أسماء صباح
الحوار المتمدن-العدد: 3545 - 2011 / 11 / 13 - 21:52
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
كغيرها من نساء الربيع العربي، شاركت الليبيات الرجل في تحدي نظام معمر القذافي، نزلت الى الشوارع وهتفت من أجل سقوط النظام والحرية والعدالة، ساعدن في نقل الاموال والاسلحة والطعام للثوار، وبعد الثورة غائبات تمام عن اطار الصورة لليبيا الجديدة، مستبعدات عن المجلس الانتقالي الليبي.
خرجن بالمئات ورفعن اصواتهن في وجه الطاغية، غير خائفات، جريئات ومستعدات للتضحية من اجل الوطن، وقفن في صفوف المواجهة الاولى، فليبيا المحررة لا تدين فقط لرجالها بل لنساءها أيضا.
احتفلن بالنصر واطلقن الاعيرة النارية، ورفعن صور الشهداء عاليا، معظمهن مات لهن اقرباء من الذكور المقاتلين وكذلك الاطفال، فليبيا لن تكون حرة الا اذا تمكنت نساءها ايضا من استنشاق نفس الحرية.
ويوم 23 من اكتوبر جاء يوم الاحتفال بالنصر وتحرير ليبيا من نير الطغيان، وحضر رئيس المجلس الالنتقالي ليلقي خطابا تاريخيا يرسي من خلاله اسس ديمقراطية جديدة، الكل كان يحبس انفاسه ينتظر ذلك الخطاب والنساء كذلك حبسن انفاسهن، لكنهن لم يسمعن كلمة واحدة تتعلق بدورهن في هذه الثورة، وبمستقبلهن في الحكومات القادمة او الدستور، بل كانت هناك اشارة اليهن كونهن زوجات الشهداء واخوات وامهات وبنات المقاتلين الذي رووا بدمائهم ارض ليبيا، ومن ثم اعلان الغاء كل ما لا يتوافق مع الشريعة الاسلامية في الدستور وجعلها مصدر القانون في البلاد.
كان من الحاضرات نساء ليبيات عملن بلا كلل ولا ملل ايام القذافي وايام الثورة من اجل حقوق المرأة الا انهن اصبن بالصدمة من الخطاب الذي كان من المفترض ان يكون تاريخيا وكان كارثيا، فقد كافحن منذ ايام امهاتهن وجداتهن للحصول على حق التعليم والاحترام والعمل والمساواة في المواطنة مع الرجل، الا انه فاجأهن بتلكم القرارات التي ستغير مستقبل المرأة الليبية وستعديها لسنوات الظلمة الاولى.
لقد تعرضت النساء في ليبيا في مرحلة الثورة الي كثيرمن الانتهاكات فضربت واهينت وجردت من ملابسها، وتعرضت في بعض الاحيان لاعتداءات جنسية من قبل مرتزقة القذافي، وعذبت بالصدمات الكهربائية وسجنت وسحقت كرامتها.
والان الا تستحق المرأة التي شاركت في هذه الثورة الهائلة والعظيمة ان تجني ثمار حريتها؟ وليعاملن كاعضاء فاعلات في المجتمع، ومواطنات من الدرجة الاولى وليس الثانية؟
النساء قلقات في ليبيا من تولي الرجال المناصب العليا في الدولة، وسيدفعوهن الى تولي المناصب الاقل اهمية وغير القادرة على اتخاذ قرارات مهمة في البلاد، الا انهن سيناضلن كما ناضلن سابقا من اجل الحصول على قدر اكبر من الحرية والفرصة في الدخول الى عالم السياسة وصنع القرار.
#أسماء_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟