رعد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3542 - 2011 / 11 / 10 - 20:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
البرنامج / أجندة مفتوحة ( لم يتوفر رابطه بعد )
المقدّم / زين العابدين توفيق
الفضائية / BBC
التاريخ / مساء الأربعاء 9 نوفمبر 2011
الموضوع / تكاثر وإختلاف فتاوي المشايخ ,مرّة مع الحكّام والسلطة , ومرّة مع الشعب والثورة !
مقدمة
بعد أن يتسائل مقدّم البرنامج عن فوضى وتناقضات فتاوي المشايخ , وهذا الظهور السياسي المكثّف للإسلاميين بمختلف تياراتهم خلال ثورات الربيع العربي , وكيف رفضت الغالبيّة منهم التدّخل الأجنبي في العراق وحرّمتهُ , وربّما في سوريا أيضاً , لكن كان ذلك التدّخل حلالاً بلالاً في ليبيا .
يعرض زين العابدين ملخّص تقرير عن أقوال وفتاوي ظهرت في المدّة الأخيرة أغلبها تتعلق بالثورات والطغاة , وبالأخص قصّة مقتل القذافي والطريقة والتداعيات , وهل هي حلال أم حرام !
يظهر مقطع للشيخ يوسف القرضاوي ( قبل مقتل العقيد ) وهو متعصّب ويكاد يبكي , يقول فيه مايلي :
من فقه الموازنات أن نُضحّي برجل في سبيل إنقاذ الاُمّة !
إنظروا ما يفعل القذافي بشعبهِ , كيف إستحل الدماء وإنتهك الحُرمات ؟
من إستطاع قتلهِ , فليفعل , ودمهُ في رقبتي !
ثم يظهر مقطعين سريعين للشيخين صلاح الدين أبو عرفة من القدس الشرقيّة ( سيشارك في الحوار لاحقاً ) , واُسامة الطوسي وهو من رموز السلفيّة , يرفضون فيه كلياً فكرة قتل القذافي , أو الخروج على الحاكم مهما كان العُذر أو السبب !
**********
تبدأ الحلقة الحواريّة
الضيوف ( عذراً لطول ألقابهم .. العالميّة ) , هم :
1/ صلاح الدين أبو عرفة / القدس الشرقيّة
2/ ونيس المبروك / ليبيا , عضو مؤسس للإتحاد العالمي للمسلمين
3/ د. إبراهيم الخولي / مؤسسة الأزهر , مصر
4/ حسن المالكي / ( هاتفياً ) من السعودية , باحث متخصّص في التاريخ الإسلامي والشريعة
5/ الشيخ سالم الشيخي / ( هاتفياً ),من ليبيا , عضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين .
**********
السؤال الأوّل موّجه للشيخ صلاح الدين أبو عرفة , حول تلك الفتاوي
وهذا مختصر إجابتهِ :
المشكلة أنّ القرضاوي يقع في أحرم حُرمات المُسلمين , ألا وهي دماؤهم !
الخلط والخبط , والخطف والعطف , والتهويل والتهويش ,لاينفع !
فكيف سمّى فريقاً نفسه الإتحاد العالمي , مارسَ إختطاف الدين والفتاوي لصالح فرقة مُعيّنة ؟ هذا دين جاء بهِ النبيّ الاُميّ الى الأميين , هذا دين الأميين دعونا وشأننا !
زين العابدين / لكن قتل القذافي سيحقن دماء المُسلمين حسب فكرة القرضاوي , الذي يخشى من شيوع القتل في عباد الله ؟
صلاح / لماذا نصّب القرضاوي نفسه إماماً علينا ؟
زين العابدين / هذهِ نقطة اُخرى , رجاءً أجب على سؤالي ! القرضاوي يخشى على دماء المسلمين .
صلاح / أحسنت , لكن ديننا ليس ما يخشاه القرضاوي وأمثالهِ ,ولولا الفضائيّات والإعلاميّات عريضة الإنتشار , لما سَمِعَ بهم أحد !
إنّ ما يخشاهُ القرضاوي , غيرهُ لايخشاه !
بل نحنُ نخشى على الأمّة من هؤلاء . ثم سرد الحديث القائل / { إنّما أخشى على اُمتّي من الأئمة المُضّلين ..} وسردَ بعده حديث / القاتل والمقتول في النار ( يقصد عند تقاتل طائفتين مسلمة فيما بينهما ) .
وقال / هذا كفرُ بواح !
**********
ينتقل زين العابدين بالسؤال الى الشيخ ونيس المبروك
كيف تفسّر الفتوى القائلة / نقتل البعض ليحيى الكلّ ؟ هل توافق عليها ؟
ونيس / شريعتنا واقعية !
وتعالج الأمور المستحدثة , كما يتطلب الموقف للتخلص من الضرر الأكبر . وعلى الشيخ صلاح ( وكم هو صعب أن يفخر المرء بالأميّة ) أن يأتي الى ليبيا ( مصراته مثلاً ) أو يزور حمص في سوريا ليرى بعينهِ ما يفعلهُ الطغاة بعباد الله .
أنا على إستعداد لإرسال تذكرة الطائرة إليه وضمان سلامته في ليبيا
يقاطعه الشيخ صلاح / وهل ضمنت سلامة القذافي لتضمن سلامتي ؟
ونيس / لا .. لن أضمن سلامة القذافي , ولا حتى قبيلة القذاذفة يستطيعون ذلك , الشعب ثار على منتهك الدم والعرض !
يكمل حديثهِ مع زين العابدين
هذا الدين الذي يتحدث عنه الشيخ صلاح نحنُ لا نعرفه .
هو يُسقط الأحاديث ويجتزأ منها ما يراهُ مناسباً
لو كانت لديه مشكلة مع القرضاوي فليسافر الى قطر ويتحدّث للرجل
القرضاوي إمام عصرهِ وهو شيخ وسطي والغالبية تتبعه .
***********
ينتقل السؤال الى الشيخ سالم الشيخي في ليبيا .. هاتفياً
زين العابدين / كيف وافقتم على قتل القذافي الأسير والتمثيل بجثتهِ وجعلها مباحة للتفرج من الجمهور وعرضها في ثلاجة تبريد اللحوم , وقتل إبنه الأسير المعتصم ؟ لماذا سكتم عن ذلك ؟ لماذا لم تُصدروا فتوى تحريم ؟
سالم / نحنُ لم نوافق على ذلك , لكن ما حصل قد حصل , الثوّار كانوا غاضبين على دماء أقربائهم وأعراضهم التي إنتهكها القذافي وكتائبه
ثم ماهذا التفسير البائس لحديث القاتل والمقتول في النار ؟
إرجعوا الى أبي بكر الصديق ( رض ) وراقبوا كيف طبّق ذلك الحديث في حروب الرّدة مع الممتنعين عن دفع الزكاة ! (طبعاً فضحنا دون أن يشعر ) , وأضاف الشرع لايرضى بما حدث , لكن الموقف لايتطلب فتوى دينيّة , بل محاكمة قضائية طبقاً للقانون !
***********
يتحوّل زين العابدين بالسؤال الى د. إبراهيم الخولي ( عصبي وحاد المزاج غالباً وفي يده ورقة كبيرة )
يسألهُ عن موقفهِ من تلكَ الفتاوي !
الخولي : حكم القذافي 42 عام , ومبارك حكمَ 30 عام , وزين العابدين بن علي حكم أكثر من 23 عام , ولم نسمع يوماً فتوى من هؤلاء المشايخ بقتل الطغاة , فلماذا عندما رأوا الحبال حول أعناقهم , أصدروا فتاويهم ؟ ( يقصد نفاق وجُبن المشايخ ) .
وأضاف عند أسر القذافي , كان يجب أن يُعامل برفق كأسير كما يأمر الإسلام . وعندما قُتِلَ , حمى الموتُ عِرضهُ , فلماذا عرضوا جثتهِ ؟
لكن من جهة اُخرى , فإنّ الحُكام الطغاة أمثال القذافي ليس لهم شرعيّة ولا هم واجبي الطاعة كما قال أحد الحضور على الإطلاق , هؤلاء إغتصبوا السلطة وكانوا حكّام ظالمين , وأفضل الجهاد , كلمة حقّ في حضرةِ سلطان جائر ! لكن هناك مُحددات في الأمر وتسائل
ما معنى الآية / وإنّ الشركَ لظلمٌ عظيم ؟
وأجاب نفسه / معناها في الأصل الظلم أشدّ وأغلظ من الشرك وأورد الحديث القائل / إنّ الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه , أوشكَ أن يعمّهم العقاب ! فالمظاهرات وسيلة شرعية للخروج على الظالم .
ثمّ ما معنى الكُفر البواح في حديث عبّاد بن صامت ؟
{ يطلب زين العابدين منه إنزال الورقة ليرى وجههِ , ثم ينتقل لفاصل إستراحة , يعرض خلاله شريط لاقوال بعض المشايخ }
الشيخ / عبد العزيز بن عبدالله آل شيخ, من السعودية , يقول :
هذهِ مظاهرات عبثيّة فوضويّة , ليس لها شرعيّة في ديننا !
الشيخ / محمد حسّان , من مصر يقول :
هذا ليس خروج على الحاكم !
الشيخ / وجدي غُنيم , من مصر يقول :
هؤلاء ليسوا حكّام , بل متحكمين !
لو كان الحاكم ظالم وبس , مفيش مشكلة ! خليّة يظلمني ويعذبني ويعمل بيا اللي هو عاوزه , بس يطبّق شرع الله !
( هذا عندي قمّة النفاق )
الشيخ / علي بلحاج , الجزائر
هناك قولان في الأمر / عدم الخروج على الحاكم , وجواز الخروج !
{ لا اعرف ما الذي أتى به جديد , صار 14 قرن نقول حمّال أوجه }
**********
ينتقل السؤال الى / حسن المالكي ( أقربهم الى نفسي ) من السعودية فيقول
للأسف , هناك تناقض دائم وكبير في فتاوي علماء المسلمين !
إنّها تتأثر بالزمان والمكان والظرف السياسي .هذا حُكم لا يتناطح فيه عنزان .
فالبعض حرّم الخروج على الحاكم الظالم حتى لو كان يزيد بن معاوية .
مثل هؤلاء أصدروا فتاوي بقتل الشعب ( السوري مثلاً ) في ثورتهِ اليوم
والبعض كالشيخ القرضاوي إندفع في تاييد الثورة السوريّة , بينما تراجع عن تاييد الثورة البحرينيّة , ففي النهاية المذهب ( الطيّع ) والطائفة تحكمت . وهذا الإسلام التاريخي والسلطاني . وليس دين الله ( القاطع ) ونبيّهِ .للأسف في النهاية تجدهم جميعاً طائفيّون بإمتياز !
********
السؤال الآن الى الشيخ ونيس في ليبيا
لماذا سكتَ العلماء طيلة الفترة الماضية على الحكام الطغاة ؟ حتى خرج الشباب عليهم بالثورات ؟
الجواب ( بحسرة واضحة ) : كلام الشيخ المالكي محترم وصحيح وواقعي .الفتاوي والمشايخ يناقضون بعضهم وأنفسهم أيضاً .
و ديننا يشترط أمور عديدة للخروج , وتلى حديث من رأى منكم منكراً فليغيّره وناقش الشروط في كلّ حالة !
وأضاف منهجنا ليس الثورات والدماء والخروج المسلح , لكن القذافي إنتهك كلّ شيء , أنا حملتُ رشاشتي وخرجتُ مع الثائرين عليه !
يقاطعه الشيخ صلاح / ستُسأل عن ذلك يوم القيامة .
يجبه ونيس / أخي فليسأني الله , أنا لا اُريد أن أقلب الموضوع الى جدل ثانوي .
الظلم أشدّ وقعاً من الشرك , وتلى الحديث القدسي / يا عبادي إنّي حرّمتُ الظلمَ على نفسي !
**************
الخلاصة
في الواقع العلماء مختلفون في مواقفهم وإستنتاجاتهم منذُ الأزل . وربّما سيبقون كذلك الى قيام الساعة , هذهِ ليست مفاجئة حتى للتابعين !
لكن المشكلة في ظنّي أنّهم يتهمّون بعضهم ويناقشون كلّ الإحتمالات ويلوون معاني الكلمات , ويأولون ويستنبطون المعاني الجديدة بطريقة الرقص على الحبال , كأن يقول أحدهم ( وجدي غُنيم ) , الحديث الفلاني جاء على الحاكم , وليس على المتحكم , هؤلاء ليسوا حكّام , بل متحكمين في رقابنا !
الشيء الوحيد ( وهو سرّ المشكلة ) الذي لم يقربوه هو تناقص النصوص التأريخية التراثية .
فلو إتفقوا على تلك النقطة لحّق لنا مطالبتهم بتصفية وتنقية تلك الجبال من كتب التراث .( نسخة إسلام أوربي مثلاً , كما سبق وإقترحتُ في مقال بعنوان / أسلمة أوربا أم أوربة الإسلام ؟ )
وربّما لهذا السبب , هم لن يتفقوا خوفاً وخشية من تلك المطالبة العادلة .
لذلك يبقى الوضع ( بين المشايخ ) , على ماهو عليهِ !
رغم وجود النت الذي يعرض كل تلك التناقضات بضغطة زر .( لا أدري كيف لا يخجلون ؟ )
وعلى الشعوب المتضرّرة من المشايخ , اللجوء الى ثورات جديدة , تلي ثورات الربيع العربي التي كنست ثلاثة من الطغاة لحّد اليوم والرابع سيكون امّا طالح أو الجرذ بشّار .
وبالمناسبة هم يتلقون هذه الايام دعوات لجوء من بعض الدول العربية , فالعاقل منهم من ينتهز الفرصة , وإلاً مصير القذافي ماثل للعيان رغم توفر الفتاوي بالمجّان !
تحياتي لكم
رعد الحافظ
10 نوفمبر 2011
#رعد_الحافظ (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟