أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهدي الداوودي - مواهب مخفية في -عودة الشمس-














المزيد.....

مواهب مخفية في -عودة الشمس-


زهدي الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 3537 - 2011 / 11 / 5 - 01:50
المحور: الادب والفن
    


مواهب مخفية في "عودة الشمس"
شعر: كريم سهراب فاضل

زهدي الداوودي
يقول الصديق د. ممتاز كريدي في مقدمته القصيرة الوافية: عودة الشمس الاصدار الأول لكريم فاضل سهراب الذي يفتح للقاريء خزانة ذكرياته ويقدمها على شكل قصائد تتذكر. يصوغها بكلمات بسيطة عميقة بمعناها جاعلا منها صورا طافحة بالشوق والشجن. حنين رومانسي وشكوى صارخة تحول اليأس إلى أمل في آخر المطاف، فهذا هو يقول في إحدى قصائد المجموعة:
"أما سمعت بأخبار الجبال
عادت اليها
طيورها مزهوة تشدو
تغني للطبيعة، للسعادة
ولفرحة الأطفال للعشق الكبير
وللسلام"
كريم فاضل يهرب إلى الماضي كي يعود يستمد منه الجرأة على الإقدام قامعا الرغبة في النظر إلى الوراء مستنجدا بذاكرته "...منبع الرؤى الجميلة وصديقته الحنونة".

كنت أعرفه، منذ عقدين من الزمن، كصديق لا علاقة له بالأدب ناهيك عن كتابة الشعر. كما وكنت أعرفه بأسم آخر هو كريم فاضل. وأما كريم سهراب فاضل الذي ينشر الشعر في المواقع العراقية منذ أكثر من سنتين، فكان غريبا علي، ولكنني كنت أقرأ قصائده بامعان لما فيها من معاناة وحس إنساني.
ها أن الشخصين يجتمعان في شخص واحد وسيرته الذاتية المنشورة إلى جانب صورته على الغلاف الأخير تقول:
- مواليد 1946 بغداد.
- ماجستير صحافة، جامعة موسكو الحكومية.
هل هذه سيرة ذاتية أم برقية؟
ويدفعني الفضول لمعرفة المزيد من هذا الصديق الذي أخفى علي ما كان يهمني طيلة عقدين من الزمن:
ورحت انتزع منه الأجوبة بصعوبة.
- متى بدأت بكتابة الشعر؟
- أول قصيدة كتبتها، وهي لم تنشر بعد، في العام 1975 .
- هل اتفاقية بومدين- شاه ايران – صدام 1975 هي التي فجرت عواطفك وجعلتك شاعرا؟
- بالضبط. وعندما بلغت الستين من العمر بدأت بالنشر. وهنا لابد لي أن أؤكد بأن الفضل في بدئي بالنشر يعود إلى الصديق صادق البلادي الذي أريته إحدى قصائدي، فاعجب بها وسألني: لمن هذه القصيدة؟ وحين قلت له: لي أنا، صرخ قائلا: لماذا لا تنشرها. انشر ما تكتبه، انشر، انشر، انشر...
- ما الذي يدفعك للكتابة؟
- شيء داخلي ليس بمقدوري مقاومته.. مثلا ذكريات الحب الأول، البعد والحرمان عن الوطن، مأساة طفل يعامل بقسوة، الاضطهاد، قتل الأبرياء، آلام شعبي. الفوارق الطبقية الرهيبة داخل المجتمع الخ...
- هل كتبت شيئا باللغة الكردية.
- كلا، نشأت في بغداد. كنا نتكلم في البيت باللغة الكردية وأما الدراسة فبالعربية.
- بأي اللغتين تفكر حين تنقل مشاعرك على الورق؟
- أفكر باللغة الكردية (اللهجة الفيلية) ثم أترجمها في ذهني إلى اللغة العربية.
- ألا تعاني صعوبة في ذلك؟
- كلا، أبدا. لقد تعلمت هذه الطريقة منذ طفولتي.
- أنت كردي فيلي، هل تسمح لي أن أسالك عن منبعكم؟
- نحن ننحدر من منطقة بشت كو القريبة من كرمانشاه في كردستان ايران. نزحت عائلتنا إلى العراق في بداية الحرب العالمية الاولى أي في زمن الدولة العثمانية وقبل تأسيس الدولة العراقية بعقد من الزمن.

ونعود مرة أخرى إلى رأي صديقنا ممتاز كريدي:
"مجموعة كريم فاضل سهراب تحمل في طياتها مزيجا قد يبدو غير تجانس للوهلة الأولى بيد أن التعمق في قراءة النصوص بالارتباط بسيرة حياة الشاعر تلقي الضوء على ما يمكن أن يفهم على أنه تناقض وهو ليس كذلك إذا ما عرفنا أن الشاعر كردي عاش وترعرع في بغداد التي لا زال يحمل لها ولأهلها أطيب الذكريات ولا سيما وهو الذي يردد قول طاغور:"الوطن ليس الارض وإنما الناس الذين يعيشون عليها".

وانتعرف على هواجس وآلام الشاعر ومعاناته في الغربة، تلك البقعة التي لا يمكن أن يعوض عن الوطن:
إلى شاب فيلي
أسأل عنكم النسيم
وأناجي بيستون العشق
أصرخ من خلف جفون الهيام
من وراء قمم خضر الجبال
من وراء دموع امرأة
من صدى صهيل جواد جامح
من أثر دمعة قطر ندى
تسكبها زهرة يتيمة
تذكروا يا أخوتي
أعيادا مرت
متشحة بالحزن الأسود
وتذكروا بغداد الثكلى
لا تنسوا من أضمر
لكم شرا
لا تنسوا من قطع أصابع الأطفال
كي لا يرسموا لوحات حلوة
لامهاتهم
تعالوا نحمل اكاليل ورود
مصبوغة بألوان الحب
لارضنا الطيبة
كي تظل أحرف أسمائنا
محفورة في صخور
جبل بشت كو...
(بيستون وبشت كو جبلان في كردستان ايران – ز. د. )

أغاني حزينة
دمعة
انهمرت عفواً
من عينيها الحزينتين
احسست بسخونتها
رغم الشتاء الروسي
خبأتها في كفي كي
أصنع منها خمراً وردياً
يخفف عني وجع الغربة
ولوعة الفراق
...
قالت لي والحزن
يداعب أوتار العشق
أنا بانتظار نسيم الشوق
ليأخذني إلى وادي باليسان
كي ينسيني عذاب الغربة
ويذكرني بأشجار البلوط
وبنهري في بغداد
ويزيد حنيني...
(باليسان قرية كردية أبيدت بطريقة همجية على أيدي قوات صدام. ز. د.)
أن يبدأ الانسان بكتابة الشعر لأول مرة في الستين من عمره، حالة فريدة لها دافع يفسر مدى الصدمة القوية التي هي بمثابة صاعقة قاتلة. لم أكتف بالاسئلة التي وجهتها إلى كريم. ودفعني فضولي أن أتناول السماعة وأتصل به تلفونيا للاستفسار عن سبب الصدمة التي خلقت من انسان اعتيادي، شاعرا. عرفت منه السبب وهو فقدان ثلاثة شبان من أبناء شقيقه وشقيقته في سجون طغمة النظام الدكتاتوري. ولم يعثروا على أي أثر لهم حتى الآن.
قلت له: ما الذي تريد أن تقدمه إلى هؤلاء المفقودين وإلى أرواح ضحايا الأنفال؟
أجاب:
الحياة لا تموت
أيها الباكي على الأطلال
هل تسمع عويل العواصف
تعلن غروب الشمس؟
كل الأحبة ضاعوا..
وتقطعت أوتار قيثارتي
وتيتمت ألحان أناشيد
الأطفال.
...
أيها الأصدقاء
لقد أختنقت آمالي في الوادي
حيث يفغر الموت فاه.
افهموا أيها المهرجون
إن يوما سيأتينا نبحث فيه
عن أحجار نغطي بها جثثكم
المتناثرة.
...............................
كريم سهراب فاضل، عودة الشمس، شعر، دار ئاراس، أربيل 2011 . 71 ص.



#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشوء الوعي القومي وتطوره عند الكورد
- ما زلنا عجولاً
- فقهاء المسجد والملا
- دولتى عليئه ى عثمانية
- الأواني المستطرقة
- الحاج طرشي و الفأرة
- قسم
- معطف الشقيق الأكبر
- إلى روح الشهيد جالاك سعيد مجيد
- رجاء، أوجدوا هذا المخطوف
- ذكريات مع مظفر النواب
- أسطورة أسمها عرفة
- تحولات من نوع آخر
- حركة الشباب: قوة محركة جديدة
- الزمن الرديء
- إلى الصديق ييلماز جاويد
- بين الديمقراطية والفوضى يسقط الظل
- صديقي العزيز كاظم حبيب
- زهرة الثلج
- نخب الشعب المصري العظيم


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهدي الداوودي - مواهب مخفية في -عودة الشمس-