أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - وجهانِ لميداليةٍ عتيقةٍ واحدة














المزيد.....


وجهانِ لميداليةٍ عتيقةٍ واحدة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3549 - 2011 / 11 / 17 - 09:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كما يتفضل الأخ هاني شاكر من مصر بالقول اننا ضحايا للعسكر ولكن لا يضيف وللدينيين السياسيين كذلك.
إنهما يتناوبان كل فترة على حكمنا، مرة باسم الوطن ومرة باسم المذهب، أحدهما يرى جانباً من أجسامنا المحروقة ولا يرى القسم الآخر، يقول ألا ترون كيف أن الميداليةَ رائعةٌ، فضيةٌ، متألقةٌ من جانب واحدٍ فقط!؟
يتطلعُ لخدودٍ متوردة وكروش ممتلئة وجيوبٍ عامرة ولا يرى البقعَ المحروقة والدماملَ الصناعية التي زرعوها في أجسادنا وعقولنا.
أناسٌ يطلبون دمكَ على شوارع وأناسٌ يقلعون عيونكَ على شوارع أخرى.
أناسٌ ينحرونك باسم آيات وآخرون يدفنونك لأن شركاتهم ملأت الأسواق.
الوطن يسع الجميع يقولون، لكن لا يسع الشعوب.
لماذا سكتتْ الشعوبُ على العسكر؟ لأنها حصلت على اكراميات وبقشيش وحشيش وشققٍ صغيرةٍ ستختنقُ بها بعد سنين، المواطنون المؤجلون تراكضوا يحبون يد سيد الكرم، وهو عملهم المسروق منهم، ورفعوا الأعلامَ وصرخوا وملأوا السرادقات، ثم انفضَّ المولدُ وصاحبهُ لم يغبْ عن امتصاص النخاع الشعبي بل غابَ عن مراقبته.
ثم جاء صاحبُ اللحيةِ الصناعية قادماً من الصحارى والقرى في جيوبهِ عظامُ النفطِ وفخاخٌ لصيد الطيور البشر، وعملَ الدكاكين الشحيحة السارقة للنقود المخبأة تحت البلاط البشري، وتدافع الناس لتقبيل اليد الكريمة، والمنادي يصيح: تعالوا أيها الناس وخذوا حبوبَ البركة وقطعاً من الجنان وفيضاً من الأموال المباركة الطاهرة!
هل يكون التعليقُ من حبالِ وزارةٍ أخفَ وطأةً على دمِ الوريدِ من الإلقاءِ من منارة؟
هل يكون سيفُ الوزيرِ أقل قطعاً للرقبة من سيفِ أميرِ الجماعة؟
ألا تتوحدُ الميتاتُ الحمراءُ والسوداءُ والصفراء؟
(يا أمةً ضحكتْ من جهلها الأممُ) والآن صارتْ يا أمةً انبهرتْ بدمائِها الأممُ؟ ألم تتعلموا؟!
هل في كل عشرين سنة يخطفنا لصٌ ليصير إمبراطوراً ثم يُفرغُ الخزائنَ ويُهجر الناسَ من قراهم ومدنهم للغربة ويجلب آخرين معدمين يملأُ جيوبَهم بالمال الحرام؟
فنثورُ ونضعُ بدله لصاً آخر يتاجرُ بالدين والحريم والحبة السوداء وينشرُ حظك على النجوم ويجعلنا نحل الكلمات المتقاطعة المذهبية والغيبية؟
لا تصير الهزائمُ من العسكر والدينيين والحكام والخلفاء المعميين والوزراء المحتالين بل من الشعبِ ذي العين الواحدة، الذي يرى جهةً واحدة، وطبقة فاسدةً واحدة، ويأكل كل يوم وجبة فكرية فاسدة دائمة، يقبلُ يدَ أحدِ اللصين ويعضلا يدَ الآخر.
يثور حين تُخطف اللقمة من البلعوم، ويبيعُ أثاثَهُ وأغراضَهُ وعياله، حتى إذا كادتْ عظامُ نسائه تُباع بالمزاد العلني يثورُ ثورةً مضريةً ثم يَجلبُ حرامياً أكثر دهاءً وينصبه سيداً ولياً على عالمه ليخطف أسنانه الفضية النخرة بعد ذلك وهو ميت في المقبرة ويحول بناته لجوار.
شعوبٌ عظيمةٌ تتفجرُ بالغضب والصراخ وتغيرُ تاريخاً ثم تنام!
هي شعوبٌ قليلة المعرفة لا تحطم جهلها، وتسمع آراء متعلمين انتهازيين أصحاب الوقت والمطامع يريدون السباحة في الفيضانات يتعلقون بأي قشةٍ ليغتنوا على حساب الجياع وهم مُدّعو الثورةِ والنصب الفكري، فتعود الشعوب مرتاحة في المقاهي والملاهي الدائمة، وضباب الأدخنة وحصار الأمكنة، وشرائط الخطب، وتترك اللصين العريقين في تاريخها الطويل يتناوبان على سلخ جلدها.
من دون أن تسهر هذه الشعوب على كتابات وجمل المثقفين المحتالين تفكك خيوطها وتطالعُ سمومَها وتنتزعُ ذرات الحقيقة من صخر المادة حتى لو أدمت عيونها يقظة، لن تتمكن من تمييزِ لحم اللصين العريقين، فالمثقفون المحتالون هم أخطرُ من السفاحين لكن لابد من غربلتهم وغربالهم وتثويرهم وتكسير نظاراتهم القديمة وألا تثق بأحد منهم بشكلٍ مطلق، والثورة ليست صراخَ شوارع فحسب بل هي دراسةُ علومِ الصراع الاجتماعي والتحكم فيها وضبطها لمصالح الأغلبية.
تتكاثر الطفيلياتُ السياسية القارضة للحم الشعبي بعد أمطار الثورات، وتزدهر الدكاكينُ المتاجرة بأطفال الانتفاضات الرضع لتحويلهم إلى سلع وعلب لحم مشوي، حيث يصير الكثيرون من الأدعياء أبطالاً وثواراً فيغدون أخطر أنواع السراطانات في لحم الثورات.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتنبي أميرٌ منافسٌ
- الثورةُ السوريةُ واعترافٌ عربي واسع
- غيابُ هزيمةِ يونيو من الذاكرةِ الإيرانية
- تحولُ القضايا إلى أورام سرطانية
- الإخوانُ والرأسماليةُ الخاصة في مصر
- الفضائيات والبرجوازية الإسلامية في تونس
- منطقة تقليدية
- فرصة لقوى الوسط
- البرلمانات وغياب الطبقة الوسطى
- العولمةُ والسيطرة على الثوراتِ العربية
- جناحان يتصادمان
- مستويان من الحياة التقليدية
- مستقبلٌ كبيرٌ للرأسماليةِ الخاصة
- سقوط هارونَ الرشيد السياسي
- تقدمٌ بوعي متخلف
- من أجلِ الشعبِ أولاً! (5-5)
- من أجل الشعبِ أولاً (4-5)
- من أجلِ الشعبِ أولاً! (3-5)
- من أجلِ الشعبِ أولا! (2)
- من أجل الشعب أولاً! (1)


المزيد.....




- -جزيرة إنستغرام-.. أكثر من 200 زلزال يضرب سانتوريني في اليون ...
- -لم أتوقف عن البكاء-.. رصاصة تخترق جدار منزل وتصيب طفلًا نائ ...
- تشييع جثمان حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في 23 فبراير.. وهذا ...
- -9 آلاف مجزرة وأكثر من 60 ألف قتيل- في غزة.. أرقام مرعبة يكش ...
- الرئيس الكولومبي يصعّد انتقاداته لسياسات الهجرة الأمريكية وي ...
- الجيش الإسرائيلي يفجر 23 مبنى سكنيا في مخيم جنين
- كيف نطق الإنسان؟ أهم الفرضيات حول أصل لغة البشر
- ملك الأردن يلتقي ترامب بواشنطن في 11 فبراير
- نائبة أيرلندية: إسرائيل دولة فصل عنصري والعالم بدأ يدرك ذلك ...
- دفعة ثانية من الجرحى والمرضى تغادر قطاع غزة عبر معبر رفح


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - وجهانِ لميداليةٍ عتيقةٍ واحدة