نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث
(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)
الحوار المتمدن-العدد: 3544 - 2011 / 11 / 12 - 08:57
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ينتشر هذا النصب في أغلب البلدان الأوربية من برلين واستوكهولم وغوتنبرغ ومالموا السويدية, وأمام المتحف التذكاري للسلام في مدينة كاين الفرنسية , وفي ليفربول البريطانية وميامي الأمريكية ولوزان الفرنسية وأمام مبنى الأمم المتحدة في نيويورك , وهو العمل الذي اشترتهُ حكومة لوكسمبورج وقدمتهُ هديه إلى الأمم المتحدة في عام1988, وأصبح هذا النصب يقف خارج بنايتها.
هذا العمل الشهير للفنان السويدي كارل فريدريك رويترز وارد,انبثقت فكرتهُ بعد سماعه بمقتل صديقه (جون ليون) , فقد حزن وغضب كثيراً على هذا الموت الذي لا معنى له ,فذهب إلى مرسمهُ وبدأ العمل على فكرتهُ , فولد لهُ هذا النصب المثير الذي انتهى منهُ عام 1985 , وسماه اللاعنف( المشروع السلمي) يقول :( تخطيطاتي الأولى في ثلاثة أبعاد كانت قاسية وبسيطة بالأحرى , لكن الشيء المهم كان تلك فكرة السبطانه المعقوفة هي منذ البداية ذاتها) ,وهو عمل بالبرونز لمسدس جاهز عيار 45 , لكن سبطانتهُ المعقوفة تجعلهُ بالتأكيد غير قادر على إطلاق النار .
يعد كارل فريدريك من الفنانين السويديين الذين اكتسبوا شهرة عالمية , ولد في استوكهولم عام 1934 , بدأ مشوارهُ الفني في سن الرابعة عشرة, وبعد سنوات قليلة انطلق لدراسة الفن في باريس وأقام معرضهُ الأول هناك عام 1952 , عاد إلى السويد ودرس في أكاديمية الفنون في استوكهولم (1952-1955) , وقام في جولات دراسية وفنية في أنحاء كثيرة من أوروبا , ليستقر منذ عام 1969 في سويسرا, أصيب بالسكتة الدماغية , وهو يعمل منذ ذلك الوقت بيده اليسرى.
لكن لو نتابع تاريخ السويد العسكري وبسبب الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني , نلاحظ إن آخر حرب خاضتها عام 1814 وكانت مع جارتها النرويج , علماً إن تعداد الجيش السويدي 15000 جندي حيث تشكل النساء المجندات4% منهُ ,لإجمالي عدد السكان( 9200000) نسمه وكانت آخر عملية إعدام شهدتها السويد يوم 23-11-1910.
وأنا أتسائل متى نترك السلاح ونتجه للسلم والبناء بعد دخول العراق ثلاثة حروب وثمانية سنوات حصار وتسع سنوات بعد تغيير النظام, أما يكفينا قتال وحروب داخلي ,متى نترك ثقافة العنف التي أصبحت ثقافة مجتمعاتنا البدوية, هذه الثقافة التي طغت على العقل العراقي جراء الحروب والمعارك التي قادها حكامنا ومنهم( القائد الضرورة) الخاسر في كل حروبه وعنترياته , هذه الثقافة التي انعكست على العوائل العراقية في حالة نزاعاتهم وهي تحمل العادات البدوية وبدورها انتقلت من الريف إلى المدينة , إذ أصبحت ثقافة الطفل العراقي وانعكست في مشاجراتهم في المدرسة والبيت والشارع,أصبحت هدية الطفل في أول يوم العيد من الأسلحة البلاستيكية ,ليتقاتلوا الأطفال بمجاميع فيما بينهم , فقد أعلنت دائرة صحة بابل عبر النشرات الإخبارية إن أكثر من23 طفل أصيب بالطلق البلاستيكي أيام عيد الأضحى ,جراء استعمال الألعاب من (بنادق ومسدسات بلاستيكية) بدل أن نعلم أطفالنا ثقافة التسامح واللاعنف والمحبة نسعى لهُ بهدية العنف أول أيام العيد .
متى نعكف بنادقنا ونترك ثقافة العنف والاقتتال ونبني مدننا ونقتدي بالفنان السويدي كارل فريدريك.
#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)
Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟