|
هل كل ما ينقص الشعب الفلسطينى دويلة بشرعية استعمارية ؟
جمال عبد الفتاح
الحوار المتمدن-العدد: 3540 - 2011 / 11 / 8 - 20:20
المحور:
القضية الفلسطينية
قبل ان نناقش مغزى ونتائج خطوة ذهاب رئيس السلطة الفلسطنية المزعومة الى الامم المتحدة للحصول على الاعتراف-الاممى بالدولة الفلسطنية على حدود 67 , لا بد من الاجابة عن سؤال حول داوفع عباس ورجاله فى الضفة الغربية الى هذه الخطوة والتوقيت الذى تتم فيه ؟ وماهى حقيقة الامم المتحدة ودورها فى العلاقات الدولية ؛ وفى اضفاء الشرعية وانتزاعها عن الدول الحديثة والقديمة ؟
مع توقيع السادات لمعاهدة السلام المزعوم مع اسرائيل عام 79 بدات القضية الفلسطنية فى التدهور السريع وتمكن جيش الاحتلال الصهيونى من اجتياح بيروت عام 82 واخراج منظمات المقاومة الفلسطنية بمباركة الانظمة العربية العميلة وبدور رئيسى بمبعوث الامم المتحدة تحت الاشراف الامريكى وما ان استوعب الشعب الفلسطينى فى الضفة والقطاع تحت الاحتلال درس خروج المقاومة الفلسطنية من الارض اللبنانية حتى فجّّر انتفاضة الشعب الفلسطينى الاولى عام 87 معتمدا على قواه الذاتية .وقد انبهرت شعوب العالم ببطولات المنتفضين ؛ وانفضحت امام الجميع بربرية الدولة الصهيونيةوعنصريتها، ودعم امريكا والانظمة العربية لها . فأسرع الجميع لجّر عرفات ورجال منظمة التحرير الى مؤتمر مدريد ثم توقيع اتفاقية غزة اريحا اولا ،ليتمكن عرفات من كسر الانتفاضة الباسلة ،وكان لاعداء القضية الفلسطنية ما ارادوا .وما أن استقر المقام بعرفات ورجاله بالضفة حتى اعادوا الكثير من الفدائيين السابقين وحولوهم الى رجال درك لحماية امن اسرائيل اولا ،وامن السلطة ثانيا . وحرفوا المقاومة وحولوا الشعب الفلسطينى الى متلقى اعانات من الخارج وليصبح رهينة للمانحين الامريكيين والاوربين وانظمة البترول العربية واستمر عرفات وسلطته المزعومة فى التفاوض مع العدو الاسرائيلى حتى تم توقيع اتفاقية اوسلوا عام 93 فى البيت الابيض ليروجوا وهم الدولة القادم خلال خمس سنوات على حدود 67 . ومر على ذلك اكثر من ثمانية عشر عاما وما زالت امريكا وشرعيتها الاستعمارية عبر الامم المتحدة تبيع نفس الوهم لقيادة السلطة الراهنة المنتهية الصلاحية منذ ميلادها بعد ان اصبحو خدما للسياسة الصهيونية والامريكية على حساب القضية الفلسطنية ؛انه نفس الوهم الذى ذهب بعباس الى الامم المتحدة هذه الايام فشرعية تلك "السلطة -الدرك" لم تكن يوما من الايام نابعه من الشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة والتاريخية ولا من شرعية المقاومة ضد الاحتلال حتى تحرير كامل التراب .... بل هى دائما مستمدة من التفاوض والخضوع المستمر للعدو الصهيونى وحلفائه والذهاب الى الامم المتحدة وقد انفضح امرها اكثر مع تاييدها للعدوان الهمجى على غزة اواخر عام 2008 .وذلك بعد ان انزاح نفوذها عن غزة وسيطرة حماس عليها فأصبحت لاتملك من امرها شيئا فى الضفة وقطاع غزة وتراجع دورها فى علاقتها مع الانظمة العربية . وما ان بدأت الثورات العربية التى اصبحت تؤرق اسرائيل فى وجودها ومستقبلها خاصة بعد احداث السفارة الاسرائلية الاخيرة يو م 9 سبتمبر وطرد السفير من قبل الثوار حتى باتت سلطة عباس لا قيمة لها عند
العدو الصهيونى فى لحظة جديدة ، التاريخ فيها تكتبه الشعوب والثورات، وهنا بدأ عباس ورجاله يخافون على انفسهم ومصالحهم الشخصيه بعد ان رفع العدو الحماية عنهم ، وباتوا يخافون اكثر من انتفاضة الشعب الفلسطينى فى ظل الاوضاع الثورية العربية فبادر بالذهاب الى الامم المتحدة طوق نجاتهم الاخير قبل ان يأتىهم الطوفان.. .أما حقيقة الامم المتحدة سواء وافقت ان تمنح سلطة عباس _الميتة سريريا منذ سنوات بعيده خاتم الدولة كاملة العضوية او ناقصة كالفاتيكان فهذا الامر لن يغير من وضع القضية الفلسطنية شيئا ،والمعّرضة للتصفية منذ اوسلو وحتى الان . فالامم المتحدة اعطت للعصابات الصهيونية عام 1947 حق انشاء دولة يهودية على 54% من اراضى فلسطين تحت الحراب البريطانية فى تلك الايام . وهى التى مكنّت اسرائيل مع النظام المصرى والانظمة العربية من احتلال باقى فلسطين عام 67 واصبح مسعى عباس الان الى الامم المتحدة للاعتراف بدويلة هزيلة على 22% من اراضى فلسطين تمزقها المستوطنات والجدار العازل والطرق الالتفافية شر ممزق ،وهو ما ترفضه اسرائيل وامريكا التى استخدمت حق الفيتو فى مجلس الامن خمسون مرة ضد كل المشاريع الهزيلة التى تدين الهمجية الاسرائلية على مدى اكثر من ستين عاما ضد الشعب الفلسطنى . فأى شرعية تلك للامم المتحدة ؟ شرعية دعمت الحروب الاستعمارية فى الخليج ؛ والحرب على افغانستان والعراق ؛ وتقسيم يوجوسلافيا والسودان والصومال .... واغلب دول افريقيا ،والتدخل العسكرى المباشر وغير المباشر فى امريكا الجنوبية على مدى عصور ،وكل حروب الهيمنة الامريكية على كوكبنا .. ان شرعية الامم المتحدة ليست اكثر من شرعية استعمارية امريكية بالاساس وحلفائها من الاوربيين واليابان ،وستبقى كذلك حتى تنتصر الثورات العربية وخاصة الثورة المصرية لدورها الحاسم فى انتصار الشعب الفلسطنى وتحرير كامل التراب وخلق معادلة جديدة اقليمية وعالمية ايذانا ببداية عصر ثورات الشعوب ؛ وشرعية الشعوب المتحررة بديلا عن الشرعية الراهنة . شرعية الاستعمار الامريكى وهى بداية طريقها للزوال حال انتصار الثورة المصرية بشكل نهائى .
ان الطريق الى تحرير فلسطين التاريخية لن يمر عبر الدويلة المسخ متقطعة الاوصال ، تقوم على أعتراف شرعية الامم المتحدة الاستعمارية . وانما تمّر عبر البندقية والانتفاضات الشعبية العربية. فتلك المهمة المركزية للتحرر العربى وتدمير آله الدولة الصهيونية الاستعمارية لصالح دولة جديدة ديموقراطية شعبية فلسطينية يعيش فيها الجميع دون اضطهاد او تمييز بسبب العرق او الدين او اللون او الجنس ،تسودها المساواة الكاملة و التحرر الانسانى على اسس طوعية.
ان الحديث عن ضرورة وجود دولتين كحل للقضية الفلسطينية احداها صهيونية والاخرى فلسطينية ،هى احد الاساطير الاستعمارية التى خربّت الثورة الفلسطينية من سبعينات القرن الماضى التى ادّ ت الى مآسى كثيره عاشتها وتعيشها القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى حتى الأن. وقد دمرّت هذه الاساطير فتح ومنظمة التحرير الفلسطينيه ،وتدّمر حماس وكل من يقترب منها او يسعى اليها من القوى الثوريه الفلسطينيه.
ان استمرار وجود اسرائيل كمشروع استعمارى ينفى وجود دولة فلسطينية الا اذا كانت ملحق للمشروع الاستعمارى الاستيطانى الصهيونى وتقوم بالأساس على حمايته ، أى تكون اداة لقمع الشعب الفلسطينى الخاضع للاحتلال سواء على اراضى 48 او فى الضفة والقطاع ،والاجهاز على حق العودة لاكثر من نصف الشعب الفلسطينى خارج الارض الفلسطينية اى تصفية القضية الفلسطينية قبل اى شىء أخر.
#جمال_عبد_الفتاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صفقه الاسرى ومأزق النضال الفلسطينى
-
أنتخابات مجلس الشعب عار وخيانه للثوره
-
المجد للشهداء
-
الأخوان المسلمون والثوره
-
عصر الأنحطاط ما بين أضمحلال الدوله والطبقات
المزيد.....
-
السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات
...
-
علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
-
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
-
مصادر مثالية للبروتين النباتي
-
هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل
...
-
الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
-
سوريا وغاز قطر
-
الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع
...
-
مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو
...
-
مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا
المزيد.....
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
المزيد.....
|