أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إحتراف الخديعة














المزيد.....


إحتراف الخديعة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3534 - 2011 / 11 / 2 - 20:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم الحداثة التى فرضت سيطرتها بما تحمل من تكنولوجيا على حياة الناس إلا أن نمطية التفكير لم تتغير بالحجم التى تطورت بها المعيش بشتى الأوجه ، بينما جاءت التحولات لتحدث نقلات نوعية حضارية تعامل معها الإنسان بكل إرتياحية وإيجابية خصوصاً وسائل التنقل بين العالم المتباعد الأقرب اليوم بفضلها وأدوات الإتصال الإفتراضية التى لم يعد الإنسان قادر على التأقلم دونها بل أصبحت جزء من شخصيته من الصعب التنازل عنها بسهولة .
كان الإعتماد الأكبر في القرون السابقة والأطول ، على الوسائل البسيطة البدائية التى تتطلب وقت وجهد كبيرين وإستنزاف لتحقيق ما يريد الوصول إليه ، لكن الطبيعة البشرية الباحثة بشكل دائم على ما ينقصها والراغبة في الوصول إلى الأسمى قد أثبتت بشكل قاطع قدرتها على ذلك دون أي شك ، إلا أن هذا التطور التدريجي شوهد في أماكن ولم يشاهد في الجهة الآخرى ، فأساليب التفكير عند الإنسان بقت فقيرة التطور ومتواضعة ليست بالكم التى تنامت بها التكنولوجيا وقد عبرت الخلدونية عنها مبكراً لقمة التحضر الشكلي والتراجع إلى البداوة عند أي خلل يُصيِب المرء ، مما جعلها تقف أمام حائط قد يكون أكثر صلابة لمفاهيم وتربويات زرعت في الدرس الأول فلا هو قادر على التقدم وتجاوز جميع العقابات التى تؤدي في بعض الأحيان إلى هلاك الذات مع الأخر ولا قادر على التراجع في حال تفاقمت الأوضاع لدرجة الإنحدار المنظم .
منذ المشهد الأول وليس وحدنا بل الأغلبية الساحقة نتابع المشهد السوري بحزافيره وقد سيطرت أفعال النظام على الذهن العام لقسوتها وحدتها بالتعامل مع من يطالب بحقه بحيث كان الأجدر أن يتعلم بأن الآلة القمعية لن تحرز أي نجاة من السقوط والتجربة قريبة مازالت حاضرة بقوة في تونس ومصر وليبيا فهي أكبر دليل بأن لا غنى للتحلي بالعقلانية والحكمة وضبط النفس والإبتعاد عن أي ممارسات قمعية أو قتل تزهق بها الأرواح دون وجه حق وبدم بارد ، لكن المصيبة تكمن في الجهتين الحاكم وأدواته القمعية ، فلا ندري ان كان زعيمهم صّدق هؤلاء الذين كسروا جرار الفخار وراء أبيه وأستقبلوه بالرز وباقات الورد وبين من ساهم في إفساد ضمائر لمجموعة لا بأس بها من حيث العدد وزور لهم الحقائق بأنهم ذاهبون إلى الجنة في دفاعهم عن نظام يمثل الوطنية والثبات بوجه العدو الإسرائيلي ، هناك حلقة مفقودة في قراءة هؤلاء الذين تغير كل شيىء في حياتهم بإستثناء عقولهم وما ترسخ بها منذ الصغر عبر ثقافة المسموع لِأبواق تتغذى على دم ذوي القربى بأن المتظاهرين تربوا في غرف المخابرات الغربية بهدف كسر جبهة المقاومة وإدخال البلد في حروب طائفية بينما تجد أغلب من في الحراك هم من المدن والقرى البعيدة عن العاصمة الأمنية بحيث بالكاد إن سنحت الفرصة لقليل منهم وطأة قدم في دائرة يشهد لها بإمتياز أمني صعب الإختراق ، لهذا أجزم أن هؤلاء لن يشاهدوا أجنبي إلا عبر التلفاز أو النت .
هو خمار رخيص يتوارى خلفه هذا الفكر كي يمنع رؤية الحقيقة التى تقول بأن لا كرامة لوطن دون كرامة المواطن وأن الحراك تفوق على كلمات وشعارات المعارضة التاريخية التى ثبت فشلها لعجزها أمام النظام بل من يخوض معركة الحرية اليوم هو الشعب الذي بدوره تجاوز جميع الدوائر المحنطة وأخذ الملف بكل قوة وحزم لكي يكسر التكلس ويرفع راية الحرية الخفاقة على أرض الوطن .
هذا النفاق المعيب يكشف عن إحتراف الخديعة التى بها أضلوا الكثير والتى ستجعل من يقف في مربع التصفيق حتى تورم اليدين بأنهم كان الأولى بهم الصراخ بوجه من يقتل شعبه ، وأتت لتضعنا الأن في حيز التأمل والتفكير لِيُكشف من خلال التطرف العنيف في حق من هو شريك في الخبز والماء والهواء عن العمق باللاشعور بالحقد والعداوة التى ظهرت عند أول محك إختباري حقيقي وجاد لكن الخطر متواصل بالرغم من سقوط جميع الأقنعة ، مازال عمى البصيرة تحجب عنهم رؤية أنفسهم على حقيقتها .
والسلام
كاتب عربي
عضو اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كسر الجِرار هو تعبير عصري عن رجم الشيطان
- الضحية تبحث عن جلادها
- فيتو يحلل القتل ويؤخر الحرية ...
- من لا يؤتمن على أبيه لا يؤتمن على تراب بلاده
- التحالف بلغ ذروته بين الشقاء والشعور بحرقة القلب
- خطاب أسمع من في القبور
- هويات متناحرة
- لا الطفولة ولا الشيخوخة محصنة
- حنيناً إلى الحرية
- ذوي القربى أشد جوعاً
- أقذام إحتلوا حياتنا
- الديمقراطية الناقصة
- التلفح في الماضي
- أنت في عداد الهالكين
- موجات تتسابق نحو الشاطىء ... لا تمكث
- عصيّ على الخداع
- لا قوة كقوة الضمير
- ويمكرونَ ويمكرُاللهُ واللهُ خيرُ الماكِرِينَ
- ما حدا أحسن من حدا
- تساوا في الجنون


المزيد.....




- الولايات المتحدة تصادر طائرة ثانية للرئيس مادورو (فيديو+صور) ...
- ترامب يفرض عقوبات على الجنائية الدولية، ورئيس وزراء إسرائيلي ...
- العلماء الروس يبتكرون منظومة للتحكم بسرب الطائرات المسيرة
- سويسرا.. تطوير مادة تعيد بناء العظام في وقت قياسي
- نتنياهو يناقش في واشنطن ترتيبات ما بعد الحرب مع حماس
- راهر يفسّر غضب شولتس من طلب ترامب الحصول على موارد أوكرانيا ...
- خبير يتحدث عن مساومة زيلينسكي لواشنطن وحظوظه في البقاء
- مستشار كيلوغ: ترامب سيحدد قريبا المحفزات والضغوط بالمفاوضات ...
- مصر.. إنقاذ طاقم مركب سياحي غرق في البحر الأحمر
-  تأثيرات الغطس في الماء البارد على الصحة والرفاهية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إحتراف الخديعة