|
الإرهاب ووسائل الاعلام الجماهيرية
طالب عبدالأمير
الحوار المتمدن-العدد: 1050 - 2004 / 12 / 17 - 10:13
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
يتناول عدد من الدراسات موضوعة الارهاب من جوانب مختلفة، سياسية، اجتماعية، اقتصادية، اخلاقية ونفسية وغيرها. الا ان من النادر ان عالجت الدراسات هذه الظاهرة من زاوية علاقاتها بوسائل الاعلام. أن علاقة العمل الارهابي بوسائل الاعلام الجماهيرية ليس بشئ جديد، فهي تمتد لفترات طويلة من عمر الصحافة، مع انها اخذت اشكالا مختلفة مع تطور وسائل الاعلام والاتصالات، حيث تنشأ هذه العلاقة ساعة حدوث الفعل وتستمر حتى تسويته، فالارهاب ليس وسيلة ضغط سياسية او اقتصادية او اجتماعية ترمي لغايات معينة فحسب، بل هي رسالة اعلامية ايضا تحمل مضامين التأثير النفسي الذي تنقله هذه الوسائل عبر قنواتها الاعلامية الى المتلقي فتترك تأثيراتها المختلفة عليه، واختلاف درجة التأثير الذي تمارسه وسائل الاعلام ونوعيته على القارئ او المستمع او المشاهد والتفاعل الذي يبديه خلال صيرورة العمل الارهابي يعتمد، من بين امور اخرى تحددها طبيعة هذا الفعل، الى حد كبير على بنية الرسالة الاعلامية واسلوب صياغتها والطريقة التي ترسل بها في الزمان المحدد. الأرهاب بلا شك عمل سلبي يقوم به افراد او جماعات، يسعون من ورائه تحقيق غايات معينة، من بينها الاعلان عن قيامه، بمعنى لفت انتباه الرأي العام الى حدوثه، من خلال توصيل معلومات عنه عبر وسائل الاعلام، استغلالاً لطبيعة المهنة الصحفية وتصيد الاحداث المثيرة. لكنه في بعض الاحيان، ولإعتبارات معينة، تعمد هذه الوسائل، الى الاحجام عن نشر اية معلومة عن الحدث، مما يؤثر الى حد كبير على سياقه وعلى الخطط اللاحقة للقائمين عليه. ولطالما أتى امتناع وسائل الاعلام في بعض البلدان عن نشر اية معلومات عن الفعل الارهابي باوامر فوقية، وخاصة من قبل مؤسسات السلطة التي تجد من مصلحتها التستر على هذه العملية الارهابية او تلك. أو اختلاق معلومة عن حدوث عمل لم يقع اصلا، وذلك لتحقيق غايات خاصة. ان تطور وسائل الاعلام وتعدد مجالاتها واستخدامها التكنولوجيا الحديثة في جمع وبث المعلومات قد جعل لها اهمية لاغنى عنها في جميع مجالات الحياة، فهي تمد المتلقين بمعلومات جديدة وآنية حول كل مايحدث في الطبيعة والمجتمع. تؤكد بعض المعطيات على ان وسائل الاعلام تدوّن اكثر من 90 بالمئة من الاعمال الارهابية التي تقع خارج نطاق الدولة التي تعمل فيها، وذلك بفضل تقنية هذه الوسائل وسرعة متابعتها وتغطيتها للاحداث، حتى ان بعض المسؤولين الحكوميين في عدد من الدول، يعتمدون في كتابة تقاريرهم فيما يتعلق ببعض الاحداث السياسية الجارية في العالم او في البلد المعني على ماتنشره بعض الصحف التي تتمتع بأهمية اعلامية كبيرة، ويذهب بعض الباحثين في وسائل الاعلام بعيدا في تعظيم دوها فيما يتعلق بالحدث الارهابي الى القول بان العمل الارهابي " يبدو مستحيلا بدون وسائل اتصال حديثة، سريعة وبارزة "، فيما يعلل فريق اخر من الباحثين سبب اهتمام وسائل الاعلام بتغطية الاحداث ذات الطبيعة الارهابية الى رغبة القراء والمستمعبن والمشاهدين في الاطلاع على هذه الاحداث ومعرفتها، دون ان تحدث لهم بطبيعة الحال. ان هذا الشئ يتعلق بالاسس التي تتحكم بعمل وسائل الاعلام والاتصالات الجماهيرية ومن بينها اختيارها بين هذا الكم الهائل من المواضيع اليومية الاحداث الاكثر اثارة للمتلقي، تلك التي تتمتع باكبر قيمة اعلامية، وتأتي في مقدمة هذه المواضيع الاعمال الارهابية، وذلك بسبب شموليتها من زاوية التحليل الاعلامي على عدة نقاط يأتي في اولها كون أن العمل الارهابي هو حدث نادر الحصول، بمعنى انه أنه لايقع ضمن الاحداث اليومية، كما أنه فعل مثير للمشاعر ويستفز المتلقي بهدف التفاعل معه. الى جانب هذا فأن الفعل الارهابي هو بخاصيته عمل درامي تجري تفاصيله بالنسبة للمتلقي على خشبة وسائل الاعلام والاتصال الجماهيرية. و كونه فعل سلبي فهو يتمتع بمكانة خاصة بين الاخبار الاخرى، حسب قاعدة ان افضل الاخبار هي اكثر الاخبار سوءاً، كما أن العمل الارهابي يحمل في داخله صفة الاستقلالية، بمعنى ان النهاية غير معلومة، و يحتوي على عناصر الصياغة الصحفية التي تحمل سمات القصة الخبرية، بالاضافة الى كل هذا فالعمل الارهابي موضوع يشغل بال الجميع، سيناريو هذا العمل لايتكرر دائما، ففي كل مرة ثمة عناصر جديدة. ان هذه الخصائص وغيرها تجعل لهذه الظاهرة قيمة اخبارية عالية المستوى من الزاوية الاعلامية. وهي حاضرة في جميع انظمة الاعلام والاتصالات وتشكل مادة اساسية لتبادل المعلومات بين المؤسسات الاعلامية الدولية، مثل وكالات الانباء. وبالطبع ان الدول التي تستقبل المعلومات حول حدث ارهابي ما غالبا ما تقوم باعادة صياغته بمايتلائم وسياسة البلد المعني أو سياسة الشبكة الاعلامية. يعالج بعض الباحثين جانب التأثير النفسي للارهاب على المتلقي، على اعتبار ان الارهاب عمل سلبي يقوم به افراد اوتقوم به جماعات، من اجل الوصول الى غايات معينة مستخدمين للوصول اليها كل مايتيسر من اساليب الضغط والقوة، حيث يحتل التأثير النفسي على المجتمع عاملا اساسيا ابان حدوث الفعل الارهابي، واحيانا تسهم وسائل الاعلام في تضخيم الحدث مما يؤثر سلبا، بطبيعة الحال على المتلقي، حتى بات يثار شك في ان وسائل الاعلام تقوم بدور مناصر للارهابي او الارهابيين. وهناك شواهد كثيرة على قيام وسائل الاعلام المختلفة بتصوير عمل ارهابي محدد، باشكال وصيغ مختلفة تخفي ورائها دوافع سياسية وربما اقتصادية بحتة، او لأسباب اخرى مبهمة، فثمة قوالب وصياغات جاهزة تطلقها هذه الوسائل. فعندما يريد محرر الرسالة الاعلامية ان يسوّد فاعلي الحدث فهو ينعتهم بصفات سلبية لاحصر لها: مجرمون، ارهابيون، لامسؤولون، منبوذون، الخ. اما اذا اراد باعث الرسالة الاعلامية ان يخلق تعاطفا مع القائمين بهذا الفعل، لمصلحة ما للوسيلة الاعلامية المعنية او للحكومة التي تقف ورائها في ذلك فيتم نعتهم بصفات ايجابية مثل: مقاومون، مناضلون من اجل الحرية، مكافحون من اجل السلام والعدالة، انصار حركة التحرر …الخ. صراع الرسائل الاعلامية هذه أخذ اشكالا جديدة تتماشى مع تنوع اختيار وسائل الاعلام وتجاوزها لحدود الدول والانظمة، حيث اصبح عنصر المنافسة والسبق الصحفي هو السائد. ومع التطور التقني الاعلامي تطورت ادوات العمل الارهابي وتعددت اساليبه وبات امر استخدام وسائل الاعلام الاسرع نفاذا الى احساس المتلقي لتوصيل الرسالة الاعلامية، يشكل اولوية للذي يقوم بهذا العمل. وتشكل ظاهرة استخدام الارهابيين، في السنوات الثلاث الاخيرة، اشرطة الفيديو، كرسائل اعلامية، وارسالها الى قنوات التلفزة المتعددة، وسيلة ناجحة للوصول الى غاياتهم. فقبل ايام حذر كريس كرامر، مدير شبكة سي أن أن الاخبارية الامريكية، في حوار مع صحيفية سويدية، من تحول التلفزيون الى اداة بيد الارهابيين، مشيرا الى " انها مسألة وقت حتى تجعلنا المنظمات الارهابية شركاء مباشرين في عملياتها الاجرامية". ان هذا التصريح بمثابة اعتراف خطير من أرفع مسؤول في اكبر وسيلة اعلام امريكية يشهد لها حضورها الاسرع في قلب الاحداث العالمية دون منازع حتى سنوات قليلة مضت، قبل أن تنشأ قنوات تلفزيونية فضائية عالمية وعربية اخرى، من أن الارهابيين اصبحوا اكثر دهاءا في أن يلعبوا من خلال وسائل الاعلام الجماهيرية على مشاعر الناس واحاسيسهم ليصلوا الى اهدافهم. بلاشك ان التلفزيون احد اكثر القنوات الاعلامية التي تميزت بدور هام في الاحداث الرهيبة التي جرت في الفترة الاخيرة في اكثر من بلد، حتى بات المتلقي يتوجس نشوء علاقة غير مفهومة بين عدد من شبكات التلفزة والارهابيين، وخاصة فيما يتعلق بمسألة خطف الرهائن التي تواترت خلال الفترة القليلة الماضية بشكل حاد في العراق وما جرى في بيسلان الروسية، قبل عدة اسابيع. فقد كانت تصل الى قناة الجزيرة القطرية، على سبيل المثال، اشرطة فيديو يستنجد فيها مختطفون من جنسيات مختلفة بالعالم من اجل انقاذ ارواحهم من بين ايادي الخاطفين الذين يخفون وجوههم خلف اقنعة سوداء ويحملون أسلحة من انواع مختلفة وخلفهم تظهر يافطات تحمل مسميات دينية مختلفة، لكن هؤلاء الضحايا وهم يستنجدون من اجل حياتهم، يطالبون، وهم مرعوبون من موت بات قاب قوسين منهم او ادنى، بان يلبي العالم مطالب الخاطفين الذين لايتورعون عن إطلاق الرصاص الى جباههم أو يحزون رقابهم وحتى التمثيل بجثثهم، والامثلة كثيرة. اشرطة الفيديو هذه وجدت طريقها، لاحقا، الى القنوات التلفزيونية الاخرى. أن ما نشرته هذه القنوات الاعلامية، وبسبب طبيعتها يأتي جزئيا، لكن الشريط كاملا يجد طريقه الى الاسطوانات المضغوطة "السي دي " التي تظهر تفاصيل عمليات قتل وذبح الرهائن، إذ فهم الارهابيون لعبة الاعلام وحملوا الكاميرا سلاحاً بات يجيدونه هو الآخر، وكثيرا ماتفصح حركة الصور في هذه الاشرطة عن مهارة في فن الاخراج، ذلك من خلال تحديدهم للوضعية التي سيخرج فيها الضحية على شاشات التلفزة والكيفية التي تصوب من خلالها فوهة البندقية فوق رأسها او السيف الذي لايبعد سوى سينتمترات قليلة من رقبة الضحية، ليأتي بعد ذلك دور اختيار الخلفية المناسبة التي يختاروها لتظهر وراء هذا العرض الدرامي المؤلم. ان بث مثل هذه المشاهد وبصورة متكررة يدفع الناس الى الشك من ان شبكات التلفزة متواطئة مع مطالب الخاطفين، لكن مدير شبكة " سي أن أن " الاخبارية في الولايات المتحدة كريس كرامر يؤكد على ان ادارات هذه الشبكات وقعت بين فكي الرحى، بين سندان التهديد وضغط عامل الوقت، فقبل عدة اسابيع وصل الى احدى شبكات التلفزة العالمية شريط فيديو يحمل صراخ مئات الاشخاص اطفال وكبار، ومع الشريط تهديد مفاده " ان لم يبث الشريط فسوف يقتل جميع المختطفين". وبهذا وجد القائمون على هذه القنوات التلفزيونية انفسهم في وضع صعب للغاية، حسب مدير شبكة "سي ان ان" الذي يواصل القول من انهم وجدوا انفسهم، كمسؤوليين، وخلال وقت قصير، في موقف صعب للغاية، ولكن "الاصعب من هذا انه موقف لايمكن الحياد عنه". أمر هذه الدراما التراجيدية انتهى بسقوط 312 قتيل في مدرسة بيسلان الروسية. لاشك بأن استغلال وسائل الاعلام، من قبل قوى اخرى، ولأعراض مختلفة ليس جديدا، كما هو معروف، وليس الارهابيين فقط الذين يستغلون القنوات الاعلامية، بل وحتى أشخاص آخرين بدوافع مختلفة، فأشرطة الفيديو التي تصور ما ارتكبه جنود امريكان في سجن ابو غريب، لاتخلو من الشك في ان العملية جرى ترتيبها من اجل ان تصور، حسب بعض التحليلات لباحثين من الولايات المتحدة الامريكية نفسها. ولكن المسألة تتعلق بمدى استعداد هذه القنوات للتماشي مع مايريده الارهابيون، وكريس كرامر واع لهذه القضية، حين يقول " يجب علينا ان نسأل انفسنا الى اي حد نحن مهيئين لهذا الاستغلال؟ فكلما رضخنا لمطاليب الارهابيين ببث مثل هذه الاشرطة، كلما تمادى هؤلاء في ارسال المزيد منها". غير أن المعضلة لاتنتهي عند القنوات التلفزيونية، بل وتمتد الى الانترنيت ايضا، حيث ثمة صفحات متخصصة في بث مثل هذه الافلام والصور التي تمتهن كرامة الانسان، هذا الى جانب صفحات تحاول الاصطياد بالماء العكر فتنشر أخبارا ملفقة واشاعات تجد طريقها لاحقا الى كبريات الصحف. ولهذه الصفحات جمهور غير قليل، فإلى جانب بعض الصفحات التي تحمل مسميات دينية - اسلامية وغيرها، هنالك ايضا صفحات، يديرها اشخاص معينون، تروج لمثل هذه المواد بدوافع مختلفة. فحسب مايشير اليه مواطن هولندي يدير صفحة على الانترنيت تهتم بنشر صور وافلام للاثارة الجنسية، وقد قام بنشر لقطات من عمليات الذبح الاخيرة، الى أن عدد زوار صفحته تضاعف الى اكثر من ثلاثة مرات ونصف، اي من مئتي الف، كما هو المعتاد، الى سبعمئة وخمسين الف زائر، خلال الفترة الاخيرة. وتشير معطيات اخرى الى ان حوالي عشرة ملايين شخص في العالم، جلبوا في اجهزة الكومبيوتر الخاصة بهم صور الفيدو التي تتحدث عن ذبح الصحافي الامريكي دانييل بيرل، كذلك المشهد الذي يصور لحظة اعدام البريطاني كينيث بيكلي، تلك اللقطة التي بثتها اغلب القنوات التلفزيونية واعادت بثها أحيانا في أهم اوقات البث. كيفما تتصرف الوسيلة الاعلامية في مثل هذه الحالات بامكانها ارتكاب خطأ ما، حسبما يقول مدير شبكة " سي أن أن ". فاذا امتنعت من بث هذه الاشرطة يمكن ان تتهم بفرضها الرقابة، واذا بثتها فتكون قد رضخت لمطالب الارهابيين. لكن المشكلة لاتتعلق فقط في ان تبث هذه القنوات الاعلامية الشديدة التأثير على نفسية المشاهد اشرطة الفيديو التي تصلها، بل ويجري عرض لقاءات تقوم بهذه القنوات مع اشخاص ذوي علاقة مع الحدث، كأن يكون اقرباء المختطفين، وفي هذه اللقاءات تختلط المشاعر عند هؤلاء ، وبدافع الخوف على مصير ذويهم المختطفين، يقومون باطلاق نداءات الاستغاثة وهم في حالة احباط وذل، مما يشعر الخاطفين بأنهم ادوا غرضا من ارساالهم هذه الاشرطة، وهو بعث الرعب في النفوس، والمثال الاوضح على ذلك تجلى في قضية البريطاني كينيث بيكلي. فقد عرضت "بي بي سي" وغيرها من القناة التلفزيونية الاخرى لقطات من صور تظهر بيكلي وهو يستنجد من اجل حياته، وفي لقطة اخرى تظهر ابنه واخوانه، في منطقتهم بليفربول، وهم يشكرون، بخنوع واحترام تام، الخاطفين لانهم مازالوا يبقونه على قيد الحياة ويتوسلون اليهم بعدم قتله! ذلك بالرغم من انه كان واضحا، في مرحلة متقدمة من عملية الاختطاف، ان لا أحد من الطرفين المعنيين بالامر يرغب في مناقشة مطاليب الآخر، فقد ظل الخاطفون يبعثون باللقطة تلو الاخرى من هذه المسرحيات الرهيبة الى وسائل الاعلام الى أن بات أمر بيكلي لم يعد يعني شيئا بالنسبة للخاطفين، حيث تمت تصفيته، كما فعلوها مع آخرين من ضحاياهم. لكن رسالة الارهابيين، في تبيان اتهام رئيس الوزراء البريطاني توني بلير كونه السبب في مأساة بيكلي وغيره من المواطنين البريطانيين الذي لقوا حتفهم على ايدى سفاحي الجهاد، وأخرهم مديرة منظمة الاغاثة الانسانية مارغريت حسن، الانسانة التي بكى العراقيون حزنا عليها، هذه الرسالة وصلت الى جمهور المشاهدين بمساعدة التلفزيون. يشار الى ان قناة الجزيرة امتنعت عن بث آخر شريط وصلها من الارهابيين عن مارغريت حسن، وذلك لأن حالتها الصحية والنفسية في غاية السؤء، كما برروا ذلك، وبسبب الغموض الذي اكتنف مصيرها، بعد الانتهاء المدة التي حددها الخاطفون اذا لم تلب الحكومة البريطانية مطاليبهم بالانسحاب من العراق، بان يسلموها الى عصابة الزرقاوي لقتلها، وكانت هذه القناة القطرية قد بثت في وقت سابق مشاهد تصور عاملة الاغاثة الانسانية في العراق مارغريت حسن وهي منهارة وباكية، تستغيث بالبريطانيين للاسراع في نجدتها وتناشد الحكومة البريطنية للرضوخ الى مطالب الخاطفين. والآن وبعد ان بينت الاحداث هذه اللعبة العنيفة والدامية بين الارهاب ووسائل الاعلام بدأت بعض القوات التلفزيونية الكبرى بالامتناع عن بث المزيد من الرسائل المرئية المتعلقة في الحالة الواحدة، كما هي الحال مع امتناع الجزيرة و بي بي سي وغيرها من بث صور جديدة تظهر فيها رئيسة منظمة " كير" الانسانية في العراق مارغريت حسن وهي تحت تهديد الخاطفين، إذ ان ما بثته القنوات التلفزيونية من مثل هذه الصور كان مافيه الكفاية. ولكن هل يشكل هذا منحاً جديدا ستسير عليه هذه الوسائل الاعلامية الاسرع نفاذا الى عين واحساس المشاهد؟ ليس ثمة ما يشير الى تعاون بين هذه القنوات، فكريس كرامر، مدير " سي ان ان" يشير الى ان كل ادارة تحرير في هذه القنوات عليها أن تتفاعل مع الامر من تقديراتها الخاصة، لكنه يشدد، في نفس الوقت، على ضرورة ان تكون هذه الادارات مستعدة للتحديات الاكبر حين يقول" ان يكون كل منا مهيئ، وان يفكر مليا عندما يجد نفسه في ذلك اليوم الذي يكون فيه امام حالات تحدي أكبر".
#طالب_عبدالأمير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن
...
-
مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية
...
-
انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
-
أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ
...
-
الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو
...
-
-يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
-
عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم
...
-
فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ
...
-
لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|