أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الثورات والمشروع الثقافي عربيا














المزيد.....

الثورات والمشروع الثقافي عربيا


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3537 - 2011 / 11 / 5 - 01:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعرف العالم العربي.الكثير من المخاضات السياسية,التي صارت تعرف بالربيع العربي,وهي أحداث من الصعب تفسيرها اعتمادا على عامل واحد,أو ترجيح أحدها على باقي العوامل الأخرى,لكن من المؤكد أنها بداية للإنخراط في التاريخ,وتخلص للدات العربية من تراث الإنتظار والخوف من الإنخراط الفاعل في الحركية الكونية للبشرية,التي اعتقد أنها أجهدت بالتحولات الكبرى التي عرفتها أروبا,وكأنها الممثل الوحيد لصيرورة العالم,والمتحمة الوحيدة في رسم صورته الأحادية,بل إن مثقفيها بفكر ما بعد الحداثة,أعلنت موت الإنسان ونهاية التاريخ,وانخرط الكثير من المثقفين العرب في تأبين الحركية التاريخية,مهووسين بموضة التحليل الأروبي,تلك التي انطلقت من فلسفة النهايات,والطريق المسدود,المدشنة ببدايات جديدة,الغاية منها,الحسم مع أية محاولة لخلق نمودج آخر في التنمية والنهضة مختلف عن التاريخ الأروبي وبداياته التي توجت بتحرير الإنسان والتنوير الثقافي والحداثة وحتى ما بعدها,أي موت الفعالية البشرية,وضرورة التكيف من النظم المعاصرة,التي لايمكن إلا تعديلها أو تلطيف عنفها الرمزي المؤسساتي العام,تجنبا لانكسارت البنى التي ينبغي الحفاظ عليها صونا لكرامة الإنسان وحماية له من التيه والضياع الحضاري,مع التحولات التي عرفتها بعض الدول العربية,ثبت العكس,أي أن الإنسان لازال فاعلا,وأن دورة الحياة المجددة لم تنهكها الأحداث والثورات النهضوية الأروبية,وأن هناك عالما آخر في طريقه للتشكل,وبناء رؤية مغايرة لرهانات البشر الطامح للتحرر من عنف السلطة القديمة بكل أبعادها,السياسية والثقافية وحتى الحضارية,وأزعم أن الغرب نفسه لن ينجو من هدا التحول الدي يعرفه العالم العربي,فهو نفسه في حاجة لتجديد فهمه للديمقراطية وحتى الحداثة نفسها,التي اعتبر نفسه تجاوزها,وهو يبحث عن صيغة جديدة لها,محتكرا فهمه القديم لها القائم على العقلانية والعلمانية والديمقراطية والعلمية والتقنية,وهو مطالب في مثل هده الحالة بمراجعة قناعاته التي مفادها نهاية
التاريخ,وانغلاق الأنساق المعرفية التي كونها وأراد احتكار معول تهديمها لبناء حداثة جديدة هو وحده المؤهل للبحث عنها وتسويقها للعالم,ثقافيا واقتصاديا وحتى سياسيا,وهنا ينطرح السؤال المحرج للفكر العربي,وهو إدا كان الغرب بتحولاته التي فرض بها صورة جديدة للعالم كما ينبغي ان يكون,قد دعم رؤيته هاته بمشروع ثقافي وحضاري,فما هو المشروع العربي المستند إليه في التحولات التي يعرفها عالمنا؟
إدا كان شعار الحرية غير كاف,والرغبة في التغيير أيضا فكيف يؤسس العالم العربي لمشروعه التنموي والنهضوي ليصير نمودجه الخاص؟
من المؤكد أن هدا الدور يضطلع به المثقفون,لاالساسة حتى إن كانوا جددا,وثوارا,لكن هناك بعض الإرهاصات الجنينية في التفكير العربي,تلك التي بدأت في التشكل من خلال الإقرار بأهمية الدولة المدنية دات الأبعاد الوطنية,المتحررة من سلطة التراث وسلطة الحداثة نفسها في صيغتها الأروبية,تلك التي تدعي أن العالم العربي بتحولاته الراهنة يعيد إحياء النهضة الأروبية واقعيا بعد أن تمثلها فقط فكريا وإيديولوجيا لمدة قرن من الزمن أو أقل بقليل,كما أن الفكر العربي في لحظة التحول هاته كشف عن تناقضات نخبه واعترف بها,داعيا إياها إلى إعادة النظر في طليعيتها وانخراطها السياسي,الدي لم يكن مؤسسا على مشروعات ثقافية,بل مجرد تبعية للساسة الدين اختلقوا اختلافات وهمية محاكية للتقاطب الغربي,من قبيل اليسار واليمين والمحافظين والمجددين,إن هده الإحراجات هي بداية الوعي بضرورة البحث عن المشروع الدي تفهمه الجماهير العربية وتنخرط في خدمته بفعالية بعيدا عن خطابات التعالي االتي طالما احترفها المثقف العربي ورمزن أبعادها حتى صارت طلاسم لا يفهم منها إلا الملتبس في غموضه الميتاثقافي,هو حاليا يجد بحثا عن أجوبة وليس تاريخا يتماهى معه ليكتسب مشروعية الوجود على النمط الغربي دون رسم مسافة نقدية بين الغرب والحداثة’التي هي حداثات متعددة وآفاق مختلفة غير قابلة للتكرار والتقليد وإعادة الإنتاج الجيني في مختبرات الفكر اللاهث خلف التشابه والتبني المستصاغ بتاريخ افتراضي تم تحويله عن سياقاته وامتداداته الحضارية التي قد تتشابه بعض مكوناتها,لكنها غير قابلة لأن تختزل في نمودج واحد يراد رسم مسار واحد له.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة والشباب العربي
- التغيير في العالم العربي
- تحولات العالم العربي
- تراث العنف
- الإسلام السياسي
- نقد المثقف
- الرواية والكشف
- التراث والدين
- إيران والعداء العربي الخليجي
- قيمة الدستور
- العنف والإحتجاج في المغرب
- الإنحياز الأمريكي
- العنف في العالم العربي
- الحداثة والعنف
- مال السلطة في العالم العربي
- سلطة الحداثة
- سلطة السلطة السياسية
- السلطة والفكر
- التنسيقيات واليسار المغاربي
- الشباب والتغيير


المزيد.....




- إسرائيل: مقتل جنديين في هجوم بمسيرة -من الشرق-
- لأول مرة منذ بداية الحرب.. الجيش الإسرائيلي يستهدف طرابلس شم ...
- الجزائر تستغرب من عدم تحديد الجناة في تفجير -السيل الشمالي- ...
- المغرب.. رصد عوامل تعرض 40% من تلاميذ المملكة للتحرش الجنسي ...
- بايدن -قلق- مما سيفعله ترامب في الانتخابات الرئاسية، في أول ...
- تنبأ بـ-طوفان الأقصى-.. -نبي الغضب- يهاجم نتنياهو ويدعوه لفه ...
- حقيقة وفاة الإعلامي اللبناني جورج قرداحي نتيجة الغارات الإسر ...
- سيناتور أمريكي: واشنطن أدارت ظهرها للأمريكيين في أحلك لحظاته ...
- المخابرات الأمريكية تتحدث عن هدف كبير وواسع يسعى له السنوار ...
- رئاسية 2024.. صمت انتخابي في تونس


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الثورات والمشروع الثقافي عربيا