نعيم آل مسافر
الحوار المتمدن-العدد: 3547 - 2011 / 11 / 15 - 23:08
المحور:
الادب والفن
استيقظ من النوم بعد منتصف الليل .. خرج من إحدى ظلمتين .. بقي في واحدة تعود عليها منذ سنوات .. لفتت انتباهه لحظة استيقاظه , رائحة (شياط) .. تملأ غرفة النوم .. تبادر لذهنه سؤال أول الصحو ..
_ ما الذي يحترق ؟
راحت يده تشق طريقها بهدوء نحو خزانة الملابس , حيث الروب القطني الدافئ .. وقعت عينها على الروب.. رغم العتمة التي تلف كل شيء .. جلبته بهدوء , كي لا تستيقظ زوجته وأطفاله .. ليده عين قط .. تبصر في الظلام ببراعة شديدة .. عندما يستيقظ في وقت كهذا لا يتحسس جسد زوجته , للتأكد من وجودها بجانبه .. يستعمل حاسة أخرى .. فهو يسمع أنفاسها , وتربت أذناه عليها .. أنفاسها تدل على أنها متعبة طوال النهار .. شؤون البيت , التسوق , اصطحاب الأطفال إلى المدرسة .. ود لو يهدهدها بين ذراعيه ويسمعها ترنيمة أم حنون ..
_ نوم العوافي ..
ابتسامة ارتسمت على محياه , أضاءت المكان بأسره .. بددت عتمته الشتوية المطبقة .. رافقها عدد كبير من حركات جفنيه العلويين, صعودا ونزولا ..
لم يسمع أنفاسها بجانبه ؟ مد يده ليتأكد من وجودها .. أمسكها عطفه وحنانه .. توقع أنها غير متعبه , لذلك لا يسمع زفيرها وشهيقها .. نومها خفيف جدا .. تستيقظ من اقل لمسه أو صوت خافت .. تحذره دائما على أن لا يتأكد من وجودها إلى جانبه عندما يستيقظ ليلا ً .. بتحسس جسدها الغارق في النوم بيده الكبيرة المتصلبة ..
تحذيراتها ليست السبب الوحيد في عدم قيامه بذلك .. حبه الكبير لها وشعوره بالامتنان تجاهها .. شغله عن التأكد من وجودها إلى جانبه , حاسة أخرى من حواسه .. تغلبت على فضوله .. رائحة شياط ..
لا يحتاج إلى مصباح يدوي في مثل هذه الحالات .. يستعمل ذاكرته وحواسه الأخرى .. يرى طريقه نحو المرحاض , مقابل غرفة استقبال الضيوف .. يرفع رأسه عاليا .. يطمئن من وضع قدمه في المكان الصحيح ..
_ يطأطئ الآخرون رؤوسهم , ويضعونها في المكان الخاطئ , أحيانا كثيرة
ينزل رجليه من السرير .. يمشي بجانبه .. يتلمس خزانة الأشرطة والأقراص الصوتية .. بجانبها منضدة عليها التلفاز .. الباب .. توالى حركات جفنيه العلويين صعودا ونزولا .. حظه عاثر .. يهز رأسه
_ لو كان البيت كبيرا .. بالقدر الكافي
ما وضع التلفاز هنا .. لكنها بيوت العمال الصغيرة .. ليته كان موظفا .. يبدد غيوم أمنياته الصغيرة تلك .. يعتبرها وساوس .. يستعيذ بالله .. يحمده على البيت والأطفال والراتب التقاعدي .. زوجة الصابرة على وضعه .. يتذكر ملامحها قبل خمس سنوات كانت على قدر كبير من الجمال .. فقد نعمة واحدة ..
_ لا ضير ..
وصل باحة الدار الصغيرة .. مازال يشم رائحة شياط ! تطمئن مخاوفه قليلا .. ما تمثله الرائحة من خطر بعيد عن زوجته وأطفاله .. أغلى ما يملك في هذه الدنيا .. ثمانية عيون .. أهداها له الله بدلا من عينيه ..
بحثا عن مصدر الرائحة .. يتجول في باحة الدار بهدوئه المعتاد .. دون جدوى .. تجارب سنين طويلة من الاستيقاظ ليلا والذهاب لقضاء الحاجة في المرحاض .. منحته براعة كبيرة بالتجوال في بيته , دون أن يصدر صوتا .. يحفظ التضاريس بدقة متناهية .. حبه لأسرته.. نقاء سريرته.. من أهم العوامل المساعدة في ذلك ..
إن أراد الجلوس بمكانه المعتاد , في الباحة .. يتجه يمين باب غرفة النوم , حيث خزانة الأواني الفخارية والزجاجية .. يتصور منظرها الخشبي .. لونها الصاجي اللماع .. نهايتها نهاية الحائط .. تملأ الركن المتبقي منه .. بجانبها باب حديدي يؤدي إلى فتحة تهوية كبيرة (منور) .. بجانبه شباك حديدي أيضا , قطعة واحدة مع الباب .. فوق الشباك ساعة حائطية أشارت دقاتها إلى الثانية بعد منتصف الليل .. في منتصف الباحة منضدة طعام حولها خمسة كراسي .. فهي غرفة طعام أيضا , بسبب صغر حجم البيت .. كرسيه على رأس المائدة , عندما يجلس لتناول الطعام .. يتخيل أمامه باب الحمام المجاور لباب المطبخ .. ويفصل الممر المؤدي للباب الخلفي , بين باب المطبخ والدرج .. عاد أدراجه إلى باب غرفة النوم بعد أن أجرى مسحا بأنفه .. حواسه الأخرى ..
_ رائحة الشياط , لا تنبعث من الباحة ..
ازدادت احتمالات انبعاثها يمارس جارهم صاحب الدكان حرق مخلفات دكانه بين الحين والآخر .. يعود إلى باب غرفة النوم .. نطلق من جهته اليسرى هذه المرة .. عيون ذاكرته توعز له أن بجانب الباب درج يؤدي لسطح الدار .. يجرى مسحا انفيا على جهة الدرج رافعا رأسه نحو الأعلى .. يرى بعين الذاكرة شباك طولي أعلى الدرج .. يتصور أن القمر يطل من خلاله في مثل هذه الليلة .. توالت حركات جفنيه العلويين صعودا ونزولا ..
_ مرحبا ..
ابتسامة عريضة.. لا يحتاج للتأكد من عدم احتراق القمر .. من يستطيع الوصول إليه ؟ يتذكر أنه لم يسمع عند استيقاظه صوت أنفاس قمره على السرير .. يفلت مسند الدرج .. يعبر الممر نحو باب المطبخ وباب الحمام .
_ رائحة الشياط مازالت تنبعث ؟ لكن من مكان ..
مثانته تضغط عليه بشكل أكبر .. يشغله عنها ويصبره على ضغطها تلك الرائحة المريبة .. يستحضر رقم هاتف دائرة الإطفاء في ذهنه .. الهاتف الأرضي عند باب غرفة الاستقبال .. أماكن الأرقام يحفظها عن ظهر قلب .. لابد من التأكد من مصدر رائحة الاحتراق .. حتى لا يهزأ به رجال الإطفاء كما في المرة السابقة ..
يحاصر شكوكه ومصدر الرائحة بالمساحة المتبقية من البيت .. لم يبقى إلا غرفة الاستقبال .. المرحاض .. ممر فاصل بينهما يؤدي للباب الخارجي .. الهاتف هناك إن دعت الحاجة لاستعماله ..
يحاول تحديد الوقت بإعادة حسابه .. نام عند الساعة التاسعة مساء بعد أن غادره شريكه العزيز.. سائق التاكسي.. يأتي كل ليلة ليؤنسه بحديثه ويعطيه حصته من عمل التاكسي .. راتبه التقاعدي وراتب صاحبه لا يكفيان لمصاريف المعيشة.. يثق به كثيرا وأعطاه ما ادخره طوال السنين الماضية .. لشراء السيارة والعمل بها.. أصبحا شريكين هو بنقوده وصاحبه بمجهوده ..
_ إنسان رائع ..
يثق به ثقة عمياء ليس لأنه أعمى .. ثقته في موضعها .. جربه في مواقف عديدة .. نجح في جميع الاختبارات التي أجراها له .. صاحبه يبدأ بالتثاؤب عندما تدق الساعة الحائطية تسع دقات .. عليه أن ينام مبكرا , أمامه عمل شاق .. معجب بدقة مواعيده ومحافظته عليها ولطالما أمتدح ذلك أمام زوجته في مناسبات عديدة ..
_ لو خليت قلبت ..
يحمد الله مرة أخرى على نعمة وجود هذا الإنسان الوفي .. دقات الساعة أشارت قبل قليل إلى الثانية بعد منتصف الليل .. ربما بدأ الاحتراق بعد نومه مباشرة .. هذا يعني إن عمر الاحتراق أربع ساعات الآن .. ازداد قلقا ً وتوترا ..
_ وصل الشياط مراحل متقدمه .. كلما مر الوقت أصبح اخطر..
يقترب من غرفة استقبال الضيوف .. الرائحة تتميز أكثر.. تزداد مرات استنشاقه لها تسارعا مع دقات قلبه.. للتعرف على نوعية الرائحة يركز أكثر .. خبرته كبيرة بالتمييز بين الروائح ..
_ رائحة سجائر!
التدخين احتراق أيضا .. يحرق السيجارة , الشفتين , الرئتين , القلب.. السيجارة مشتعلة من الساعة التاسعة حتى الثانية بعد منتصف الليل ؟؟؟ صاحبه دخن سيجارته الثانية قبل مغادرته بقليل .. رائحة دخان متبقية من سهرة صديقه معه.. يطمئن على سلامة بيته من الاحتراق ..
يصل باب غرفة الضيوف .. يشعر أنها مليئة بدخان علبة سجائر تقريبا .. يتعجب من ذلك ..تزداد حيرته.. يتسمر عند الباب .. تشتعل حواسه الأخرى .. تبدأ بإرسال رسائل كثيرة مريبة .. تكاد تمزق قلبه وروحه .. تشعل فيهما حرائق من نوع آخر .. لا تستطيع أكبر فرق الإطفاء في العالم من إطفائها ..
_ أربعة عيون خائفة في غرفة الاستقبال ؟
تراقبه بخوف شديد .. تدور في أحداقها متحيرة .. كيف لعينين ضريرتين أن تخيف أربعة أعين مبصرة ؟ لهذا الحد من الخوف والرعب ؟ يستوضح إحساسه , بحثا عن نتائج أكثر وضوحا .. يتعرف على اثنتين منهما , سوداوين كبيرتين .. السواد فيهما اكبر من البياض .. رموش طويلة .. تمتلئان بالدموع .. الرموش الطويلة المعقوفة نحو الأعلى أثقلت بقطرات الدموع .. نزلت شيئا فشيئا نحو الأسفل والتصقت بالرموش السفلية.. عادت نحو الأعلى بصعوبة , لتحمل قطرات أخرى .. تتوالى حركات جفنيه العلويين صعودا ونزولا .. بسرعة أكبر هذه المرة..
عينين صغيرتين جافتين من الدموع .. جفاف صحراء الربع الخالي .. مليئتين بالحيرة تبحثان عن مصدر للخلاص .. منفذ للهروب ..
يسحب ابتسامته التي بعثها للقمر قبل قليل عند الدرج .. القمر لم يكن مبتسما .. ربما كان ساخرا أو مشفقا .. في الحالتين لا يستحق الابتسامة .. ربما كانت تنبعث منه رائحة شياط هو الآخر.. يسحب ( نوم العوافي ) أيضا ً ..
_ لم تكن نائمة ..
_ هل شم أحد الجيران رائحة الشياط ؟
أنوف الناس تبحث عن روائح كهذه بشغف شديد .. الرائحة تتسرب مهما حاولت إخفائها .. متوهم من يظن غير ذلك .. تتسرب حتى عبر العيون .. عندما يحترق القمر, سيشاهده الجميع بوضوح شديد ..
يفهم سبب التزام صديقه بنفس موعد المغادرة كل ليلة .. وأي عمل شاق يقوم به .. زوجته تسخر منه عندما يتحدث عن إعجابه بدقة تنظيم الوقت لدى صاحبه ..
_ ما الذي أعجبها فيه ؟
يشم رائحة شياط أخرى .. تنبعث من صدره .. تخرج من انفه مع أنفاسه المتلاحقة .. من أذنيه .. تزداد حركات جفنيه العلويين بشكل اكبر.. الجزء الأعلى من رأسه يكاد يطير نحو الأعلى .. لا يستطيع أن يتلمس أذنيه ورأسه , ليعرف ما ينبعث منهما .. يداه متشبثتان بجانبي باب غرفة الاستقبال .. ليس أمامه إلا التشبث بهما .. يفتح فمه الذي أطبقه تأسفا .. يتحول إلى فم تنين غاضب .. نار تنبعث من داخله..
_ ماذا أفعل ؟؟؟
يستعرض احتمالات الجزء الثاني من سيناريو الشياط .. لا يعاتبها .. يتفق معها أن تغادر صباحا .. تطلب الطلاق .. لا تعود مهما حصل .. ينتهي الأمر هكذا , بكل بساطه .. هذا خير من فضيحة الجميع .. أطراف عديدة لا ذنب لها ستحترق لو كشف مصدر رائحة الشياط .. يتراجع عن الفكرة .. أخوتها يحبونه .. لن يقبلوا بذلك , حتى يعرفوا السبب .. مذنبه وستنهار أمام نلبه , وإصرارهم لمعرفة الحقيقة ..
يشاهد بعينه البيولوجية أنهما يحاولان لبس ملابسهما الداخلية بارتباك شديد .. ستر جسديهما العاريين بما تيسر من ملابس ..
_ بأي شيء سيستران رائحة ما أحرقاه ؟
تلفت انتباهه وتقاطع أسئلته الداخلية , العينين الجافتين .. مازالتا تدوران في أحداقهما .. مذعورتين ذعر اللصوص والخونة .. تبحثان عن مفر.. المنفذ الوحيد للفرار حيث يقف .. يزداد تسمرا وثباتا عند الباب ..
يشعر بجسد يقترب نحوه بقوة .. يسمع تصاعد أنفاسه الخائفة وارتعاد فرائصه .. يشم رائحة تعرقه رغم برودة الجو.. يحس بناره المشتعلة في أوصال ضميره ..
_ جثة الضمير المحترق رائحتها نتنه .. إحراقه يحرق الأخضر واليابس ..
يزداد ثباتا ليضيق عليه الخناق ولا يمنحه فرصة للهرب .. لعله يتصرف برعونة ويخلصه من عناء وقوفه هكذا ..
يتوقف الزمن عند أطول لحظة تمر عليه في حياته .. يتوسلها أن تنتهي .. تأبى إلا أن تطول .. تصير دهرا بكامله .. يشعر أن الساعة الحائطية متوقفة .. لم يعد يسمع دقات رقاص الدقائق .. لكل دقيقة دقة يسمعها .. تآمرت عليه هي الأخرى .. شاهدة لما يجري كل ليلة .. تحتسب الوقت اللازم للاحتراق .. تبدأ تواطئها مع صاحبه عندما تدق تسعة دقات كل مساء ..
_ غادر لتعود بعد قليل ..
تعد الثواني والدقائق والساعات .. قوادة تجمع رأسين باللذة .. تجلس عند الباب تحتسب لهما الوقت .. تدق عشرة دقات
_ مرت ساعة ..
_ تك .. تك ..
_ ساعتين من الاشتعال ..
يلعناها .. يضربانها بأحذيتهما .. بملابسهما الداخلية .. يطلبان منها التوقف .. تأبى إلا أن تكون مخلصة لهما .. تستمر ..
_ انتهاء الشوط الأول ..
يأخذان استراحة قصيرة .. يأكلان فيها لوازم السهرة .. يدخنان .. تبدأ بالعد من جديد دقة واحدة ليوم جديد ..
_ بداية الشوط الثاني ..
_ تأخر الوقت..
_ يحتمل أن يستيقظ الزوج المخدوع ..
لا يعبئان بها .. يأتمنانها .. لا أمان (للقوادات) .. خصوصا إذا أحست بمخالفة لتحذيراتها أو تعليماتها .. ها هي توقع بهما .. الساعة الحائطية المتواطئة معهما , منذ مدة لا يعرف أمدها .. تتوقف الآن عند أسوء لحظات حياته .. لا ترحم توسلاته بعبورها , واحتسابها لحظة أخيرة من عمره .. تمنى لو تكون كذلك ..
_ ما أطول اللحظة , وأقصر العمر ..
اللصوص والخونة يبحثون عن الخلاص في مواقف كهذه بأية طريقة كانت .. قتل رجل ضرير مثله سهل جدا على غادر خائف مثل صاحبه .. فيقتل معه السر ويستريح الجميع ..
يفتح ساقيه ليزداد ثباتا كحارس مرمى يستعد لصد ضربة جزاء .. ما قيمة فتح ساقيه ؟ الساقين الأهم فتحتا منذ أربع ساعات.. منذ خمس سنوات ؟ من يدري ؟ كل الاحتمالات مفتوحة , كفم البركان الذي يقف في فوهته بكل قوة وثبات .. يمسك بكلتا يديه جانبي الباب.. بصمت مطبق كصمت القبور , يتوسل كثيرا في سره.. يتمنى من صديقه قتله ليخلصه من شعور الإهانة هذا .. سيرافقه أيام أو سنين حياته الباقية .. ستزداد أيامه حلكة.. يخلص هذه المسكينة وأهلها من عار يلاحقهم أجيالا أخرى .. ويخلص صاحبه أيضا من عناء وضع رأسه في التراب كأي نعامة.. كلما رأى أحدا من الناس الذين يعرفون القصة.. ولا يتحمل جريرة أن لا يثق الناس في الحي ببعضهم , بعد سماع الخبر..
استعادت ذاكرته بشكل سريع كلام زوجته عن صديقه .. وتذمرها منه عندما يأتي لاصطحابها والأطفال إلى المدرسة..
_ امسك يدي ..
يتصور أنها كثيرة الشكوك بكل ما حولها .. المرأة تقصد عكس ما تقوله تماما عن الرجال .. من تدعي كرهه تحبه بشغف.. من تدعي حبه تكرهه .. ظروف معينة تدعوها لتدعي خلاف ما تضمر من مشاعر..
يتذكر إلحاح جاره على العمل بدلا من صاحبه بالتاكسي .. عرضه شراكته وصداقته .. حديث الجار المتواصل عن سوء أخلاق صاحبه وسرقته لمعظم وارد التاكسي .. يرفض .. يتصورها حسد عيشه ..
_ يسرق أغلى ما يمكن أن يسرق ..
شيء لو سرق لا يمكن أعادته ثانية , حتى إن ندم السارق وأراد إعادته , لا يستطيع .. فهو من النوع الذي يسرق مرة واحدة , وبعدها لا يعني شيئا أن يسرق مرة أخرى .. صرخات تتعالى بداخله ..
_ أرجوك لن أقاومك ..
أن بدت مني مقاومة بسبب مرارة الموت , فستكون أقل من مقاومتها لك .. لابد أنها تمنعت .. قاومت محاولاتك بإغوائها , قبل أن تخضع ..
يتصور أن من حقه على صاحبه , منحه فرصة الخلاص هذه .. لكن صاحبه لم يكن بالنبل الكافي ليفعل ذلك ..
#نعيم_آل_مسافر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟