أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - نساء تونس ونساء مصر















المزيد.....

نساء تونس ونساء مصر


نوال السعداوى

الحوار المتمدن-العدد: 3540 - 2011 / 11 / 8 - 09:01
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



نساء تونس خرجن فى مظاهرات شعبية يطالبن بدستور يقرر حقوق المرأة التونسية، والتمسك بحقوقهن المكتسبة التى ينص عليها قانون الأحوال الشخصية التونسى.

المرأة التونسية أكثر وعيا بحقوقها من المرأة المصرية، وأكثر شجاعة وقدرة على تنظيم صفوفها ضد المخاطر التى تهددها.

بعد الثورة التونسية تصاعدت القوى السياسية الدينية وأدت إلى فوز حزب النهضة فى الانتخابات، وهو حزب إسلامى لكنه أكثر تفتحا من الأحزاب الإسلامية فى مصر، أعلن رئيسه راشد الغنوشى مرارا أن حقوق المرأة مضمونة ولن ينال منها أحد، إلا أن المرأة التونسية واعية بتاريخ الحركات الدينية، كيف تقول كلاما متقدما عن المرأة حتى تقفز إلى السلطة، فتنال من حقوق النساء أول ما تنال، حدث هذا لثورات متعددة منها الثورة الإيرانية، التى تم إجهاضها على يد الخمينى وآيات الله.

لم تنتظر النساء التونسيات وقوع الانتكاسة، بل بادرن بمظاهرة للوقاية منها «درهم وقاية خير من قنطار علاج».

المرأة التونسية تصون كرامتها أكثر من المصرية، لا يمكن أن يجمع زوجها فى الفراش بينها وبين امرأة أخرى . تم تحريم تعدد الزوحات فى القانون التونسى منذ سنوات كثيرة، لم يحدث هذا فى بلدنا مصر.

لا يمكن قيام الشعب بثورة دون الوعى بأسباب الظلم وفساد الحكم، دون تنظيم الصفوف فى قوة سياسية متحدة قادرة على إسقاط النظام وتغيير الدستور والقوانين وإقامة نظام جديد أكثر عدلا وحرية وكرامة للنساء والرجال والأطفال.

لماذا سبقت المرأة التونسية فى الوعى والتنظيم زميلتها فى مصر؟

نظام التعليم فى تونس أكثر تقدما، المرأة التونسية لا تتعلم أن طاعة الزوج من طاعة ربها، وأن تعدد الزوجات أمر الله.

لقد تطورت المفاهيم الدينية فى تونس وتطورت معها أفكار حزب النهضة الإسلامى، أما فى مصر فقد حدث العكس، تخلف التعليم خلال عصر السادات ومبارك، وسيطرت عليه مفاهيم تخدم التبعية والخضوع للأوامر العليا فى الخارج والداخل.

فى مصر ما بعد الثورة تضافرت قوى الثورة المضادة لتقسيم الشعب طائفيا، الطوائف الدينية كلها تصاعدت وطغت على الساحة، من السلفية والخومينية والإخوانية والطالبانية والشيعة والسنة والصوفية ومشايخ الطرق وقارئى الكف.

اختفت أستاذات الجامعات والطبيبات فى مصر وراء الحجاب والنقاب، غرقت مصر فى ضجيج الفتاوى ترهب الناس ليل نهار، وابل من الأصوات الزاعقة الخشنة المهددة بالكفر والإبادة لكل من لم يطع الأمر، غرقت السوق المصرية الحرة بالبضائع الأجنبية، حتى المسابح والأحجبة والمصاحف أصبحت مستوردة مثل الفول المدمس واللبن والخبز والماء وعصير البرتقال، وتدفقت المعونات الخارجية بالملايين لتغرق العقل والضمير بالدولار واليورو والدينار.

أما العقول المصرية المفكرة فقد تم إبعادها أو نفيها. وفى الانتخابات الجارية (نوفمبر ٢٠١١) يتم ترشيح نساء منتقبات يعتبرن وجه المرأة عورة، وصورتها فى الصحف أيضا عورة وإن ارتدت النقاب، فماذا عن صوتها فى البرلمان؟

هبت الثورة المصرية الشعبية فى يناير ٢٠١١، شاركت فيها النساء مثل جميع الفئات، لكن سرعان ما انقضت قوى الثورة المضادة على النساء والضعفاء والفقراء، لم تتعلم المرأة المصرية الدرس من التاريخ، لم تتسلح بالوعى والتنظيم، كما فعلت المرأة التونسية، تخلت المرأة المصرية عن مسؤوليتها تجاه حقوقها، وتركت أمورها للقوى الحاكمة المعادية للثورة فى ضرب حقوقها.

لم تتغير القوانين الظالمة التى تحكم النساء إلا قليلا، حتى هذا القليل سرعان ما يضيع أو يهدد بالضياع، حق المرأة فى تطليق زوجها الذى يهينها أو يخونها يتعارض مع أمر الله، خيانة الزوج لزوجته أمر الله الحجاب والنقاب والختان أيضا أوامر إلهية.

خرجت نساء تونس فى مظاهرة وقائية استباقية، قبل أن ينقض الحزب الدينى على حقوقهن، نشرت الصحف صورهن يوم ٤ نوفمبر الماضى، صفوف من النساء المتظاهرات الصف وراء الصف، يرتدين الملابس العادية البسيطة للنساء العاملات فى مختلف المهن أو طالبات الجامعات أو الأستاذات، لا أرى شابة منهن ترتدى الحجاب أو النقاب.

الإعلام العالمى والمحلى لم يظهر من ثورة مصر وتونس وسوريا واليمن إلا المحجبات والمنتقبات، كأنما هذه الثورات لم تكن إلا إسلامية، أو الأفضل لها أن تكون إسلامية وليس سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، وجائزة نوبل تم منحها لامرأة محجبة، كأنما أصبح نوبل أيضا من الحزب الإسلامى.

كثيرون يتصورون أن الاستعمار الأجنبى «كافر» يعادى الإسلام، لكن الحقيقة أن العدو الحقيقى للاستعمار الأجنبى هو الثورة الاقتصادية الاجتماعية الثقافية للتحرر من قبضته وحلفائه فى الداخل.

صورة نساء تونس المتظاهرات كشفت عن أغلبية نسائية على قدر كبير من الوعى والتنظيم.

خرجن معترضات على راشد الغنوشى وهرولته السريعة إلى قطر، تساءلت النساء: لماذا تكون الدوحة هى المحطة الأولى له بعد أيام قليلة من فوزه فى الانتخابات؟ فى دولة قطر أكبر قوة أمريكية عسكرية استعمارية، لم تنخدع المرأة التونسية بفضائية قطر الثورية!، رفعت النساء لافتات كتب عليها «من أجل المحافظة على مكتسبات المرأة التونسية، لا تهاون ولا رجوع عن حقوق المرأة فى الدستور».

تدرك المرأة التونسية أن الدستور الصحيح يؤدى إلى انتخابات صحيحة وليس العكس كما يحدث لنا فى مصر.

أين نحن النساء المصريات من هذا الوعى والتنظيم؟

فى ٨ مارس الماضى سارت مجموعات من الشابات المصريات والشباب إلى ميدان التحرير، احتفالا بعيد المرأة العالمى فماذا حدث؟ هجم عليهم بلطجية النظام السابق، تم التحرش بهن، قبضت السلطة العسكرية على بعض الفتيات، وفى السجن تم الكشف الطبى على عذريتهن، شىء لم يحدث إلا فى العصر العبودى القديم.

فى مصر الآلاف من المنظمات النسائية، فهل تصدت هذه الجمعيات للدفاع عن حقوق النساء؟ لماذا لم تتوحد هذه المنظمات المتفرقة فى قوة سياسية متحدة قادرة على الحفاظ على كرامتهن، وانتزاع الحقوق المهدرة المبتورة.

المرأة المصرية تخلفت مع تخلف العقل، مع تخلف نظام التعليم والثقافة والإعلام، مع خضوع المناهج الدراسية ووزراء التعليم والعلماء والأدباء لتوجيهات السيد الرئيس مبارك والرئيس باراك أوباما؟

كيف يفكر العقل المصرى (امرأة أو رجلا) إن سيطر عليه مندوب الرئيس الأمريكى؟



#نوال_السعداوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «الجدل» قمة الفضائل .. علموا أطفالكم الجدل
- ميدان التحرير فى قلب مدينة لندن
- الثورات والنساء وتقسيم الشعوب
- صاحب الجلالة والنساء
- العضلات السياسية فى مصر وانسحاب المرأة
- هل المرأة تصلح رئيسة دولة؟
- لماذا تكون السياسة مصالح وليست مبادئ؟ 2
- لماذا تكون السياسة مصالح وليست مبادئ؟ (١)
- زعيم الإخوان المسلمين وزعيم الشيوعيين
- الدفاع عن سيناء بعصا موسى السحرية!!
- ماذا يقول القراء والقارئات؟
- امرأة تكتب فى الليل
- العدالة عمياء ولا عزاء لمن يرون
- أحداث أوسلو والثورات الشعبية الجديدة
- القوة الجبرية الأبوية تستمر وتزيد تجبراً
- لا كرامة لثورة فى وطنها
- كلمة الثورة.. المستحيل الممكن
- المرأة تُحارَب على كل الجبهات، العائلية والمحلية والعربية وا ...
- كما شق نهر النيل طريقه الوعر
- الورقة يا ورق وجوهر الأخلاق


المزيد.....




- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - نساء تونس ونساء مصر