أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - تعيش ايران.. جاءت اللطمية الحديثة














المزيد.....

تعيش ايران.. جاءت اللطمية الحديثة


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3545 - 2011 / 11 / 13 - 09:57
المحور: كتابات ساخرة
    


ترى لماذا نلطم ؟؟ سؤال غبي اليس كذلك؟ سؤال قد يحال سائله في العراق او ايران وباكستان وبعض ضواحي الهند وجنوب افريقيا مستقبلا الى محاكم امن الدولة لتوجيه تهمة الاخلال بالامن العام او التخابر مع دولة علمانية.
وربما لاول مرة يتفق المسوؤلون القضائيون في هذه الدول على تحكيم الشريعة بدون الرجوع الى ابو هريرة او ابن تميمه او اسحاق الموصلي.
هذا الاتفاق سيكون بالشكل التالي: يخرج اولا ولي الفقيه يتبعه سماحة القاضي ضاما يديه على كرشه لينظرا برهة الى الجموع الغفيرة ذات اليمين وذات الشمال ثم يرفع ولي الفقيه يده الوحيدة ليحيي الجماهير التي تبدأ بالتكبير والصلاة على من اتبع الهدى ويرى الجمهور القاضي يخرج اليهم وهو يكاد يقطر خجلا لوقوفه مع هامة ولاية الفقيه جنبا الى جنب ليقول:
بعد الاطلاع على الحيثيات والتداول فيما بيننا تقرر تنفيذ حكم الاعدام شنقا حتى الموت بحق هذا السائل العلماني الايدلوجي الكافر الرعديد التافه المعتوه الملحد اليساري.
الجمهور لم يسمع النصف الاخيرمن الحكم لانه كان يكبّر للعدالة التي انزلت حكم الله بحق هذا المضرب عن اللطم.
تهدأ جموع الحاشدين بعد ان يرفع ولي الفقيه يده آمرا اياهم بالسكوت والانصات، وتراه الجماهير وهو يبتسم ويقول:
حكمنا على هذا السائل نظرا لصغر سنه بايقاف حكم الاعدام واللطم 14 ساعة يوميا ولمدة 5 سنوات دون توقف.
وتهلهل الجماهير لهذه الالتفاتة الابوية وترتج اطراف المدينة وضواحيها بالاصوات الهادرة"الله اكبر ..الله اكبر" ويتسرب بعض القوم بين الحشود ليقول لهم ان هذه الالتفاتة جاءت بمناسبة قرب حلول عاشوراء المبارك.
ويصمت الجمهور فجأة حين تلوح لهم مجموعة من الشباب يلبسون "اليونيفورم" الاحمر ويتقدموا بخطى ثابتة نحو منصة المسوؤلين العالية جدا عن الارض.
يركعون جميعهم الى الارض فيما يتقدم احدهم الى الامام قليلا ليخاطب ولي الفقيه:
قدس الله سرك ايها الفقيه الراعي لنا والاب الحنون لاولادنا، نريد فقط منكم قبل سيادة القاضي ان تحكموا علينا باللطم مع هذا الشاب وسنكون في اقصى حالات النشوة والسعادة ان قبلتم التماسنا هذا.
ثم يلتفت هذا الشاب الى القاضي ليكمل :
سيدي القاضي ان هؤلاء الشباب ينقسمون الى قسمين،فهم اما من الخريجين العاطلين عن العمل منذ اكثر من 6 سنوات ويأخذون مصروفهم اليومي من امهاتهم لان آباهم اختفوا في مطاحن الحرب او انهم لايملكون قوت يومهم رغم انهم اطالوا لحاهم واستنجدوا برجال سوق مريدي الاشاوس لتغيير اسمائهم المريبة.. لهذا فهم يلتمسون منكم ياحضرة القاضي ان ترأفوا بحالهم وتودعونهم السجن مع هذا الشاب ليلطموا معه ويشاركونه احزانه ويشاركهم احزانهم وهم بالتالي سيجدون على الاقل شوربة العدس التي سيجود بها امناء السجن وينامون بدون مفخخات ولا كاتم صوت ولا تفجيرات الدراجات النارية ولا تصريحات رجال السيرك في القنوات الفضائية.
انها ياسيادة القاضي 5 سنوات فقط وهي ليست بالمدة الطويلة في عمر التاريخ كما ذكر لنا آباءنا عن الباشا نوري السعيد واعقبه طاهر يحيى ثم تلقفها في زماننا قائد الضرورة ثم ملك الملوك الذي نسأل له ربه ان يسكنه في فسيح قصر من قصوره الخضراء.
ورغم ان الجماهير لم تسمع ماقاله هذا الشاب الا انهم كانوا ينتظرون حتى يسكت ليبدأوا بالتكبير والصلاة على من اتبع الهدى.
ولم تفد اشارات ولي الفقيه الآمرة لهم بالسكوت ولا خطوات القاضي المرتبكة جيئة وذهابا وهو يحاول ان يجد طريقة يسكت بها هؤلاء الذين تجاوزوا حدهم بالصراخ، ويتسرب القوم تدريجيا فقد حل الظلام.
فاصل: يقال ان خبراء من دولة مجاورة سيزورن محافظة العراق لتقديم محاضرات في فن اللطم الجديد اذ ستكون ايام عاشور هذه السنة منفردة في التجديد والتطوير المطلوبين.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترى الطماطم ترهم على كل شي
- لو كنت مصريا لانتخبت الله وعراقيا لسرقت
- خيمة جديدة للديمقراطية في النجف الاشرف
- شاهد عيان عاد من الجنة قبل ثلاثة ايام
- آخر صرعة ..ارقام سيارات عراقية –المانية
- العالم عطشان ..ماذا عن العراق؟
- هل يقبل الله حجة آل -كابوني-؟؟
- شيخ يبيع -السوشي- في النجف الاشرف
- ولكم والله صارت مهزلة ياناس
- بول البعير والحضانات الاربعة
- دودة البطيخة منها وفيها
- احفادنا سامحونا .. فقد اضعنا دجلة والفرات
- ماذا حدث في بغداد العرجاء بعد داحس والغبراء
- ربطة العنق الكافرة
- يما ترى انكسرت الشيشة
- اسئلة الحوار المتمدن
- الكذابون اخوان الشياطون
- وحش الطاوة
- استقبال المعزين بمناسبة وفاة الحكومة العراقية
- العراق يصّدر التجارب الانسانية في عجائب البله والانانية


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - تعيش ايران.. جاءت اللطمية الحديثة