أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عماد عطية - الجيش من المطالب الفئوية للوصاية على الدولة














المزيد.....

الجيش من المطالب الفئوية للوصاية على الدولة


عماد عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3535 - 2011 / 11 / 3 - 16:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


صدع المجلس العسكري و"كتابه" و"اعلامييه" رؤوس الجميع بالتحذير من مخاطر الاضرابات والاعتصامات، التي أسموها "فئوية"، على الاقتصاد المصري وتعطيلها المزعوم لما أسموه ب "عجلة الانتاج". وفي المقابل بح صوت الكثيرين لكشف زيف هذه الادعاءات والتأكيد أن العكس تماما هو الصحيح، فمطالب الملايين من العمال والموظفين بعزل القيادات الفاسدة واعادة هيكلة الأجور، ليست فقط مطلبا رئيسيا من مطالب الثورة، بل انها في الحقيقة مجرد خطوة لا غنى عنها لوضع الاقتصاد المصري على مسار التصحيح.
ولكن المناقشات التي دارت حول المبادئ الدستورية، وما انتهت اليه من وثيقة السلمي، العراب الجديد لحكم العسكر بعد طارق البشري، كشفت عن نوع آخر من المطالب الفئوية بحق، وهي مطالب الجيش من الدستور الجديد!! فلقد طالب المجلس العسكري بالنص في الدستور الجديد على بنود من شأنها أن تجعل الجيش فئة أو قوة أو سلطة فوق الشعب، بدلا من أن يكون جيشا الشعب.
جاء في وثيقة السلمي: "ويختص المجلس الأعلى للقوات المسلحة دون غيره بالنظر فى كل ما يتعلق بالشئون الخاصة بالقوات المسلحة ومناقشة بنود ميزانيتها على أن يتم إدراجها رقماً واحداً فى موازنة الدولة، كما يختص دون غيره بالموافقة على أى تشريع يتعلق بالقوات المسلحة قبل إصداره."
أي أن ميزانية القوات المسلحة هي ميزانية سرية لا تخضع لأي نوع من الرقابة من أي جهة على أوجه الصرف، علما بأن القوات المسلحة تمتلك العشرات من الشركات المدنية التي تتعامل مع جميع أوجه الحياة الاقتصادية في المجتمع وتتعاقد مع جهات حكومية وشركات خاصة، تتحكم - في بعض التقديرات - في حوالي ثلث الاقتصاد القومي، وهي بالطبع غير خاضعة لأي رقابة من الجهاز المركزي للمحاسبات أو غيره.
كما أن الجيش - طبقا للبند السابق وبخلاف أي فئة أخرى في المجتمع يتمتع بوضع خاص يضعه فوق الدولة ومؤسساتها حيث لا يحق لمجلس الشعب اصدار أي تشريع يتعلق بالقوات المسلحة دون موافقة المجلس العسكري.
أضف الى ذلك ان العسكريين لا يحاكمون الا أمام القضاء العسكري، حتى لو كانت الجريمة موقع المحاكمة لا علاقة لها بعملهم أو بالمجال العسكري، أي حتى لو كانت جريمة سرقة أو قتل أو حتى مشاجرة مع الجيران أو سائق تاكسي!! ولقد مد المجلس العسكري منذ بضعة أشهر هذه الحصانة والتي كانت قاصرة على العسكريين خلال خدمتهم في الجيش لتشملهم أيضا بعد التقاعد، وأغلب الظن أن محاكمة مبارك كانت وراء هذا التعديل!!
تبدو المسألة، طبقا لوثيقة السلمي، أكبر بكثير من مجرد فئة من فئات المجتمع تسعى للحصول على وضع خاص أو مزايا خاصة، مثل الشرطة والقضاء والجيش نفسه منذ عهد عبد الناصر، بل الرغبة في الهيمنة على الدولة وفرض وصاية كاملة عليها. مثلا:
- لجنة وضع الدستور، والتي تم تجريد مجلسي الشعب والشورى من سلطة اختيارها، ستضم 80 عضو من النقابات والجمعيات وغيره، ولكن على هذه الجهات أن تختار ضعف العدد المطلوب ليختار المجلس العسكري من بينهم من يشاء !!
- من حق المجلس الأعلى أن يعترض على ما يشاء في مشروع الدستور قبل استفتاء الشعب عليه !!
- اذا فشلت لجنة كتابة الدستور في انهاء عملها (أي في الوصول لدستور يرضى عنه المجلس العسكري) خلال ستة أشهر، يحق للمجلس تعيين لجنة جديدة لكتابة الدستور (طيب ما كان من الأول وبلاها انتخابات مجلس شعب وشورى وتضييع وقت وفلوس على الفاضي!!!)
يضاف الى ما سبق، الابقاء على المادة الخاصة بمجلس الأمن القومي دون تحديد صلاحياته، ويرتبط بذلك وجود أحكام متعددة يضاف اليها "بما لا يهدد الأمن القومي"، وذلك دون تحديد دقيق لمفهوم الأمن القومي، وهو ما بات ضروريا بعد أن امتد مفهوم الأمن القومي ليشمل مدنية الدولة واعتصامات التحرير وماسبيرو وصولا الى توزيع العيش وأنابيب البوتاجاز. والمؤكد أن القوات المسلحة لا يجب أن تنفرد بتحديد مفهوم الأمن القومي.
لا أقل من الوصاية والهيمنة الكاملة على الدولة والمجتمع، هذه هي الرسالة التي يبعث بها المجلس العسكري للجميع عبر وثيقة السلمي، وفي المقابل سنمنحكم الحق في اختيار رئيس جمهورية مدني، خاضع هو نفسه لوصاية المجلس العسكري.
عندما يستلم العسكريون السلطة، يغرقون الجيش بالمزايا خوفا من الانقلابات، ويدفعهم هذا بدوره للمزيد من التمسك بالسلطة. ويتم اضعاف جميع المؤسسات المدنية بحيث يبقى استمرار الحكم العسكري وكأنه ضرورة لا بديل عنها.
ولكن هل يمكن بالفعل أن تنتهي بنا ثورة 25 يناير لمزيد من العسكرة للمجال السياسي؟
أم أن الطاقات التي فجرتها هذه الثورة قادرة - عبر جولات جديدة - على هزيمة مخططات العسكر واجبارهم على العودة الى الثكنات؟
لا أعتقد أن أحدا يمكنه أن يتنبأ بمسار الصراع ضد الحكم العسكري في الفترة القادمة، ولكن المؤكد أن ملايين المصريين المتعطشين الى الحرية والعدالة، والتي أيقظت الثورة أمالهم وجعلتهم أكثر ثقة في قوتهم عندما يتجمعون، لن يرضخوا هذه المرة بسهولة، أو يعودوا للجحور كما يتوهم العسكريون ومنافقوهم، بل سيخوضون الجولات الجديدة من النضال بعزيمة أشد، ولن يكتفوا في المرة القادمة، بعد أن تعلموا الدرس، بالاطاحة برأس النظام ورموزه، بل سيقتلعونه من الجذور.



#عماد_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطر الحكم العسكري
- الشعب يريد الانتخابات الرئاسية
- جمعة 27 مايو .. وتصحيح مسار الثورة
- خطتان للثورة الديمقراطية !!
- المجلس الأعلى للقوات المسلحة، قيادة لمرحلة انتقالية .. أم لث ...
- حول الدور السياسي للمؤسسة العسكرية
- البحث عن بطريرك
- اليسار وأزمة المجتمع المصري
- حول مشكلات العمل النقابي المهني في مصر تجربة المهندسين الديم ...
- ملاحظات حول مستقبل الديمقراطية بين الليبراليين والحركة الاسل ...


المزيد.....




- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
- -وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة ...
- رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم ...
- مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
- أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
- تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
- -بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال ...
- بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عماد عطية - الجيش من المطالب الفئوية للوصاية على الدولة