|
بول البعير والحضانات الاربعة
محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 3535 - 2011 / 11 / 3 - 10:14
المحور:
كتابات ساخرة
حقيقة ابتلت الشعوب العربية في هذا الشرق المسمى بالشرق الاوسط ،بسلطتين: سلطة السلفيين في السعودية وسلطة ولي الفقيه في ايران وكلاهما ألعن من الاخر.. ولكننا نحمد الله على ان هناك صراعا حادا يدور بينهما لتقاسم النفوذ والسيطرة على المنطقة بكل الوسائل غير الشريفة، وتخيلوا لو انهما تحالفا مع بعضهما ضدنا لاصبح الواحد منا حين يدير وجهه نحو القبلة ليصلي صلاة المغرب تظهر له العصا من قبلة اخرى لتقول له :تذكر عدد الركعات التي ستصليها. ويبدو ان كل سلطة منهما نجحت الى حد بعيد في قضم كعكة الشرق الاوسط رغم ان صراعهما انتقل هذه الايام الى شمال افريقيا العربي. ايران لم تألو جهدا في غسل دماغ الكثير من البشر خصوصا وان لهم باع طويل في مجالات اثارة النعرات الطائفية والدينية وتصدير"سوالف" علي بابا الطائفي والاربعين حرامي الذين ينتمون الى مذهب آخر،كذلك يبدو ان السعودية بما تملك من ثقل مالي وهيبة على البسطاء من حكام الخليج خطت هي الاخرى خطوات فعالة،فقد قضمت ومازالت اراض من اليمن وقطر والبحرين والعراق والاردن وآخرها الامارات وبدأت تضخ مليارات الدولارات على اصحاب اللحى لشرائهم في ترويج فتاوى بول البعير والمرأة ناقصة عقل ودين وكيف نخطط لتزيين اللحى وكم طول شعراتها وماذا نفعل اذا ابيضت النواجذ. وكلما انتقلت ايران الى منطقة صراع سارعت السعودية الى نقل ثقلها الى تلك المنطقة وهذا مايحدث الان في البحرين والعراق. ايران تريد اعادة الحياة الى شيعة اهل البيت وكأن اهل البيت يحتاجون الى من يناصرهم غير الله والسعودية تريد فرض سلفيتها الدينية على هؤلاء لارجاعهم عشرات السنين الى الوراء حتى يتسنى لهم الانفراد بلمذات الدنيا ولا حاسب ولا رقيب. وظل الشارع العربي ومايزال يتساءل عما يدور في اذهان هؤلاء القوم لاسيما وانهم يعرفون ان اغلبية هذا الشارع يكن لهم الكره ومابعده كره ويعرفون كذلك ان دولاراتهم سوف تنفع ولكن الى حين خصوصا وان العالم اصبح صغيرا الى حد يمكن من خلاله انتقال المعلومة خلال ثوان بعد ان كانت،هذه المعلومة، يكابد صاحبها الامرين في ايصالها لمن يريد بعد اشابيع او شهور وربما لاتصل ابدا. ترى ماذا سيحصل لو ان السعودية ارادت ان تلملم دارها وناسها وتلتفت اليهم بدلا من هذا العبث الجنوني بحياة الناس خارج بلادهم؟ انه سؤال ساذج بل انه في منتهى السذاجة والرعونة ولكن لابد من طرحه. اذكر ذلك وانا اقرأ لاحد افراد العائلة المالكة في السعودية وهو يناشد لاطلاق حملة وطنية كبرى تمتد لأسابيع لمكافحة فقر فقراء المملكة واصفاً العهد الحالي في المملكة بأنه عهد العلم والإنسانية والتسامح . انه احد الامراء هناك ويسمى الأمير سعود بن منصور بن سعود الذي يشتغل بوظيفة امير وجاءت مناشدته تلك خلال لقاء خاص لصحيفة سبق الإلكترونية نشرته قبل يومين. وقال بالحرف الواحد: باسمي وباسم كل غيور على وطنه وأبناء وطنه نناشد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بافتتاح حملة وطنية كبرى تمتد لأسابيع؛ لمكافحة فقر فقراء المملكة خصوصا وأن الملك عبد الله أعلن وجود الفقر قبل سنوات بعد جولته التفقدية للأحياء الشعبية ورأى بأم عينيه أحوالهم التي لا تسر". لا اريد ان اوفر سوء النية فيما قاله هذا الامير رغم انه"امير" لايجرؤ الا في حدود ضيقة على مجابهة "اسود" المملكة ونمورها خصوصا في هذا المجال الخطر جدا.. كما لااريد ان اقول ان هذه المناشدة هي فخ مطبوخ جيدا لمعرفة الذين تسول لهم انفسهم في تأييد ماجاء في كلامه حتى يروحون في "شربة ماي" ولكن الارقام المطروحة يقف لها شعر الوليد وهي حسب ظني تنشر لاول مرة. 1- ذكر الامير:ان أعضاء مجلس الشورى السعودي توصلوا مؤخرا إلى أن 22 في المائة من سكان السعودية فقراء (حوالي 6 مليون شخص) وذلك بناء على إحصائيات التقرير السنوي لوزارة الشؤون الاجتماعية السعودية رغم الإعلان عن إنشاء إستراتيجية وطنية لمكافحة الفقر منذ عدة أعوام. 2- نفس التقرير تحدث عن وجود 3 ملايين سعودي تحت خط الفقر. 3- انتقد التقرير دور الحضانة التي يبلغ عددها 4 دور فقط على مستوى المملكة.(انها وايم الحق كارثة حقيقية). 4- تشير الإحصائيات إلى أن 600 ألف أسرة سعودية فقط تستفيد من الضمان الاجتماعي.وتخصص الدولة الضمان من أجل صرف المعونات المادية الشهرية أو السنوية للأسرة التي تحتاجها من خلال تقديم ما يثبت عدم وجود موارد مادية تكفل تسيير أمورها الحياتية. 5- منطقة جازان جنوب السعودية هي أعلى المناطق السعودية انتشارا للفقر بنسبة 6.85 في المائة بواقع 9700 أسرة تعيش فقرا مدقعاً، في حين تعتبر منطقة القصيم أعلى المناطق التي يقل فيها أعداد الأسر الفقيرة بواقع 506 أسرة. ان وارد بئر نفطي واحد يمكن ان يرفع مستوى حياة هؤلاء ليعيشوا في ظل نعيم المملكة الموقرة اليس كذلك؟. نعيد السؤال الساذج مرة اخرى: اليس الاجدر بالسعودية ان تلملم ناسها وتجعلهم لايمدون اياديهم توسلا بالامراء حتى على الاقل يبنون حائطا من الحماية لهم من غضب شعبهم؟. اليس من العيب تصدير بول البعير ولديهم اربع حضانات للاطفال فقط؟؟.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دودة البطيخة منها وفيها
-
احفادنا سامحونا .. فقد اضعنا دجلة والفرات
-
ماذا حدث في بغداد العرجاء بعد داحس والغبراء
-
ربطة العنق الكافرة
-
يما ترى انكسرت الشيشة
-
اسئلة الحوار المتمدن
-
الكذابون اخوان الشياطون
-
وحش الطاوة
-
استقبال المعزين بمناسبة وفاة الحكومة العراقية
-
العراق يصّدر التجارب الانسانية في عجائب البله والانانية
-
يابعد عيني يابت كاصد
-
عبادة الاوثان البشرية
-
مسرحية من ثلاثة فصول غير مفهومة
-
ظلمة ودليلها الله
-
القائد الضرورة محمود أحمدي نجاد
-
مراهقون في سوق النخاسة
-
ولاتنابزوا بامريكا ياقبانجي
-
الامير نايف والسيد النائب وبينهما حسين
-
طراطيش كلام مع اعتذار شديد اللهجة
-
هذا تالي عمرك يانجيفي تصرف لنفسك عيدية وتسرق
المزيد.....
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|