أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - التشكيل........وتداعيات الوعي داخل بنية النص...!














المزيد.....

التشكيل........وتداعيات الوعي داخل بنية النص...!


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 3548 - 2011 / 11 / 16 - 22:13
المحور: الادب والفن
    



الفنان كائن لا ينتمي إلى هذا العالم بوجوده الفيزيائي فحسب,بل بالذهن والوجدان وان كانت هذه الكلمات تعني الحياة بأكملها,إلا أن شدة انتباهه تتعلق برغباته وعواطفه وأهوائه, وبما أن الفن مهارة ذات خصوصية عالية ,فعندما يحلق الفنان ومبتغاه الجمال لابد أن يرفد منجزه بحرفة ماهرة وهذا يتطلب وعي مركب يتجه صوب الذات أولا ومن ثم الموضوع كي يعبر المنجز عن حياة الشعور بشكل صادق ودون مواربة. وهذا لا يظهر عند كل الناس لسبب غرقهم في صعوبات الحياة ووسائل العيش مما يجعلهم ينصرفون إلى ما هو ضروري لاستمرار حياتهم بشكل تقليدي, لكن الفنان لا يجد ما يقيم أوده ويجعله متوازنا مع رغباته إلا طريق واحد لا رجعة عنه ألا وهو طريق الفن السامي,وهذا هو الفرق بين أصالة المفكر والمبدع وتفسير لحالتهم الوجدانية التي تسيطر عليهم وهم ينصرفون إلى أعمالهم.والحقيقة إن الإبداع يبدو في لجة الصيرورة يمارس حالة من حالات الحدس لابتكار رؤية جديدة من خلال استثمار الخيال كواجهة فيه الجزء بعلاقة جدلية مع الكل ومع مكملات المشهد السينوغرافية سواء على الصعيد الزماني أو المكاني لإنتاج حالة جديدة ووعي جديد ميزتها الرئيسية هي الخلق والاكتشاف.إذ في مجال الخيال يكتشف الحسن مواهبه على نحو نصف خيالي ونصف واقعي وهو الذي لا يقتضي محاكاة الحياة الطبيعية إلا بما يعتمل داخل الفنان وذلك بإعادة تأسيس حيثيات الرغبة والمتعة,إذ قد تجتمع هذه الحيثيات وتمارس التلاعب والكبت والتعويض للوصول أخيرا للنزعة الجمالية العقلية في ظل حيوية المكان,لان الفنان روح عصره فبوعي أو دون وعي يعطي شكلا للطبيعة وفق قيم ذات مدلولات متقدمة وهي التي بدورها تشكله, وان مايهم دائما هو صورة المواجهة لان الفن صورة لوقائع جرت في الماضي فهو كالحلم إلا انه يتجاوز ذلك إلى تأمل مصير الإنسان متجاوزا النظرة التاريخية الحرفية لأنها لا تكفي كمعادلة تفسير قيميه على الرغم من أهميتها لان ديمومة البقاء هي أصلا بسبب قربها من الحس الإنساني لا التاريخي.إن الراسب التحتي الكامن في تجربة الفنان يحتم عليه حرية التاوييل وحتمية الانطلاق إلى المثل الأعلى في اللغة الفنية وهو التعبير المشخص للأثر والذي يرتدي إشكالا شتى ومنها الحرف لأنه دال وظل يشكل روح الوعي في النص التشكيلي بالرغم من انه على مستوى اللغة يظل عصيا كعذراء مدللة.إن تشكل الوثائق ومنها اللوحة قد تشمل عقائد منها الفلسفي ومنها الاقتصادي ومن عادة الإنسان أن يدون هذا على ما متاح في عصره ابتداء من البرديات إلى الجلد وألواح الطين والتي يعتقد أنها أكثر ديمومة في حفظ دلالة النص إلا أن هذا لا يكفي كمعادلة لتفسير فعالية المنجز على الرغم من أهميتها إذ أن بقاؤها بما هي إنسانية وثانيا بما هي تاريخية لذاعلينا أن نركز اهتمامنا على حرية التأويل وكيفية التعبير عن الدال والمدلول في الأثر العياني لأنها تندرج داخل اللغة التشكيلية كما البنيان السحري كما أن التأثير لا ينتمي إلى أبعاد الحجم لكن فعالية الأداة هي التي توازن اهمية النص.
فالقارئ للنص يرتب الأمور من ناحية مختلفة تماما عن الحدث ولكن يجب عليه أن يعرف اللغة التي كتب بها النص وهي علاقة متغايرة تسترعي الانتباه لكن الإضافة غير محتملة لان المنجز لا يحتمل تغيرات أخرى وهو مشروط ثقافيا وتاريخيا وكل ما يبقى هو الرمز والتأويل, ويشكل الرمز الأكثر بساطة النتيجة الحتمية لصياغة النص وفهمه وهذا يفسر بحد ذاته اختلاف التأويل وان وجدنا هناك مظاهر للاختلاف يجب أن يسترعي انتباهنا إما سلبية المعلومات أو الجهل التام فالفاعل لايجهل وإنما يخطئ والمنفعل لا يجهل بل ينكر وفي هذه الحالة يمكن أن نكون منغمسين في حالة تنكر وعلينا أن نأخذ النص كبداية لعملية تقصي وممارسة قراءة تحترم النص التشكيلي باعتباره شكلا جماليا وفي الوقت نفسه تنصت إلى ما يربطه بشكل أخر أو بالنسق الاجتماعي أو أي نظام خارجي حتى لا يزاح الفهم أو تقلب الرهانات.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللوحة..........بين تجنيس المعنى وتفكيك الوهم
- الحداثة بين تجليات النص وفوضى السياق
- فن الحضارة وحضارة الفن بين الاصالة والمعاصرة...قراءة ابستميو ...
- ثنائية اللغة بين الموروث والمعاصرة
- خطاب الاصالة بين الموروث والمعاصرة جدلية يجب ان تنتهي
- الانسان المعاصر بين القلق الوجودي والهم الميتافيزيقي
- عقدة برؤكوست وثقافة ما بعد السقوط


المزيد.....




- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...
- -حرب إسرائيل على المعالم الأثرية- محاولة لإبادة هوية غزة الث ...
- سحب فيلم بطلته مجندة إسرائيلية من دور السينما الكويتية
- نجوم مصريون يوجهون رسائل للمستشار تركي آل الشيخ بعد إحصائية ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - التشكيل........وتداعيات الوعي داخل بنية النص...!