أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - غيابُ هزيمةِ يونيو من الذاكرةِ الإيرانية














المزيد.....


غيابُ هزيمةِ يونيو من الذاكرةِ الإيرانية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3546 - 2011 / 11 / 14 - 08:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كم تؤدي الضرباتُ الإسرائيلية والغربية الغادرة الوحشية إلى الكثير من المآسي والتغييرات التاريخية الموجعة، لكن الأنظمة القومية والدينية الشمولية لا تتعلمان ان من كل هذه الكوارث.
يجرى الاعتماد على الانتفاخات الجماهيرية الصارخة والاستعراضات ولغة اللاعقل التي تقارب الهوس الجماعي، ويتم إبعاد أي قراءات تحليلية للواقع الحقيقي، ولا تجرى استجوابات للمسئولين عن الاستعدادات والظروف العسكرية وأوضاع الجبهات ومستويات الجنود القرويين الذين يجلبونهم من مزراعهم وحقولهم الجائعة للزرع والبذور والمعرفة ليتاجروا بالنفط في الموانئ، ومن دون اعتراف بآراء الشعب في السياسات العامة والعسكرية.
العسكرُ يقررون كلَ شيء، ويقولون إنهم سينتصرون وإنهم أقوياء وسوف يهزمون العدو ويمسحون به الأرض، بل سوف يزيلونه عن وجه الخريطة الأرضية!
لكنهم لا يعترفون بالحوار بين الشعب والجيش، ولا يسألون الناس عن رأيهم في هذه النفقات المالية الخرافية، وهل يريدون كل هذه القنابل النووية والتجارب الخطرة؟ وهل يقبلون بكل هذه النفقات والأعداد الهائلة من البسطاء الريفيين الذين يدفعونهم للجبهات وهم لا يعرفون الخرائط والبوصلة وأين تقع الأقمار الصناعية وكيف ستنزل على رؤوسهم القنابل؟
هو ذات الموقف حين كان العربُ يصرخون من أجل مساعدةِ سوريا العسكرية المراهقة ويتم إنزال الجيش المصري في سيناء وتُغلق مضائق تيران وترعدُ الإذاعاتُ العربية مهددة تل أبيب بهزيمة ساحقة ماحقة، وتنام الطائرات العربية على الأرض لتكنسها قواتُ الغزو والعدوان وتغدو مثل طائرات خشبية لا تطلق قذيفة واحدة.
لا أحدَ يسألُ الشعوبَ ثم يتركونها وهم يلوذون بالفرار!
لا أحد يتحدث في إيران سوى بضعة مسئولين والشعب مغلق الأفواه، وهؤلاء المسئولون فاقوا النظام المصري في هزيمة يونيو وهم يتحدثون عن قواهم الجبارة وعن قوى غيبية مستعدة لمواجهة الصواريخ العابرة القارات، والطائرات المتطورة، ويضعون على الأرض هؤلاء الفلاحين ويختبئون هم وامتيازاتهم في المغارات.
الدفاع عن الوطن ضرورة مصيرية في كل الظروف ولكن في ظل الديمقراطية يصعد وينتصر، والدفاع عنه في ظل الدكتاتورية يصير مغامرات به وبالناس وهزائم رهيبة.
شعبٌ مغلقُ الأفواه محاصرٌ في حياته ورزقه لا يستطيع أن يقاتل بجدارة.
الأجهزةُ العسكريةُ الضخمة تتحولُ إلى كوماتِ من الحديد في ظل غياب الروح المعنوية النضالية الحماسية، فكيف يقاتل الناس وهم يُضربون من ورائهم؟
السنياريوهات العدوانية تشتغلُ وتحاورُ وتعرضُ الآراء المختلفة للمذبحة المُعدة للإيرانيين والإسرائيليون في البيوت والمقاهي والمسالخ يناقشون الطرقَ الجيدةَ الدقيقة للإبادة والمعنيون بالقتل راقدون؟! أو يتفرجون على كيفية اقتحام بلدهم وإزالة تعبهم وعرقهم وأموالهم الهائلة التي سُرقت منهم ووضعت على هيئات مختبرات ومفاعلات أسطورية من أجل المجد القومي المنتفخ بعظمته! ثم سوف تنشرُ هذه الكائناتُ الخرافيةُ الحقيقية بركتها الكيميائية على شعوب المنطقة!
حين لا يبالي الشعب بضرب بلاده وهزيمة وطنه ويشمت في طبقته الحاكمة التي أذلته في شوارع مدنه بالضرب، حينئذ لن يرتفع العلم الوطني بشموخ، ولا أن يُعزفُ النشيدُ الوطني بحب عارم ودع عنك مقاومة العدو المتسلل بخفاء شديد!
والأخطر الرهيب أن يغدو الجلادُ المجرم القادم من الخارج بتقنيته المتقدمة مفيداً لأنه يضرب الكابوس الحكومي!
نعم سيخرج المستفيدون والمنظمون ويطلقون الانفجارات المدوية في الشوارع ولكن حينئذٍ تكون الكارثة قد حَلت أو مرتْ، ويتكشف البناء العملاق عن خراب وعملاق من ورق يحترق في زمن وامض مخيف وصادم!
وحينئذٍ لا تنفع المناقشات الطويلة الصاخبة عن الهزيمة وأسبابها، وكيف جاء العدو؟ ولماذا كنا معزولين عن العالم؟ ولماذا (دويلة) حقيرة تنتشي بالانتصار؟ وأسئلة بليدة مثل أين كان الشعب؟ ولماذا هرب المسئولون؟ ولماذا هذه النجوم تظلل أكتاف كبار الضباط الذين لم يقاتلوا؟ وكيف تحولت دباباتنا وصواريخنا إلى خردة وحطام؟ وأين كان المثقفون الصادقون لينتقدوا كل ذلك؟
بعد أن تقع الوقائع الكارثية يتنادى الناس للفهم والمشاركة ولكن في ذلك الوقت يكونُ الوقت قد فات.
لهم الآن فقط أن يتساءلوا ويقفوا ويتظاهروا ضد (جرجرتهم) لحافةِ الهاوية، وليس بعد ذلك حين يبحثون عن أقربائهم المفقودين فلا يجدونهم وينقبون عن وطنهم المستباح!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحولُ القضايا إلى أورام سرطانية
- الإخوانُ والرأسماليةُ الخاصة في مصر
- الفضائيات والبرجوازية الإسلامية في تونس
- منطقة تقليدية
- فرصة لقوى الوسط
- البرلمانات وغياب الطبقة الوسطى
- العولمةُ والسيطرة على الثوراتِ العربية
- جناحان يتصادمان
- مستويان من الحياة التقليدية
- مستقبلٌ كبيرٌ للرأسماليةِ الخاصة
- سقوط هارونَ الرشيد السياسي
- تقدمٌ بوعي متخلف
- من أجلِ الشعبِ أولاً! (5-5)
- من أجل الشعبِ أولاً (4-5)
- من أجلِ الشعبِ أولاً! (3-5)
- من أجلِ الشعبِ أولا! (2)
- من أجل الشعب أولاً! (1)
- الوعي الطائفي والوعي الطبقي (3-3)
- الوعي الطائفي والوعي الطبقي (2-3)
- الوعي الطائفي الوعي الطبقي (1-3)


المزيد.....




- الملكة رانيا والأمير الحسين يهنئان ملك الأردن بعيد ميلاده
- بعد سجنه في -معسكر بوكا-.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح ...
- الجولة الثالثة.. بدء إطلاق سراح الرهائن في غزة و110 أسرى فلس ...
- من هي أغام بيرغر الرهينة التي أطلقت سراحها حماس الخميس؟
- هواية رونالدو وشركائه.. هذه مضار الاستحمام في الماء المثلج
- سقطتا في النهر.. قتلى في اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية قر ...
- مراسم تسليم الرهينة الإسرائيلية آغام بيرغر للصليب الأحمر في ...
- -كلاب و100 ضابط من أوروبا على حدود مصر-.. الإعلام العبري يكش ...
- أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يصل إلى دمشق في أول ...
- دقائق قبل الكارثة.. رجل يكشف آخر رسالة من زوجته قبل حادثة مط ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - غيابُ هزيمةِ يونيو من الذاكرةِ الإيرانية