|
الوصايا العشر لصنع السلام في العالم
راندا شوقى الحمامصى
الحوار المتمدن-العدد: 3547 - 2011 / 11 / 15 - 16:02
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
مقال أعجبني-منقول. يظهر بأننا نعيش في وضع يُستباح فيه كلُّ شيء، وتُنتهَك كلُّ الأعراف والقوانين والشرائع، المدنية والدينية، والقيم الإنسانية والأخلاقية، خاصة وسط هذه الحرب المُعلَنة من الولايات المتحدة على الإرهاب في طول العالم وعرضه، ومن حكومة إسرائيل على شعبنا في طول الوطن الفلسطيني وعرضه، من مدن وقرى ومخيمات. نلاحظ عمى البصر والبصيرة وغياب الرؤية السياسية لسلام عادل في العالم وفي المنطقة. لذلك يأتي صوت الأديان ورجال الدين، بشكل عام، وصوت الكنيسة الكاثوليكية وقداسة البابا يوحنا بولس الثاني، بشكل خاص، ليذكِّروا العالم بالمبادئ الأساسية لصنع عالم أفضل يسوده العدل والحب والسلام. وبالفعل فقد نُشِرَتْ في الفاتيكان [يوم الاثنين 4/3/2002] وثيقةٌ بعنوان "الوصايا العشر لصنع السلام في العالم"، وهي ثمرة لقاء أسيزي للأديان الذي تمَّ [في أوائل شباط 2002]، حيث وافق كلُّ رجال الدين، من مختلف الديانات في العالم، على هذه الوثيقة. وقد أُرسِلَتْ إلى حكام ورؤساء الدول مُرفَقَةً برسالة من قداسة البابا للتعريف بها، على أمل أن يعملوا بموجبها لأنها قد تساعد في توجيه العمل السياسي والاجتماعي للحكومات. ووَرَدَ في الرسالة المرفَقة بأن "المشتركين في لقاء أسيزي مقتنعون، أكثر من أيِّ وقت مضى، بأن على البشرية أن تختار بين المحبة والكراهية، لأن المحبة تبني والكراهية تهدم". وقد أضاف البابا بأن "رجال الدين المنتمين إلى مختلف الديانات في العالم يتوقون إلى الانفتاح على المصالحة، ويعملون من أجل تقدم السلام في ربوع العائلة البشرية. وهم يعبِّرون عن هذا الالتزام عن طريق الوصايا العشرالتي أُعلِنَتْ في نهاية لقاء أسيزي في ذلك اليوم الفريد من نوعه". وقد عبَّر البابا عن أمله بأن "تنعش هذه الروح كلَّ ذوي النوايا الحسنة وتقودهم إلى البحث عن الحقيقة والعدالة والحرية والمحبة، لكي ينعم كلُّ إنسان بحقوقه كاملة وكلُّ شعب بتقرير مصيره في الحرية والأمن والسلام". وقد أكد البابا أخيرًا على التزام الكنيسة الكاثوليكية بهذه المبادئ، واضعًا ثقته وعاقدًا رجاءه على "إله المحبة والسلام"، كيما يستمر الحوار بين الأديان، وتسود المغفرة والوفاق بين الجميع، وتمهَّد الطريق لأقدامهم لبناء الألفية الثالثة على أساس "حضارة المحبة والسلام". ولأهمية هذه الوثيقة التاريخية التي وقَّع عليها 12 من رؤساء الديانات في العالم، وقرأها عشرة من ممثليها أيضًا، فإننا ننقلها كاملة بعد ترجمتها:* 1. نتعهد بإعلان قناعتنا الثابتة بأن العنف والإرهاب يتنافيان مع روح الأديان، ونندِّد باللجوء إلى العنف والحرب باسم الله أو باسم الدين، كما نلتزم ببذل قصارى جهدنا لاجتثاث أسباب الإرهاب. 2. نتعهد بتربية المؤمنين على الاحترام المتبادل والمودة للجميع، كيما تتوصل الشعوب والأعراق والثقافات والأديان المتنوعة إلى العيش معًا بسلام وتضامن وأمان. 3. نتعهد بتشجيع ثقافة الحوار، كيما يزداد الفهم المتبادل، وتتعزَّز الثقة المشتركة بين الأفراد والشعوب، لأن هذه هي الشروط الأساسية للسلام الحقيقي. 4. نتعهد بالدفاع عن حقِّ كلِّ كائن بشري بالعيش بكرامة وفقًا لهويته الثقافية والتمتع بحرية إنشاء عائلة خاصة به تنعم بكافة الحقوق. 5. نتعهد بالحوار الصريح والهادئ، غير معتبرين أن ما يفرِّقنا من اختلافات حواجز لا يمكن اجتيازها وتخطِّيها، بل اعتبار أن تنوعنا واختلافنا عن الآخرين يمكن أن يصبح مناسبة للفهم المتبادل وللفائدة المشتركة. 6. نتعهد بأن نغفر لبعضنا بعضًا أخطاء الماضي والحاضر وأحكامه المسبَّقة، ونلتزم ببذل ودعم الجهود المشتركة للتغلب على الأنانية والكراهية والعنف، متعلِّمين من الماضي بأن السلام بدون العدل ليس سلامًا حقيقيًّا. 7. نتعهد بالوقوف إلى جانب المتألِّمين والذين يتعرضون للبؤس والإهمال، ونلتزم بأن نكون صوتًا للَّذين لا صوت لهم، عاملين عمليًّا لتخطِّي هذه الحالات البائسة، ومقتنعين بأن الإنسان لا يمكن أن يكون سعيدًا وحده. 8. نتعهد بتبنِّي صرخة الذين لا يرضخون للعنف والشر، ونلتزم بالمساهمة، بكلِّ قوانا وجهدنا ووقتنا، في إعطاء البشرية كلَّ أسباب الأمل والعدل والسلام. 9. نتعهد بتشجيع كلِّ مبادرة تعزِّز الصداقة والتعاون بين الشعوب، مقتنعين بأن التقدم التقني قد يعرِّض العالم لمخاطر متزايدة من الدمار والموت في حال غياب التفاهم بين الشعوب. 10. نتعهد بحثِّ المسؤولين عن مصائر الأمم والشعوب، من حكام ورؤساء دول، على بذل كلِّ الجهود الممكنة لبناء عالم يسوده التضامن وينعم بالسلام المؤسَّس على العدل. ما أحوجنا لهذه الكلمات المعزِّية في هذه الأيام العصيبة التي حلَّتْ فيها لغةُ السلاح محلَّ لغة الحوار، وأصواتُ الرصاص والمدافع والطائرات بدلاً من صوت العقل والمنطق، فغرقتْ المنطقة في الدماء والدمار. لذلك فإن رجال الدين، المسيحيين والمسلمين واليهود، عليهم واجب، لا بل يتحملون مسؤولية رفع صوتهم وقول كلمة حقٍّ لشعوبهم وحكامهم لوقف دائرة العنف المستمرة التي تحصد الأخضر واليابس. إن الصمت في هذه الحالات خيانة لرسالتهم النبوية لأن الضحايا تتساقط من الطرفين. فإذا كان رجال السياسة قد فقدوا البصر والبصيرة، وأمعنوا في المكابرة والعنجهية العسكرية، يجب أن لا ينام رجال الدين براحة بال وضمير. نقولها وبصراحة: نحن بحاجة إلى أنبياء يقدِّمون رؤى سلام جديدة! ونحن، بدورنا، ينشرح صدرُنا ويفرح قلبُنا بقراءة مثل هذه التعهدات الجميلة التي قطعها رؤساء الديانات في العالم على أنفسهم، ونأمل بأن يضعوها موضع التنفيذ في تعليمهم وتصرفاتهم، لأنها تبشِّر ببريق أمل يلوح في الأفق إذا طُبِّقَتْ، وبذلك يفتحون آفاقًا جديدة ويرسمون رؤية مشرقة لرجال السياسة وحكام العالم الذين فقدوا البصر والبصيرة، ويقودون العالم وشعوبهم معهم إلى الهاوية. فكم نحن بحاجة إلى رؤية جديدة، تفتح لنا أبوابًا لمستقبل أفضل في عالم جديد. فهل نستيقظ يومًا وقد تحققت هذه الآمال العريضة، أم نغرق فقط في الأفكار الطوباوية ونعيش في الأحلام الوردية؟!{ مقال ل)الأب رائد عوض أبو ساحلية )} منقول من الرابط http://www.maaber.org/issue_february04/non_violence2.htm
#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحياة فتنة وامتحان
-
ذكرى مولد مظهر إلهي(مُرسل من الحضرة الإلهية) بدين جديد-بهاءا
...
-
كيف تم تقسيم العالم بواسطة الدين ولماذا؟2-2
-
كيف تم تقسيم العالم بواسطة الدين ولماذا؟1-2
-
ومازلنا مع كتاب خاتم النبيين: الفضائل التي يتحلى بها قلب الإ
...
-
ومع خاتم النبيين و إمتيازات الكلمة الإلهية وخلاقيتها
-
وما زلنا مع كتاب خاتم النبيين والغاية الأولى لرسل الله أومهم
...
-
ومن خاتم النبيين نتابع-الانتقال من لقب نبي في سورة 33 إلى رس
...
-
استكمالاً مع خاتم النبيين و الفرق بين النبي والرسول
-
الميراث في العقيدة البهائية- أحكام الميراث
-
البشرية تتجه نحو السلام رغماً عنها
-
القضاء والقدر
-
نهج سياسي فاشل ونَظْم إلهي منقذ
-
صوت السافور-زرين تاج-قرة العين-الطاهرة أعظم امرأة إيرانية (1
...
-
صوت السافور-زرين تاج-قرة العين-الطاهرة أعظم امرأة إيرانية (9
...
-
صوت السافور-زرين تاج-قرة العين-الطاهرة أعظم امرأة إيرانية (8
...
-
سر ليلة القدر-ليلة الليالى-ليلة القدس-غرة أيام الله-قرة عين
...
-
صوت السافور-زرين تاج-قرة العين-الطاهرة أعظم امرأة إيرانية (7
...
-
الطاهرة-صوت السافور-زرين تاج-قرة العين أعظم امرأة إيرانية (6
...
-
استشهاد (صوت السافور-ذرين تاج-قرة العين-الطاهرة أعظم امرأة إ
...
المزيد.....
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|