أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد طولست - العيالات!!














المزيد.....

العيالات!!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 3536 - 2011 / 11 / 4 - 00:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


العيالات !!
كلما تعمقت في وضعية المرأة الهشة منذ القديم، إلا وشعرت بالألم الذي يزيد ويتفاقم عندما أرى أنها ما تزال، في مجتمعنا، موضع الشك واللوم والاستخفاف والظلم من قبل ضعاف النفوس الذين لا يتورع أكثرهم إلا لمانع قوي يصدهم، كما في قول الشاعر العربي:
والظلم من شيم النفوس فإن « « تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم. فإن لم تجد تلك النفوس الضعيفة ما يمنعها ويكبح طغيانها، تمادت في غيها ولم تكتف في ظلمها باختزالٍِ لئيم لكونها مجرد جسد، وقصرٍِِ ماكر لشرفها في ما بين فخديها - وهي أسمى بكثير من ذلك، لأن الوجود والشرف لم ولن يكون مجرد جسد وأنه لا مجد لمجتمع يعتقد أن شرف المرأة موجود بينَ فخديها- ومنع لها من السفر بدون محرم يحفظ جمال ذلك الجسد، ويصون تلك الأفخاد. وانتقلت في ظلمها إلى اللغة بألفاظها المتداولة –خاصة في عاميتنا المغربية- لتمارس عبرها العنصرية والتهميش السافرين ضد المرأة ودورها، وتجعلها ثانوية، ينظر إليها المجتمع نظرة المتاع والأثاث، محرومة من مركزها ومكانتها ومنزلتها ومرتبتها كإنسانة لها شخصيتها الفردية، ويظهر ذلك بوضوح في تسميتها بـ "العيالات" الدالة على جمع من النساء، والتي تتعامل معها الأعراف اللغوية بكل ما توحي به الكلمة من مفردات ومعان وأفكار ودلالات التصغير والتقليل لتجعل أول ما يقفز إلى الذهن عند سماع لفظة عيالات، رغم عدم وجود مفرد لها من جنسها، هو المرأة التي ليست إلا تأنيثا للمذكر "امرُؤ" أو "امرَؤ" التي تحولت إلى "المرأة" بعد التخلص من همزة الوصل وإضافة أداة التعريف، لأن الأصل اللغوي في تسمية الإنسان هو الاستقلال، ذكر وأنثى، ورجل وامرأة، وولد وبنت، لكن الأسماء المستقلة التي تشير إلى الإنسان المؤنث دون إضافة تاء المربوطة أو غيرها من أدوات التأنيث عليها مثل (الأم) قليلة جدا لان الكلمات التي تنتهي بالتاء المبسوطة تعتبر غير مستقلة تعتمد على المذكر (بنت) من (ابن) و (أخت) من (أخ) و ذلك راجع ربما لأن اللغة العربية لم تكن تميز سابقا بين المذكر و المؤنث و التاء المربوطة كانت فقط محاولة لاحقة للتميز بينهما، وأن كل أسماء المؤنث ما هي إلا اشتقاق من المذكر وصياغات لألفاظ عشوائية، مبنية أحيانا على سوء الفهم أو الخطأ أو فقر في اللغة، وأحيانا كثيرة تتعمد الإصرار على الإهانة والحط من شأن المرأة وتصغير صورتها وتقزيمها تقزيما نابعا عن العوامل الثقافية والاجتماعية ذات النظرة الدونية للمرأة المتأصلة في ثقافتنا منذ عصور الجاهلية، والتي تعتبر كل مؤنث هو تابع للذكر أو مرافق له أو فرد خادم لعائلته، بدون مركز محدد أو مرتبة معينة، رغم ما جاء به نبي الرحمة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- من إكرام لعقل المرأة واحترام لشخصيتها.
ولعلي لا أبالغ، إذا قلت بأن تلك الاشتقاقات الوصفية، والتعريفات الفكرية والاصطلاحية أمثال: الولية، والجارية، والغانية، والكاعب، والحرمة- التي جمعُها حريم المشتقة قطعا من فعل "حرم"، وهو ما لا يحل انتهاكه من ذمة أو حق أو صحبة-، و"العيالات"، التي ربما يكون مفرد معناها العرفي هو "العيالة" من العيال، والذي يعني الصغار أو القاصرين- إنما هي ( إشتقاقات ومصطلحات) في معظمها مواضعات واتفاقات لغوية، نابعة من تصورات وخيالات وأحلام ذكورية عن الأنثى يطبعها التخلف، وتتعاطى معها الذكورية بصورة عقائدية وإيمانية، على أنها أقل منها رتبةً وقيمة، ولا تفلح أمة توليها أمورها، لنقص عقلها ودينها.
هذه النظرة الدونية التي كان من المفترض، بل من الواجب أن تكون قد انتهت صلاحيتها، منذ أن أصبح الكثير من "العيالات" أي النساء، عاملات وموظفات، معلمات طبيبات وممرضات، ينفقن من عرق جبينهن على شؤون المنزل المالية، ومتطلبات أولادهن وذكورهن العاطلين عن العمل، عمداً واتكالاً، أو كرهاً واضطراراًً، ولا يبخلن أحياناً كثيرة بالتعهد والعناية بالوالدين وإعانة الإخوان في أحيان أخرى..
لكن، ومما يؤسف له، أنه رغم كل تضحيات العيالات، فإنه لدى مجتمعاتنا اعتقاد راسخ بأن المرأة أقل رتبةً من الرجل، وأنها أقرب للحيوانات أو البهائم، حتى أنه لا يمكن أن نجد بين الرجال من يقبل بأن يُشبه بالمرأة، أو يوصف ببعض مواصفاتها النسائية، لما لذلك من دلالات ومعان مزاجية في نفسية الرجال واعتقادهم تبعا للغة وثقافة بعضهم، وما تحويه تلك الثقافة واللغة من معان ضمنية خفية يُفهم من غالبيتها، أن التشبيه بالمرأة لا يأتي إلا بهدف الذم والشتم والتحقير والتقليل من قدر وقيمة و رجولة الذكور، الذين يتسامح بعضهم، وتكون مستويات ردود أفعالهم عادية ومسالمة في غالبيتها، حين يُشبهون بالحمار أو التيس أو الجحش، هذا التشبيه الذي ترفضه جل نساء العالم، لكن وعيهن وثقافتهن وتفتحهن يجعلهن بالمقابل يتقبلن التشبه بالرجال، أي أن يكن مساويات لهم، بل ويكافحن ويناضلن ليكن مثلهم في كل شيء، بل ويتفاخرن بذلك، ليس لاقتناعهن بضعفهن وقلة حيلتهن ونقصان عقلهن ودينهن، لكن طمعا منهن في مشاركة الرجال في صناعة حلمهن، متاملات وخائفات عليه وعما سيجلبه المستقبل من نتائج على حقوقهن، أما الرجال فهم مرتاحون بأفضليتهم الواهمة عن النساء، إلى ما شاء الله.
حميد طولست [email protected]
........................



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية طاغية..
- حتى لا تتحول-الكوظا- إلى ريع سياسي!
- الله يلعنها حرية!!!
- الحقد...
- °طلاسم فاتورة الكهرباء
- الوجه لا لباس له «il n’y a pas de vêtement pour le visage».
- التبركيك والفضول الفقهي.
- الخبث السياسي.
- هل الجمال قيمة كونية؟
- لماذا الفنون والآثار الإنسانية؟.
- قضية انسانية
- فرحة الانتصار.
- فتاوى الفتنة لا تخلق رأياً عاماً في المجتمعات.
- فتاوى الفتنة لا تخلق رأياً عاماً، لكنها تغلق الوعي بالخرافة.
- ثقافة الإبتسام
- رمضان وعبق الماضي.
- من أجل هذا يحق لنا أن نغضب، بل وننفجر !
- الكتابة عن الكلاب.
- الأمازيغفوبيا والأحزاب الدينية..
- الميدان الذي في خاطري.


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد طولست - العيالات!!