أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - لا لتريد شعار البعث والأمة الخالدة














المزيد.....

لا لتريد شعار البعث والأمة الخالدة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3548 - 2011 / 11 / 16 - 13:20
المحور: كتابات ساخرة
    


ينتاب، اليوم، طيف واسع وعريض، جداً، من السوريين مشاعر حزن وأسى، تتمازج مع أحاسيس بالغة من السخط والغضب والإحباط وخيبة الأمل وهياج واستنفار واندهاش جراء قرار الجامعة العربية القاسي والمهين بتجميد مشاركة سوريا في أعمال ونشاطات الجامعة. ومع ذلك ما زال الشعار الفارغ الطوباوي، إياه، شعار الرسالة الخالدة، موجوداً على نحو رسمي في سوريا، فمن غير الجائز واللائق أو الوطني والأخلاقي التغزل بـ، ومدح من طعنك في الظهر في ليلة ليلاء، ولحظة قاسية حرجاء.

ولذا، وبناء على القاعدة الشرعية المعروفة، والسنة النبوية، التي تقول من رأى منكم منكراً فليغيره..... إلى آخر الحديث، والتي تستعمله القاعدة أيضاً والتنظيمات الأصولية الإرهابية وتبرر فيه جميع أعمالها، فقد طلبت، اليوم، من ابنتي الصغرى المتوجهة نحو مقاعد العلم والدراسة، ألا تردد بعد اليوم، مع المرددين المساكين المخدوعين، وفي تحية العلم المدرسية الصباحية، ناهياً، زاجراً، إياها، عن ذكر والصدح بذلك الشعار الحاقد الفاسد العنصري الذي طالما أُجبرنا على ترديده أيام كنا صغاراً من قبل أساطين اللوبي البعثي العنصري القابض على عنق الثقافة والتربية والإعلام في سورية، ونعني به-الشعار- أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة. وهذه الدعوة والطلب والرجاء، هي أضعف الإيمان من قبلي تجاه وطني الحبيب في هذه الأيام الكالحة المكفهرة السوداء، ولا أملك غيره، وصدقاً، كي أتعاطف به مع الغالبية العظمى السورية الطيبة المخدوعة التي صحت على حقيقة الكابوس، عفواً الحلم العربي، الذي خـُدعنا به، وغنينا، وأطربنا له على مر عقود آفلة ظلماء بأساء لم نجن منها سوى الويل والفقر والألم والبؤس والحسرات والآهات، وذلك بغية تغيير هذا المنكر العقائدي والفكري البعثي التاريخي وفي تعبير رمزي واحتجاجي، ورد من براءتها الصغيرة على عملية الغدر والطعن الجماعي التي قامت بها جامعة العرب ضد سوريا العضو المؤسس للجامعة العربية.

وطبعاً، وللإيضاح، وقبل كل شيء، فخطوة الجامعة ليس لها أي مردود وأبعاد أو آثار مادية، على الصعيد الواقعي، والعملي، ووعلى الأرض في سوريا، و"دعهم يبلونه ويشربون ماءه"، كما تقول الأمثال. فسوريا، وغير سوريا، من القطيع العربي، لم تستفد تاريخياً، من هذه الجامعة بشروى نقير، وقشرة بصلة، اللهم الإساءات والتقهقر والتخلف العام عبر الالتحاق بالمنظومة العربية المفلسة تاريخياً. وهي، بالمحصلة، خطوة رمزية إعلامية وسياسية ومعنوية بالدرجة الأولى، وربما تمهيدية وتدويلية كما الأنموذج الليبي، لوضع مصير سوريا بيد خواجات، وعلى مذبح الأطلسي.

لقد جمـّدت، قبل هذا، عضوية، لا بل طردت مصر، ذات يوم من هذه الجامعة، في أعقاب التوقيع على معاهدة كامب ديفيد، ونقل مقر الجامعة منها إلى تونس، واستمرت مصر وعاشت أبهى وأحلى أيامها ربما، وأتمنى أن تكوه هذه مناسبة لنا كي تتحلل سوريا من كل التزاماتها العربية وتلتفت لوضه ومستقبل الإنسان السوري الذي يشكل هو لوحده قوة ومنعة ورفعة سوريا، التي لن تأتي من مستعربي الصومال، ودارفور، وجبال النوبة وغيرهم. فماذا يعني اليوم لو تم تجميد، أو تعليق، وتوقيف عضوية الصومال العربية، أو السودان الشقيق، أو جمهورية جزر القمر المستعربة في جامعة نبيل العربي؟ أعتقد أن أياً منها، لن تتأثر بشيء، إلا بما يترافق مع التغطية والزخ والقصف الإعلامي المركز الكبير كما هو حاصل اليوم.

المهم، يقوم الملايين من السوريين، يومياً، وفي عملية سطو ممنهج ومؤدلج واغتيال واستغفال مخطط لعقولهم، وفي مختلف القطاعات، المدنية والعسكرية، وخاصة في القطاع التربوي المدرسي الحكومي، يومياً، ومن حناجر بريئة صغيرة وغضة، وفي عملية تقديم فروض الطاعة والولاء والتبعية للعرب، وفي مراسم لا تخلو من عبودية معنوية مذلة من أصحاب أقدم حضارة على وجه الأرض، ونعني بهم سكان سوريا، بترديد هذا الشعار الكاذب الفضفاض الأثيم، وبصوت جهوري وعال، مع العلم بأن هناك، من بينهم، أطياف غير قليلة من السكان هم من أصول غير عربية يستفز هذا الشعار، ويثير مكنوناتهم العرقية والإثنية والثقافية.

وشخصياً، فلقد امتنعت، عملياً، ومنذ عشرات السنين الفائتة، من هذا العمر التعيس المنكوب الكئيب البائس الشقي تحت ظلال الرسالة الخالدة وشعاراتها الكاذبة، عن ترديد شعار البعث والتغزل بالأمة الخالدة. وأدعو، أيضاً،ُ بهذه المناسبة غير السعيدة، والكارثية، والتراجيديا السياسية، كل وطني سوري حر، التوقف عن ترديده احتراماً لمشاعر بقية السوريين المـُغاظين المنكوبين بجامعتهم العربية، ووفاء وولاء وثأراً لوطننا السوري الغالي الحبيب، وعدم الاستماع، بعد اليوم، والإصغاء والقبول وتصديق هذا الخطاب العجين البليد العنين.

ومن هنا، فإن استمرار، واعتماد ترديد هذا الشعار الغبي، الطوباوي، وغير الواقعي أصلاً، هو بمثابة قبول وشرعنة وقوننة لما قامت به الجامعة العربية حيال السوريين، واعتراف بشرعية وربما ضرورة ما فعلته، وهو بذات الوقت استمرار اللهث والسعي وراء سراب وخيال ووهم كان اسمه الحلم العربي، فصار بحق الكابوس العربي الذي لم يجلب، في النهاية وآخر النهار، سوى المهانة والذل والخيبة والعار والشنار.

قراراً وجاهياً قابلاً، كالعادة لـ "ألطعن"، من قبل كل من تعود على الغدر و"الطعن"، صدر وأفهم علناً.







#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعة العربية: إنا أعطيناك الخنجر فصَلِّ لجنرالات الناتو و ...
- ما هو المطلوب، شعبياً، من هيثم المناع؟
- لماذا لا يكون منصب رئيس الوزراء في سوريا دورياً؟
- درب تسد ما ترد: العطري الرجل الذي كاد يطيح بنظام البعث السور ...
- امنعوا العربان من دخول سوريا
- لماذا لا يعلن القرضاوي الحرب على إسرائيل؟
- لماذا لا تطالب سوريا بتسليمها القرضاوي؟
- القرضاوي ثائراً وعاشقاً للحرية!!!
- شاهد عيان من اللاذقية
- هالنيروز...ما أحلاه
- ما أقواها صرخة الجياع؟
- قومنة الثورات
- آخر أيام القذافي
- مذابح البحرين: آخر حروب ومغامرات آل سعود
- لا للقرصنة والاتجار بأسماء الناس
- دريد لحام: بطولات الوقت الضائع
- انهيار الإيديولوجيات السلفية والقومية
- لماذا لا تغلق القنوات التلفزيونية الرسمية العربية؟
- طغاة أم جُباة؟
- لماذا لا يتشبه لصوص العرب الكبار بالكفار؟


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - لا لتريد شعار البعث والأمة الخالدة