أم الزين بنشيخة المسكيني
الحوار المتمدن-العدد: 3541 - 2011 / 11 / 9 - 08:43
المحور:
الادب والفن
رذاذ المطر يُغريني
و طوفان جديد
وهذه الخنساء عادت
هل تحجّ من جديد ؟
أم ستبكي ؟
تعب الكلام من الكلام
و حين يولد الله مرّة أخرى
حذار من وجع الحروف
و من الذكرى
حذار من الرقص
مرّة أخرى سيضحك العقل
من العقل و يرقص النورس البري
على ضفاف الروح
مرّة أخرى ترهقنا الذاكرة
و تُغرينا آلهتنا القديمة
من سيكسّر أصنام مكّة ثانية ؟
و حين أتلفت المحبرة حبرها
على سور المدينة
اسودّ الليل
خوفا من العفاريت
و اصفرّت سمائي الآتية من الجبل
و اكفهرّت بعض النجوم خوفا
من حمق القدر
في بلادي يرقص العشب
و تنتحب الكواسر
على رحيل القمر..
هنا انتصرنا ..هنا نحرنا المستحيل
هنا انهزمنا ..كي يرقص الوطن الجميل
طوبى للذاهبين الى العدم ..
من يشتري الصحراء غيرك ؟
يا قاتلي بذاكرتي و بأعراسي القديمة
نحن معا .. نحمل التابوت و المسك الى قلب الشهيد
سيكبُر الخندق فينا طويلا
ليصير ياسمين
تمهّل قليلا
هل تشرق الشمس غدا ؟
تمهّل قليلا
لا تستعجل على وئد هذا القلم ..
ما أكثر ما سًطرنا ..
ما أقلّ الحرف حينما جفّ القلم
لا تسأل الورد أين بذّر عطره
لا تسأل الروح كيف نحبّ عميقا هذا الألم ..
و امتشقنا القصائد مرة أخرى
نصقل الصخر بأيدينا
و نطعن الورق برصاص القلم
فهل تُسعفنا القصيدة ؟
ينادينا الربيع مرة أخرى
و نمتنع عن الصلاة الى قبلة أخرى
و حينما اخترت الحديقة
حزن الأقحوان و بات وحيدا
مزّقت بطاقتي
فتناثر اسمي على دمعي
ضيّعت ظلّي و دفنت وهمي
و أدركت أنّي حلمت خطأ ..
و أنّي جئت الى هنا خطأ ..
و أنّي سأمشي وراء هذا السيل
الى نهاية الطريق.
كنت مفتونة بالعطر العتيق
و بالخمر المعتّق ..و باللهب الوردي
و برائحة الصحراء
و بالمعلقات السبعة و بالمقامات
و النمنمات ..و اللزوميات ..كيني
و بالسماوات البعيدة
و بالوشاح الأسود
و كحّلت عيوني عميقا ..
لكن ثقبا أسود يرقبني
أن استعدّي الى ما سيأتي
ما هذا سوى رذاذ من طوفان آخر
سوف يمضي ..
#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟