خليل كارده
الحوار المتمدن-العدد: 3550 - 2011 / 11 / 18 - 22:58
المحور:
حقوق الانسان
وافق النظام السوري المستبد على مضض , على البروتوكول الخاص لارسال لجنة من الجامعة العربية الى دمشق , وخلال مدة اقصاها ثلاثة ايام , يسحب النظام الدموي ألياته ومدرعاته المحاصرة للمدن والقرى والريف السوري المحاصر , ولكن حتى هذه اللحظة لم يتم سحب الاليات العسكرية , وكانت حصيلة الضحايا الذين سقطوا خلال اليومين الذي تمت الموافقة والتوقيع على المبادرة العربية , اكثر من ثلاثين شهيدا , رووا الثرى السوري.
ان هذا النظام يلعب بعامل الزمن , ولا اظنه جادا في وقف ماكينة القتل , ويتبجح بالمساندة الصينية والروسية لابقاء نظامه القمعي , ان ازلام النظام المستبد يعلنون ومن خلال القنوات الفضائية بانهم لا يثقون بالجامعة العربية , وبانها تنطلق بارادة خارجية مستهدفة سوريا , وفي نفس الوقت يقوم دبلوماسيها بتوقيع الوثائق مع الجامعة العربية , ان سلوكهم يماثل سلوك البعث المقبور في العراق .
ويطالب وزير خارجيته , المعلم باجراء تغيير في وثيقة البروتوكول الموقعة بينها وبين الجامعة العربية , وهو يستهدف غالبا لكسب الوقت , وتمييع القضية , يطالب بتغييرات حول الدول المشاركة والمركز والألية التي يتم فيها اللجنة الوزراية عملها في دمشق .
ان النظام السوري تجاهل ويتجاهل كل النداءات الخيرة في بداية الازمة ولا زال , وضرورة اجراء اصلاحات سياسية فورية , مدخلا للتعددية والديمقراطية , ولكن نظاما مستبدا لا يعرف غير لغة القوة والعنف للبقاء على سدة الحكم , ان هذا النظام تقلد مقاليد الحكم بالدم وبالحديد والنار , ولا اظنه يتركه سياسيا دون فرض عقوبات اقتصادية وسياسية عليه , وتشديد العزلة عليه , حتى يتهاوي ويتم تغييره من خلال انقلاب عسكري يقضي عليه .
اننا لا نثق بهذا النظام الدموي مهما حاول تجميل نظامه امام الرأى العام العربي او الدولي , ولا اظن انه جادا في التعامل مع اللجنة المنبثقة من الجامعة العربية لغرض زيارة دمشق واجراء مفاوضات مع الثوار برعاية الجامعة العربية , واجراء اصلاحات سياسية , وتعددية وديمقراطية برلمانية حقيقية , ان هذا النظام لا يتعامل الا بلغة السلاح والقوة والقتل , و تم حدوث فجوة كبيرة بين النظام الدموي وبين الشعب السوري , لا تنتهي الا بانتهاء هذا النظام الدموي المتعجرف .
ان الجامعة العربية تنطلق من اعطاء الفرصة الاخيرة للنظام السوري المتهاوي وهم يعلمون ان النظام غير جاد , ولكن لكي لا يكون هناك حجة لكل من يحاول ان يصطف الى هكذا نظام دموي مستبد , فعلى الذين يقفون الى جانب النظام المستبد ان يراجعوا انفسهم , ان لديهم حتى الان متسع من الوقت
ان الايام التالية سوف ثبت صحة تحليلاتنا , وما نصبوا اليه , وان هذا النظام المستبد غير جاد , ليس لو اعطي ثلاثة ايام بل لو اعطي دهرا كاملا .
خليل كارده
#خليل_كارده (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟