|
راشد الغنوشي يؤدي مناسك الحج في مشيخة قطر
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3541 - 2011 / 11 / 9 - 23:15
المحور:
كتابات ساخرة
خلافا لحجاج بيت الله الحرام الذين يتوافدون على مكة المكرمة لاداء مناسك الحج وفقا لتعاليم الشريعة كارتداء اثواب الاحرام وحلق رؤوس الرجال نمرة زيرو والطواف حول الكعبة والصعود الى جبل عرفات ثم الهبوط الى مزدلفة ورمي الجمار على الشيطان في منى ونحر الاضاحي تخفيفا لغضب الاله الواحد وكسبا لمرضاته خلافا لهذا الحجيج الذي يحل ضيفا على الرحمن ويضمن في نفس الوقت لجيوب شيوخ مدن الملح في موسم الحج ثروة سنوية تقارب 2 مليار دولار فقد ارتاى راشد الغنوشي زعيم جماعة الاخوان المسلمين" حزب النهضة " بعد ان رمى الجمار على الشياطين التوانسة من علمانيين واشتراكيين وقوميين وليبراليين وبعد ان حقق فوزا كاسحا عليهم في غزوة صناديق الانتخاب ارتاى ان يؤدي بقية مناسك الحج في مشيخة قطر كونه حجا مجانيا فضلا عن الغنائم الاخرى التي سيفوز بها ويعود بها الى تونس الغبراء - وهل يعقل ان تبقى خضرا في ظل الهيمنة الاخوانية - بعد طوافه في قصر الشيخ حمد وزوجته المصون موزة وبعد التبرك بلمس ثيابهما , وحيث يرجح المراقبون الذين تابعوا عن كثب وقائع حجه المبرور في المشيخة القطرية ان تكون رزمة كبيرة من البنكنوت وربما من السبائك الذهبية التي لا يجود بها الشيخ حمد بسخاء منقطع النظير وعلى حساب لقمة الشريحة القطرية الفقيرة والمتوسطة الا على جماعة الاخوان المسلمين وغيرها من التنظيمات الاسلامية التي تثبت جدارة في سرقة ثورات الربيع العربي وفي نشر المفاهيم ومنظومة القيم الرعوية البدوية المتخلفة بعد استلامها لمقاليد الحكم . وكأي صنيعة يبايع شيوخ انظمة النفط والغاز حكاما مستترين للدول العربية المتحضرة فقد حظيت زيارة الغنوشي بتغطية واسعة من جانب الصحافة وغيرها من وسائل الاعلام القطرية حيث نشرت تحقيقات تناولت سيرته الذاتية والنضالية ومن ضمنها ان الغنوشي كان في بداية ممارسة نشاطه السياسي مولعا بالزعيم المصري جمال عبد الناصر ومتحمسا لافكارة الداعية الى تطبيق الاشتراكية العربية وتحقيق الوحدة العربية وتحرير فلسطين من الاحتلال الصهيونى ولهذا فقد انخرط في التيار الناصري لفترة طويلة ولكنه ما لبث ان تخلى الاشتراكية والناصرية كونها بنظره افكار طوباوية ولا تصلح للتطبيق في مجتمعات عربية تتمسك بدينها الحنيف وبتعاليمه الربانية الداعية الى عدم التفريط بالملكية الفردية لصالح المجتمع والى تكريس الفوارق الطبقية تمشيا مع الترتيبات الالهية التي فرزت البشر الى اغنياء وفقراء وفي رحلة البحث عن الحقيقة النسبية اكتشف الغنوشي ان تطبيق العقلانية الديكارتية هي البوصلة الكفيلة بهداية البشر واصلاح احوالهم فاعتنق الديكارتية وراح يروج لها وصولا الى المجتمع الذي يحكّم العقل في الحكم على الظواهر الاجتماعية والمادية والتحكم بها لصالح سعادة البشر وما لبث بعد قراءة متعمقة في ادبيات الاخوان المسلمين وبشكل خاص في كتاب معالم على الطريق الذي الفه فيلسوف العصر وحكيم زمانه السيد قطب , وبعد الاطلاع على برامجهم الجهادية والانبهار بابتكاراتهم وانجازاتهم الحضارية ما لبث الغنوشي ان تخلى عن الديكارتية " وشخ عليها " كما شخ على الناصرية ليعتنق بدلا منها الفكر التنويري الذي تضمنته الادبيات الاخوانية ثم انضم الى جماعة الاخوان المسلمين مجاهدا في صفوفها من اجل اعلاء راية دين الحق في تونس وفي العالم اجمعين . كما سلطت الصحف الاضواء حول الاسباب التي ادت الى فوز حزب النهضة باغلب مقاعد البرلمان التونسي فذكرت في سياق مقالات مطولة نشرتها لكبار الكتاب القطريين والعرب ان شعبية الغنوشي وفوز حزبه الكاسح لمقاعد البرلمان تعود ا الى معارضته الشرسة للنظام الاستبدادي الفاسد الذي كان يقوده الدكتاتور زين الدين بن على وايضا للدور الطليعى لحزب النهضة التونسي في اشعال شرارة الثورة الشعبية ضد النظام الاستبدادي والاطاحة به وهذه الاستنتاجات كما نلاحظ تخالف الواقع تماما ولا تتمشى مع حقيقة ا ن البو عزيزي الذي اطلق الشرارة الاولى للثورة باحراق نفسة لم يكن اخونجيا ولا نصيرا لهم ولا حاملا لفيروساتهم الطالبانية الرعوية بل كان بائعا متجولا فقيرا كل همه ان يسوق الفواكه والخضار المعروضة على عربته وان لا يتعرض لمضايقات ومخالفات الشرطة التونسية اثناء انتظار زبائنه في السوق كما تخالف حقيقة ان الحراك الشعبي لم يكن منذ بدايته وحتى نهايته حراكا اخوانيا بل كان حراكا للنقابات العمالية وللاتحادات النسائية ولطلاب الجامعات وللاحزاب اليسارية والعلمانية , ثم كيف يفجر الغنوشي هذه الثورة وهو قابع في بلاد الكفر والشرك في لندن منذ عقود ويتمتع برعايتها وضماناتها الاجتماعية وكيف له ان يقد ح زناد الثورة وهو جالس امام التلفزيون ولا يقوم باي نشاط لدعم الثورة اللهم الا اطلاق صيحات "الله اكبر الله محيّي الثوار " اثناء متابعة وقائعها عبر الفضائيات العربية والاجنبية ؟ وعن فوز حزبه المؤزر في الانتخابات البرلمانية فقد تحقق كما هو معروف في الاوساط الحزبية والثقافية والاتحادات والجمعيات النسائية التونسية المناهضة للتيارات المتاسلمة نتيجة الحملة الدينية التي نظمها دعاة وداعيات الحزب وانصاره من الوعاظ الدينيين في الاف المساجد التى تكتظ في كل جمعة بالبسطاء والفقراء الذين افتقدوا العدالة الاجتماعية على الارض فراحوا ينشدونها في جنات النعيم وحيث تمكن جيش الدعاة والوعاظ من استقطابهم الى جانب حزب النهضة ومن كسب اصواتهم لصالح هذا الحزب في الانتخابات التشريعية بعد ان منحوهم صكوك غفران لقاء التصويت لحزب النهضة الذي يرفع راية الاسلام وبعد ان اقسموا يمينا مغلظة امامهم بان نواب الحزب في البرلمان والحكومة الاخوانية التي سيشكلها سيعملون على تطبيق احكام الشريعة الاسلامية وسيجعلون منها مصدرا رئيسيا للتشريع وسيقومون تبعا لذلك بالغاء كافة البنود الدستورية وكافة قوانين الاحوال المدنية التي تتعارض مع تعاليم الشريعة او تقف عائقا امام اقامة شرع الله على الارض التونسية , ولم يكن غريبا بعد ذلك ان يصوت رواد المساجد لحزب يتبنى برنامجا دينيا يسمح بتعدد الزوجات ويبيح للرجال ضرب نسائهن في مضاجعهن اذا ابدين نشوزا وعدم رغبة في المضاجعة و يعطى للرجل حقوقا اكثر من الحقوق التي يمنحها للمراة في الميراث وفي العمل وفي الطلاق واحتلال المناصب الرفيعة كما يبيح له التسلط على المراة بالتحكم في لباسها وتنقلاتها وحتى في حركاتها وسكناتها درءا للفتنة النسائية وحفاظا على مجتمع الفضيلة وتفاديا للكوارث الربانية !!! كما لم يكن غريبا في ظل المجتمع الذكوري ان يصب رواد المساجد اصواتهم في صناديق الاقتراع لصالح حزب النهضة تعبيرا عن امتنانهم للمساعدات المالية والهبات العينية والخدمات العلاجية التي كان يقدمها لهم حزب النهضة من اصل العطايا والحسنات السخية التي حصل عليها الحزب من طويل العمر الشيخ حمد في الوقت الذي احجمت الاحزاب الاخرى عن شراء الاصوات اما لاحترامها وتمسكها بنزاهة الانتخابات او بسبب افلاسها المالي غير ان الاهم في الحج المبرور للشيخ الغنوشي هوتخليه عن تقيته ثم تاكيدة في تصريحاته لوسائل الاعلام القطرية بانه سييعمل على تعديل الدستور وقوانين الاحوال المدنية بحيث تكون احكام الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي لصياغة الدستور والقوانين لان لا نهوض بنظره لتونس ولا التحاق لها بركب الحضارة الا بتطبيق تعاليم الشريعة واسلمة المجتمع التونسي وذلك خلافا للبيانات والتصريحات التي صدرت عنه وعن حزبه الاخواني والتي ظل يؤكد فيها بان الحزب سيحافظ على مكتسبات وحقوق المراة التي كفلها لها قانون الاحوال المدنية كما سيعمل من اجل قيام دولة مدنية تضمن التعددية السياسية وتداول السلطة والحريات العامة !! والسؤال الان : ما دام الغنوشي قد كشف اوراقه واعلن صراحة وبدون لف ودوران بان لا حل لديه للنهوض بتونس الا الحل الاسلامي فلماذا لا تبادر الاحزاب المناهضة للبرامج الرعوية البدوية الى مقاطعة البرلمان التونسي بسحب نوابها منه مع اعلان مقاطعتها لاي حكومة يشكلها الاخونجيون اليس هذا اجدى من مشاركتهم في برلمان سوف يصوت بالاغلبية لصالح اسلمة الدستور ولصالح تعديل قانون الاحوال المدنية , ومن المشاركة في حكومة ستطبق برامج تتمشى مع الحل الاسلامي وتتعارض تماما مع برامج الحداثة ؟؟ وهل يمكن الكشف عن افلاس برامج الاخوان المسلمين امام المواطنين المضللين بخطابهم الديني او منع تجيير اخطائهم للاحزاب الاخرى بدون ان تسحب هذه الاحزاب ممثليها في البرلمان وبدون مقاطعتها لاي حكومة يشكلها الاخونجية ؟؟
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حل السلطة الفلسطينية ردا على استمرار الاستيطان وتهجير الفلسط
...
-
تحضيرات لضرب سوريا وسط تسريبات اسرائيلية حول هجوم جوي على اي
...
-
زلازل بشار الاسد وشروط الشيخ حمد
-
-جرذ الناتو- مصطفى عبد الجليل يكشف عن توجهاته الاخوانية
-
ثوار الناتو يحتفلون بالدمار الشامل لليبيا وقتل القذافي وسحل
...
-
بشار الاسد في مواجهة الانذار الاخير لوزراء الخارجية العرب
-
ان ينصر الله اميركا والاخوان المسلمين فلا هزيمة لهما
-
حشود عسكرية تركية واسرائيلية على حدود سوريا وتحذير سوري للار
...
-
هل تخلى -غليون - عن جنسيته الفرنسية او طرح برنامجا سياسيا حت
...
-
برعاية غليون والشقفة ستتحول سوريا من دولة رعوية الى دولة مدن
...
-
لماذا امر اوباما باعدام ابن لادن بدلا من محاكمته امام القضاء
...
-
بلاغ صادر عن الجناح العسكري للثورة العرعورية جبهة حمص والرست
...
-
التهديد بحل السلطة الفلسطينية واطلاق مسيرات مليونية باتجاه ح
...
-
معارضون سوريون يطالبون بالتدخل العربي والدولي لحماية الشعب ا
...
-
يا للمهزلة : برهان غليون يتحالف مع الاخوان المسلمين
-
حظر فرنسا الصلوات في الشوارع يعرقل تواصل الموحدين مع الله!!
-
هل يؤلّه المسلمون المسيح كما يؤلهه النصارى ؟
-
يوم - للترحيب بتدخل الناتو - , ويوم للغضب ضد روسيا !!!
-
بوحي من اقتحام السفارة الاسرائيلية بالشواكيش فهل يقتحم الفلس
...
-
هل من شيم الثوار سرقة الكنائس والتمثيل بجثث الجنود وتدمير ال
...
المزيد.....
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|