جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3552 - 2011 / 11 / 20 - 10:23
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
أنا كل شي في الدين الإسلامي فهمته ما عدى قصة إبراهيم وبناءه للكعبة,وأيضا تصديق قصة الإسراء والمعراج وأحقية المسلمين للقدس وبنفس الوقت الاعتراف بقصة إبراهيم وبناءه للكعبة وبنفس الوقت رفض التواجد الإسرائيلي في المنطقة وخصوصا حرمان اليهود والنصارى من مكة وبالمدينة يثرب’فكل هذا الكلام يحمل متناقضات,وأيضا أستغرب من استعمال المسلمين لكلمة ولجملة (المد الإسلامي) وبنفس الوقت لا يعتبرون المد الإسلامي (استيطانا) وأيضا(استعمار) فالمد الإسلامي هو استيطان إسلامي,ولا يختلف عن الاستيطان الإسرائيلي أو بناء المستوطنات.
وقصة الإسراء والمعراج التي لا أرى فيها مبررا لاحتلال (هيكل سليمان) أيضا أستغربها كيف لا تعتبر استيطانا واعتداء على مقدسات الغير!!!!وللتوسع من تهامة والحجاز ونجد إلى البحر الأبيض المتوسط أي من البحر الأحمر إلى حوض البحر الأبيض المتوسط والتي يعتقد المسلمون خطئا بأنها بلادهم فتحوها بفضل الله عليهم,فكيف لا نعتبر هذا استيطانا وتغييرا قسرا لخريطة المنطقة,وأنا بتصوري أن على الدين الإسلامي أن يعيد النظر في قضية الإسراء والمعراج أولا,وفي قضية رحلة إبراهيم إلى مكة وحفر بئر زمزم, وبناء الكعبة,وحق المسلمين غير الشرعي في القدس التي احتلها المسلمون احتلالاً,ولا أحد ينكر بأن المسلمين احتلوا القدس احتلال إلا المسلمون أنفسهم لأنهم يستخدمون كلمة(المد الإسلامي) بدل كلمة(الاستيطان الإسلامي) أو(الاحتلال الإسلامي)غير الشرعي للمنطقة,لأن هذا الكلام خطير جدا ولا يدعم الشرع الإسلامي ولا قضية فلسطين بتاتا وخصوصا في رفض المسلمين للوجود الإسرائيلي في المنطقة,وعلى المسلم أن يعود إلى حدود ما قبل فتح بيت المقدس وأن يترك القدس لليهود لأنها مدينتهم الفاضلة المقدسة الأولى وفيها هيكلهم أي معبدهم الأول سواء أكان موقع الهيكل تحت المسجد الأقصى أو على قمة الجبل أو في أي ناحية من نواحي القدس القديمة وحتى إن لم يوجد له أثر فلا أحد يستطيع أن يقول بأنه لم يكن هنا هيكل سليمان الذي هدمه الرومان سنة(70م) وسووا حجارته بالأرض ومن ثم نقلها اللصوص لبناء منازلهم ولبناء مساجد للمسلمين فكل الحجارة التي سقطت من الهيكل أخذها بعد ذلك اللصوص وبنوا فيها بيوتا لهم ومعابد لهم سواء أكانت المعابد إسلامية أو حتى وثنية.
وبصراحة أنا أيضا لا أفهم كيف أن القدس بلاد المسلمين لوحدهم!!! فمن أين أتتهم ؟إلا من صهيل الخيول الغازية التي غزت بلاد الشام وحوض البحر الأبيض المتوسط,ومن هنا أنا أرى بأن الإسلام دين معتدي على مقدسات كل شعوب المنطقة من الألف إلى الياء’ فبفضل التوسع الاستيطاني الإسلامي لآسيا وأفريقيا استطاع المسلمون بفضل الحصان والسيف أن يقهروا السريانيين والآراميين الوثنيين واليهود بل تعدى الموضوع إلى أبعد من ذلك وهو طرد اليهود -وهم شعب الله المظلوم -من نواحي بيت المقدس وتشريدهم وتحطيم مقدساتهم, وعدى عن ذلك تم طردهم من بيوتهم في المدينة(يثرب) ومن (مكة) باعتبارهم نجسا ممنوع عليهم دخول الأماكن المقدسة ومن هذا المنطلق أعتبر أن الدين الإسلامي يشكل خطرا على منطقة الشرق الأقصى لأنه لا يطرح وجهات نظر علمية ودقيقة حول مسألتين خطيرتين وهما: أولا قصة بناء إبراهيم للكعبة وثانيا قصة الإسراء والمعراج بحيث تكون تلك المسألتين خطيرة جدا ولا تخدم الإسلام لا من قريب ولا من بعيد كما سيتبين لنا بعد قليل.
والدين الإسلامي هو الذي بدأ بالتوسع ولكنه استعمل كلمة(المد) بدل (الاستيطان) أو(الاستعمار) وهو الذي بدأ بطرد اليهود من منازلهم والسبب معروف وهو أن اليهود يعرفون بأن قصة الإسراء والمعراج والوحي كلها فذلكات في فذلكات وليست صحيحة أو صادقة كل الصدق ولأنهم كانوا يعرفون حقيقة الأنبياء استاء منهم نبي الإسلام وطردهم لأنهم يعرفون الحقيقة وهم فعلا كانوا يقتلون الأنبياء والرسل لأنهم يعرفون بأن قصص الأنبياء كلها ليست صحيحة ذلك أن الرب لا يرسل لا أنبياء ولا رسل وما قاله أو ادعاه الأنبياء من أنهم مبعوثون من الله ما هو إلا محض اجتهاد شخصي منهم أو مرض نفسي كالذي يعتقد نفسه نابليون كما حدث مع(فريدريك نيتشه) في العشر سنين الأخيرة من حياته..إلخ,والدين الإسلامي من الخطأ أنه امتد كل هذا الامتداد وتوسع كل هذا التوسع وكان عليه أن يتوقف في مكة ويثرب وأن لا يخرج لا إلى مصر ولا إلى بلاد الشام لأنه بهذه الفعلة اختلق مشاكل لها أول وليس لها آخر ولا أدري أحيانا كيف بفيلسوف وأديب مثل (برناردشو) أن يقول(لو قُدر لنبي الإسلام أو يوجد في عصرنا لوضع حلولا لأكثر مشاكل العالم تعقيدا وهو جالس على كرسي ويرتشف فنجانا من القهوة) أنا أيضا أستغرب هذا الطرح لأن الإسلام أصلا هو سبب مشاكلنا في الشرق الأقصى وفاقد الشيء لا يعطيه,والدين الإسلامي أصلا هو الدين التوسعي الاستيطاني فلماذا يأت إلينا من الحجاز إلى هنا؟, ويقال نقلا عن وسائل الإعلام الإسلامية المسموعة والمقروءة والمرئية بأن الدين اليهودي دين توسعي يشكل خطرا على منطقة الشرق الأوسط,ومن ناحية علمية أخرى أنا من جهتي أرى بأن إسرائيل ليست توسعية وأن أول من قام بالتوسع هم المسلمون الذين احتلونا إلى اليوم وما زالوا يذلون بنا وبدلوا لنا ديننا اليهودي والمسيحي فنحن بصراحة كنا إما مسيحيون وإما يهود,ولا أدري أيضا كيف ابتكر محمد وكيف فذلك المؤرخون المسلمون قصة إبراهيم وساره وإسماعيل,وأنا أضحك بالصوت العالي كلما قرأت تاريخ إبراهيم وساره و إسماعيل وهاجر وهنا أستطيع القول بأن إبراهيم تاريخ بلا شعب كما قال (آرنولد توينبي) (اليهود تاريخ بلا شعب) وهنا يصبح إبراهيم تاريخا دخل مكة وبناها وصدق هذا التصور المسلمون وبنوا عليه من وهمهم ومن نسج خيالهم رجلا يبني وابنه إسماعيل يدعو له بالتوفيق في(الحطيم),علما أن إبراهيم لم يبنِ الكعبة لا هو ولا ابنه وأعتقد بأنه لم يخرج من غزة إطلاقا,ولا أستطيع أن أفهم قصة ربط القدس بمكة كأولى القبلتين وثالث الحرمين فكل هذا الكلام كان وما زال عبارة عن فذلكات وتخبط وطرح وجهات نظر عشوائية لا تستند ولا إلى أي دليل علمي,فهل من المعقول أن يترك رجلٌ اسمه إبراهيم بلاده ويأتي إلى صحراء قاحلة هذا أصلا إذا كان إبراهيم شخصي حقيقية عاشت ومات سنة2000قبل الميلاد؟ هذا الكلام كله عشوائي وبمجرد تطبيق خطة أي بحث علمي دقيق يتبين لنا بأنه لا يوجد رجل اسمه إبراهيم جاء إلى مكة, وحتى إن كان الكلام صحيحا فإن نتائج صحة هذا الكلام معناها أن لليهود ولدولة إسرائيل حصة في مكة وفي النفط واعتراف رسمي من المسلمين بأن حدود إسرائيل هي من الفرات إلى النيل هذا الكلام طبعا إذا تمشينا مع طرح المسلمين والقرآن والسنة على اعتبار إبراهيم شخصية حقيقية وليست وهمية فعلى الاتجاهين المسلمون متضررون منها, وبعبارة أكثر دقة يكون للمسلمين الحق في القدس ولليهود الحق في مكة باعتبارها بيت أبوهم وأبونا إبراهيم ومن هنا يجب أن نكون عادلين نوعا ما على توزيع ميراث إبراهيم عليه السلام, فكما أسريَ بمحمد إلى الهيكل كما أيضا علينا أن نصدق بأن إبراهيم هو الذي بنا مكة حجرا حجرا هو وشغيله الوحيد إسماعيل وبهذا يحق لليهود دخول مكة والمدينة ويحق لهم بناء المستوطنات وأن يمتدوا من جديد كما امتد المد الإسلامي كما يحق للمسلم دخول القدس والتبرك فيها والصلاة فيها على نبي اليهود والمسلمين إبراهيم عليه السلام, وبهذا نصبح عادلين في توزيع إرث الجد الأول لنا ولهم.
وأنا لا أرى خلافا أو فرقاً بين كلمة(المد) الإسلامي وبين كلمة(الاستيطان)أو خطر التوسع الإسلامي في المنطقة ككل,فالمسلمون إجمالا يفتخرون بكلمة(المد الإسلامي) وهي لا تختلفُ في شيء عن كلمة(الاستيطان) فالمسلمون استوطنوا في الشام وأفريقيا وبنوا لهم مستوطنات سكانية ومستوطنات لغوية كتبت عنها ذات يوم: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=166529
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟