يوميات آخر مواطن تونسي

مهدي بن سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 3545 - 2011 / 11 / 13 - 14:48
المحور: الادب والفن
    

تونسي أنت
تدخل الحانة ليلا ... تجدها مكتظة
قبل الخمر تذكر ... البسملة
مومس نحيلة ترقص حافية النهدين
و مواء قطة تتسول ... تتوسل
جائعة
نهارا ... كل الجوامع مكتظة
تترك حذائك جانبا ... تركع
تطلب العفو و المغفرة
تخرج ... لا تجد حذاءك
تغضب ... تلعن الرب و سارق الأحذية
تخرج من العلبة الليلية فجرا ... تتركها مكتظة
أرملة عجوز في الستين ... لا تحسن الرقص
كل همّها شاب في العشرين ... يشبعها لذّة
تعبر الأزقة الضيقة
إن عبرت سالما
و لم يسلب منك شيئ البتة
تختنق برائحة البخور و الزطلة
تجلس في أحد المقاهي الشعبية
طاولات الميسر السرية
أكثر عددا من المقامرين علنا
تطلب رقما هاتفا ... بعشوائية
صوت فتاة عذبة
تصير حبيبتك بعد ألو و كذبتين
تنام فوق زندك بعد غد و قبلتين
تتنكر بزي إمرأة
تركب حافلة صفراء ضيقة
يد فوق المؤخرة ... يد تبحث عن الحقيبة
و مرفق تائه يلاعب نهديك
تذهب إلى المعهد ... بحثا عن المدير
يستقبلك هرج و مرج ... تتساءل
أ أخطأت العنوان ... تتثبت
هذا هو المدير يغازل تلميذة شابة
و هاهي المساحيق النسائية و السراويل نصف الرجولية
تحتضن الكتب المدرسية
تتأكد ... هذا معهد ثانوي و زيادة
تتجول في الشارع الرئيسي
تعترضك تنورة حمراء ... يسقط لسانك
و أنت تحدق في اللحم الأبيض المتوسط
على ضفاف البحر
يعترضك جسد بقطعتين ... ينتصب السيد
و أنت تضع خطتك الجنسية
في نادي الأنترنات ... بعد منتصف اليل
الكلّ يشاهد أفلاما إباحية
أحدهم من شدة الكبت ... سكب أبناءه فوق الشاشة
تدخل قاعة الشينما ... فيلم رومانسي شيق
البطل يحتضن البطلة و يقبلها
تلتفت خجلا ... ترى
البطل و البطلة بجانبك

2 –

تونسي أنت
وطنك أخضر كبير
الطريق ... بساط حريري
البنايات ... ناطحات سحاب
المستشفيات عصرية
و كل النفقات ... مجانية
شهائدك المدرسية علمية بالأساس
أجرك اليومي ألف دينار و ما يزيد
قوتك اليومي لحم عجل كثير
موروثك العائلي خمسون هكتارا و عمر مديد
ربّ عملك ملاك يطير
و حاكمك منتخب أيضا بالأساس
حيواناتك الأليفة إذا خافت الرعد
هرعت إليك تستجير
قلبك الطيب ملّ الخير ... و نادى
أريد أن أصبح شرير
زوجتك ربة بيت ممتازة
صاحبك يزور بيتك كل سبت
و غرفة النوم لا تعرف غيرك عند الطلب
صباحك فيروز و قرآن
مساءك حمام و سلام
أحلامك ورود و ريحان
راش ... مرتشي ... رشوة
واسطة ... وسيط ... وساطة
مجرد كلمات ما بقيت
و لكل تونسي كبوة
سيارتك الشعبية محلية الصنع ... بالماء تسير
و الماء صالح للشرب و الأكل و الغسيل
فاسحب مدخرك البنكي ... و لا تخف
إن ما يحصل و يصير
من علامات الساعة
و ليس من نتائج التغيير .




مهدي بن سليمان
Le 12/10/2011

#مهدي_بن_سليمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات