عبد العاطي جميل
الحوار المتمدن-العدد: 3548 - 2011 / 11 / 16 - 22:55
المحور:
الادب والفن
أفقت
ثم تقدمت إلى باب الوصيد
رأيته يتهجى حروف لوحي غير المحفوظ الذي طرزت عليه نزيف القصيد ..
وكان يوم عيد يتواطأ الخلق على الذبح ، وقد كنت الوحيد أرقب من بعيد ما سنته السكاكين على رقاب النبيذ وهي تتجمهر لعناق الجلاد العنيد ...
وقفت ،
العرق يختال على جسدي النحيف .. يدي تتقدمني يجرها لساني ، ويأمر قدمي بالقعود .. وكأي قط حقود ، أطلت النظر في سحاب غفير لا يحمل غمد المطر ..
رأيتني أرقب نقطة التفاصيل سنابكها ميم وسين ...
وقفت
على حافة السؤال نظرت يمينا
رأيت الفراغ حزينا
فبكيت عليه ..
نظرت يسارا
رأيت النخل حسيرا
فبكيت عليه ..
نظرت إلى السماء
رأيت الدراري تحتفي بعيد الذبح
ولما نظرت إلى الأرض انشقت
فأشفقت تعانقني ...
رأيتني شامخا على مائدة شاي ، معتقا بالسؤال على حصير أخضر مخضب بالسفر .. وابن مقلة يرسمني ربيعا لغد جديد .. فيم الحلاج يعلق عليه .. فيم الألوان تتعرى ، كأنها في حمام يدخله آدم وحواء ولا ثالث سوى الماء .. يهمس المقفع لأبي الرجال ابن برجان أن الرحبة ضاقت في المدينة غير ذات الزرع .. وأن يديه ما كلتا ولا ذلتا في غابة يحكمها البياض .. وحدها أساور المدينة تشتهيه لسفر جميل يشبه حنين الصهيل ...
وكان صلادي صنديدا يندد كي يفتح مباهج الطريق للألوان تسعى كمرعى في ديور المساكين الحبلى بالسهو والنسيان .. و يرسم القصاص بالفرشاة و قلم الرصاص ويشاركني طرز اللوحات ورصها على مائدة الشاي رغيفا معافى ، ربما باغثنا جوع أحمر في خرقة مخضبة بالحناء .. ونحن في طريق سيار لئيم ...
نونبر 2011
#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟