أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالد ممدوح العزي - روسيا الاتحادية: وكالة حصرية لحماية الدكتاتوريات العربية ،أو حماية مصالح مالية... سورية نموذجا!!! (3-3)















المزيد.....


روسيا الاتحادية: وكالة حصرية لحماية الدكتاتوريات العربية ،أو حماية مصالح مالية... سورية نموذجا!!! (3-3)


خالد ممدوح العزي

الحوار المتمدن-العدد: 3544 - 2011 / 11 / 12 - 00:23
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


روسيا الاتحادية: وكالة حصرية لحماية الدكتاتوريات العربية ،أو حماية مصالح مالية... سورية نموذجا!!! (3-3)
الجزاء الثالث
المعارضة السورية وروسيا
لقد قدم وفد المعارضة الثاني الذي زار موسكو في 8 أيلول سبتمبر2011 شرحا كاملا لروس عن الوضع السوري وأطروحات المعارضة والشارع السوري المنتفض في اللقاءات التي تمت في روسيا ،فالمعارضة السورية والتي عبرت عن موقفها من خلال تصريحات رئيس وفدها عمار القربي ،والذي يدعو الإعلام الروسي إلى لعب دورا أفضل في شرح الأزمة السورية للضغط على مواقف الرئيس والوزارة ،ولتوضيح الالتباس السائد في الموقف الروسي في التعاطي مع الأزمة السورية ،ابتدأ من حرق الإعلام الروسية في الساحة العربية والسورية تحديدا ،إلى الاعتراف المتأخر بالمجلس الانتقالي الليبي ،إلى تصريح الرئيس ميديفيديف الغير مقبول من الوفد الزائر وكلامه عن المعارضة السورية والذي يقول بان المعارضة تحتوي على معارضة إرهابية، إضافة إلى إعلانه الصريح بالوقف بوجه أي قرار أممي يدن عنف النظام في سورية. فالشارع العربي و السوري مستاء جدا من مواقف روسيا الملتبسة وعدم قدرتها الفعلية على طرح أي مبادرة جدية تساعد على الخروج من الأزمة وتمكينها ،من اخذ مواقف محايدة متساوية من الجميع .
لكن معلومات المعارضة السورية تؤكد بان كبار المسؤولين في روسيا يتلقون رشوت كبيرة من رجال المخابرات السورية من اجل الإبقاء على هذا الموقف المتشدد لروسيا والداعم للنظام السوري الدكتاتوري والتوليتاري ،فالموقف الروسي أصبح رخيص ومغزى في التعامل مع ألازمات ،لأنه أضحى موضوع بيع وشراء وسمسرة ورشوة ،فالمبيعات والتجارة الخارجية الروسية والأعمال المالية والتعامل النقدي ،أضحت المبدأ الأساسي والسائد التي تقوم عليه سياسة روسيا الحالية ، فالمال هو الذي يتحكم سياسة روسيا الخارجية ،وهذا ما حاولت روسيا أن تفاوض عليه قبل استخدامها للفيتو مع دول الخليج العربي من خلال عرض وطلب حتى لو تمثل ضمنيا بمحاولة انجاز صفقة سلاح بين هذه الدول وروسيا،لان ثمن السلاح لا يتم تحديده حسب القوانين العالمية،لكن الخليج رفض المقايضة مع روسيا ،فسارعت بدورها لاستخدام الفيتو.
روسيا بعد الفيتو :
طبعا فهمت روسيا حجم الغلطة الكبيرة التي ارتكبتها عندما استخدمت حق النقض في مجلس الأمن فالرئيس الروسي حاول المدافعة عن قرار الفيتو التي تم استخدامه من خلال تصريه الشهير في 7 أكتوبر "تشرين الثاني 2011 ،"بان موسكو سوف تدين أي قرار أممي يحاول الإطاحة بالحكومات الحالية ،لكن السخط العربي والدولي أتى فورا بعد استخدام حق الفيتو ،فكان رد موسكو سريع من خلال تصريح الرئيس الروسي ميدفيديف " بان على الأسد والقيادة السورية،التخلي فورا عن السلطة إذا فشلت في تنفيذ الإصلاحات ،ولكن أن أي قرار دولي يطرح في مجلس الأمن يحاول الإطاحة بالحكومات الحالية سوف تقوم روسيا بمعارضته،وعلى الشعب السوري بنفسه تقرير مصيره وتقرير الإطاحة بالأسد، وقررت موسكو فورا دعوة المعارضة السورية للحضور إلى سورية من اجل تنسيق حوار بين الموالاة والمعارضة تكون موسكو الراعي الرسمي لهذا الحوار الذي لا يمكن أن يكتب له النجاح،فالخبير الروسي بالشؤون العربية اندريه ستباينوف في 15 أكتوبر" تشرين الأول" يقول:" بان التحرك المعقول في الموقف الروسي وصل إلى طريق مسدود ،ومآزق النظام السوري وضع القادة والساسة الروس في حرج وموسكو تدريجيا سوف تنسحب من رعايتها للنظام السوري"...بالطبع النقد بدأ يخرج للعلن من روسيا ضد سياسة النظام السوري حاليا ،من خلال موقف الرئيس نفسه وموقف مخائيل مرغيلوف المبعوث الرسمي للشرق الأوسط ،الذي عبر عنه في 11 أكتوبر "تشرين الأول" 2011 ،بان الفيتو الروسي هو إنذار أخير للنظام السوري،وكذلك من خلال موقف روسيا اللين في مجلس الأمن بالنسبة للازمة اليمنية كانت رسالة واضحة وصريحة للنظام السوري ،بالرغم من إن موسكو ترى بان بشار الأسد لا يزال يتمتع بشعبية معينة، لا تستطيع أن تتجاهله وجود ،بالرغم من الهبوط الواضح لمركزه وشعبيته بسبب وحشيته في التعامل مع شعبه ، وهذا التفكير الخطاء والمثالي ،الذي يدفع موسكو على التعويل على موقف دمشق ، والحلم بإصلاح نظام الأسد بالرغم من كل المآسي التي تعصف بسورية وشعبها.
مهمة روسيا في سورية :
تحاول روسيا من خلال طرح وساطة بين المعارضة والسلطة السورية ،لان روسيا لا تزال حتى اليوم مقتنعة بأنها يمكن أن تجد حلا من خلاله يتم تنفيذ وعود النظام بالإصلاحات الذي لا يزال يعلنها باستمرار،وهذه النظرية مثلية جدا بالنسبة لروسيا التي تصر بقوة على جمع الطرفيين في روسيا من خلال الحوار ،ولكن روسيا لا تملك مبادرة فعلية تقدمها للمتحاورين ،ووساطة روسيا تبقى ناقصة طالما أنها تساوي بين الجلاد الضحية،ومن هي المعارضة التي سوف تتحاور معها روسيا بعد زيارة المعرضة السورية في السابق لمرتين،ولم تتمكن روسيا من الوصول لنقطة ترتكز فيها روسيا للتعامل مع المعارضة ،بالوقت الذي زار وفد جديد من المعارضة التي سميت معارضة الداخل التي أرسلت من قبل النظام السوري للكذب مجددا على روسيا ومحاولة تظليلها.
الإعلام الروسي :
إن المشكلة الكبيرة التي تكمن بالإعلام الروسي الذي يسيطر عليه الصهاينة الروس الداعمين لإسرائيل والذين باتوا يسيطرون على المنابر الإعلامية المختلفة في روسيا ،فان عملية فتح الهواء المباشر لخبراء وإعلاميين ومحللين سياسيين يرون في الثورات العربية التي اندلعت في الربيع العربي ،"تونس مصر ليبيا،ماهر إلا مشروع إرهابي ينتشر في العالم من خلال مقارنة غير صحيحة بأحداث الصيف الماضي في لندن والنرويج وبرلين ،وبالتالي هذه الثورات هي إرهابية إسلامية سوف تخل في امن الشرق الأوسط وتحاول القضاء على إسرائيل ،وتمتد نحو القوقاز الروسي لتحاصر روسيا الاتحادية فالثورات العربية مشروع غربي أمريكي .
فالخبير الروسي بالشؤون العربية :"اندريه ستيبانوف يقول في حديثه التلفزيوني بأنه لا يمكن ان يتوقع للوفد الروسي الذاهب إلى سورية بفعل شيء لهذه الأزمة ،لان النظام السوري لا يقتنع بوقف إطلاق النار،ولا يوجد أي ايجابية يبديها لحل الازمة ،والمعارضة ليس لديها فرصة سوى التصعيد ،فالنظام استنفذ كل كل الفرص التي قدمت له من خلال استمراره بممارسة سياسة القتل والبطش ،فهذا لسلوك الانتحاري الذي ينتهجهه النظام يعبر عن المأزق الفعلي للنظام ،فالموقف الروسي ضروري جدا بعادة تقيم الحالة من جديد".
فالمحلل السياسي في جريدة كوميرسنت الروسية يقول :"بان أوروبا قررت نهائيا بإنهاء فترة أو حقبة الأسد ،لكن روسيا لاتزال تحاول إيجاد مكانا لمستقبل الأسد السياسي لسورية فالأسد لا يزال يتمتع بشعبية حتى لو قليلة بالرغم من الوحشية التي مارسها ضد شعبه .
فهل جهد موسكو يمكن ان ينجح في حل مشكلة نظام الأسد من خلال جلوس الطرفيين على طاولة الحوار الوطني ،فالموقف الروسي موقف مثالي فموسكو لن يكون بمقدارها إيقاف مجرى الإحداث التي تعصف بسوريها لأنها تريد شيا ما ز
سياسة روسيا و الثورة:
لا تزال موسكو تحاول البحث بإيجاد مخرج مناسب للنظام السوري ينقضه من أزمته الحالية موسكو مقتنعة جدا بأنها لا تزال بإمكانها تصل إلى تسوية بين المعارضة والنظام ،لكنها فشلت ،بسب الالتباس الروسي وعدم اتضاحه ،بالرغم من العرقلة الدائمة لأي قرار دولي يحاول إدانة نظام دمشق والذي كان أخره استخدام حق الفيتو في 5 أكتوبر من هذا العام مع الصين ،والتي تشجع النظام أكثر على ممارسة القتل والبطش والدخول في زوا ريب الحرب الأهلية ،فإن فشل الموقف الروسي يكمن بكذب النظام السوري المستمر في تعاطيه مع الأزمة الداخلية و على روسيا نفسها وكذلك غياب إي مبادرة روسيا تعمل على تسويقها ،فالمسألة تقتصر على مافيا روسيا تدعم مافيا سورية.
لكن الموقف الروسي من حيث طبيعته الحالية يدل على ارتباك في السياسية العامة،يأتي خوف من حجم الثورات العربية نفسها وهذا مرض روسي مزمن تعاني منه موسكو، بسبب اندلاع الثورات العربية والأوروبية عامة والثورة السورية خاصة وتعاملها معهم، فإننا نقسمه إلى قسمين:
1- يقوم الموقف الروسي على إدارة الصراع الدولي والمنافسة الدولية ، والذي يقوم على تحقيق المصالح الشخصية والمالية لروسيا كدولة كبرى تعتمد على مبدأ القوة من خلال ظهورها في التاريخ الحديث بعد العام 1990، والتي كان مسرحها حرب جورجيا في العام 2008.
2- الموقف الثاني هو موقف مادي بحث لا أخلاقي ولا أنساني في التعامل مع الثورات العربية التي تتعرض فيها مصالح روسيا الاقتصادية والمعنوية لخطر فعلي .
فالالتباس والخوف وعدم الوضوح في بلورة الموقف الروسي،يحمل روسيا مسؤولية تاريخية في دعمها الداعم للدكتاتورية العربية .
يكمن الالتباس السياسي الروسي والتخاطب في المواقف المتناقضة للقادة الروس نفسهم ،روسيا هي التي طلبت من ألقذافي بالتنحي عن السلطة من خلال تصريح الرئيس الروسي بتاريخ 27 ابريل "نيسان"2011 ،وهي تدعو للتفاوض مع نظام القافي الذي سقط وانتهى، وفي اليوم التالي تعترف بالمجلس الانتقالي ، روسيا التي تدعو المعارضة السورية لزيارتها بتاريخ 8-9 أيلول ، ويدلي رئيسها بتصريح غير مفهوم بتاتا حتى للروس نفسهم ،"بان المعارضة غير متكافئة وبعض أطرافها إرهابيين "،فالروس يشجعون نظام الأسد على القتل من خلال استعمال الفيتو في مجلس الأمن ،ويصرحون بأنهم يدعوا المعارضة السورية بشقيها الداخلي"الذي شكلها النظام من بقايا الجبهة القومية" والخارجية الممثلة بالمجالس الانتقالي لزيارتها في شهر أكتوبر. والتي لبتها المعارضة الداخلية لتقول لها شكرا موسكو على استخدام الفيتو ، والخارجية لا تزال تفكر بالدعوة .
فهل هذه رسائل أخيرة للأسد بأنهم سوف يرفعوا يدهم عن نظامه، فروسيا التي تعرف كل ما يدور في روسيا من خلال مخابراتها وصحافتها وخبراءها بان النظام يكذب ويخذل روسيا وبالتالي سوف تحرج عن دعمها لهذا النظام وتوفير الغطاء الدولي الكامل له ،وبالنهاية سوف تنصاع للقرارات الدولية،بعد انتزاع مصالحها الخاصة،و التي تفاوض عليها مع الغرب ،والتي كانت ظاهرة للعلن من خلال الزيارات الأوروبية لروسيا ولحثها للموافقة على القرارات الدولية ألتي تدين النظام السوري، ولكن لا نعرف ما هو الثمن التي تريده روسيا من الغرب؟؟؟ وما هو العرض الذي يمكن تقدمه الغرب لها!!!،روسيا التي تعلن بأنها لا تريد تكرار سيناريو ليبيا ،من خلال التصويت على قرار مشابه ،وهنا لا نعرف بماذا تقصد روسيا بأنها أخطأت بتمرير القرار الدولي الذي ردع كتاب ألقذافي من ارتكاب مجزرة إبادة جماعية في بنغازي ضد المحتجين الليبيين،وتركت المساومة على مصالحها الخاصة الاقتصادية التي لم يضمن لها احد ،لا نعرف ماذا تحاول أن تثبته للعالم في سورية من خلال السير بالعناد والغطرسة في دعم نظام الأسد الذي يرتكب يوميا مجاز بحق شعبه،لروسيا مصالح وضرورة الإقرار بها والتفاوض عليها مع ممثلي الشعب.
الشعارات السورية ضد روسيا :
لقد كانت المظاهرات السورية الشعبية جابت الساحة والمدن السورية لا تخلوا في جمعة من جمعتها من طرح شعارات وهتافات تندد بالدور الروسي الداعم للنظام السوري الذي يمارس أبشع الممارسات وروسيا تغض النظر وتشجعه على القتل ،من خلال استخدامه للسلاح الروسي الفتاك والفيتو الدولي ،فكانت ردت فعل الشعب من خلال التنديد وحرق الإعلام الروسية ،فكانت ثلاثاء الغضب الموجه إلى موسكو والتي دعت إليها تنسيقيات الثورة السورية لرفضها للدعم الروسي لنظام الأسد الذي يمارس القتل بدم بارد وتبرر بتبريرات وأعذار وقحة .
فالمتظاهرين صرخوا بصوتهم العالي الى :
-الشعب الروسي العظيم :بشار الأسد يقتلنا بدعم من دولتكم ...
-الشعب السوري يقتل برصاص من صنع روسيا ...
-الصمت الروسي يقتلنا...
-الدب الروسي والتنين الصيني انظموا إلى غابة الأسد الحيوانية ...الخ.
المعركة لاتزال في كواليس مجلس الأمن:
لايزال الموضع السوري في تجاذبات مجلس الامني الدولي ،والاوربي والامريكي مصر على ابقى روسيا ضمن المعركة ،التي لاتزال نقطة تجاذب وصراع بين الاطراف الدولية التي تفتش على مناطق نفوذ اقتصادية في العالم ،لكن نظرية روسيا لاتزال تصرع على الحوار بين الطربين والمساواة بين الجلاد والضحية ،لان روسيا مصرة حتى اليوم وتامن بنظرية النظام السوري الواعدة بالاصلاحات منذ 8 شهور،والاحتيال واللعب على الكلام من اجل كسب الوقت لتنفيذ سياسته الامنية والعسكرية واليوم يوافق على المبادرة العربية بتاريخ 1 تشرين الثاني 2011 ويؤكد على تنفيذ بنودها ون شروط .
فهل ينفذ هذه المبادرة التي تطيح بوجوده وتسليم السلطة ،او الانتقال الى مجلس الامن الدولي الذي سيكون تعامل مختلف وملزم للنظام السوري يتنفيذ بنود القرار الاممي .
السلاح والفيتو من روسيا :
الانتفاضات الشعبية السلمية ترد عليها الأنظمة بسفك الدماء الشعبية المسالمة، فالبطش والقتل هو أسلوب النظام السوري الوحيد وأسلحته الفتاكة روسية الصنع والمنشاء ، والمكافئة على وحشيته تأتي من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الراعي ألحصري للدكتاتوريات العربية الذي يساوي بين الضحية والجلاد في بلد يشتهر شعبه برواية القصة الفلكلورية الشعبية" ماشا والثعلب"كما هي القصة العربية" ليلى والذئب"،التي تدين الجلاد وتنتصر للضحية .
لكن الشعب السوري في القريب العاجل لان يخفر لروسيا وقياداتها بالسكوت الوقح على قتل الشعب من قبل نظام حليف لموسكو كان يستعمل السلاح الروسي للفتاك وقتل الأبرياء العزل، ويزود ب الخبراء والتقنيات والخبراء والعتاد والسلاح لقمع الشعب ، تستخدم روسيا الفيتو الدولي لمنع إدانة النظام السوري ،وإجرامه دوليا تحت حجج وذرائع مختلفة . روسيا تغامر في سورية في لعب "الرولاتكا الروسية" ، لكنها سوف تخسر فيها، كما خسرت في ليبيا والعراق وصربيا ودول كثيرة ،بالرغم من أن التاريخ يشهد على أن روسيا تغير مواقفها السياسية في الربع الساعة الأخيرة للمعركة وتترك حليفها وحيدا في الجبهة.
فالرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يقول في كلمته في مؤتمر السياسة الدولية التي استضافته روسيا في مدينة "يورسلاف" بتاريخ 8 أيلول "سبتمبر"2011 ،بان روسيا تخلت بنفسها عن مجتمع الاتحاد السوفيتي ليس بسب مؤامرة خارجية او ضغط دولي ،وإنما بسبب ضعف الاتحاد نفسه وعدم قدرته الفعلية الحور كدولة منافسة عالميا وسيطرة الحزب الشمولي والفكر الشمولية ،لماذا لا يحق للدول العربية التخلي عن أنظمة هذه الدول الدكتاتورية والشمولية وان تبقى شعوب هذه الدول تحت بسطار الدكتاتوريات البائدة الفاسدة،والفاشلة.
الرد السوري الشعبي والمجلس الانتقالي:
ان الرد الشعبي السوري على المواقف الروسية أضحت واضحة من خلال الهتافات والشعارات التي ترفع يوميا وأسبوعيا ضد روسيا والصين ،فالشعب السوري يقول لروسيا بأنه هو الشعب الوحيد الذي يدفع ثمن الرصاص الروسي الذي يقتل فيه ،الشعب السوري يحرق الإعلام الروسي أينما كان ،الشعب السوري يخرج في ثلاثاء الغضب الموجه بكل مظاهراتها وتحركاتها ضد سياسة روسيا ،فالرسومات الساخرة الذي يخرج فيها جمهور المتظاهرين لم يختفي السخرية والهزلية من روسيا وقيادتها التي تنظم إلى صور الرئيس السوري،
موقع سورية الاستراتيجي في الصراع الدولي:
بالطبع هناك صراع مصالح دولية على سورية وهذا الصراع اليوم يدور بين "أمريكا وأوروبا + الصين وروسيا"، وهذا صراع جيو -سياسي، وجيو – استراتيجي يخوضها كل من الإطراف الدولية المسماة للحفاظ على مصالحهم الخاصة وتحديدا الاقتصادية وليس حفاظا على الحقوق الإنسانية والأخلاقية، لان في القواميس السياسية لهذه الدول تفقد الأخلاق والإنسانية والشعور بالمسؤولية الكبرى أمام مواطنين هذه الدول الفقيرة التي تعاني من همجية الأنظمة القمعية الإرهابية التي تمارس إرهابا منظما ،فإذا كانت روسيا تدعم الأنظمة الدكتاتورية القمعية والشمولية مستغلة ضعف هذه الأنظمة لبيع أسلحة ومواد تقنية كما هو الحال مع النظام السوري والليبي واليمني ،فأمريكا لا تقل قذارة وتفاهة عن الروس والصين،فأمريكا التي كانت مرتبكة مع مسار الثورات العربية لكنها اتخذت القرار الذي يرجح كافة الشعب ،لان الشعوب العربية كانت الأقوى في هذا الربيع،والأنظمة الأضعف ،فأمريكا نفسها تدعم الكيان الصهيوني ودكتاتوريته وعنصريته ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في فلسطين، لكن كما قال الشعر العراقي مظفر النواب بان:" قيادات العالم الغربية كلهم أولاد قحبة ولا نستثني منهم احد". ومهما حاولت موسكو تعويم دور النظام السوري وتلميعه والوقف إلى جانبه من اجل حماية مصالحها الخاصة، وحماية مصالح إسرائيل بضغط قوي إسرائيلي وتحديدا من بنيامين نتانياهو الذي يحاول أن الإبقاء على النظام السوري كما هو ،وبمساعدة روسيا .، روسيا تعلم جيدا بان سقوط النظام أمر ليس بيد ها ويد صقور الكريملين، بل بيد الشعب السوري الثائر المستمر في تظاهراته حتى تحقيق أهدافه ،وبالتالي فان مصالح روسيا سوف تتعرض لخطر كبير من خلال غضب الشعب السوري والعربي من تعامل موسكو المادي والمالي مع قضاياهم ،روسيا تعلم جيدا بان مصالحها في الشرق الأوسط تاهتز، وأعلامها تتحرق في الساحات من قبل شعوب كانت تعتبر موسكو وريثة الاتحاد السوفيتي صديقا لهم وداعمة لحريتهم من ظلم الدكتاتوريات الحالية ، كما كان موقف الاتحاد السوفيتي السابق ،والدعم لكل الحركات التحررية في فترة الهيمنة الاستعمارية. لكن للأسف موسكو لم تستطيع الحفاظ على موقعها وأصدقائها في الشرق الأوسط التي سوف تتركهم مجبرة من خلال خوفها المستمر منذ 1989 عندما أضاعت موقعها في أوروبا الشرقية ويوغسلافيا ودول الاتحاد السوفيتي والعراق وليبيا واليوم سورية ،هذا الخوف سوف يدفعها لدفع ثمنا باهظا، وهي اليوم تكرار تجربة الاتحاد السوفيتي السابقة مع السادات والخروج من مصر نهائيا. سورية أخر القلاع المتبقية لها في الشرق الأوسط والتي تدافع فيها عن وجودها . ،لكن هذا الدفاع التي تفرضه على الشعب الراغب بالحرية والتحرر الذاهب نحو الغرب وأمريكا للحصول على حريته .نستعجب من دولة كبرى كروسيا تدير صراع دولي وتعتبر نفسها قطب أساسي من الأقطاب العالمية ،تفكر بأنها يمكنها أعادة عقارب الساعة إلى الوراء ،لكن تبقى حقيقة مهمة فان خروج روسيا من سورية يعني خروجها من الدول العربية نهائيا وبالتالي انتهت أحلام روسيا القديمة الطامحة للوصل إلى المياه الدافئة .
روسيا والمبادرة المفقودة في سورية:
فالسؤال الفعلي الذي يطرح نفسه على أفكار الجميع ،،، ما الذي تبحث عنه في موسكو في دعوتها لوفود المعارضة الداخلية والخارجية السورية التي لبت الدعوة إلى موسكو ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا سيقول لهم الوفد الروسي المفاوض مع المعارضة ،وماذا تحمل في جعبتها المعرضة الداخلية التي تحاول أن تفرضها سورية على موسكو بظل غياب شخصيات كبيرة من المعارضة الداخلية التي تتمتع بتمثيل كبير كميشال كيلو وفايز سارة وحسين العويدات،ورجاء الناصري وحسين عبد العظيم ولؤي حسين وعارف دليلة وأسماء وشخصيات كبيرة غيبت ،وكان ومازال لها دورا كبيرا في معارضة النظام السوري، والنضال ضده والتي تجسد أخره في عقد مؤتمر المعارضة الداخلية في دمشق بظل أرسل وفد يمثل النظام نفسه إلى موسكو .
فالزيارة نفسها هي التي سوف تتكلم عن مدى نجاح فكرة موسكو التي تتمسك فيها في التعامل مع المعارضة والنظام ، في جمع الطرفين على طاولة الحوار المستديرة ،فالجواب يبقى بانتظار قدوم فود المجلس الانتقالي الرافض لبقى النظام السياسي والأمني ،وماذا باستطاعة موسكو تقديمه للمعارضة بعد استخدامها سلفا للنقد في مجلس الأمن ، لا ننتظر مفاجآت من موسكو والتي بتنا نعرفها سلفا بأنها فاشلة. كلها فاشلة وموسكو لا تستطيع ضبط ايقاع النظام السوري الذي يستخدم موسكو حاليا بأنها مدافعة عن دكتاتوريته وقتله ، نتيجة مبالغ مالية واستثمارات بسيطة وبالتالي سوف تفقد موسكو صبرها وتخضع للقوانين الدولية التي سوف تفرض على النظام السوري ،فروسيا لن تستطيع تحمل كذب النظام المستمر ،وقتل الشعب السوري بالسلاح الروسي ،وتامين حماية للنظام من اجل قتل الأبرياء التي سوف تخسر روسيا نتيجتها الشعب السوري والإسلامي والعربي لقاء دعمها لنظام الأسد الدكتاتوري ،فهل يمكن لروسيا أن تكون حامية لدكتاتورية انتهى أمرها ، وبث مصيرها معروف من قبل الشعب ، وبالتالي كيف يمكن ان تطمح لصداقة الشعوب .
روسيا والمبادرة العربية في سوية :
لقد وضعت روسيا كل أمالها في قبول مبادرة الجامعة العربية التي تبحث بالحوار بين النظام والمعارضة ،فالموقف الروسي استخدم الفيتو في مجلس الأمن لكنه طرح في ورقة عمله إعطاء دور اكبر للمبادرة العربية ،لكي تخرج من التدويل وتنقض النظام من أزمته من خلال تنازلات معينة يقدمها للمعارضة المطالبة بإسقاطه ،وهذا ما أرسلته روسيا للنظام السوري عن طريق وفد حزب الله اللبناني الذي زار موسكو لمعرفة موقف روسيا بعد سقوط الأسد أو التغير التدرجي في دمشق ،روسيا الذي أبلغت الحزب حرفيا بان على النظم عليه القبول السريع بالمبادرة العربية لان الوضع أصبح سيء له،وعلى الحزب"حزب الله" بان يستقيل من الحكمة لكي تشكل حكومة لبنانية جديدة تضمن كل الالتزامات الدولي المطلوبة من لبنان وعدم الدخول في مواجه خاسرة معه ،وبالتالي روسيا التي دعمت المبادرة ورحبت بها منذ انطلاقتها لان المبادرة سوف تريح روسيا من الإحراج الدولي إذا عاد الملف السوري إلى مجلس الأمن من خلال موافقة عربية على قرار أممي يحرج موسكو التي يدفعها بالمواجه مع العالم أو السكوت المحرج والخاسر لها، روسيا التي أضحت محرجة من تصرفات النظام السوري ،فأرسلت وفدين ،الوفد الأول من خلال نائب وزير خارجيتها ميخائل بغدانوف ،والوفد الثاني وفد البرلمانيين والإعلاميين،ولم يسفرا عن أي أجابية تذكر .فروسيا بالرغم من تصعيد لهجتها السياسية بالنسبة لسورية ،لكنها أعطت إشارة واضحة للعالم والنظام بأنها لا تستطيع السير وراء النظام السوري ،من خلال تصريح رئيسها في 7 أكتوبر بعد الفيتو مباشرة ودعوته للأسد بتنفيذ الإصلاحات بسرعة او التنحي ،هو نفسه الذي دعا الأسد لتنفيذ الوعود الإصلاحية قبل ملاقاة مصيرا محزننا كغيره بالرغم من تصريحات لا فروف وزير الخارجية الذي كان أخرها في ابر ظبي بتاريخ 31 أكتوبر بقوله:" بان روسيا لن تسمح للمأساة الليبية في سورية إذا كان بيدها ".روسيا الحالية تحاول إظهار نفسها للعالم بمظهر القوة العسكرية والاقتصادية،بعيدة جدا عن أي مظهر ديمقراطي إنساني أخلاقي يحترم حقوق الإنسان وإنما مبيع لسلاح لسورية أو اليمن .بانتظار تطور تنفيذ المبادرة العربية من قبل النظام السوري والالتزام ببنودها ،الذي لا يبدي أي إشارة تذكر ،سيكون الموقف الروسي القادم من سورية ...
روسيا سوف تغير موقفها من النظام لكن ليس اليوم ،فالروس يقاتلون من اجل إرسال رسالة لكل الإطراف القادمة للسلطة من اجل احترام مصالحهم بعد الأسد.
فتصريح السناتور مخائيل مرغيلوف الذي قال بان الفيتو هو الإنذار الأخير للنظام السوري لم كن زوبعة في فنجان ،فالمعركة القادمة في سورية سوف تجعل من روسيا أكثر وضوحا من تعاملها مع سياسة الأسد وغطرسته.
والمفاوضات المقبلة مع الروس ستنطلق من هنا بالرغم من وفد المجلس الانتقالي السوري قد بدأ فعليا بالتفاوض مع روسيا من خلال طرح رؤوس أقلام .
د.خالد ممدوح ألعزي
كاتب صحافي وباحث إعلامي،مختص بالشؤون الروسية ودول الكومنولث.
[email protected]



#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام العائلي الحاكم ينسف المبادرة العربية ،وحمص صامدة حتى ...
- الإعلام الممانع في لبنان
- روسيا والثورة البلشفية: ثورة أكتوبر الروسية، مضت على ولادتها ...
- روسيا - قيرغيزستان:الصراع الداخلي في -قيرغيزستان- والموقف ال ...
- اليمن وسورية: قصة انتفاضات ثورية، يرويها شعب بطل، لكنه ضحية ...
- مي شدياق: إعلامية من لبنان وقديسة من قديسات الثورات العربية. ...
- لبنان : صيدا تتضامن مع الشعوب العربية ضد الانظمة القمعية وال ...
- مصراتة غراد تضع نهية لحقبة ألقذافي وعائلته، والجميع بات ينتظ ...
- روسيا والدول العربية: وكالة حصرية لحماية الدكتاتوريات،أو حما ...
- الإعلام الإسلامي: واقع حقيقة وتحدي عالمي...!!!
- توكل كرمان: أمرآة بألف رجل في بلاد العرب،ومنحها لنوبل اعتراف ...
- روسيا الاتحادية: وكالة حصرية بحماية الدكتاتوريات العربية،أو ...
- مستقبل حركة حماس السياسي بعد صفقة الأسرى...!!!
- دكتاتورية بشار الأسد: بين الحرب الأهلية وسفك الدماء أو حرية ...
- حرب إعلامية ضد الفضائيات يخوضها النظام السوري،وقودها جثه مشو ...
- فلسطينيو سورية والتعاطي مع الحراك الشعبية...!!!
- بوتين وروسيا: فلاديمير بوتين مؤسس الدولة الروسية الحديثة وال ...
- بشار الأسد: يقود سياسة انتحارية في سورية،تصله إلى بر الهلاك ...
- مشعل تمو القائد الكردي،شهيد الحرية والمستقبل في سورية الجديد ...
- فلسطين : تخرج من نوافذ أسلو وتدخل أبواب مجلس الأمن الدولي .. ...


المزيد.....




- اليونان تعتقل 13 شخصا بتهمة إشعال حريق غابات
- الحوثيون يعلنون استهداف سفن بميناء حيفا والبحر المتوسط
- مطالب داخلية وخارجية بخطط واضحة لما بعد حرب غزة
- الجيش الروسي يتسلم دفعة جديدة من مدرعات -بي إم بي – 3- المطو ...
- OnePlus تعلن عن هاتف بمواصفات مميزة وسعر منافس
- على رأسهم السنوار.. تقرير عبري يكشف أسماء قادة -حماس- المتوا ...
- طبيب يقترح عن طريقة غير مألوفة لتناول الكيوي!
- عواقب غير متوقعة للدغات البعوض
- أوكرانيا تعرض على إسرائيل المساعدة في -الحرب على المسيرات-
- أحزاب ألمانية: على الأوكرانيين العمل أو العودة من حيث أتوا


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالد ممدوح العزي - روسيا الاتحادية: وكالة حصرية لحماية الدكتاتوريات العربية ،أو حماية مصالح مالية... سورية نموذجا!!! (3-3)