|
أشبه بمزامير تُتلى في واد غير ذي زرع
صبحي حديدي
الحوار المتمدن-العدد: 1051 - 2004 / 12 / 18 - 12:29
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
تقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية البشرية يذهب هذا العام أبعد، وبالتالي أعمق، من مجرّد سرد الأرقام القاتمة عن انقسام العالم إلى صفّ التخمة عند القلّة القليلة وأغلبية الجوع عند السواد الأعظم. إنه، كما يقول عنوانه اللافت، يتحدّث عن "الحرّية الثقافية في عالم اليوم المتنوّع"، وبالتالي يسعى إلى نقض نظريات صراع الحضارات، بل ويسمّي النظرية الشهيرة ذاتها دون حرج أو تأتأة. كذلك يبحث التقرير في مسائل الهوية على امتداد العالم، وإشكاليات تعدّد الهويات، ومختلف السياسات الثقافية التي تسود في عالم اليوم بصدد الانفتاح أو الانغلاق والتعدّد أو التعصّب، وكيف يمكن للتنوّع الثقافي أن يكون ميدانا خصباً للتنمية... وفي السطور الأولى من التقرير ثمة هذه الفقرة المدهشة: "في زمن تتردّد فيه بقوّة ــ وبشكل يثير القلق ــ أصداء فكرة صراع الثقافات على نطاق كوني، فإنّ العثور على إجابات للأسئلة القديمة، بصدد أفضل وسائل الإدارة وتخفيف حدّة الصراعات حول اللغة والدين والثقافة والأصل العرقي، يكتسب أهمية متجددة. وهذه ليست قضية مجرّدة في نظر المشتغلين بالتنمية". وبالفعل... التقرير يخطو خطوة فكرية غير مألوفة حين يستعرض خمس أساطير حول "التنافر" الذي يعيق التنمية الإنسانية والسياسية، والثقافية، ثمّ يسعى إلى تقويضها واحدة تلو الأخرى: ـ الأسطورة الأولى هي أنّ هويّات البشر الإثنية تتنافس مع ارتباطهم بالدولة، ولهذا يوجد نوع من التنافر بين الإقرار بالتنوّع وتوحيد الدولة. ـ الأسطورة الثانية، أنّ المجموعات الإثنية ميّالة إلى النزاع العنيف مع بعضها البعض بسبب صراع القِيَم، ولهذا يوجد نوع من التنافر بين احترام التنوّع وتوطيد السلم. ـ الأسطورة الثالثة، أنّ الحرية الثقافية تتطلّب الدفاع عن الممارسات التقليدية، ولهذا يمكن أن يوجد نوع من التنافر بين الإقرار بالتعددية الثقافية وقبول أولويات إنسانية تنموية أخرى مثل التقدّم والديمقراطية وحقوق الإنسان. ـ الأسطورة الرابعة، أنّ البلدان المتعددة إثنياً أقلّ من سواها قدرة على التنمية، ولذلك يوجد تنافر بين احترام التنوّع وتوطيد التنمية. ـ والأسطورة الخامسة هي أنّ بعض الثقافات أكثر ملاءمة من سواها لتحقيق التقدّم التنموي، وبعض الثقافات عندها موروث من القِيَم الديمقراطية لا يتوفّر عند سواها، ولهذا يوجد تنافر بين الحفاظ على بعض الثقافات وإشاعة التنمية والديمقراطية. والحال أنّ هذا التقرير لا يشكّل تسفيهاً مباشراً لآراء صمويل هنتنغتون ونظرية صراع الحضارات فحسب، بل يوجّه طعنات نجلاء إلى معظم آراء كبير مستشرقي عصورنا برنارد لويس، حول "التنافر" الذي يُبقي المجتمعات المسلمة بمنأى عن الديمقراطية وحقوق الإنسان. وثمة دحض، بليغ تماماً إذ يصدر عن رهط من التكنوقراط الاقتصاديين والتنمويين، لتنظيرات لويس العديدة حول ملفّ محدّد يُطرح الآن بالذات في قلب أوروبا وفي صلب معادلات "الشرق" و"الغرب": الديمقراطية التركية، وصلاحية تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتطابق أو تنافر قِيَمها السياسية والثقافية مع تلك التي يؤمن بها الغرب. والحال أنّ الديمقراطية التركية كانت على الدوام "عزيزة" برنارد لويس، ليس فقط لأنها الوحيدة "العلمانية" في محيط شرس من الفقه (الإسلامي) اللاعلماني واللاديمقراطي في الجوهر، بل أساساً لأنها في رأيه المثال الوحيد الذي نجح في أيّ مكان من هذا العالم الشاسع الواسع المترامي الأطراف الذي تندرج أقوامه وإثنياته وعقائده وجغرافياته في تسمية واحدة خرافية هي "دار الاسلام". لكنّ لويس سكت عن مشكلات هذه "العزيزة" ذات يوم، في عام 1998، حين اتخذت المحكمة الدستورية التركية قراراً بحلّ حزب "الرفاه"، ومصادرة ممتلكاته، وحظر العمل السياسي على خمسة من قادته حدث أيضاً أنهم كانوا نوّاب الشعب المنتخبين شرعاً، وحدث كذلك أن بينهم رئيس الحزب ورئيس وزراء تركيا السابق نجم الدين أربكان! الطريف أنّ كبير المستشرقين كان أقلّ ديمقراطية من جيمس روبن، الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية آنذاك! الأخير اعتبر أن الولايات المتحدة لا تدعم ولا تناهض أياً من الأحزاب السياسية التركية، ولكن الإدارة لا تخفي قناعتها بأن حظر العمل السياسي لأي حزب يضعف الثقة في الديمقراطية التركية، لأنه يمسّ في الجوهر مبدأ تعدد الأحزاب. أكثر من ذلك، طاب للرجل أن يعطي الأتراك دروساً في أصول الديمقراطية حين ذكّر بأن أي إصلاح سياسي لا بدّ أن ينهض على المزيد من تعزيز حرية التعبير وحرية الاجتماع. لم نسمع كلاماً من برنارد لويس آنذاك، هو الذي بشّر طويلاً، واستبشر مراراً، بالتجربة التركية في الديمقراطية التعددية والعلمانية السياسية والدستورية: "هذه التي لم تكن من صنع الحكام الإمبرياليين، ولم تفرضها القوي الغازية الظافرة. لقد كانت خياراً حرّاً مارسه الأتراك حين انتهجوا طريق الديمقراطية الطويل والشاق والمزروع بالعقبات، ولكنهم برهنوا أن حسن النية والتصميم والشجاعة والصبر كفيلة بتذليل تلك العقبات والتقدّم على طريق الحرية". ومراراً شهد العالم هذه الديمقراطية وهي تترنح تحت الضربات المتلاحقة التي لم يتردد جنرالات الجيش في تسديدها إلى قلب التجربة، وكلما تعيّن أن يفعلوا ذلك استناداً إلى تقديرات مجلس الأمن القومي بوصفه الحارس الساهر على العلمانية، والوحيد الذي يمتلك الحق في الاجتهاد العلماني وتحويل محتوى الاجتهاد إلى قرارات ملزمة للمجتمع. وكان يستوي أن يلجأ الجيش إلى القانون (المحكمة الدستورية وحلّ الأحزاب)، أو إلى حبل المشنقة (كما في مثال عدنان مندريس)، أو الإنقلاب العسكري بوصفه ذروة العلاج بالكيّ. ومراراً شهد العالم مهازل القضاء التركي ضدّ الديمقراطية وحقوق الإنسان، وكان النوّاب الأكراد (العلمانيون تماماً، الماركسيون أو اليساريون أو الليبراليون) أبرز ضحايا هذه العربدة الدستورية. سكت برنارد لويس آنذاك، وهو اليوم أيضاً ساكت عن سابق قصد وتصميم، وكأنه في نهاية المطاف يقول للأوروبيين: حتى هذه العزيزة على نفسي لا تصلح للانضمام إلى أوروبا لأنها (وكيف يمكن أن نلتمس له سبباً جوهرياً سوى هذا!) تعيش نوعاً من التنافر بين الحفاظ على قِيَمها الإسلامية وقِيَم الديمقراطية وحقوق الإنسان... تماماً كما في الأسطورة الخامسة التي يسفهها تقرير التنمية البشرية. ولعلّنا ننتقل أبعد، من الأفراد إلى المؤسسات، فنتبصّر في سابقة نوعية حول مبدأ التصالح مع الآخر، وإصلاح ذات البين مع التاريخ. قد يذكر البعض اعتذار الكنيسة الكاثوليكية من يهود فرنسا، أواخر العام 1997، الحدث الذي بدا مختلفاً كلّ الاختلاف عما فعله المستشار الألماني الراحل فيلي براندت عام 1970 حين جثا أمام نصب الـ "غيتو" في وارسو؛ وعما فعله الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتيران صحبة المستشار الألماني السابق هلموت كول عام 1984 في مقبرة فردان؛ وما فعله وقاله الرئيس الفرنسي الحالي جاك شيراك عام 1995 بعد أشهر معدودات من فوزه في انتخابات الرئاسة. الاعتذار هذه المرة لم يأتِ من السلطات السياسية العلمانية، بل من الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية، التي اعترفت بعد 57 سنة أن صمتها المطبق على ترحيل 75 ألف يهودي إلى المعسكرات النازية لم يكن سلوكاً مسيحياً لائقاً، وهو بالتالي يستوجب الإعتذار العلني وبأفصح العبارات. المسألة هذه المرّة ثقافية، بين ديانة وديانة، وتراث وتراث، وذاكرة وذاكرة. دلالاتها استثنائية حين يتذكر المرء الصمت (الرهيب بالفعل) الذي التزمته الكنيسة الكاثوليكية إزاء ترحيل اليهود، وقبل ذلك إزاء إخضاعهم لسياسات تمييز جائرة مثل تعليق نجمة داود على الصدر بصورة إلزامية، والمنع من الوظائف الدبلوماسية والعسكرية والتدريسية، ومصادرة الأملاك. واستثنائية حين نتذكّر هذا النداء، الرهيب بدوره، الذي أطلقه الكاردينال الفرنسي الكاثوليكي بودريار عام 1941: "لأنني قسّ وفرنسي يمرّ بمرحلة حاسمة، هل في وسعي أن أرفض إقرار المشروع النبيل المشترك الذي تقوده ألمانيا، والذي يسعى إلى تخليص فرنسا وأوروبا والعالم بأسره من الهواجس الأشد خطورة، وإقامة تآخ صحي بين الشعوب على خلفية تجديد مسيحية القرون الوسطى؟ ها قد حان الوقت لحملة صليبية جديدة. وأؤكد لكم أن ضريح المسيح سوف يتحرّر. ومن خلال أحزان اللحظة سوف ينبلج فجر جديد". ألم تكن المناسبة، وعلى مبدأ أنّ الشيء بالشيء يذكر، تستثير اعتذاراً مماثلاً عن صمت الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية إزاء المليون ضحية من الجزائريين الذين سقطوا أثناء حرب التحرير؟ وإذا كانت تعقيدات أرشيفية سياسية وتاريخية تكتنف هذا الملفّ بالذات، فماذا عن المجزرة الرهيبة الشهيرة التي وقعت عام 1961، وذهب ضحيتها 200 من المتظاهرين الجزائريين الذين قضوا غرقاً حين دفعتهم مفارز الشرطة الفرنسية إلى مياه نهر السين، في قلب باريس وأيام الجنرال ديغول دون سواه؟ وفي المقابل، ألا يذكّر الاعتذار من يهود فرنسا بغياب الاعتذار، أو بالصمت المطبق الذي ما تزال تمارسه الكنيسة الكاثوليكية الإسبانية، والفاتيكان بأسره في نهاية المطاف، إزاء عمليات الإبادة الجماعية التي مارسها الفاتحون الإسبان ضدّ الأقوام الأصلية الأمريكية ("الهنود الحمر" في تسمية كريستوفر كولومبوس) وسط لامبالاة الكنيسة، ولكن... وسط مباركتها للمذابح في أمثلة عديدة! ثمّ ألا نتذكّر، ولا ندهش كثيراً، كيف حثّ الفقه اليهودي السياسي ـ التاريخي على احتكار حكاية الإعتذار هذه، متابعة وتوسيعاً لاحتكار الحكاية الأولى الأكبر: عقدة الضحيّة؟ أبرز فقهاء اليهود في هذا المضمار هو السيد إيلي فيزل (حامل جائزة نوبل للسلام لعام 1986!) الذي رفض ويرفض أيّ وجه للمقارنة بين الجثث البريئة التي يحفظها السجلّ التاريخي هنا وهناك في أرجاء البسيطة، وبين الجثث البريئة ــ ولكن الفريدة المنفردة ــ التي تحفظها ذاكرة الهولوكوست. إنه، أيضاً، يرفض الاستخدام المجازي لتعبير "الهولوكوست الجديد" و"أوشفيتز الجديدة" لوصف أمجاد الصرب في البوسنة والهرسك، وسافر ذات يوم إلى سراييفو ليناشد الصحافيين الكفّ عن ابتذال ما هبّ ودبّ من مصطلحات مقدسة! ثمّ... هل انتبهتم إلى العبارة السحرية التي جاءت في التصريح السابق للكاردينال الفرنسي الكاثوليكي بودريار عام 1941: "ها قد حان الوقت لحملة صليبية جديدة"؟ مفردة "الاستغفار"، التي جاءت في خطاب البابا يوحنا بولس الثاني أثناء زيارته للجامع الأموي في دمشق صيف 2001، هي تراث الاعتذار الوحيد الذي يملكه الفاتيكان إزاء الحروب الصليبية... هذه التي تُستعاد كلّما قُرع طبل لأية حرب بين الغرب والآخر، ولن يكون الرئيس الأمريكي جورج بوش آخر رافعي الراية إياها. قصارى القول إنّ تقرير برنامج التنمية حول تعدّدية وحوار الثقافات في عالم اليوم خطوة إيجابية ونوعية، ولكنّ فصوله وأطروحاته أشبه بمزامير تُتلى في وادٍ قفر غير ذي زرع. هل نفعت الأرقام الرهيبة التي تقول، مثلاً، إنّ قرابة 1.2 مليار آدمي يعيشون بأقلّ من دولار واحد يومياً، وأنّ مرض الإيدز حصد العام الماضي أرواح 22 مليون نسمة، محوّلاً 13 مليون طفل إلى أيتام... على موائد اللئام؟
#صبحي_حديدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ترجمة محمود درويش إلى... العربية
-
في مناسبة زيارة محمود عباس إلى دمشق:ظلال الماضي تلقي بأثقاله
...
-
فلسطين الشوكة
-
دمشق وبالون -وديعة رابين-: ألعاب في أردأ السياقات
-
قبل المحرقة
-
لا ينقلب فيها حجر دون أن يطلق معضلة تاريخية: القدس بعد عرفات
...
-
الشاعر السوري حازم العظمة: قصيدة ناضجة في معترك تجريب بلا ضف
...
-
دائرة الطباشير الأمريكية
-
حين تولد الفاشية العسكرية الأمريكية في الفلوجة: مَن يكترث بو
...
-
قائد قال -لا- حين كانت الـ -نعم- هي المنجاة:عرفات: ترجّل -ال
...
-
ما لا يُفهم
-
الديمقراطية الأمريكية: مأزق قوّة كونية تتكلّم كالأساقفة
-
ميشيما 9/11
-
كولومبيا والإرهاب الآخر الذي تصنّعه الولايات المتحدة
-
رامبو الأفضل
-
المؤسسة الصهيونية: فحشاء القوّة في الطور البربري
-
رحيل الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا (1930 ـ 2004): مَن بعده سيتو
...
-
جدران محاكم التفتيش
-
في أيّ سوق نصرف وعيد إياد علاوي ودموع برهم صالح؟
-
دريدا والزرقاوي
المزيد.....
-
دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك
...
-
مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
-
بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن
...
-
ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
-
بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
-
لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
-
المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة
...
-
بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
-
مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن
...
-
إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|