أسماء صباح
الحوار المتمدن-العدد: 3548 - 2011 / 11 / 16 - 22:14
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
في الوقت الذي اراد فيه الشعب اسقاط النظام ارادت اسقاط الملابس كنوع من التغيير ولأن الملابس خنقتها على مدى 20 عاما قررت اليوم تنحيتها جانبا.
علياء المهدي، فتاة تبحث كما أعتقد عن الشهرة والاختلاف والذات، تحولت بين ليلة وضحاها الى وجه يعرفه يسبه ويلعنه أو يشيد بجرأته كل من قرأ خبر ظهورها عارية في أحدى الصور التي نشرتها على مدونتها "مذكرات ثائرة".
سؤال يرد في خواطرنا وهو ماذا ارادت علياء ان تقول بظهورها عارية أمام ملايين مستخدمي الانترنت في العالم العربي والاجنبي؟؟ سؤال محير وقد يكون بسيط بالنسبة لها، قالت ظهرت عارية لأعبر عن حريتي الشخصية، فجسدي يخصني انا وحدي ولي ان أظهره كما اشاء ولا احد يمتلك السلطة عليه الا انا!!
انها برأيي صدمة الحرية، كالصدمة الثقافية تماما، والتي تصيب الاشخاص الذين ينتقلون من عالم الى عالم اخر، فمن ينتقل للعيش من مجتمع محافظ جدا تحكمه التقاليد والأعراف والاديان والرقابة الى عالم اخر منفتح تمام حيث كل شيء مباح يصاب بهذا النوع من الصدمات!!!
كل ما يتم قوله او كتابته او اظهاره بالصور هو نوع من انواع الخطاب، وصورة علياء العارية هي خطاب بحد ذاته، فالرسالة تحت الصورة تقول “حاكموا الموديلز العراة الذين عملوا في كلية الفنون الجميلة حتى أوائل السبعينات وأخفوا كتب الفن وكسروا التماثيل العارية الأثرية ثم اخلعوا ملابسكم وانظروا إلي أنفسكم في المرآة وأحرقوا أجسادكم التي تحتقروها لتتخلصوا من عقدكم الجنسية إلى الأبد قبل أن توجهوا لي إهاناتكم العنصرية أو تنكروا حريتي في التعبير”.
فالهدف من نشر تلك الصورة برأي ناشرتها هو الحق في حرية التعبير، والتخلص من عقدة الجنس التي تحجب أحيانا المرأة وراء الشمس، الا انها نسيت انه لا يوجد حرية مطلقة في اي مكان في العالم وان الطبيعة البشرية لا تستطيع العيش هكذا بإباحية، فيوم قرر الانسان العيش ضمن العقد الاجتماعي بارادته، قرر ذلك لانه لا يريد حياة الفوضى، ولانه بحث عن قانون يعيش في ظله وينظمه.
يقول جون ستيوارت ميل ان السبب الوحيد الذي يجعل الإنسانية أو جزء منها تتدخل في حرية أو تصرف أحد أعضاءها هو حماية النفس فقط، وإن السبب الوحيد الذي يعطي الحق لمجتمع حضاري في التدخل في إرادة عضو من أعضائه هو حماية الآخرين من أضرار ذلك التصرف.
اذن انه الخلل في فهم معنى الحرية، فالشعوب التي عاشت مقهورة مقموعة وفجأة وقعت في سلة الحرية دون اي جاهزية لنا ان نتوقع منها اكثر من ذلك، انها مرحلة التوهان في البحث عن انواع الحرية التي لم نكن لنسمع عنها ايام القمع وكأن الناس من شدة العطش للحرية تود لو تشرب الحنظل لترتوي!!
ان الشعوب التي عوملت على انها قطعان يتم تسييرها وفقا لارادة الحكام استفاقت على حقيقة جديدة "الحرية" فماذا تفعل بهذا المنتج الجديد، فهي لم تذق طعمه قبلا، تسلقه؟ تقليه؟ تضيفه للارز؟؟ انها شعوب تائهة بحاجة الى اعادة تاهيل لتفهم معنى ان تكون حرة حتى لا تنجرف وتتصرف على هواها فتخرج هذه عارية والاخر يقتل صديقه لانه اعتدى على حريته الشخصية وثالث يفتح الدي جي ليل نهار على آخره وان سألته قال لك انا حر، ورابع وخامس وهكذا!!!
#أسماء_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟