نجيب الخنيزي
الحوار المتمدن-العدد: 3545 - 2011 / 11 / 13 - 10:15
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
تمر دول مجلس التعاون الخليجي بمرحلة يمكن وصفها بأنها طفرة مالية ثانية، ومن غير المعروف إلى متى ستستمر، وذلك على الرغم من الأزمة المالية والاقتصادية التي يمر بها العالم، والتي لم تسلم الدول الخليجية كغيرها من الدول من تداعياتها المباشرة وغير المباشرة سواء من جهة تقويم مصير أرصدتها واستثماراتها (الصناديق السيادية والخاصة) الخارجية من ناحية، وتأثير هذه الأزمة على وضع قطاع الطاقة (النفط والغاز) الذي لا يزال يشكل العنصر الرئيس لدخل الدولة، التصدير، والناتج القومي الإجمالي لجميع دول المجلس من ناحية ثانية. علما بأن الطفرة المالية الأولى استمرت لفترة تقل عن عقد من الزمن (1973 ــ 1981) وبالتالي ينبغي الاستفادة من التطورات الإيجابية الجديدة من خلال التركيز على الإنسان الخليجي باعتباره أداة وهدف التنمية «الإنسانية» المستدامة، والتي تعني التثمير العقلاني الأمثل للموارد المادية والبشرية كافة المتاحة من أجل خلق بيئة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية «نشطة» معقولة ومقبولة، وتحوز على الرضا والقبول من الغالبية من المواطنين وتتفق مع مصالحهم، وتشكل منطلقا وأرضية للاستقرار والتضامن الوطني والاجتماعي، وترسيخ دعائم السلم الأهلي وقيم المواطنة والمساواة والحرية والعدالة الاجتماعية. وذلك يتطلب تضافر وتوحيد الجهود والإمكانات (الدولة والمجتمع) كافة إزاء مختلف التحديات والمشكلات الداخلية، والتي تتداخل وتتفاعل وتتأثر إلى حد كبير مع الأوضاع والتحديات والمتغيرات الكبرى في البيئة الدولية والإقليمية والعربية، وخصوصا في ضوء ما بات يعرف بثورات وانتفاضات الربيع العربي وتداعياته المباشرة وغير المباشرة على مجمل بلدان المنطقة. أمام هذه الدول وغيرها فرصة تاريخية سانحة قد لا تتكرر، وعليها الاستفادة منها وتوظيفها إلى أقصى حد متاح، مما يتطلب مواجهة التحديات الداخلية والاستحقاقات الوطنية المطلوبة بأساليب ومناهج عمل جديدة. من المهم استيعاب أبعاد هذه التحديات من خلال صياغة إستراتيجية للإصلاح (وتحديد آليات تنفيذها وتوقيتها) الشامل على صعيد كل دولة وفي الإطار العام، وتغطي الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والأمنية، وتأخذ بعين الاعتبار نقاط القوة، ونقاط الضعف، الإنجازات التي تحققت، والإخفاقات إن وجدت، والتعامل معها بروح وفكر جماعي واستشرافي للمستقبل، ومواجهتها بشجاعة ووضوح، من خلال سياسة تعتمد على الذات (مقدرات وموارد) وتفعيل الإمكانات المتاحة كافة، بما في ذلك تمكين مؤسسات المجتمع المدني المستقلة للقيام بدورها الفاعل إلى جانب الدولة.
#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟