أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سيدة عشتار بن علي - محنة الام العازبة بين غدر الامومة وقسوة المجتمع















المزيد.....

محنة الام العازبة بين غدر الامومة وقسوة المجتمع


سيدة عشتار بن علي

الحوار المتمدن-العدد: 3547 - 2011 / 11 / 15 - 09:01
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الامهات العازبات??تسمية جاءت ترجمة عن التسمية الفرنسيةles meres celibataires اي الفتيات اللاتي يصبحن امهات خارج اطار الزواج,وذلك اثر اقامة علاقات مرفوضة دينيا واجتماعيا في مجتمعاتنا العربية.وهي فئة تتزايد يوما بعد يوم,فهل هن ضحايا ام مذنبات??
هل يجب الاخذ بيدهن ام ادانتهن??
اثارت قضية الامهات العازبات في تونس مؤخرا جدلا حادا في الشارع التونسي بعد التصريح الذي ادلت به مرشحة حزب النهضة الفائز في الانتخابات(سعاد عبد الرحيم)فيحديثها عبر( راديو مونتي كارلو)والذي عبرت فيه عن رفضها لسن قانون يحمي هذه الفئة من النساء اي الامهات العازبات معبرة عن استغرابها من طرح مثل هذه المواضيع....وانتهت الى التنبيه ان منح الحرية للمراة التونسية يجب ان يكون في حدود دون تجاوز المقدسات والدين
مرجعية تصريحها طبعا هو ما يفرضه الدين فيما يخص الزانية,ومعروف ان حكم الزانية هو الرجم حتى الموت,وبما ان حكم الرجم صعب تطبيقه في مجتمع كتونس,فالواجب الاجتهاد ورجمها معنويا حتى تكون عبرة لغيرها,وذلك بتحطيم هذه المذنبة واقصاءها من الحياة الاجتماعية وعدم الاعتراف باي حقوق لها بصفتها اما عزباء.فماذا يمكن القول في هذا الحكم??
اولا يجب الاشارة الى ان ظاهرة الانجاب خارج اطار الزواج ليست وليدة اليوم,بل هي موغلة في القدم رغم مظاهر الاحتشام والوقار التي كانت سائدة,فمن منا لا يعرف او لم يسمع عن حكايات الاطفال الرضع الذين كان يعثر عليهم في القمامات,او في الابار مقتولين,وفي افضلالحالات موضوعين امام المساجد او دور الايتام,لكن بما ان هذه الظاهرة شكلت طيلة قرون التابو الذي لا ينبغي مناقشته فقد ظلت من المسكوت عنه لان الجواب والحكم واضح وجاهز ومسلم به,وهو تعرض الام البيولوجية الى كل انواع العقاب الاجتماعي والاضطهاد ان لم يكن القتل مصيرها درءا للفضيحة ومحوا للعار
فهل هذا هو العدل الالهي والاجتماعي??
اليس البحث عن علة هذه الظاهرة ومناقشتها هو الافضل عوضا عن الاسراع باطلاق الاحكام المتعالية والتي تعبر عن القطيعة مع الواقع??
ماذا لو فاجاتك ابنتك او شقيقتك بحمل خارج اطار الزواج??
هل تقيم عليها الحد حقا ام انك تطمس معالم الفضيحة وتتصرف كان شيئا لم يكن??
لماذا لا نبحث في الظروف القاهرة التي حولت هذه الانسانة الى ام عزباء??
لقد ورد في احد الدراسات الاجتماعية ان حوالي 1060ولادة خارج اطار الزواج تسجل في تونس سنويا,وتنتمي اغلب الامهات العازبات الى الفئة العمرية بين19و25سنة,ومما لا يجب اغفاله او تجاهله ان اغلبهن ينحدرن من الطبقات الفقيرة والمهمشة لان الفقر يرتبط دون شك بالجهل والامية والحرمان,واغلبهن من خادمات البيوت اللاتي تضطرهن الفاقة والجوع الى النزوح من الريف الى المدينة بحثا عن مورد رزق لهن ولعائلاتهن,فالظروف الاجتماعية القاسية التي ترزح تحت وطاتها شرائح عديدة من المجتمع هي التي تدفع هذه الفئة التي يطلق عليها الامهات العازبات الى البحث عمن يعتقدن انه طوق نجاة,ولذلك يقعن بسهولة في مصيدة من يبيعون الوهم تحذوهن الرغبة في الخلاص من جحيم ما يقاسيهن من قهر وتسلط واذلال
ثم ماذا??
غدر الامومة في عز المراهقة,ولقب ام عازبةباحلامها التائهة ومستقبلها المجهول تتقاذفها امواج قسوة مجتمع لا يرحم ضياعها في طريق صعب,مليء بالاشواك والهزات النفسية دون رحمة للمخلوق الضعيف الذي تحمله بين يديها وهي ممزقة بين لهيب عاطفة الامومة التي تجعلها تكتوي الما من اجل فلذة كبدها وبين ما تحتمه قوانين المجتمع من ضرورة التخلص منه
نار لا تكتوي بلسعاتها الا مخلوقة زلت بها قدمها او اجبرتها الظروف او اغتصبت فاصبحت بذلك اما عازبة,فنجدها تواجه مصيرها وحدها,في حين ينسحب شريكها اي الاب البيولوجي وكان شيئا لم يكن وبراءة الاطفال في عينيه,فلا اصابع تتوجه نحوه بالادانة وتنعته باقسى النعوت,ولا اصوات تزار بضرورة تسليط العقاب عليه فهل هذا هو العدل??
لقد كان القانون الصادر سنة1998والقاضي بحق الطفل مجهول النسب في انتزاع نسبه من والده البيولوجي من خلال تمكين الام ومساعدتها على رفع قضية تطالب فيها بالتحليل الجيني حتى يتمتع ابنها بنسبه الحقيقي ويحصل على حقوقه كابن شرعي,وهو قانون انساني بالدرجة الاولى لانه يحمي الام والطفل امام تنكر المجتمع لضحاياه من الصبايا اللاتي فاجاتهن الامومة في عز المراهقة,فهذه الفئة من الامهات ماهي الا ضحية للاستغلال الجنسي او الاغتصاب,وكما نعرف جميعا للاستغلال والاغتصاب وجوه عدة,فمنه الذي يحمل معناه المالوف اي استعمال العنف او الضغط على الفتاة ,ومنه ما هو معنوي حين يحسن الجاني العزف على نقاط ضعف ضحيته التي عادة ما تكون ساذجة ,وجاهلة,ومحرومة...وللذكر فنون وفنون في هذا المجال,فلماذا يسلط السيف على الانثى ويبقى الذكر بعيدا عن كل معاناة يختال اعتزازا بفحولته وسط اصوات الادانة جهرا ونظرات الاعجاب سرا??
ان الاخذ بيد هذه الفئة ومحاولة ادماجها في المجتمع حسب ما قضى به قانون 1998,هي خطوة لم تات من فراغ او هي تشجيع على الرذيلة والانحلال الاخلاقي كما يبرر الذين يدعون الى انتزاع هذه الحقوق من الامهات العازبات,بل هي حل مدروس جيدا وفرضته مواجهة ونظرة حقيقية وواقعية لما يجري في المجتمع,لان الانجاب خارج اطار الزواج هو واقع لا يجب تجاهله وغض الطرف عنه كي تظهر المراة التونسية والعربية عموما بمظهر الشريفة العفيفة,وكي يظهر مجتمعنا في صورة انيقة مزيفة,فتشديد العقاب على الام العازبة بحرمانها او سجنها او اقصائها لن يزيد المشكلة الا امعانا في التعقد,لان مشهد الرضع المقتولين او الملقون في القمامات سيصبح مشهدا مالوفا,واذا نجا هذا الرضيع وبقي على قيد الحياة فهو ايذان لنشاة اجيال جديدة من المعقدين والمرضى نفسيا والناقمين.اليس ضمان حق هذا الطفل وتوفير الظروف الملائمة له ليعيش في احضان امه وينعم بحنانها هو حل جزئي??ثم ان نشاته في كنف والدته الحقيقية سيضمن له حق التمتع بنسبه وهويته التي لن يناضل احد غيرها في سبيل الحصول عليها,كما ان هذا القانون هو وسيلة ناجعة لردع الذكور الذين يستغلون سذاجة بعض الفتيات وظروفهن القاهرة,لان ذلك سيجعل كل رجل مستهتر يحسب الف ح يختفي بعدها ويترك وراء ضحيتين الام والطفل يصارعان قدرهما



#سيدة_عشتار_بن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى ابي(حديث في الحجاب والنقاب)
- الربيع العربي ام الربيع الغربي??????
- نوال السعداوي اكبر من جائزة نوبل
- كشف المستور(2):قراءة في الحب الفيسبوكي والجنس الافتراضي
- كشف المستور(حديث في الحب الفيسبوكي والجنس الافتراضي)
- الفساد السياسي:اغتيال للديمقراطية
- المثقف العربي في الميزان
- سايكولوجية الجماهير(قراءة علمية في النفس الجمهورية)


المزيد.....




- الكويت.. مراسيم جديدة بسحب الجنسية من 1145 امرأة و13 رجلا
- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سيدة عشتار بن علي - محنة الام العازبة بين غدر الامومة وقسوة المجتمع