سلام الاعرجي
الحوار المتمدن-العدد: 3548 - 2011 / 11 / 16 - 23:01
المحور:
الادب والفن
اشارة : آيات نسخت آيات ... وتريد لراسك ان يبقى جلمودا ... لايتغير والسنوات ... يا هذا الفان ... ولتنظر .. كيف تحاور ربك والشيطان ... اكثير ان تتعلم .. كيف تحاور انسان ... عدنان الصائغ / نصوص مشاكسة قليلا .
تقدمة : كنا تحدثنا في الجزء الاول من هذا التقرير عن فعاليات ملتقى الابداع الشعري و الموسيقي الذي اقيم برعاية جمعية البيت العراقي ورابطة الفنانين والكتاب الديمقراطيين في هولندا والذي افتتحه الشاعر الموسيقار سيروان ياملكي والمطربة الشابة الواعدة نادين عامر ,بمجموعة جميلة وممتعة ومبهرة من الاغاني العربية والعراقية التراثية والفولكلورية اعقبتها قراءات شعرية للشاعر سيروان ياملكي من دواوينه المطبوعة وغير المطبوعة , بعدذلك ذهب الجميع الى استراحة قصيرة و بعيد انقضاء فترة الاستراحة وعودة الجمهور الى صالة اللقاء المرتقب كان الدكتور سلام الاعرجي يقف خلف المايكرفون وهو يردد مقطعا من قصيدة مشاكسة للشاعر عدنان الصائغ .
- الاعرجي : ربي واحد .. لاكاثوليكيا , لابروستلنيا , لاسنيا , لاشيعيا , من جزءه ... من قوله .. من اوله .. من صنفه وفق مذاهبه ومطالبه ودساتره وعساكره فهو الجاحد . .... الصديقات والاصدقاء, ايها الاحبة .. رحبو معي بالمبدع عدنان الصائغ .
- الاعرجي : عدنان كيف حصلت على اول كتاب في حياتك ؟
- عدنان الصائغ : لم اكن املك ثمن ذلك الكتاب وذات يوم عثرت على درهم عراقي في احد الازقة , فابتعته لنفسي , وكان ديوان دعبل خزاعي .
- الاعرجي : يوم حاصرتك قوة من الشرطة المسلحة اين اختفيت ؟
- عدنان الصائع : في مكان ما وينفجر ضاحكا !!
- الاعرجي : ياسادة ياكرام , لقد اختفى السيد عدنان في حمامات المدرسة وبعدها هرب الى بيت خاله الدكتور عبد الآله الصائغ في النجف , بالمناسبة عدنان لماذا الشرطة ماهو اصل الحكاية ؟
- عدنان الصائغ : الحكاية ياصديقي , كان ابن مدير شرطة الكوفة طالبا معي في الصف الرابع وكان سخر من فقري وملابسي الخرقة اهنته بطريقتي الخاصة , كنت ادافع عن فقري وحراماني !! هذا كل شيء ... يقاطعه الجمهور بالتصفيق
- الاعرجي : ساقول صدرا وتقول عجزا .. ثم نمضي للحكاية ,,, اتفقنا .. طيب ( الله اكبر من يصون حقوقنا ...
- عدنان الصائغ : ضاعت كما قد ضاع منا النادي . كنت طالبا في معهد الزراعة وكان قرار عمادة المعهد بغلق النادي قد اثار حفيظتي فكتبت هذا البيت من الشعر فتناقله الطلبة وما كنت ادري ان بيتا من الشعر يودي بي الى التحقيق وووو
- الاعرجي :هل تحب العصافير الرصاص , او هل انت ممتن للشاعر الراحل يوسف الصائغ ؟
عدنان الصائغ : العصافير لاتحب الرصاص كان ديواني الثاني .
- الاعرجي : منع هذا الديوان من الصدور من قبل الرقابة , تدخل الشاعر يوسف الصائغ , طبع الديوان , ثم اختفى ,. عدنان الصائغ , علق بجملة واحدة ( عدنان شاعر لايملك الادعاء )
- عدنان الصائغ : هذه مقولة للشاعر المبدع رشدي العامل .
- الاعرجي : نعم كانت مقولة للشاعر رشدي العامل ما ان ترددت اصدائها في الشارع الفني والادبي حتى قام النظام السابق بسحب ديوان ( العصافير لاتحب الرصاص ) . بالمناسبة , عدنان الصائغ هل لديك تحسس من السفراء ؟ يقال انك تثير غضبهم ؟
- عدنان الصائغ : ابدا يا صديقي يحضرون المهرجانات الشعرية التي اشارك فيها بلهفة ويغادرونها بجلبة وحملة احتجاجات واعتراضات !!!
- الاعرجي : شارك الصائغ في تسعينيات القرن الماضي بالكثير من المهرجانات الشعرية المقامة في العواصم العربية وما ان يعتلي المنصة وتشتعل مدرجات الجمهور بالتصفيق يغادر سفراء العراق المهرجان معترضين على دلالات القصائد المعنياتية تكررت هذه الحالة في العديد من العواصم . القاهرة ’ الخرطوم , عدن . الشاعر عدنان الصائغ , قل لي الساعة ماهي المسافة بين ( المحافل والمزابل )
- عدنان الصائغ : آآآآآ ... يحاول الاجابة .. يتعثر .. يعتذر .. يتدخل الجمهور بعاصفة من التصفيق لانقاذ الموقف !! يشيح بوجهه خجلا ..
- الاعرجي : ايها الاحبة ... للمحافل والمزابل حكاية .. كان الصائغ جنديا في جبهات القتال , عثر الضابط آمر كتيبته على مجموعة من الكتب كان يخفيها الصائف في فراشه – اليطغ - عنوانات الكتب استفزت ذلك الضابط .. آمر الكتيبة فاتهمه بالانتماء الى تنظيم معادي وقرر احتجازه قيد التحقيق في اسطبل للبغال التي كانت تستعمل للتنقل في اعالي قمم الجبال في السليمانية , وفي يوم شتوي عاصف تساقطت فيه الثلوج بكثافة , خرج الصائغ من الاسطبل يبحث عن ايما شيء يحرقه , فعثر على صحيفة , في الصحيفة كان نشر الناقد ( عبد الجبار داوود البصري ) مقالا يتحدث فيه عن ابداع الصائغ ... حبس الصائغ انفاسه وصاغ آلامه واشجانه نشيدا لأوروك . ولكن ابا المهند كيف تسرب نشيد اوروك الى جبرا ابراهيم جبرا ؟
- عدنان الصائغ : كيف تسرب لاادري الا اني اتذكر انه قال (( انك تضع يدك على ملحمة شعرية متفجرة بصورها وغرائبيتها )) .
- الاعرجي : بالمناسبة كيف هربت من الخدمة العسكرية عام 1991وانت اعلم من غيرك ما هي عقوبة الهارب من الخدمة في تلك الايام السود .
- عدنان الصائغ : في الحرب قد اموت , وليس من احتمال اخر للهارب غير الموت فضلت الموت رميا بالرصاص على المشاركة في جرائم النظام المشينة .
- الاعرجي : ماذا تعني لك هذه المفردات , النداف , مصلح الراديو , بائع السجائر ؟
- الصائغ : اعمال زاولتها , كي اساهم في سد نفقات العائلة , كنت صغيرا جدا , الا ان الحاجة كبيرة , والدي يعاني من داء عضال .... و يقاطعه الجمهور احتراما بعاصفة من التصفيق .
- الاعرجي : من هو عبد الهادي الحلو ؟
- الصائغ : هو اول معلم تعلمت على يده القراءة والكتابة والانشاء وقواعد اللغة العربية .
- الاعرجي : كن صريحا يارجل واسرد الحكاية ! في الرابع الابتدائي طلب معلم اللغة من الطلاب ان يتلو على مسامعه ما كتبو من انشاء – الانشاء مقولة مدرسية صفية - وكان ان وقع الاختيار على عدنان الصائغ , وكان الصائغ قد نسي ان يجلب معه دفتر الانشاء , تركه في البيت دون قصد منه , فاخذ دفتر الرياضيات وراح يمثل انه يقرء , اعجب المعلم باحد الجمل فقال اعد الجملة ما قبل الاخيرة , توقف الصائغ فحص المعلم الدفتر فكان الدفتر يتحدث عن جدول الضرب . .. عدنان الصائغ ماذا تعني لك هذه الاسماء , البرقعاوي , غياث البحراني , الحصيري – الصائغ : شعراء كبار.. هم اساتذتي واصدقائي غيبهم الموت فلم ولن يعودو .
- الاعرجي : وهل سيعود علي الرماحي ؟
- الصائغ : لقد غيبه الفاشست ولن يعود ابدا ... آه يا علي .. كان نشيج الصائغ ودموعه ابلغ اجابة على سؤالي , نعم لن يعود علي الرماحي ابدا لقد قتله الفاشست يا عدنان , والمنشورات السرية التي كنت تعتقد انك لو .. لو اخفيتها .. لو .. لو ساعدك والد الرماحي على أخفائها قد تخفف عنه الحكم !!! ثق يا صديقي , كما قال لك والد الراحل انها قد تقتلك انت ايضا !!!
- الاعرجي : عدنان يا صديقي , بماذا اوصاك ابوك ؟
- الصائغ : قال ابي لاتقصص رؤياك على احد .. فالشارع ملغوم بالآذان .. كل أذن يربطها سلك سري بالاخرى ... حتى تصل السلطان !!!
- الاعرجي : ما حكايتك والسياب ؟
- الصائغ : كنت ابحث عن اخي الجريح في مشافي البصرة , تعبت , جئت تمثال السياب أبثه اوجاعي , غفوت هناك , وحين افقت كان الشرطي يوجه الركلة بعد الاخرى اقتادوني الى مركز الشرطة وبعد سين وجيم وسيل من الاهانات اطلق صراحي , تفقدت حاجياتي , عندها ادركت ان ثمة المزيد من القصائد قد تركتها عند تمثال السياب .
- الاعرجي : في وميض الرصاصة
كانت عيون الجنود وراء السواتر
وكان العريف صباح يغني
كان صباح العريف يغني بصوت رخيم
كبوح السواقي
يقطر وجدا ... عدنان الصائغ ماذا كان يغني صباح العريف ؟
- الصائغ : يا صديقي كان يغني الي مضيع ذهب ,, بسوق الذهب يلقاه ... والي مفارق محب يمكن سنه وينساه الا المضيع وطن وين الوطن يلقاه ..
- الاعرجي : بعد ان انتهى من ترينمة الكلمات قال ,,, هل تفتقد كامل شياع كثيرا ؟
- الصائغ : محنة يا عراق
ان تظل المحاصر من كل جنب
وتظل دماك - بكل العصور - تراق
- الاعرجي : هل تطيح القصيدة براس الشاعر ؟
- الصائغ : خلفاء اربعة تركو التاريخ وراءهم مفتوح الفم
وبقينا للآن ننشف عنهم بقع الدم
عجبي كيف لنص ان يشغل بامرأة تحمل احطابا
ويغض الطرف لمن سيؤل الحكم .
- الاعرجي : هذه القصيدة كادت ان تطيح براس الصائغ في مربد البصرة في العهد الجديد ... لقد كانت حقا مشاكسة ... بقي ان نقول ابصر الصائغ النور في جمجمة العرب وحاضرة المتنبي كوفان . بعيد عقد من الزمن او اكثر تابط اوجاعه وطموحاته وهمومه قاصدا النجف ثم بغداد والبصرة والسليمانية وعمان ودمشق وبيروت وستوكهولم ومالمو ولندن , ويوم قرر العودة الى ارض الوطن مفعما بالشوق كانت السكاكين الطويلة تتوعده بقطع لسانه قبل رائسه . ايها الصديقات والاصدقاء , عدنان الصائغ رجل اوغلت الحياة بحرمانه واذاقته صنوف العذاب , قاوم ولم يستسلم , حشد كل اسلحته في اداء تعبوي فذ وفريد , الكلمة والايقاع والصورة والفكرة والقصد انتظمت كلها لديه فاعلن ثورته الاولى انتظريني تحت نصب الحرية , في كوفان كان يسمعها اغنيات على جسر الكوفة , واول الاغاني العصافير لاتحب الرصاص , اهداها مرايا لشعرها الطويل وازاح عن سماواتها غيمة الصمغ , هم بها وهمت به تحت سماء غربية , غابت عنه اوغيب عنها قالت اينك قال في الحرب الا اني خرجت من الحرب سهوا وها جئتك اتابط منفى وانشد لأوروك وفي فمي صراخ بحجم الوطن , و . ترجمت قصائده الى المزيد من اللغات , الانجليزية والالمانية والفرنسية والسويدية والدانماركية والاسبانية والرومانية والهولندية والكوردية والفارسية والتركية . حصل الصائغ على العديد من الجوائز منها , جائزة هيلمان هاميت العالمية للابداع وحرية التعبير 1996 نيويورك . جائزة مهرجان الشعر العالمي في روتردام عام 1997 . الجائزة السنوية لاتحاد الكتاب السويديين عام 2005 .
(عدنان الصائغ شاعر مبدع يواصل مسيرته عبر حرائق الشعر ويغمس كلماته بدم القلب ... الشاعر الكبير عبد الوهاب البياتي ) . ( هناك تمايز اكيد , ثمة جرعة من الحرية أثرت في الشكل وفي طبيعة المادة الخام , اهي النجاة من الكابوس ؟ ربما ... لكنها استلزمت التحديق فيه طويلا .. الشاعر الكبير سعدي يوسف ) . ( شعرت بكل فرح اني وجدت شاعرا حقيقيا ..رشدي العامل ) . ( شعره مشتبك بالحياة ممسكا بتلابيبها ويزخر بالفعل والحركة والصراع ... الناقد فاضل ثامر ) . ( أثناء قرائتي لهذا الشاعر المبدع شعرت وكاني اذوق رطب البصرة واشم زهور الاهوار وانا في المشحوف , ومن ثم أصعد الى بغداد لكي اسمع دقات قلب شعره يدق فوق نصب الحرية . الشاعر الكبير شيركو بيكاس ) . ( وما زال يبحث وهذه ميزته وما زال يختمر الرعود ويوحي بالمطر المدرار .. ياسين النصير ) . ( أنا وصديقاتي اتفقنا على حبنا واعجابنا بقصائد الشاعر العراقي عدنان الصائغ ... الشاعرة السويدية آنا ستوي , مهرجان ايام الشعر العالمي في مالمو) بعد هذه الحوارية والتقدمة طلب الاعرجي للصائغ المبدع ان يشدو بقصائده على مسامع جمهوره الكريم ... اول القصائد كانت لبغداد – كاس – في الحانة كانت بغدا ... خيوط دخان تتصاعد .. من انفاس الجلاس . وتوالى القصيد غربة , هم , قافية , نصوص مشاكسة جدا , وكان الختام عند العراق : عندما الارض , كورها الرب بين يديه .. ووزع فيها : اللغات .. النبات .. الطغاة .. الغزاة .. الحروب .. الطيوب .. الخطوط .. الحظوظ .. اللقا ... و .. والفراق ........
وقسم فيها : السواد .. العباد .. البلاد .. البلايا .. الوصايا .. الحواس .. الجناس .. الطباق ..... اعتصرت روحه غصة فكان العراق . نعم عند ذكر العراق يستفيق كل شيء الاشواق والحنين ويتسارع نبض القلب حد الافراط . وما ان اعلن عن ختام الامسية حتى انهالت الزهور تترى كالبرد على المبدعين ياملكي والصائغ ونادين .
#سلام_الاعرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟