|
المجموعة الشعرية(الان.. ارتشفت زبد الحب) لماجدة غضبان صوت الانثى ضد ارادة تأنيث العالم
وفاء زنكنه
الحوار المتمدن-العدد: 3552 - 2011 / 11 / 20 - 18:21
المحور:
الادب والفن
صدر مؤخراً عن ... المجموعة الشعرية (الان.. ارتشفت زبد الحب) للشاعرة ماجدة غضبان المشلب.. يقول عبد الزهرة زكي في تقديمه للمجموعة الشعرية: في المجموعة الشعرية(الان.. ارتشفت زبد الحب) يرتفع صوت الانثى وترتفع معه ارادة تأنيث العالم، ويتكرس مثل هذا الشعور حتى في حال العزلة التي تركن اليها المرأة التي /اغلقت الباب دونها/ودون عشاقها، فهي/ تتحول في وحدتها/ الى اخطبوط هائل/ يبحث باذرعه الممتدة/عبر الكون/عن عاشق واحد/لا ينتابه الهلع/ساعة تحولها/الى مجسات كثيرة برأس الاخطبوط.
ويعرض زكي صورة هيمنة الرجل على الواقع الشعري حتى لتنتج عنه توصيفات مثل: من فحول الشعراء، وشاعر فحل، وحتى الجن ملهمي الشعر في الثقافة العربية القديمة، من الذكور وهي توصيفات تسربت الى تراتبية تصنيف الطبقي للشعراء، ليتصدر بموجبها الشاعر الفحل التصنيف الطبقي للشعراء، وهو تصنيف جنسي طارد بحكم التسمية والتوصيف للنساء الشاعرات ولتكن ٍبالتالي مشاركة المرأة في صنع الشعر مدعاة للتبرم والارتياب
ويلفت كاتب مقدمة المجموعة الشعرية الى ان السمة الجنسية الفارقة بقيت تملي تأثيرها الشديد في تاريخ طويل من الكتابة الشعرية التي انتجتها المرأة في الثقافة العربية والتي بقي العقل النقدي الذكوري يستقبلها متعاطفا او متبرماً.
ويضيف زكي ان تبرم النقد الذكوري للشعر الذي تنتجه الانثى لا يأتي انطلاقا من طبيعة النص وانما بالموقف من المرأة كائنا وشاعرة، ومن فهم الشعر ووظائفه في الحياة العربية .
ولكن المرأة استمرت بانتاج الشعر، بوصفه حاجة انسانية، ومن الخنساء، التي لم تقبل الا ان تقارن بكبار شعراء عصرها الرجال، مرورا بنازك الملائكة التي اصرت على انها رائدة تحديث الشعر وليس الرجل السياب، وتستمر النساء بالاقامة في الشعر والعمل على تأليفه، وتبدو مجموعة الشاعرة ماجدة الغضبان(الان ارتشفت زبد الحب) انموذجا عبر عن طبيعة خاصة من طبائع الاهتمام النسوي بالشعر، هذا الاهتمام الذي بقي مصرا على مناوءة المفهوم الفحولي للشعر.
وتتخطى الشاعرة ماجدة غضبان جميع حواجز همينة الفحولة الشعرية، لترسم في مجموعتها هذه، صوراً متنوعة من مشاعر الانثى تجاه الحياة والطبيعة والرجل، مجسدة مشكلاتها واحزانها وانكساراتها ومباهجها وتأملاتها كذات.
وضمن قصائد(نقوش اثرية على وجه البحر)، تبحث الشاعرة عن الامل والتفاؤل بين ظلام القلب والاحزان وبريق ابتسامة في هذا الليل بعض من ظلام قلبي وفي نجومه بعض من بريق ابتسامة اغوتني يوماً لأحصد حقلاً من الضحكات وفي غموضه كل ما تسلل بعدها من انهر تبحث عن محطة ليل واحدة.
وجاء في بعض توصيفاتها: افصح ايها الغامض واكشف عن صدرك المائي وانفاسك المسترخية على شفتين من رحيق عن صوتك الفضي الذي يستقصي قشعريرة جسدي عن فرشاتك الساحرة الذابلة كأهداب الفجر
وفي قصيدة بوابات بكر، ترسم الشاعرة صورة تحدي الانثى للرجل في معرفة اسرار انوثتها وكينونتها:
تحت الجلد الناعم للانثى تفتح بوابات لاتحصى كل رجل ادعى معرفة الطريق نحو البوابات كذب
واجمل طريقة تصف به الشاعرة مشاعر الحب الخالد، عندما تعلن ان كل شيء يموت الا لحظات الحب:
اللحظة التي بدأ فيها الحب من بين اغصان شجرة التوت هي اللحظة التي لن تحضر موتي ولن تكفن جسدي ولن تدفن في قبري لكنها ستتوارى بين اغصان ايار تواصل اطلالتها الحانية على القلوب المغرمة بمفاتن شجرة التوت
وفي بعض نصوصها، تصف الشاعرة كيف تسبغ الانثى على العالم عطرها الذي يؤوب اليها منتحبا زهرة في البراري يفوح عطرها ينتشر في الارجاء بعيد ثم يعود اليها منتحباً.
وضمن قصائد لأجل الحب، تصور الشاعرة مشهد الهجرة والاغتراب لتكون الحقيبة وطنها، بعد ان تركت وراءها بساتين ونخيل بلادها اهاجر والوطن حقيبة دفاتر.. اقلام ووجه حبيبة يرفع ستاراً عنه باستحياء ساعة تئن الاشياء من زحمتها في رأسي خلفت البستان خلف الساتر والجدب لا حيلة قادم اوراق شجر تخفي عثار قدمي أين اكون ان دار الدهر بداري؟ وقفا الشمس صار نهاري ماذا أكون؟
وتهدي الشاعرة مجموعة قصائد الى جفاف الرافدين الوشيك،
الماء كنز الصحراء طمأنينة الجمل وعظمة الصبر قطرات من عرق كف لازمت كفي طويلا أتكون لي الرفيق سحابة تدللني
لست بعد سوى قطرة يزدريها الصباح يؤنبها القيظ
يودعها الغروب كأنه لن يؤوب او كأنها لن تكون الليل عصي على الفهم والفجر عجول لم يدعني أمس هدب زهرة بعد اين السحاب اذن اين هي الانهار اين ما يدعونها البحار أأنا علة شفة جفت شاحبة باردة أأنا قطرة ام اطلال قطرات
د.ماجدة غضبان من مواليد الناصرية-قلعة سكر عام 1964 عاشت شطرا من حياتها في اليمن ونشطت ثقافيا هناك - صدر لها مجموعة شعرية بعنوان ( قصائد ممطرة) عن دار نشر- تالة- في سوريا للسيدة "ماجدولين الرفاعي".
صدر لها عن دار نشر بلد الطيوب نسخة الكترونية لمجموعة نصوص بعنوان ( قصائد ممطرة ) -اختيرت قصيدتها ( لو كان للحشرجة ريشة ودواة ) للنشر مترجمة إلى خمس لغات ضمن أضخم انطولوجيا شعرية بعنوان (قلائد الذهب) ترجمة الشاعر منير مزيد ومجموعة من الشعراء العرب ، وفازت مجموعة نصوص ( قصائد ممطرة) بأفضل قصيدة في منتدى عاطف الجندي في مصر .
#وفاء_زنكنه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
-
فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف
...
-
تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
-
دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة
...
-
Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق
...
-
الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف
...
-
نقط تحت الصفر
-
غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
-
يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
-
انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|