|
انتخابات مجلس الشعب تحت شعار استمرار الثورة
محمد حسن خليل
الحوار المتمدن-العدد: 3534 - 2011 / 11 / 2 - 08:17
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
انتخابات مجلس الشعب تحت شعار استمرار الثورة الدكتور محمد حسن خليل تأتى انتخابات مجلس الشعب الحالية بعد أكثر من ثمانية أشهر من نجاح الثورة فى تحقيق هدفها المباشر بالإطاحة برأس النظام لكى تمثل حلقة جديدة من حلقات النضال من أجل تحقيق أهداف الثورة. وإذا كانت أهداف الثورة تتلخص فى تغيير حرية عدالة اجتماعية فإن تأمل محصلة ما جرى من تلك الأهداف يرينا حدود ما انجزته الثورة حتى الآن ومهامنا فى استكمال تحقيق تلك الأهداف. فقد اقتصر التغيير على تغيير رءوس النظام ومحاكمة رئيس الجمهورية وأنجاله ورؤساء مجلس الشعب والشورى وبعض الوزراء، بينما ظلت بيروقراطية الوزارات فى مكانها وما زالت تقود بنفس السياسات القديمة من حيث الجوهر. وتمت المحافظة على الأجهزة الأمنية رغم بعض التغيير فى الأشكال والأسماء دون أى تطهير جدى أو إعادة بناء أو محاسبة جدية للقيادات المسئولة عن جرائم ماقبل وأثناء الثورة. أما العدالة الاجتماعية فقد تم تأجيلها بحجة أننا فى وضع انتقالى، ولم يتم الاستجابة إلا إلى أقل القليل المتمثل فى زيادة الحد الأدنى للأجر الشامل إلى 700 جنية بزيادة البدلات حتى تصل إلى 200% لمن تقل بدلاته عن هذه القيمة! ورغم أن وزراة شرف الثانية قد صرحت على لسان نائب وزير الوزراء ووزير المالية الدكتور حازم الببلاوى عندما تولى أواخر يوليو عن إقرار حد أدنى وأقصى للأجور خلال شهر، ثم مدها حتى أوائل العام، ورغم كثرة الحديث فلا يوجد أى تحديد فعلى للحد الأقصى للأجور ويظل هناك من يبلغ إجمالى دخله أكثر من مليون جنية شهريا فى بلد يقبع حوالى نصف سكانه على الأقل تحت خط الفقر. ولم يصرف سوى وعود ورقية برفع أساسى الأجر إلى 350 جنيهاـ ربما فى يناير! رغم حكم المحكمة بان 1200 جنيها كحد أدنى للأجور تمثل فقط العودة لمستوى المعيشة الذا كان سائدا منذ ثلاثة عقود! ولم تتخذ سوى إجراءات بالغة المحدودية لإصلاح أوضاع المنتجين من نوع رفع أسعار توريد القمح بالنسبة للفلاحين, ولم تبذل أي جهود جدية للسيطرة على الأسعار حتى صار الوضع المعيشى للغالبية العظمى من الشعب أسوأ من قبل الثورة. ويعتبر المجلس العسكرى والحكومة أن موضوع الحرية أو الديمقراطية يتلخص فى إجراء الانتخابات البرلمانية ووجود حكومة منتخبة وبالتالى فإن تنظيم انتخابات مجلس الشعب هو تحقيق مطلب الثورة، وهذا بالطبع بعيد كل البعد عن الحقيقة. فالانتخابات البرلمانية حتى فى وجود أوسع الحريات فى الغرب مثلا لا تستطيع تجاوز قانون أن مراكز القوى البرلمانية هى مراكز القوى الاقتصادية، وقد رأينا مختلف أقسام الطبقات المالكة تستعد لتلك الانتخابات. لقد صرح محمد بديع مرشد الإخوان المسلمين أن ميزانية كل مرشح لهم عام 2005 كانت عشرة ملايين جنية، وهذا يعنى فى ظل أنه كان لهم 150 مرشح أن ميزانيتهم الانتخابية وصلت إلى مليار ونصف مليار جنية! ومن المتوقع بالطبع أن يستمر أو يزيد هذا المبلغ فى الانتخابات الراهنة وبالذات فى ظل تدفق الأموال الخليجية على كل التيارات الإسلامية من أجل تحجيم الثورة التى ترعبهم كما تزلزل أركان ملكياتهم المتآكلة. وبالقطع ينفق فلول الوطنى، المسئولين عن الفساد وإفساد الحياة السياسية قبل الثورة، مثل تلك الميزانيات، بل ويتجرأون بالتهديد بأنه فى حالة منعهم من دخول الانتخابات بقطع طريق الصعيد واللجوء للعصبيات ومراكزالقوى القبلية ورغم هذا فإن قبضة المجلس العسكرى، العنيفة على الاحتجاجات المعيشية والجريئة فى تجريم الاعتصامات والتهديد بالمحاكمات العسكرية، فتتراخى تلك القبضة فجأة على الفلول فلا ترد على تهديداتهم إلا بالاستجابة بإجراء الانتخابات فى أعقاب الثورة دون حظر خوضها على أعداء الثورة من خلال العزل السياسى! بل إنها توافق على الترخيص لهم بالعديد من الأحزاب الجديدة! بل ويدخلون أيضا من خلال العديد من الأحزاب الليبرالية مثل حزب الوفد الذى استقال عدد من أبرز رموزه احتجاجا على دخول الفلول إليه وعلى صفقاته مع المجلس العسكرى. إن اقتصار الديمقراطية على التصويت لانتخابات البرلمان كل خمس سنوات يصلح هدفا للأحزاب الليبرالية والإخوان والفلول حيث تتمكن من صيانة مصالحها وخدمتها إن بالقوانين أو بالنفوذ والحصانة البرلمانيتين، ويهمهم بالطبع تدجين المواطنين الذين تقتصر ممارستهم للديمقراطية على التصويت كل بضع سنوات! أما نحن وكل القوى الديمقراطية والثورية الحقة فنرى أن الحرية الحقيقية هى حرية الشعب المنتزعة من أسفل فى مجالات النشر والتنظيم والاجتماع والتظاهر والاعتصام ............الخ. إن جوهر الديمقراطية هو تفعيل المواطن، تأكيد حقه فى المعرفة من خلال الشفافية وحريات النشر والصحافة والاجتماع، وتأكيد حقه فى فرض إرادته ومساهمته فى صنع حياته من خلال حق التنظيم فى مختلف أشكال التنظيم الاجتماعى النقابى والحزبى والأهلى والتعاونى والإنتاجى. إن الديمقراطية ببساطة هى ديمقراطية الشعب وليست ديمقراطية النخب سياسية كانت أو فكرية. وقد أثرت الثورة بالفعل فى الديمقراطية من خلال انتزاع الشعب حرياته فى التعبير والتنظيم على المستوى العملى، فالثورة نفسها ليست سوى أرقى أشكال الديمقراطية والمشاركة الشعبية الجماعية وفرض إرادة الجماهير فى الإطاحة برءوس النظام الفاسد وإسقاط النظام والشروع فى بناء نظام جديد يؤكد ويعمل على تحقيق أهدافها فى التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية. ولكل هذا فإننا لا نخوض الانتخابات البرلمانية من أجل تحقيق أغلبية برلمانية تحقق أهدافنا، فهذا هو المستحيل بعينه كما أوضحنا علاقة البرلمان بمراكز القوى الاقتصادية، ولكننا نخوضها فى سياق عملنا من أجل استمرار الثورة. إن الانتخابات الحالية التى تأتى فى المناخ الثورى الراهن، والذى يشهد استقطابا حادا بين قوى الثورة وبين القوى المحافظة فى المجتمع وفى القلب منها الجسم الأساسى للثورة المضادة، تستأثر باهتمام الملايين من المواطنين الذين أطلقت الثورة اهتمامهم بالسياسة والشأن العام، كما عظمت من مشاركتهم فى الحياة العامة. ونحن نتوجه لهؤلاء المواطنين من مدخل الانتخابات لكى نطرح رؤيتنا الثورية حول الوضع الراهن للثورة الآن، والاستقطاب الحادث حولها، وطريقنا لتطوير الثورة واستكمال تحقيق أهدافها. ليس هذا فحسب بل أيضا نخوض المعركة من أجل تجسيد بناء كتل جماهيرية حول أهدافنا فى مختلف المواقع فى أدوات تنظيمية تقود تفعيل هذا الجمهور، ليس فقط فى لجان وعى انتخابى ولكن أيضا مختلف أشكال التنظيم الجماهيرى فى الأحياء والمدن والريف من جمعيات سياسية وثقافية وجمعيات خدمة مجتمع وجمعيات تعاونية للخدمات غير بناء وتقوية الأحزاب الثورية وفتح مقرات لها فى كل مكان. وبالطبع يتناقض هذا الهدف مع هدف القوى الليبرالية التى تبيع الأوهام البرلمانية من أجل اقتصار فعالية المواطنين على التصويت كل بضع سنوات! وكأن كل أهداف ومصالح الجماهير سوف تتحقق بواسطة سيادة النائب المحترم عندما يصل للبرلمان ويستريح المواطنون بمنازلهم! وبالقطع لا يعنى خوض المعركة الانتخابية من أجل المعركة السياسية التى توفر مثل هذا الالتحام بالشعب أن إنجاح بعض المرشحين ليس هدفنا. إن سيادة القوى والطبقات السياسية المسيطرة على أغلبية البرلمان لا يعنى استحالة وصول قوى ثورية للبرلمان، والوصول للبرلمان فى منتهى الفائدة بالنسبة لنا من زوايا عديدة. أولا يمكننا التواجد فى البرلمان من معرفة ومراقبة صياغة قوانين الدولة عن قرب ومراقبة مختلف طبقات المجتمع وهى تحاول فرض مصالحها من أجل البرلمان. وثانيا يمكننا هذا التواجد من استخدام منبر البرمان فى الدعاية لأهدافنا مستهدفين جمهور شعبنا الذى نخاطبه من تحت القبة وليس فقط الجالسون تحت القبة. كما يمكننا من فضح الأشكال والسلوكيات المعادية لمصالح جماهيرنا. كما يمكن الوضع الأدبى لنواب الشعب الثوريين من التضامن الفعال والمؤثر مع القطاعات المحتجة من الشعب ومساعدتها فى توصيل صوتها للمنابر الرسمية والصحافة والجمهور. وتمكن مقرات النائب البرلمانى فى دائرته من التواصل المنتظم مع جمهوره وتوصيل صوتهم للمجلس ومشاركتهم فيما يجرى داخل المجلس من مناقشات وقرارات تخص مصالحهم كمواطنين. والقوى الثورية وحدها هى التى تعتزم خوض المعركة الانتخابية تحت شعار الثورة مستمرة الذى يجسده فى الواقع "الديمقراطية للشعب، العدالة الاجتماعية الآن". إن تلك القوى هى التى تطرح قضايا الشعب وقضايا الثورة وتجعل منها محور دعايتها ومحور تنظيمها للجماهير، وهى التى تضطر القوى الأخرى إلى تناولها سواء بتأييد بعض مطالبها، وفى هذا بالتأكيد مكسب لنا لأنه يقوى فرص الفوز بتلك المطالب، أو بمعارضتها وهذا يفضح حدودها. لابد وأن تكون شعاراتنا حول تواطؤ السلطات القائمة بمجلسها العسكرى ومجلس وزاراتها بعدم المساس بامتيازات الأغنياء وعدم تحديد حد أقصى للاجور، وعدم زيادة الضرائب التصاعدية، والحديث فقط عن عدم توافر موارد وعن أهمية اللجوء للقروض الخارجية حيث يقترحون اقتراض 35 مليار دولار (أى أكثر من 100% من حجم الدين الحالى) كمصدر وحيد لتوافر السيولة! أما الفقراء فليس لهم سوى الصبر واحتمال وضع البلد الصعب (فهم وحدهم المضحون دائما مادمنا لن نمس امتيازات الأغنياء) والبعد عن الاحتجاجات "الفئوية" والتفرغ لزيادة الإنتاج! والمضحك أن الديون ونزيف احتياطى العملات الأجنبية يأتى لأن الحكومة تتدخل بائعة للدولارات من أجل الحفاظ على قيمة الجنية المصرى كما يقولون لتوفير الدولارات لكبار المستثمرين الأجانب والمصريين الذين يهربون أموالهم للخارج نظرا لعدم الاستقرار الداخلى!!! إن المصريين شعب كادح وذكى وبلدنا بلد غنى بعمل أبناءه وإنتاجهم فى الزراعة والصناعة والخدمات مما يعطيه الحق فى الحياة الكريمة. ليس هذا وحسب بل إنه أيضا غنى لأنه ورث ثروة عقارية ضخمة تتمثل فى البترول الذى يبلغ فائضه السنوى 60 مليار جنية، وقناة السويس التى يبلغ فائضها 30 مليارا أخرى غير عائد السياحة الذى تجاوز فى سنة الثورة 50 مليار جنية وتحويلات المصريين العاملين فى الخارج والتى بلغت حوالى 55 مليار جنية. ولكن البلد الغنى بعمل أبناءه وبموارده هو بلد يزيد الفقراء عن نصف سكانه بسبب النهب وسوء توزيع الدخل ونزح الكثير من فائضه للخارج تحت ستار أرباح المستثمرين الأجانب ونزح الأغنياء المصريين لثرواتهم للخارج. وآن الأوان لكى يحصل المواطنون على حقوقهم. آن أوان الحصول على هيكل أجور عادل وهيكل ضرئب عادل وموازنة عامة تنحاز للشعب بنسبة عادلة للتعليم والصحة والخدمات الاجتماعية وليست موازنة تدعم المستثمرين والمصدرين! إن هذا الطرح هو ما يفضح مختلف القوى الرجعية. إن القوى الدينية التى تخوض المعركة تحت شعارات غامضة حول تطبيق الشريعة وحول شعارات معادية للمواطنة ولا ترى فى الأقباط سوى ضيوف لهم حرية العبادة (على أحسن الفروض)وتنفى مفهوم المساواة فى المواطنة، ويرفع أقصى اليمين فيها من السلفيين وبعض الجماعات الإسلامية شعارات تكفير الديمقراطيين والعلمانيين فى الوقت الذى يمالئون فيه المجلس العسكرى بوضوح لا يكفى الرد عليها بالمناظرات الفكرية بل إن فضحهم أساسا يتمثل فى طرح القضايا الحيوية للشعب وتحديهم ان يأخذوا موقفا منها. إن الريف الذى يخضع الآن إلى قوانين الإيجارات الزراعية الجائرة التى تحابى الملاك على حساب المنتجين ويتعرض صغار الملاك إلى محاولات السرقة المنظمة لأرضهم من قبل لصوص الإصلاح الزراعى وتواطؤ سلطات الدولة، والذى يتعرض الفلاح فيه للإفلاس تحت سطوة سيطرة التجار وبنوك القرية على عمليات التمويل والتسويق وتوفير مستلزمات الإنتاج لن تحل مشاكله بما يتحدثون عنه من تطبيق الشريعة الإسلامية، وطرح القضية على هذا النحو يفرض عليهم النزول لساحة الواقع والإدلاء برأيهم فيما ينفع الناس، أو يفضح تعاليهم عما يمس حياة المصريين أو انحيازهم للقوى المستغلة بينهم. كما أن طرح مختلف القوى الليبرالية للديمقراطية المحلقة فوق الاحتياجات الملموسة لأبناء شعبنا يجبر بهذا الطرح على إبداء الرأى فى قضايا المصريين وأسباب مهاناتهم الحقيقية. إن خوض المعركة الانتخابية الحالية ليس شيئا غير مواصلة الثورة والنضال من أجلها فى الظروف الجديدة وهو ما سيدفع بالضرورة بقضية الثورة للأمام.
#محمد_حسن_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مستقبل الثورة: قراءة فى ميزان القوى الراهن
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|