حسن الخباز
الحوار المتمدن-العدد: 3536 - 2011 / 11 / 4 - 04:09
المحور:
كتابات ساخرة
من حسنات الربيع العربي أنه بالإضافة إلى إزاحته لعبئ ثقيل كان يجثم على صدورنا كعرب ، متمثلا في وضع حد لدكتاتوريات ظلت تحكم بلدانها بالحديد والنار . ومازالت المسيرة متواصلة إن شاء ، إلى أن نقضي على كل رؤوس الفساد في العالم العربي .
لقد أبلى محمد البوعزيزي بلاءا حسنا بمبادرته تلك ، والتي صنفها علماء العرب ضمن خانة الدفاع عن النفس التي تزيح عن مقترفها صفة الكفر .
فبفعله الشجاع هذا أيقظ الشعوب العربية من سباتها الطويل الذي قتل النخوة العربية ، وفرض على الشعوب الخنوع والطاعة للحكام مهما تجبروا وعاتوا في الأرض فسادا .
ليس العرب فقط من استفادوا من مبادرة بوعزيزي تونس ، فالغرب أيضا اقتدوا به ، وجعلوا من خطوته سلاحا ضد حكامهم ، مع أنه لا قياس مع وجود الفارق .
فأخيرا صرنا نتشرف كعرب بأننا صرنا مثار تقليد من الآخر الذي كنا على طول الخط نستورد منه دون أن نصدر له ، لم يسبق له بتاتا أن كان مستهلكا لمنتوجنا .
وهاقد جاء الوقت الذي يستنسخ فيه الغرب تجربة "ميدان التحرير" لينقلوها حرفيا إلى وول ستريت .ليس هذا فقط إنما انتقلت عدوى البوعزيزي لتصير نسخة طبق الأصل من أمها العربية .
فقد انتحر مؤخرا شاب أمريكي على طريقة التونسي محمد البوعزيزي .عبر إحراق نفسه أمام ساحة عمومية موجها رسالة للعالم أنه بوعزيزي لكن بلباس غربي .
لقد قطعنا أشواطا في مهمة في درب الإنعتاق من العبودية التي قضت مضجعنا كشعوب لقرون سابقة . وحققنا الكثير بفضل اتحادنا وصمودنا كعرب ، كل سلاحنا صدورنا العارية في مواجهة مدافع الإرهابيين الحقيقيين ، لكن كل هذا يهون بعدما تأكد لنا أن جهدنا لم يذهب سدى إنما ذهب بثلاثة فراعنة ، فرضوا أنفسهم كآلهة لسنين مضت .
وها قد جاء اليوم الذي يسجل فيه الشعوب ثلاثة أهداف نظيفة ضد حكامهم الطغاة ، ومازالت مسيرة التحرير مستمرة بإذن الله ، فما دامت هناك حياة ، لابد أن يوازيها أمل ، فالربيع العربي انطلق ، ولن يوقفه إلا وصوله لمحطة الأهداف التي سطرها .
#حسن_الخباز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟