حسين محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3548 - 2011 / 11 / 16 - 10:26
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
معلوم إن القطيع العربي يعيش في مستعمرات متعددة منتشرة على كامل التراب العربي عانى كثيرا من شظف العيش ومن التهميش والقهر لعقود من الزمن , عدد لا بأس منه تمكن من كسر قيوده والعيش في مستعمرات غربية على أمل أن ينال حريته وآدميته ويعبر عن معاناته ومعانات تلك القطعان . الحكومات الدكتاتورية وعلى مدى عقود من الزمن ليس لها مهمة مركزية إلا في تضييق الخناق على قطعان الداخل والخارج . والتنعم في خيرات شعوبها وبشكل مقزز لم يعد مقبولا من الجميع . الولايات المتحدة الأمريكية هذا الثور الهائج المتعطش لقيادة العالم بشعوبه الحرة وقطعانه وجد ضالته في الربيع العربي . فهي تعاني من أزمة اقتصادية حادة وكذلك أوربا العجوز . أزمة تهدد كيان النظام الرأسمالي برمته , لا يرتضي بأقل من ابتلاع كل العشب العربي وترك القطيع ليهدم ما بنته هذه الشعوب الحرة طوال عقود من الزمن .
التغيير في العراق كان سينجح لو إن الثور الهائج ترك للعراقيين الخيار الحر في إسقاط نظامه الدكتاتوري ولم يتدخل في شأنهم . كما حصل في انتفاضة آذار من عام 1990 حيث ساهم مساهمة مأساوية في إفشال انتفاضته والتآمر عليها . كما انه ساهم في إفشال أي محاولة قادها الجيش العراقي لإسقاط النظام ومن ثم أخذ على عاتقه تدمير العراق وترك الباقي للقطيع العراقي لينجز مهمته . التجربة نفسها التي استخدمها في العراق أستخدمها في ليبيا ويحاول أن يستخدمها في سوريا اليوم . لا زلنا نؤكد ما قلناه قبل عقدين من الزمن ( إسقاط النظام الدكتاتوري مهمة وطنية عراقية ) وكان ذلك رأي اليسار العراقي بكل فصائله . كما كنا نقول ( الحصار أضعف المقاومة الوطنية وقوى من قبضة الدكتاتور ) ولكن ما طمحنا إليه أفشله الدكتاتور والثور الهائج وقطعان الخارج والداخل . أذا كان هذا موقفنا من التغير في العراق فهو نفس موقفنا مما يحصل في سوريا والبحرين وما سيحدث في كل بلدان الوطن العربي .
الشيخة موزه ومع ما تحمله من مسحة من جمال وضعف في أداء بغلها تمثل اليوم رأس حربه العدوان الأمريكي الصهيوني على الربيع العربي من خلال دفع الرشوة لقطعان الخارج والداخل لتدمير سوريا شعبا وكيانا كما حصل في العراق على يد عصابات أحمد ألجلبي وتحويل ربيعها إلى ماسي لا يفلت منها احد . على قيادات الانتفاضة السورية أن يدركوا قبل فوات الأوان حقيقة الأموال التي دفعتها موزه لجامعة الدول العربية ولمنسق الثورة السورية غليون والضغوط التي مورست على وزراء الخارجية العرب بواسطة وزير خارجيتها . وأن يستمروا في انتفاضتهم بعيدا عن أموال موزه والثور الهائج أمريكا والصهيونية العالمية ولا يفسحوا مجال لقطعان الداخل والخارج مصادرة ثورتهم .
#حسين_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟