من الوهم الانتخابي إلى حتمية الثورة :

فؤاد بلمودن

الحوار المتمدن-العدد: 3540 - 2011 / 11 / 8 - 02:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من الوهم الانتخابي إلى حتمية الثورة :

عندما تندلع نار الثورة يحرق لهيبها كل طاغية جبار جعظري جواظ , ويخرص كل المرجفين في المدينة من أصحاب الضمائر الرخيصة ، الثورة هي الشرارة التي تنير الطريق ، والثوار هم صناع المجد والمستقبل .
أما تجار السياسة وصحاب المقاولات الموسمية الذين ترتفع أسهمهم مع كل موسم انتخابي من أحزاب الجوقة السياسية فقد انتهى بهم الامر إلى مشهد فولكلوري يؤتث مهرجان الاستبداد الانتخابي ، الحاكم الذي يزور الانتخابات شر من الحاكم الدكتاتور طذلك نطق حكيم الأمة التونسية العطيمة ومفكرها الكبير راشد الغنوشي ، نعم شارك الغنوشي ورفاقه في الانتخابات وفازوا من غير اكتساح على طريقة أحزاب بنعلي مبارك بوتفليقة وآخرون ... لكن انتخابات ما بعد الثورة لها نكهتها الخاصة فهي تعبير صادق وشفاف من غير منازع عن إرادة الشعب الثائر ، وهي ليست مجرد عملية تجميل معدلة لوجه الدكتاتور الكالح صاحب القرار الاوحد والحزب الاوحد وصاحب الدستور الممنوح ، ولذلك لا يمكن لذي عينين أن يخطئ البون الشاسع بين انتخابات عهد الدكتاتور الفلكلورية المزورة وانتخابات ما بعد الدكتاتور ، في عهد الدكتاتور يتم إخراج الناس وإحضارهم بالرشى والمال الحرام والوعود الزائفة وتتولى وزارة الداخلية هندسة عملية التزوير والتزييف ، لكن مشهد ما بعد الثورة من تونس بدا مختلفا : التنافس محتدم والاقبال كثيف وفاق التوقعات ، والانتخابت تشرف عليها لجنة مستقلة غير خاضعة للداخلية ولا للأحزاب ولا للخارج , إن المقارنة بين مشهد الانتخابات في تونس قبل الثورة وبعدها لجدير بالتأمل والدراسة لا سيما في حقبة ما بعد الثورة ، أما قبل الثورة فيمكن استرجاعه من خلال نمادج انتخابية فولكلورية مشوهة مستمرة في دول لا زالت تعيش الحقبة البنعلية والزمن المباركي في شمال إفريقيا .
من دون شك الدكتاتورية العربية اليوم تعيش أحلك أيامها وهي تشعر بالتهديد الثوري يطوقها من الخارج ويجتاحها من الداخل ، لكن المؤكد أنها ستظل تلعب أوراقها القديمة وعلى رأسها لعبة الانتخابات التي صارت أكبر وهم في تاريخنا العربي المعاصر ، لكن الشعب العربي على امتداد شمال افريقيا والشرق أصبح أكثر وعيا بقضيته وبات يمتلك من وضوح الرؤية ما يجعله يدرك أن الثورة وحدها هي مفتاح النهوض والتحرر والانعتاق .

#فؤاد_بلمودن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات