أسماء صباح
الحوار المتمدن-العدد: 3542 - 2011 / 11 / 10 - 11:37
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
استنادا الى الوضع الراهن في كل من تونس ومصر وما يجري على كلتا الساحتين من منافسات سياسية تبدو احيانا غير منتهية، يجب علينا ان ندق ناقوس اليقظة والتعبئة لكل ديمقراطي- رجل او امرأة- من اجل الدفاع وتعزيز حقوق المرأة التي تعد جزءا غير منفصل من حقوق الانسان.
ان مبدأ المساواة بين الرجال والنساء، في كل مجالات الحياة، غير قابل للتفاوض، ولا حل من دون المواطنة الكاملة والتساوي امام القانون والدستور دون تمييز على اساس الجنس او عوامل اخرى، وهذه المساواة تحمل في طياتها ادخال النساء الى كل ميادين التنمية المختلفة والسعي معهن من اجل الوصول الى مناصب المسؤولية السياسية .
الا ان هناك دول عربية مازالت تناقش الموافقة على اتفاقية سيداو، وهناك دول اخرى اقرتها وتحفظت على بعض المواد فيها، فلماذا يخاف العرب خصوصا من فكرة المساواة؟
ان المشكلة التي تواجه اي كاتب او داع او مؤيد لحقوق المرأة تتلخص في الهجوم الحاد الذي يشنه الاسلاميون على هذه الحقوق، دون الاستماع لما يود قوله، فكونك تدافع عن حقوق المرأة هذا يعني بالنسبة لهم انك تعارض شرع الله وتحمل افكارا غربية لا تمت لثقافتنا العربية بأي صلة، الا ان الذي يتنور منهم ويتفتح يدرك ان شرع الله لا يرضى بظلم النساء التي توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوصى الرجال بهن خيرا.
ان الرغبة الحقيقة التي تجتاحنا، نحن مريدوا حقوق المرأة، هو ان تعامل هذه الانسانة على قدر من الاحترام، بل ان في نهضتها نهضة للامة، ورفعتها رفعة لشأن العرب، وبالتالي لابد لاي مجتمع يريد الارتقاء من الالتفات الى نصفه الاخر، وهنا لا يمكن لاي انسان ان ينكر ان المرأة تشكل نصف المجتمع ان لم يكن كله، فهو التي تهب الحياة وهي التي تربي وتراعي الى ان يصبح الاطفال رجالا، وهكذا دواليك.
ان شعور المرأة بالفخر بأنها امرأة يعطيها دافعا للحياة ولا يجعل منها كائنا منكسر الجناح، تقف على شفا حفرة من ذل واهانة، فتصنع شعبا من المعتدين بانفسهم الواثقين بالمستقبل، اما المرأة اليائسة فلا تخرج للمجتمع الا اطفال غير اسوياء بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
ان السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل ستتقدم المرأة للأمام بحقوقها ومواطنتها بعد الربيع العربي ام انها سترجع سنوات للخلف؟ وهذا الجواب يعتمد طبعا على من سيأتي لحكم البلاد والعباد، فان كان ممن يتق الله في البلاد والمواطنين سيتغير الحال وسيتم اشراك النساء في كل المجالات سعيا للنهضة الشاملة التي لا تستثني اى فئة، اما اذا كان ممن يحملون اجندات يغذيها التميز اي كان شكله او اتجاهه فستقع المرأة والضعيف وكل الفئات فريسة هذا النظام.
#أسماء_صباح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟