أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - الله والنقود















المزيد.....

الله والنقود


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3547 - 2011 / 11 / 15 - 19:38
المحور: الادب والفن
    


استيقظت كريستينا على صراخ زوجها عبد الرسول:
- يا الله نقودًا! يا الله نقودًا!
كان جاثمًا بجسده الضخم المترهل على الأرض، في قميص النوم الفضفاض، على رأسه طاقيته المطرزة، وفي يده مسبحة عقيقية كان يرفعها ضارعًا إلى السماء. أخذ قلب كريستينا يدق بأمل وروع، حتى أنها قبل أن تصل قربه، استثار بولونيتها العطوف، وهي تسمعه يقول:
- يا الله نقودًا، لحبيبك عبد الرسول!
أخذته كريستينا بين ذارعيها كطفلها الأوحد، ومسحت دمعته السائلة على خده بخدها، وبصعوبة أعادته إلى الفراش، وهمست في أذنه بصوت كله عناء:
- عد إلى النوم الآن، وغدًا سيبعث لك الله بالنقود.
وكأن ذلك كان شرطه للعودة إلى النوم:
- نقود كثيرة.
طمأنته:
- نقود كثيرة.
- ملايين!
- نعم، ملايين، أيها الغالي! أنت تستأهل كل مال الدنيا.
عند ذلك، غدا طيعًا ككلب شبع من المداعبة. انزلق في فراشه الوثير، وبعد بضع لحظات، دوى شخيره في كل الدائرة السادسة عشرة.
في الصباح، كان عبد الرسول يطلب (( الرياض )) بينما خرجت كريستينا تنزه كلبها في شارع (( باك )):
- أنا عبد الرسول، يا أستاذ جفري، ما هي أخبار الصفقة؟
- أية صفقة، يا أستاذ عبد الرسول؟
- أنسيت الصفقة، يا أستاذ جفري؟
- هناك صفقات، يا أستاذ عبد الرسول.
- صفقة أنابيب التابلاين الزجاجية... آخر اختراع، يا أستاذ جفري!
- الأمير مشغول جدًا هذه الأيام، يا أستاذ عبد الرسول.
- قل له رفعنا العمولة، يا أستاذ جفري.
- أخيرًا صرت فاهمًا وفهيمًا، يا أستاذ عبد الرسول!
- وما هي أخبار صفقة البترول، يا أستاذ جفري؟
- الأمير مشغول جدًا هذه الأيام، يا أستاذ عبد الرسول.
- قل له بدل أن يخفض سعر البرميل سنتيمين اثنين، فليخفضه سنتيمًا واحدًا، يا أستاذ جفري.
- أخيرًا صرت فاهمًا وفهيمًا، يا أستاذ عبد الرسول!
- وما هي أخبار صفقة البَيْض، يا أستاذ جفري؟
- الأمير قال كلمته في هذا الأمر قبل أن يجد نفسه مشغولاً جدًا، قال لا للبيض الفرنسي، ونعم للبيض الأمريكي، يا أستاذ عبد الرسول.
- وما هي أخبار صفقة (( الذي بيني وبينك ))، يا أستاذ جفري؟
- آه! صفقة الحريم البِيض، يا أستاذ عبد الرسول؟
- أخيرًا صرت فاهمًا وفهيمًا، يا أستاذ جفري!
- أنا والأمير موافقان على الثمن الذي تطلبه، ونقول لك المليون المطلوب خذه وعجل، يا أستاذ عبد الرسول.
راحت النقود تهطل على عبد الرسول بالملايين، دولارات وماركات وفرنكات... سويسرية. وفي اللحظة التي قطع فيها المخابرة الهاتفية دون أن يصدق أذنيه للخبر الأخير، أبلغه كبير الخدم أن الوزير السابق معالي الأستاذ عبد الرزاق على الباب، فتضايق عبد الرسول لا لأنه وزير، فهو أولاً وزير سابق، وثانيًا كل الوزراء السابقين واللاحقين في جيبه، ولكن لأن الوزير السابق جاء مبكرًا، وهو يريد أن يستقبل مسيو ريمون أولاً.
- ومسيو ريمون؟
- لم يجئ مسيو ريمون بعد.
- اطلب من معالي الوزير أن ينتظرني في الصالون.
انتظر عبد الرسول بقلق وصول مسيو ريمون، كان قد تلفن له في البيت، وفي المكتب، وعند عشيقته، دون فائدة.
انتهى الأمر مع مسيو ريمون بالمجيء، وفي وقت واحد، أخرج كل منهما دفتر شيكاته. وقع مسيو ريمون لعبد الرسول شيكًا بمائة ألف فرنك فرنسي تدفع في الحال، بينما وقع عبد الرسول لمسيو ريمون شيكًا بمائة وعشرين ألف فرنك فرنسي تدفع بعد حين. ابتسم عبد الرسول، وكذلك فعل مسيو ريمون. كان عبد الرسول يفكر في الملايين التي ستصله عما قريب، ويخاطب بهذه الكلمات مسيو ريمون في سره: (( سأنكحك ذات يوم! فلتنتظر! ))
بعد ذلك، استقبل عبد الرسول مضيفه المنتظر في الصالون بحرارة، واعتذر:
- تأخرت على معاليك، فاسمح لي. كان بصحبتي أحد كبار رجال الأعمال الفرنسيين، وعقدنا صفقة ستدر عليّ ما يزيد عن عشرة ملايين دولار. أنا لا أتعامل إلا بالدولار حتى وإن كان المتعامل معي تركيًّا، فالدولار عملة عالمية، وأنا عالمي في أشغالي، ثم الدولار في صعود دائم، وحتى في هبوطه يبقى، بالنسبة لباقي العملات، في صعود دائم. خذ، يا صديقي...
أخرج من جيبه الشيك الذي أعده باسم الوزير السابق:
- هذا هو دينك المشكور: خمسون ألف أعيدها ستين.
شربا كأس ويسكي معًا، وحددا موعدًا في مقهى (( الفوكتس )) في المساء، قبل ذهابهما إلى (( الراهبة المستهترة ))، علبة ليل ليست شهيرة، للتخفي فيها، واقعة في أحد الأزقة المتفرعة عن الشانزلزيه.
ومرة أخرى، نهضت كريستينا على صراخ زوجها:
- يا الله نقودًا! يا الله نقودًا!
رأته في وضعه الضارع ذاته، وفي اللحظة التي اقتربت فيها منه، أخذ يضرب بالمسبحة جبهته، ويولول. أخذته بين ذراعيها كطفلها الأوحد، ولم تستطع، هذه المرة، تهدئته، فاستنهض بولونيتها العاجزة، وهكذا أخذت بدورها تصرخ، وتنهل الدمع:
- يا الله نقودًا! يا الله نقودًا!
تذكرت ما كانت من العادة قوله عندما تلتقي بأحدهم: إنها ليست شيوعية، ولكنها تعتبر نفسها اشتراكية- ديمقراطية أو ديمقراطية – مسيحية. الآن، تكتشف، وهي تنهل الدمع، وتصرخ ضارعة: (( يا الله نقودًا! يا الله نقودًا... )) أنها رأسمالية- مسيحية. وفي الأخير، تساءلت لم كل هذا الإلحاح على كلمة مسيحية، كانت تعتبر نفسها رأسمالية – مسلمة على صورة زوجها المسلم. أحست أنها تحبه كثيرًا، وتمنت لو يرفعها على كرشه الضخمة، لتجد نفسها خفيفة كريشة طاووس. لكنه لم يفعل شيئًا من هذا، صمت فجأة، وعاد إلى فراشه، ونام كالجِرم رغم لحاقها به، والتصاقها بشحمه، وتعلقها بثديه.
أرسل عبد الرسول الصفقة المتفق عليها من الحريم البِيض، وانتظر أسبوعين كاملين وصول المليون الموعود دون أن يصل. في كل مرة كان فيها يتلفن، يطمئنه الأستاذ جفري، ويقول له: النقود في الطريق، يا أستاذ عبد الرسول، النقود في الطريق! لم يعد عبد الرسول يستطيع الخروج إلى الطريق لكثرة المطالبين من دائنيه، فقد عادت إليهم الشيكات التي وقعها لهم وخاتم عليها من البنك يقول: حساب بلا رصيد. لم تعد كريستينا تجرؤ على التنزه مع كلبها في شارع باك، فطلب عبد الرسول القاهرة، وعلى التحديد كباريه (( الوحش )) الذي اشتراه بخمسين جنيهًا يوم كان الجنيه المصري يساوي اليوم ألفًا. هدد ابنه المدير، إذا لم يبعث له عشرة آلاف دولار في الحال، باع الكباريه، وباعه ببلاش، وأرسله في ستين داهية.
- بعثت لك عشرة آلاف دولار منذ أقل من شهر، يا بابا!
- طارت في نصف نهار!
- كن متفهمًا، يا بابا! الناس لا يجدون حتى الخبز ليأكلوا!
- فليذهبوا إذن إلى الكباريه لينسوا بؤسهم.
- هنا مليون كباريه، و(( الوحش )) لم يعد على الموضة كما كان في أيامك!
- ليست هذه مشكلتي! ابعث عشرة آلاف دولار في الحال وإلا بعت (( الوحش ))، وأبو (( الوحش ))، ورميتك بين أسنانه!
ضرب عبد الرسول السماعة، وفي الحال طلب بيروت، وعلى التحديد مطعم (( الأسنان الماضية )) الذي ربحه مقابل ألف ليرة على طاولة (( البكاراه )) في ليلة حظ لم تتكرر ثانية. هدد ابنته المديرة إذا لم تبعث له عشرة آلاف دولار في الحال باع المطعم، وباعه ببلاش، وأرسلها تشحذ في زحلة.
وكانت المفاجأة:
- سأبعثها لك حالاً! عشرة آلاف دولار فقط! تكرم عينك، يا بابا!
أطلق عبد الرسول ضحكة رنانة:
- أنت ست البنات! وفي يوم قريب، يا رب (رفع رأسه ويده إلى السماء) سأبعث لك بسيارة طولها من هنا لهناك!
- كي تطالبني ببيعها عندما تتأزم أحوالك، يا بابا.
أطلق عبد الرسول، مرة أخرى، ضحكة رنانة، وشتمها بدعابة:
- يا بنت الكلب الذكية على أبيك لا تفضحينا!
ضحك وضحك قبل أن يضيف:
- أحوالك كما يبدو في العلالي، يا بنتي الذكية!
- كل شيء سيء بسبب الحرب إلا المطاعم، الناس يأكلون بشراهة، وكأنهم يتوقعون حصول مجاعة!
- يأكلون بشراهة أم يحششون بشراهة؟
- بلا إحراج، يا بابا، التلفون مراقب.
- ابعثي المبلغ بسرعة.
- سأبعثه لك بتيلكس حالاً، يا بابا.
جاءت سيارة الرولز رويس، التي كان عبد الرسول قد استأجرها نكاية بأخته، ابنها هي المليونير الحقيقي، جاءت ساحة الجمهورية بسرعة هائلة، فأوقفتها جمهرة من المتظاهرين المطالبين بالعمل. أخذ المتظاهرون يضربون السيارة بأكفهم، ويشددون على عبد الرسول الخناق صارخين:
- عمل! عمل! عمل!
عنّف عبد الرسول السائق طالبًا منه فتح ممر، ثم داخ، وأخذ يضرع إلى الله:
- يا الله النجدة!
جاء رجال الشرطة، وفتحوا ممرًا للسيارة الفخمة.
أخيرًا وصل المليون الموعود لصفقة الحريم البِيض، فأجرى عبد الرسول حفلاً طنانًا دعا إليه (( نخبة )) البلد، وحضره وزير الاقتصاد الفرنسي. قدم رجال الاستقبال الشهيرون لدى (( لونوتر )) للمدعوين المختارين بدقة أشهى المأكولات وأفخر المشروبات، حتى أن كريستينا ليلتها قد أعلنت للملأ أن خير بولونيا لن يكون إلا إذا سارت في الطريق الرأسمالي – الديمقراطي للعالم الحر، فصفق لها الحضور بحرارة، ولم يتفاجأ أحد برؤية وزير الاقتصاد الفرنسي، وهو يقبل يد كريستينا، ويراقصها في الظل.
في ذلك المساء، كان الكل يفكر في المليون دولار التي جناه
عبد الرسول من عرق جبين الحريم البِيض، وعبد الرسول يفكر في أمر آخر أخفاه حتى عن زوجته البولونية الطائعة كريستينا، ومع ذلك هي التي أبقاها في عهدته رغم ثلاث مرات طلاق من فلسطينية وألمانية وهولندية، ورغم ثلاث عشيقات فرنسيات تعرف عليهن في علبة الليل غير الشهيرة، ولكن ليس غير الشهيرة جدًا بعد أن غدا عبد الرسول واحدًا من أهم زبائنها، (( الراهبة المستهترة )).
كانت قضية الإرث التي استطاع أن يعلقها طوال سنوات بفضل محامٍ ذكي أكسبه جيدًا، هو وبعض الموظفين، فقد حكمت المحكمة عليه بدفع مليون دولار تسديدًا لما لطشه من الإرث، وتعويضًا عما لحق إخوته وأخواته من خسائر. كانت المصيبة التي لا يعرفها أحد سواه، وهو لهذا، أراد أن ينساها، فشرب حتى تختخ، وأكل حتى بخبخ، واضطروا إلى حمله إلى الفراش.
في الصباح، استيقظت كريستينا على عبد الرسول، وهو يجثم على الأرض، ويصرخ:
- يا الله نقودًا! يا الله نقودًا، لحبيبك عبد الرسول!
فلم تمنع نفسها عن لطمه:
- أيها الطماع، يا عبد الرسول! مليون وأعطاك البارحة، واليوم تريده أن يعطيك مليونًا آخر! كفاك طمعًا وجشعًا!
فسقط ميتًا.

باريس/ فبراير 1981

* من (( حلمحقيقي )) المجموعة القصصية الرابعة لأفنان القاسم 1990 بمناسبة نشره للأعمال الكاملة.



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطفل الآتي من هناك
- حلمحقيقي
- حبيبتي في صنعاء
- حرير دمشق
- إرادة الورد
- الهامشيون
- ساعة الصفر
- على طريق دمشق
- الموت
- الأعشاش المهدومة
- الإرجاء
- الحجرة
- سوريا: ما هكذا يا رشاد أبو شاور تورد الإبل
- الانتحال
- قصة الدم
- الدم
- سوريا إلى أين؟ - الحل الثالث للشارع السوري
- ضد فتح وحماس على الشارع الفلسطيني أن يتحرك
- اتفاق فتح حماس طبخة أمريكية-إسرائيلية جديدة
- في لهيب محمود درويش


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - الله والنقود