رياض خليل
الحوار المتمدن-العدد: 3545 - 2011 / 11 / 13 - 17:22
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
النظام السوري : على نفسها جنت " براقش"
سورية : آخر النفق
المتوقع قد حصل ، والمراوغة وصلت نهاية النفق المسدود ، وقد وضعت السلطة السورية النقطة في آخر السطر، وتمسكت بالهروب نحو النهاية . وقد استهلكت كل الأوراق ، وجف حبر اللامنطق واللامعقول ، وانكشف الستر أمام الجميع : عربا وروسا وصينيين قبل الغربيين ، ؟ فماذا بعد؟
الحقيقة التي لم تعد محل خلاف للداخل والخارج هي أن النظام السوري والمعارضة يشكلان خطين متوازيين لا يلتقيان ، وأن أحد الخطين لابد وأن يخلي المكان للخط الآخر سلما أو حربا .
ويبدو أن النظام اختار الحرب منذ اليوم الأول ، ولم يتراجع قيد أنملة حتى اللحظة ، عن زاوية رؤيته للواقع والمستقبل . ولا يتوقع أن يفعل . معنى ذلك أننا دخلنا الفصل الثاني من التراجيديا الشيكسبيرية أو الأسخيلوسية أو الهوميروسية ، والتي ستتكشف مشاهدها في الأيام والأسابيع التالية .
لقد بات النظام محشورا في زاوية الحلبة ، وهو إما أن يهرب من بين الحبال إلى خارج الحلبة ، أو يواجه الخصم ، وما يحدد الخيار إياه هو مدى وعي النظام لخطورة وجدية التحدي ، فإما أن يسيء التقدير ، وإما أن يحسن التقدير والتدبير ، وهنا لا ينفع الغرور ، ولا الاستهانة بقوة الخصم ، ولا الثقة التي ليست في محلها بالذات ، وهو ما خبرناه في ليبيا ، حيث القذافي تعامل مع الأوهام على أنها حقائق مطلقة لا يرقى إليها الشك ، وترقى إلى درجة الإيمان ، وظل كذلك حتى بعد فوات الأوان ، وبعد أن وصلت الأمور إلى نقطة اللاعودة ، وبعد أن أصبح الأعمى يرى ما لم يستطع القذافي أن يراه .
أصبحت الأمور أوضح من الشمس في عز الصيف ، ومع ذلك قد لا يراها كذلك من لا يستطيع أن يرى أبعد من أنفه ، وبالتالي سيقع المحظور ، والخطان المتوازيان لابد وأن يزيح أحدهما الآخر ، وعلى نفسها جنت " براقش "
#رياض_خليل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟