أسماء صباح
الحوار المتمدن-العدد: 3542 - 2011 / 11 / 10 - 17:33
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
بعد سقوط الانظمة العربية العربية واحدا بعد الاخر، ومحاولة الشعوب الثائرة البحث عن سبل للديمقراطية في دول لم تعرف غير السلطة العسكرية القهرية والدولة البوليسية، تحاول النساء العربيات الالتفاف حول حقوقهن كمواطنات لهن ما على الرجال من واجبات وعليهن ما عليهم من حقوق في هذه الاوطان.
الا انه من الواضح ان طريق المرأة ليس معبدا ولا منثورا بالورود، انه مشوار صعب وطويل، ففي حين شاركت النساء بكل ما يملكن من قوة ورباطة جأش في سبيل القضاء على الظلم الواقع على الناس من الانظمة القمعية الاستبداية، الا انها استثنيت من النتائج، ولم يطلب منها المشاركة في أي عملية تحول للديمقراطية، فالخوف كل الخوف ان يتم تأجيل مطالب النساء الى ما بعد مرحلة الاستقرار السياسي وعودة الامور الى ما كانت عليه من قبل الثورات، وهذه ما لا يجب ان يحدث ابدا.
وهنا علينا ان نذكر ما حدث بعد الثورة الايرانية عام 1979، عندما سقط الشاه وتم خداع المرأة وتأجيل الخوض في مطالبها الى ان ساء حال حقوقها واوضاعها كثيرا خصوصا ان الحكومة التي تلته كانت متشددة دينيا بشكل كبير.
فالثورات لا يمكن ان تسمى ثورات وديمقراطيات دون ان تأخذ المرأة " نصف المجتمع" حقها في العدالة والمساواة وتتمكن من تقرير مصيرها وتكون متساوية في المواطنة والحقوق والواجبات مع الاخر " الرجل" فاي عدالة تلك التي لا تؤدي بالمرأة الى حق الحياة الكريمة وأي ديمقراطية تقوم على اساس نفي نصف مجتمع بأكمله؟
لقد أصاب القلق النساء عامة، بعد الاطاحة بالانظمة في كل تونس ومصر وليبيا، على مستقبل المرأة في هذه الدول الحديثة، وكان الخوف آتيا من هواجس تتنبأ بوصول جماعات اسلامية متطرفة الى سدة الحكم في البلاد الثلاث، خطاب بثه في البداية الغربيون الذين كانوا يرغبون ببقاء الدكتاتوريات العربية التي كانت تخدم مصلحتهم طوال الوقت، فأرادوا ان يقلبوا الثورات على انفسها، محاولين اثارة الرعب من الاسلاميين.
الا ان المراقب للحال كان سيعرف ان نصيب هؤلاء سيكون نصيب الاسد في حكم هذه البلاد وخصوصا انهم يكسبون تعاطفا شديدا من كل اطياف الشعب بسبب القمع الذي عانوه ايام الانظمة السابقة، وبدأ بتونس فقد فاز حزب النهضة الاسلامي في الانتخابات التشريعية الاخيرة، الا ان قادتها سارعوا الى بث الطمأنينة في نفوس النساء التونسيات قائلين بانهم لن يغيروا القوانين التي تضمن للمرأة حقوقا متساوية مع الرجل في الطلاق والزواج والميراث.
ان ما حدث في الثورة الايرانية يجب ان يجعلنا نحن معشر النساء متفتحات، فلا نريد التخلص من دكتاتور ليأتي اخر يحل محله ويكون مجحفا اكثر بحق المرأة، فمطالبنا لا يمكن تأجيلها لانها جزء لا يتجزأ من الديمقراطية الوليدة واذا استثنيت سيتم اقصاءها للابد وننتظر بعدها ثورة جديدة كي نقدم مطالب قديمة جديدة.
#أسماء_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟