ فعلكم كله اليوم ، تعنى إقصاء الله حسب ما نرى ، أم تعنى حضوره كما نسمع فى الشعارات فقط ؟ فالله لا يظهر عندكم فى الفعل والحراك الحزبى والسياسى والنقابى ، إنما فى الأقوال والشعارات وخطب الجمعة دون وجودة فى واقع الحال.هذا علماً أن أخذهم بمبدأ مرجعية الديمقراطية هو أخذ لأمر عظيم يكاد يكون من الكبائر المعدودة أو هو أعظمها ؟ لأن المرجعية الديمقراطية تعود إلى شعوب وثنية كديمقراطية أثينا ودستور وقوانين روما. وكانت أنظمة حكم تنظم تبادل السلطة بالسلام ويحصل فيها المواطن على حقوقه على التساوى مع أى فرد أخر فى المجتمع. وعرفهم القرآن وتحدث عنهم فتحدث عن الأسكندر المقدونى وعن الروم وحروبهم وقياصرتهم ، لكنه لم يأخد عنهم لا الديمقراطية ولا الدستور ولا القانون. قرر أهل الإسلام المخلصين الأنخراط فى اللعبة الديمقراطية ، لأنها لا شك أصبحت فى نظرهم أصلح من الآليات الراشدية ، والدليل أختيارها وتخليهم عن الأصول عند كواكب الهدى الذين إذا أقتدينا بهم أهتدينا بأوامر نبوية ، ورفض أسلاميو مصر الأقتداء بالهداة الراشدين وفضلوا الديموقراطية على أسلوب الخليفة الصديق ، وطريقة الفاروق عمر ، وإداره ذى النورين عثمان ، ونظام مكرم الوجه على بن أبى طالب. لماذا إذن لا يمدون الحبل على أستقامتة ويأخذون ببقية هذا الأفضل ، وإيداع الأسلام مكانه الأمين فى قلوب المؤمنين ، أيقافاً لنهر الدم الآتى . الإسلام هنا ليس أكثر من ركوبة يرضى عنها جمهور الغوغاء والدهماء كطريقة للوصول الحكم ، وهم غير الموجودين عند الأسلاميين بالمرة.هم مجرد وسيلة. قال الإخوان : " لو رشحنا حمار ميت الناس هاتنتخبه " ... إنهم يعلمون أن الناس ستعطى صوتها لحمار ميت ، ويعلمون أن الناس تستحق كل هذا الأحتقار والازدراء لدرجة أنها تنتخب حماراً ، هم على يقين بأنهم عمموا الحمرية على شعبنا الغلبان حتى أصبحت الحمرية داء وطنياً ، وسيصوت الشعب الحمار لأبناء فصيلتة من حمير الإخوان بالضرورة القومية. مصر أمام دولة دينية آتية تخزق العيون وتخرق بصيرة من يقومون من بيننا كليبراليين يعطونهم الشرعية بمواءمات سياسية. كل من قبل بالانتخابات قبل الدستور إنما يعطى للناجحين شرعية نجاحهم بما لا يسمح له مستقبلاً بالطعن فى شرعيتهم ، المؤاءمات السياسية لا تخدم مصلحة الدولة المدنية إنما تصب فى معامل إنتاج الطاقة الإسلامية ، وتضخ الأصوات فى صناديقهم. إن اعتراف الليبرالى بمادة تفرق فى رعويتها بين مواطنيها حسب دينهم أو الوانهم أو ثقافاتهم هو كارثة تصيب المبدأ الليبرالى فى قلبة. هذا رغم أن الإسلاميين أسفروا عن خبيئتهم بوضوح فى إقامة دولة إسلامية تطبق الشريعة. حجة الليبراليين أنه لماذا يترك للإسلاميين وحدهم الساحة ليكتسحونها إذا لم نشاركهم ؟ وإن المادة (2) ليست مجال نقاش فهى مجرد مادة ديكورية لا تضر ولا تنفع.يعني نترك لهم عظمتهم لأنها مادة ليس لها فعل فى الواقع. إذن ما هذا الذى كان يحدث ولا زال يحدث من مصادرة الصحف وغلق المراكز البحثية وتخوين غيرها ومصادرة الكتب والروايات ودواوين الشعر وإيقاف الإعلامين ومحاكمة المفكرين والكتاب والصحفيين ومطاردة الشيعة وأضهاد البهائيين وقهر الأقباط ، ألا يبدو كل هذا تفعيلاَ للمادة الثانية ؟ إن هذة المادة نالت منى فى اغتيال توأم روحى ، الرجل فى زمن عز فية الرجال (فرج على فودة) ، وفى صديقى الراحل (نصر حامد ابوزيد) الذى مات ولم يبلغ غاية تألقة بعد ،وفى صديقى وأخي ، الذى ينسكب حناناً مصرياً وتشم فية رائحة الخير المصرى أحمد صبحى منصور ، أصابتنى فى صديقى الشاعر حلمى سالم وفى المناضلة الدكتورة نوال السعداوى ، وفى الأعز أحمد عبدالمعطى حجازى ، كلها إصابات أستندت إلى المادة الثانية بالدستور ، هذا ناهيك عن أصابتى الشخصية التى كانت معاناة مستمرة لى ولأسرتى. هل هذة مادة ديكورية ؟ فإذا حدث كل هذا وهى ديكورية فماذا يحدث بعد ان نكشف أنه ديكور متحرك وجهه غير قفاه ؟ وهو ليس ديكوراً باليقين وسأدلل على ذلك. أن المادة الثانية الديكورية ستكون حجر الأساس فى خراب مصر ، ولأنهم عندما يركبون ويتملكون لن تعود ديكورية ، لأنها اليوم وقبل أن يركبوا أصبحت فى شعارتهم مادة فوق دستورية تعلو على كل دستور وكل قانون ولا يعلى عليها.
إذن إصرار الإسلاميين على وجود هذة المادة طوال السنوات الماضية وحتى الآن ، هو كما عدنا وزدنا منذ مايزيد عاى عشرين عاما ، لآنها السبيل التى ستنتهى بهم إلى ساحات القطع والجلد والسحل ، أما الركوبة التى ستحملهم مع شريعتهم إلى موقع سلطة الفعل ، فهى الشعب المتدين ودينه الذى سيدفعه ليعطى صوتة لحمار إخوانى ميت.
#سيد_القمنى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غزوة ماسبيرو المباركة !!!
-
مساجد الضرار
-
الإسلاميون في مصر يقولون أن القمني كان من أنصار النظام
-
حوار مع المفكر المصري الكبير د. سيد القمني
-
مواد الدستور وفق الضوابط الشرعية الإسلامية
-
هدم الكنائس و اضطهاد المسيحيين أمر قانوني مُلزٍم حسب المادة
...
-
الآن لابد للقوات المسلحة من إثبات وجود مصر كقوة اقليمية كبرى
-
مصر بخير
-
المادة الثانية أو معضلة الثورة
-
برقية واحدة
-
الغوامض المرتبة تثير القلق (برقيات جديدة)
-
برقيات سريعة لكل من يهمه الأمر
-
ردا على رسائل القراء
-
يا شباب مصر لا تتوقّفوا!
-
العار
-
اما أتاتورك أو جودو
-
أغلقوا مفارخ الإرهاب
-
الفتوى آلية تقنين بدائية
-
اعلان من سيد القمني لكل من يهمه الأمر
-
الإرهاب نظريا وقدسيا
المزيد.....
-
إعلام أفغاني: شويغو يعلن عزم روسيا على استبعاد حركة طالبان م
...
-
تسفي كوغان: الإمارات تقبض على 3 أوزبكيين بتهمة قتل الحاخام ا
...
-
في رحلة لعالم الروحانيات.. وزان المغربية تستضيف الملتقى الدو
...
-
ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات وعرب سات
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 Toyor Aljanah نايل سات وعرب
...
-
اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا
...
-
الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
-
المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
-
أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال
...
-
كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|